ذاكرة الكتب.. كيف تخطت مصر النكسة وبدأت حرب استنزاف محت آثار الهزيمة سريعًا؟    شهداء وجرحى غالبيتهم أطفال في قصف إسرائيلي لمنزل مأهول شمال غزة    تراجع سعر الفراخ.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية اليوم الثلاثاء 11 يونيو 2024    استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة 8 آخرين في الضفة الغربية    اليوم.. طلاب الثانوية الأزهرية يؤدون امتحان مادة النحو    آسر ياسين لجمهوره: ولاد رزق طول عمرهم جامدين بس بالشايب بقوا أجمد (فيديو)    إسرائيل تقصف شحنة أسلحة تابعة لحزب الله    صور| وفاة أم حزنا على دخول ابنها في غيبوبة بعد تعرضه لحادث سير بطنطا    عاجل - مباشر حالة الطقس اليوم × الإسكندرية.. كم درجات الحرارة الآن في عروس البحر؟    ننشر التفاصيل الكاملة للقاء المشترك بين مصلحة الضرائب واتحاد الصناعات    عيد الأضحى 2024.. الإفتاء توضح مستحبات الذبح    هل يجوز الاضحية بالدجاج والبط؟ عالم أزهري يجيب    مصطفى كامل يتعرض لوعكة صحية خلال اجتماع نقابة الموسيقيين (تفاصيل)    زيلنسكي يصل إلى برلين للقاء شولتس    التجمع الوطني يسعى لجذب اليمينيين الآخرين قبل الانتخابات الفرنسية المبكرة    عيد الأضحى في تونس..عادات وتقاليد    إيلون ماسك يهدد بحظر استخدام أجهزة "أبل" في شركاته    أيمن يونس: لست راضيا عن تعادل مصر أمام غينيا بيساو.. وناصر ماهر شخصية لاعب دولي    عمرو أديب: مبقاش في مرتب بيكفي حد احنا موجودين عشان نقف جنب بعض    ضياء السيد: تصريحات حسام حسن أثارت حالة من الجدل.. وأمامه وقتًا طويلًا للاستعداد للمرحلة المقبلة    زكي عبد الفتاح: منتخب مصر عشوائي.. والشناوي مدير الكرة القادم في الأهلي    احتفالا بعيد الأضحى، جامعة بنها تنظم معرضا للسلع والمنتجات    صحة الفيوم تنظم تدريبا للأطباء الجدد على الرعاية الأساسية وتنظيم الأسرة    بعد 27 عاما من اعتزالها.. وفاة مها عطية إحدى بطلات «خرج ولم يعد»    تراجع سعر الذهب اليوم في السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الثلاثاء 11 يونيو 2024    مصر ترحب بقرار مجلس الأمن الداعي للتوصل لوقف شامل ودائم لإطلاق النار في غزة    وزراء خارجية "بريكس" يؤيدون منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة    إنتل توقف توسعة مصنع في إسرائيل بقيمة 25 مليار دولار    عيد الأضحى 2024.. إرشادات هامة لمرضى النقرس والكوليسترول    الحق في الدواء: الزيادة الأخيرة غير عادلة.. ومش قدرنا السيء والأسوأ    أحمد عبدالله محمود: «الناس في الشارع طلبوا مني أبعد عن أحمد العوضي» (فيديو)    بعد تصريحاته المثيرة للجدل.. إبراهيم فايق يوجه رسالة ل حسام حسن    إخماد حريق داخل حديقة فى مدينة 6 أكتوبر دون إصابات    مصرع سيدة صدمتها سيارة أثناء عبورها لطريق الفيوم الصحراوى    تحذير عاجل ل أصحاب التأشيرات غير النظامية قبل موسم حج 2024    مجموعة مصر.. سيراليون تتعادل مع بوركينا فاسو في تصفيات المونديال    «جابوا جون عشوائي».. أول تعليق من مروان عطية بعد تعادل منتخب مصر    قصواء الخلالي: وزير الإسكان مُستمتع بالتعنت ضد الإعلام والصحافة    رئيس خطة النواب: القطاع الخاص ستقفز استثماراته في مصر ل50%    إبراهيم عيسى: طريقة تشكيل الحكومة يظهر منهج غير صائب سياسيا    أحمد كريمة: لا يوجد في أيام العام ما يعادل فضل الأيام الأولى من ذي الحجة    وزير الإسكان يصطحب نائب رئيس جمهورية غينيا الاستوائية في جولة بالعلمين الجديدة    هل خروف الأضحية يجزئ عن الشخص فقط أم هو وأسرته؟.. أمين الفتوى يجيب (فيديو)    مفاجأة في حراسة مرمى الأهلي أمام فاركو ب الدوري المصري    بالصور.. احتفالية المصري اليوم بمناسبة 20 عامًا على تأسيسها    منتخب السودان بمواجهة نارية ضد جنوب السودان لاستعادة الصدارة من السنغال    وفد من وزراء التعليم الأفارقة يزور جامعة عين شمس .. تفاصيل وصور    إصابة 4 أشخاص في حادث انقلاب أتوبيس بالمنوفية    هل تحلف اليمين اليوم؟ الديهي يكشف موعد إعلان الحكومة الجديدة (فيديو)    الاستعلام عن حالة 3 مصابين جراء حادث مروري بالصف    وزيرة الثقافة تفتتح فعاليات الدورة 44 للمعرض العام.. وتُكرم عددًا من كبار مبدعي مصر والوطن العربي    أخبار 24 ساعة.. الحكومة: إجازة عيد الأضحى من السبت 15 يونيو حتى الخميس 20    الرقب: الساحة الإسرائيلية مشتعلة بعد انسحاب جانتس من حكومة الطوارئ    مصر ضد غينيا بيساو.. قرارات مثيرة للجدل تحكيميا وهدف مشكوك فى صحته    أستاذ اقتصاد: حظينا باستثمارات أوروبية الفترة الماضية.. وجذب المزيد ممكن    عالم موسوعي جمع بين الطب والأدب والتاريخ ..نشطاء يحييون الذكرى الأولى لوفاة " الجوادي"    هل يجوز الأضحية بالدجاج والبط؟.. محمد أبو هاشم يجيب (فيديو)    وزير الصحة: برنامج الزمالة المصرية يقوم بتخريج 3 آلاف طبيب سنويا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هيكل فى حديث "الخطر والأمل": السيسى قال لى منذ يومين إنه لا ينام إلا ساعتين.. وفريقه المعاون يحتاج أن يكبر.. والقوى السياسية متشرذمة لغياب الرؤية.. ويؤكد: ما حدث لصلاح دياب أقلقنى لأبعد مدى
نشر في اليوم السابع يوم 25 - 12 - 2015


قوى الماضى تريد العودة إلى المشهد
كل ما صنعه الشباب استولى عليه الإخوان وهذا سر إحباطهم
هذا البلد إذا لم يتنبه اخشى أنه يكون فى طريقه للخروج من التاريخ
فى نهاية عام 2015 تودع المنطقة عامها من خلف سحائب الغبار الكثيف الذى أثارته سنابك الخيل وأقدام المقاتلين، وتحت وطأة تعالى صليل السيوف ودوى قعقعات المعركة قتال شديد يكاد ضجيجه يصم الآذان خلف وراءه خرائط جديدة تُرسم وحوارات عالمية تدور رحاها الآن لرسم المستقبل للعالم الجديد.. وبين هذا وذاك تبقى آمال وطموحات الشعوب تشق عنان السماء ويبقى خطاب المستقبل هو الحل الغائب عن مصر والمنطقة.
ويقدم الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، فى حلقة جديدة من حلقات برنامج "مصر أين وإلى أين؟"، الذى تقدمه الإعلامية لميس الحديدى على فضائية "سى بى سي"، رؤية عميقة بعيدة عن السطحية والأمنيات الزائفة، مطلاً على تحديات عام 2016
بعد التحديات التى واجهنا فى عام 2015، وبالتأكيد قد نواجه مخاطر جمة فى عام 2016 ولكن وسط هذا قد تولد الفرص والأمل المشع.
وإلى نص الحوار..
الوضع الداخلى والبرلمان
* دائماً فى نهاية العام أعتدنا معك للنظر لعام مضى لكن بنظرة مختلفة لعام يأتى ونذكر أنك قلت أنه عام قد نواجه بعض المخاطر.. ونحن الآن قاب قوسين أو أدنى من انعقاد أول برلمان عقب ثورة 30 يونيو وسوف يفتتح الرئيس البرلمان قريباً وقد اكتملت المؤسسات الدستورية.. هل هذه لحظة فارقة؟
* نحن فى لحظة خطرة جداً.. بالتأكيد كنا نواجه خطورة غياب البوصلة، وفى بعض اللحظات ضلت البلد طريقها للمستقبل ونحاول الوصول من وقت لأخر لنقطة انطلاق حقيقية، وهنا نحتاج لجهد غير عادى لامساك زمام الأمور مرة أخرى ثم التطلع للعالم، ولا يبدو أننا نفهم ونعى العالم من حولنا كما يجب والتغيرات التى يمر بها العالم حولنا يومياً وكيف نجد طريقنا للمستقبل لغياب البوصلة.
وفى لحظة من اللحظات كنا نعرف أين نحن تقريباً؟.. لكن العالم تغير جداً وخرائطه يعاد رسمها، ولكن لم نستشرف نحن شكل ما هو حادث، ورغم أنكى تقولين نريد أن نعطى للناس أمل الآن، إلا أننا أمام لحظة فارقة وخطرة تحتاج لعمق أكبر مما نراه وجسارة أكبر مما نراها الآن.
والقضايا أمامنا أكبر من جهد رجل واحد فى إشارة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى أو مجموعة من الناس، فنحن أمام عالم إذا لم نلحق به سوف تتركنا عربة التاريخ، لا أريد التشاؤم لكن يجب أن نقلق لأننا نحتاج للنظرة العميقة لهذه اللحظة التاريخية، وأنا متفائل بالطبع لكن هناك مشكلة وهى غياب الحقائق، فضلاً عن أن مسالك الطرق غير واضحة ولا يزال العمل بدون خريطة واضحة دون خريطة لمستقبل أنا موجود فيه أمام العالم وما يقلقنى أننى أرى خرائط متغيرة ففى الأعلى أوروبا تتغير وأفريقيا أسفلنا تتحرك.. وتحركات واسعة وكبيرة فى آسيا ونحن لازلنا نقف ونأخذ الأمور على هوانا فى وضع تباطؤ وأتمنى فى هذه الحظة أن يضع أحدهم أمامى الطريق ومعالم الوصول إليه.
* سوف ننتقل إلى الوضع فى الخارج فيما بعد.. لكن دعنا نبدأ بالوضع فى الداخل.. ففى الداخل مثلاً ماذا تتوقع وتتمنى أن يقول الرئيس فى افتتاحه للبرلمان؟
* بصراحة لم يعد يهمنى ذلك بصراحة، الأقوال كثيرة جداً تناثرت والناس كلها تتكلم المهم الدخول بمحطة واضحة صوب المستقبل ويهمنى أن يدخل للبرلمان الجديد وهو لديه نقط واضحة دون كلام كثير، وأبرز هذه النقط هى تحديد التحديات.
ضعى خريطة العالم أمامك لتعرفى من معك ونحن مع من؟ ففى وقت من الأوقات كنا موجودين فى خرائط التحرر الأسيوى الأفريقى، لكن الآن لم نكن موجودين فيها، وكنا فى وقت من الأوقات موجودين فى حوض البحر الأبيض المتوسط وتراجعنا.. ولذا أخشى أن تكون عناصر القوة تاهت منا ونواجه عالم يقتضى أن نستجمع كافة قوانا وهذا غير موجود الآن.
* سنعرج مجدداً على الوضع الداخلى.. والرئيس السيسى ورث تركة ثقيلة؟
* الرئيس السيسى ربنا يكون فى عونه، فى أوقات كثيرة أتعجب كيف ينام الرئيس، وهو قد قال لى منذ يومين أنا لا أنام إلا ساعتين.
* ساعتين فقط ؟
*ليلاً
*من القلق؟
*القلق أقل بكثير ما نوصف به المخاطر وهذا البلد اذا لم يتنبه اخشى أنه يكون فى طريقه للخروج من التاريخ؟.
* من التاريخ ؟
* تتحدثين عن التفاؤل وأنا بالفعل بطبعى متفائل لكنى أحذر، ولا نستطيع أن نواجه مستقبل أمة بأوهامى وأحلامى ولكن المنطقة المحيطة الآن لم يصبح الوضع فيها مثل الرجل المريض الذى أُطلق على العثمانيين، لكنى أخشى أن نكون فى مرحلة أخطر من المرض، وأنا قلق وهذا حقيقى.
* الرئيس سوف يفتتح البرلمان خلال أيام.. دائماً كنت تقول أنه مطالب بأن يتحدث لبيان الحقيقة للناس هذه تحدياتنا وهذه مشكلاتنا وهذه طرق خروجنا منها؟ ماذا تتوقع؟
*هناك توقع وهناك تمنى وأنا أخشى باستمرار أنه قد يغلب عليه جانب الحذر ومن ثم التفاؤل، والرجل بطبعه متفائل وهذا جيد ولكن أخشى أن لا يتم تقليل الفجوة بين التفاؤل وبين الحقائق.
وحتى نقيس موقفنا لابد أن نسأل: أين أنا من رضا الناس بشكل كامل أو بشكل معين؟، أخشى أن أقول أن هناك أناس موافقين على ما يحدث لأن البدائل مخيفة وقد جربوها، ورأينا مصائب وهناك جزء من الرضا نوع من القبول بالمصائر لأن البدائل غائبة ولا أريد أن أقول مزعجة وأنا أتصور أن الرئيس وهو ذاهب للبرلمان لابد أن يقول الحقيقة لكن لابد أن يكون هناك طريق عملى للخروج من أزماتنا، ولا أتصور أن مصر وحدها قادرة على الخروج للمستقبل ووهى تحتاج لقوى حقيقية واحتياطات كافية، والاحتياطى الكافى هو العالم العربى وقوتك الذاتية هى قوى الاقتناع العام بما تفعليه ومن ثم نحتاج لمراجعة ولا أظن أن مجمل السياسات المطروحة على الساحة تكفى لإقناع الناس بأن هناك مستقبل مرضى ومقبول.
* من يحدد هذه الرؤية؟.. فى الولايات المتحدة الامريكية مثلاً الرئيس يأتى لسدة الحكم بوجهة نظر حزبه وبفريقه المعاون.. ولكن هنا الرئيس بلا حزب؟
*بلا حزب وهذه المشكلة.. فالمشكلة أن الرجل كان الله فى عونه جاء فى وطن دجر محمل بالأخطاء التاريخية التى لا أريد الدخول فيها، وجاء الرجل فوجد الرجل أرض فى منتهى الصعوبة وطرق المستقبل كلها عقبات لابد أن ترفع حتى يكون بوسع هذا البلد أن يتقدم، وأن تكون معه قوى واضحة وأن يكون الخطاب الرسمى فيه دعوة واضحة لمشاركة الجميع ومواجهة مواقف محددة ومفصلة ومدروس، وأخشى أننا نواجه ما لم ندرسه بشكل كافى ونواجه ما لا نحن مستعدين لمواجهته، ولا يمكن أن يعمل الرئيس بأربعة من المعاونين أو ثلاثة.
واجبات الرئيس
*مازلت ترى أن فريق الرئيس يحتاج أن يكبر أو يزيد عن هذا العدد؟
* الفريق المعاون للرئيس يحتاج أن يكبر جداً وأن يكون ممثل لشيء والفريق المعاون للرئيس فى أحسن الأحوال ناس لديهم نوايا طيبة، ولكن ما حوله بيروقراطية وهى لتسيير الأمور وليس للتغيير وهذا البلد يحتاج لتغيير الأمور أكثر من التسيير ونحن فى لحظة خطرة والتغيير ليس رفع الخيام، لكن يجب أن يكون هناك مقصد واضح وخريطة لما نريد أن نذهب ويحدد هذا حوار بين كل قوى الوطن وهذا غير حاصل.
وبداية الحوار الحقيقى هى تجهيز ممثلين حقيقين للشعب، وأن نطرح عليهم الحقائق والاحتمالات ثم نستمع لما يقال ومن ثم بلورة رؤية من نوع ما لمستقبل هذا البلد لكن تسيير الامور خطر.. ونحن أمام عالم يتغير وحتى ندرس نحتاج للتنبه أكثر من ذلك.
*ربما كان العام والنصف الاول من حكم الرئيس هو مهتم فيه بتثبيت أركان الدولة وحماية مؤسساتها وقد واجهت مصر إرهاباً ومخاطر وضغط خارجى هل هذا الهدف أنتهى؟
* أريد أن أقول أن هدف الأمن مطلوب عند التقدم فى أى خطوة مطلوب أن نفتح طرق تقدمك وأن نحمى أجنابنا من كافة النواحى لكن هناك ضرورة لتحديد هدف المستقبل لأنه افق مفتوح يجب أن نحدد إلى أين نحن ذاهبون؟.
*ماذا يجب أن يفعل؟
*أن يقوم بتشغيل هذا البلد بطاقته الكلمة؟ كيف يمكن لهذا البلد أن يتقدم والعالم كله يجرب ويتغير.. لابد أن نحشد قوى الوطن وعلى رؤية، والمشكلة هى أنه لا يوجد حشد لقوى هذا الوطن ولا رؤية وهناك نوايا طيبة وأمانى تثير الاحترام ولكن بالفعل القطار وقف فى المحطة فترة طويلة، وهبط ركاب ينتظرون الصفارة للإنطلاق.
* ولا نعرف أين سيذهب بنا القطار؟
*بالفعل ذهبنا وتوقفنا ولا نعلم إلى أى اتجاه سيقودنا القطار؟ الحقيقة هناك أشياء كثيرة متروكة للتمنى وأنا أخشى من هذا.
تلاسن المجتمع والاستقطاب
* تشغيل الطاقة الكلمة للمجتمع.. هل ترى أن أول خطوة تجفيف حدة الاستقطاب؟
*أول خطوة لا يمكن لبلد يذهب لمستقبله وهو متوتر وخائف من المستقبل ولا يمكن هذا دون خريطة للمستقبل هناك اشياء كثيرة جداً وأنا أرى الخطاب العام فى هذا البلد مرتبك ومختلط بشكل غير طبيعى.
* وهناك تلاسن؟
* يوجد ما هو أسوأ من التلاسن ووصلنا لحد التخوين وأصبح هناك سيادة لخطاب الجهل، ومطلوب من القيادة أن ترسم الطريق.
*ولكن ونحن نرى فى الإعلام تلاسن وسباب وأشياء أخرى.. هل تدخل الرئيس أحد أحد أدواره؟
* لا يستطيع أن يضبط هذا الشيء ولكن ما هو أسباب التلاسن؟.. أسباب التلاسن هو أن هناك فراغ موجود فى الرؤى السياسية وطرق الحركة للمستقبل وقصور فى توصيف المستقبل والتلاسن يأتى من العطلة ولا يوجد قاطرة تعمل وتسير وليس لها صوت مسموع والجميع يقول ما يقول فى وسط غياب الحقائق وهناك سطحية شديدة فى تناول شئون المستقبل، ونجد أن النبرة الخطابية النقدية تنقد ولا أحد يعطى افكاراً.
*قلت أن يجتمع الرئيس مع قوى المجتمع لكن بصراحة الأحزاب ضعيفة جداً ومتفتتة جداً؟
أول واحد أعترف بهذا.. لكن ضعى برنامجك وتوجهى به إلى الشعب وحدث هذا فى التاريخ فرنسا فى أعقاب الحرب العالمية جاء ديجول فى هذه اللحظات ما هى طريقة النهضة؟ جاء ديجول فقدم برنامج وجده البعض صعباً للتحقيق وبدى أمام البعض وكأنه وهم لكن الإرادة حولته من وهم لتصور لفعل.
القضية أنه لم يمنح أحدهم خريطة لهذا البلد لتصور مستقبلى لها وكيف تنهض وأيضا الوطن العربى هل يعقل أن تترك سوريا فى هذه اللحظة فى هذه الأوضاع أعلم أن لدينا مشكلة انظرى عواصم العالم العربى التى كانت متفاعلة أصبحت ليس بها حيوية حتى المتخاصمة فى بعض الأحيان وحتى فى الخصام فقد كنت فى بعض الأحيان وقت التخاصم متفاعلة مع بعضها البعض بشكل أو بأخر والجزائر مثلاً كانت من أنصار المقاتلة ونحن كنا من انصار التهدئة لكن المشكلة أننا اليوم وجدنا الخلافات تحولت لخلافات شخصية وحساسيات وهى ليست لا تصب فى ذات الهدف وهو هدف التقدم.
مهمة القيادة ومضمون الرسالة
* لكن هذه الحكومة لديها مشاكل كثيرة فى كل يوم تستقيظ على مشكلات الإرث القديم والناس لم يعد بوسعها تلحق تفكر بشكل استراتيجى؟
* الموقف معقد كثيراً والمشكلة أن غياب الرؤى، وغياب الحوار أحد الأسباب لكنى أرى تخبط فى الظلام أكثر من اللازم وقلق منه.
* أعود للحياة السياسية هل ترى أن هذه الأحزاب هى تمثل هذا الشعب وتمثل القوى الحقيقية فى الشعب أم أننا أمام هياكل لمؤسسات فى النهاية لا تعكس حقيقة القوى الكامنة للشعب؟
* قد أتفق معكى أنها قد لا تمثل شيء لكن دعيها تمثل أى شيء أطرحى رؤى المستقبل هنا المبرر الوحيد لبقاء أى حد فى السلطة أو مجيئه أن يكون لديه رؤية حتى لو غير مرتبة على أن يرتبها الحوار وهذا قد يحدث والتسيير ليس رؤية أما التغيير والتقدم لما يوائم العصر هو المطلوب.
*ماهو مضمون الرسالة ؟
*الرسالة مضمونها أن يقول أحدهم، هناك أمل نعم هناك عناصر لهذا الأمل وهذه وسيلتى لتحقيق هذا الأمل وهذه عجلاتى للتقدم إليه.
* سأعود للشأن الداخلى ومرة أخرى للبرلمان حيث أنه على الأبواب وهناك ائتلافات حيث نرى ائتلاف بين أحزاب ومستقلين هل ترى أنه كان يجب أن يكون للرئيس أغلبية أفضل من هذه الأغلبية التى قد تبدو مصطنعة؟
* أنتى تقولى أنها أغلبية مصطنعة لأن البلد تبدو فى حالة تشرذم كامل لأنه لا يوجد رؤية أطلب عليها أجماع الناس.. الأمانى الطيبة لا تصنع رؤى واعتقد أن الاحزاب باستمرار المعارضة أو القوى السياسية تأتى ردة فعل لأمرين أول شيء الأمانى المطلوبة لدى الناس والأمر الثانى هى كمية الضغوط التى ممكن تعمل تحتها هذه القوى وقيمتها ولا يوجد توصيف كامل لما هو موجود من أهداف وتصورات ولا يوجد قوى تشد فى هذا الاتجاه والوسيلة انا أعتقد هو خطاب حقيقة لا يثير التشاؤم بقدر ما يمثل الحقيقة الكاملة ثم يرسم طريق لتحقيقه أنا حتى هذه اللحظة لم أرى هذا وأرى فقط أمانى طيبة وخطوات لا باس بها فى بعض الاتجاهات لكنى لم أرى تكامل فى هذا كله.
* لكن هذا النظام يسعى لتحقيق رغبات الناس التى تريد أكل وشرب وتعليم ؟
*اكل الناس هو أبسط شيء ممكن تحقيقه تصورى مستقبل وأعطيه للناس، وأعود إلى ما فعله عبد الناصر وقيمة ما صنعه رغم الأخطاء لكن فى لحظة من اللحظات عبر عن مطالب الناس وحاول التحرك فى طريق الاستجابة لها وهذا جعله بطل شعبى.
الرئيس السيسى جاء وسط أمال للناس وهذا حقيقى، والرجل جاء وأراد أن يفعل لكن المشكلة فى ظنى تتمثل فى أمرين أن العدد المحيط به قليل جداً والشيء الثانى أن الرؤى التى أمامه لا تكفى لتعكس التصورات الكثيرة للمستقبل، ونريد منه أن يفتح المزيد من المجال العام وأنا أعرف أن المجال العام مليء بسلبيات.
صلاح دياب
* فى الشأن الاقتصادى.. ما يبدو من قلق وتوتر بين القطاع الخاص والنظام هل أزعجك ما حدث لصلاح دياب؟
* أقلقنى لا بعد مدى وما حدث لصلاح دياب غريب جداً أن نقف ندافع عن شخص لكن أنا رأيت صورته يوم اعتقاله فى فناء بيته وهو فى حالة ذهول لما حدث له، ولا أتصور أن شخص له دور أو حيز من البلد ليس ذلك فقط بل أى مواطن أن يدخل إليه أحدهم ويأخذه من غرفة نومه، ماذا لو انتظرنا للصباح لماذا فى منتصف الليل.
*ما هى خطر هذه الصورة؟
*اذا لم تقولى أن هذه الصورة تقلق الكثيرين جدا نغالط أنفسنا لا يمكن أن يحدث هذا فى حيز صلاح دياب ونقول للناس أطمئنوا وأعملوا وأنتم لديكم الفرصة، وما حدث قد يبدو وكأنه "رأس الذئب الطائر" موجود.
*تم الإفراج عنه ولكن لا نعرف كيف حدث؟
* لا أعرف أن أحدهم حوسب ولا أعرف لماذا حدث؟ وأنا شخصياً مستعد أن أقول أن أى رجل أعمال قد يقوم بشيء قد يستوجب المسائلة لكن طريقة المسائلة لا بد أن تكون مختلفة حددوا له موعد وقولوا له تعالى فى الصباح وهات محاميك معك وأنا اذهب لكن أتوجه لبيوت الناس بهذه الطريقة وأخذ الرجل بهذا الشكل أمر غير مفهوم ثم عندما يتذمر الناس نتركه؟.
* ليست كارثة لكنها صورة لما تكرر فى بعض الانظمة السياسية.. وتكرر ليس بنفس الصورة ولكن بأشكال مختلفة؟
* صلاح دياب اهتممنا به لأنه نجم لكن هناك أناس غير معروفين تنقض عليهم صواعق من السماء ولا نعرف عنهم شيئاً.
*هل تشعر أن العدل غائب ؟
*العدل هو معيار انسانى تختلف فيه الرؤى، ولكن هناك قانون ومهمته أن يصوغ العدل فى نصوص قابلة للتطبيق.
*هل ترى أن ان القانون لايطبق بالشكل اللازم ؟
*فى حالة صلاح دياب القانون لم يطبق ولا يمكن أن يكون هناك قانون يتسق أن يوقظ أحدهم من نومه ويجد مسدسات موجهة إليه.
الشباب والمستقبل
*لا يمكن أن يكون هناك خارطة للمستقبل دون أن يكون الشباب جزءاً منها هذا الجيل جزء منها ونصف سكان مصر من الشباب ؟
*كيف يمكن أن يجذب شباب دون وجود نموذج واضح.. كيف يمكن شد شباب للعمل السياسى.
*الشباب بعضه محبط ولا أريد أن اقول كله ؟
* بعضه وهنا عدة اشياء فى مسألة إحباط الشباب أول شيء أن العالم كله فى لحظة انتقال والمطالب متغيرة وهناك حالة سيولة كلمة وبالفعل أن أى حاكم ممكن أن يأتى لتحديد بالضبط ما هو المطلوب فالكل يرى أن ما نراه وهو شعور طاغى أن ما أراه ليس مقنعاً لكن لا أقدم تصوراً لما أريد والصورة تتغير كثيراً.
*وربما يشعر الشباب أنه بعد ثورتين لم يستطع تحقيق أحلامه ؟
*هذا صحيح وجزء من المشكلة الحالية التى نعيشها ففى خمسة وعشرين يناير كل الناس كانت تشعر أنكى أمام شباب حدودهم هى السماء وبشكل أو بأخر أحبط لأمرين أول شيء أن ما صنعه ذهب للإخوان ثم جاء تصحيح عملية الاخوان ولكن حتى الآن التصحيح لازال يعبر عن أمانى ورؤى ليست مكتملة ولا يوجد خطة ولا نداء واضح.
*هل تشعر أن قوى الماضى تظهر بين الفينة والأخرى تطل برأسها وتلوح لنا؟
* أليس هذا طبيعياً؟ هل تتصورى أن وضع الماضى يصاب بسكتة ويختفى ويخرج مستقبل مزهر مشرق من تلقاء نفسه لابد أن نتصور أن هناك مراحل اختلاط والتباس بين ما كان وبين ما تطلبين.
*وهناك قوى تريد أن تعود؟
*هذا طبيعى أنها تريد أن تعود.
موضوعات متعلقة..
هيكل ل"لميس الحديدى": السيسى يحاول نقل الثقة للشعب.. نعيش زمن الشباب والوجوه القديمة تعود لحجبهم و"العواجيز مش عاوزين يمشوا".. رأس المال "ولد الكوتشينة يريد قش كل حاجة".. وأجهزة الأمن لم تغير أسلوبها
هيكل: السيسى يواجه ظروفا دولية أصعب مما واجهت عبدالناصر.. الكاتب الكبير ل"لميس الحديدى": يجب أن يكون لمصر علاقات قوية مع إيران وتركيا وإثيوبيا..وبوتين تدخل فى سوريا بعدما أدرك لحظة ضعف أمريكا وأوروبا
الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل: لا خوف على مصر من داعش.. قد يقبل المصريون حسن البنا أما "البغدادى" فلا أحد يقبله.. المسئولون ليس لديهم الإرادة لصنع تاريخهم.. أخشى أن تغرق السعودية فى مستنقع اليمن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.