تعتزم وكالة الفضاء الأوروبية إخراج مركبة الفضاء "روزيتا" التى تلاحق مذنبا منذ إطلاقها قبل عشر سنوات، من حالة سبات كانت دخلتها قبل 957 يوما فى الفضاء السحيق، فى وقت لاحق من يناير الجارى. منذ إطلاقها من قاعدة الفضاء الأوروبية "كورو" فى مارس 2004 سافرت روزيتا مسافة تقارب الثمانية مليون كيلو مترا بعيدا عن الشمس وبالقرب من مدار كوكب المشترى. مرت روزيتا بجوار كوكب الأرض خلال رحلتها ثلاث مرات وبجوار المريخ مرة واحدة وحلقت بالقرب من كويكبين، المسبار الأوروبى يقترب حاليا من وجهته، المذنب الغامض 67 بى تشوريوموف-غيراسيمنكو، وهو- المسبار- يتحرك صوب الشمس. وضع المسبار روزيتا فى حالة السبات معظم الفترة التى قضاها فى الفضاء السحيق، وقال البروفيسور باولو فيرى رئيس قسم عمليات المهمة فى وكالة الفضاء الأوروبية: "لقد أبحر فى الفضاء مدة عشر سنوات تقريبا، وفى العامين ونصف العام الأخيرين كان أبعد ما يكون عن الشمس لذا لم نتمكن من إبقائه على حالة النشاط الكامل لذا اضطررنا لوقف أجهزته عن العمل". "لم يحدث أى اتصال به خلال فترة العامين ونصف العام، ويوم الاثنين (المقبل) سنتلقى أول إشارة". تجدر الإشارة إلى أن الحاسبات وأجهزة الإرسال على متن المسبار كانت تعمل بأشعة الطاقة الشمسية لكن مع ابتعاد المسبار عن مدار الشمس بمئات الملايين من الكيلو مترات، لم تعد الأجهزة تعمل بكفاءة. "لقد اضطررنا لتشغيله وتركه وحده (بعد) إطفاء كافة العناصر غير الأساسية وتركه لمدة عامين ونصف العام دون أى اتصال ونأمل أن يكون قد نجا خلال تلك الفترة". لكن العلماء المشرفين على مشروع "روزيتا" أمامهم مهلة زمنية قصيرة لإعداده لمغامرته العلمية التالية والمتمثلة فى مواجهة المذنب 67 بى تشوريوموف-غيراسيمنكو. إذا ما سارت الأمور حسب المخطط، فإن روزيتا سيبدأ فى البحث عن 67 بي- كتلة صخرية جليدية يبلغ قطرها نحو أربعة كيلو مترات لا يمكن للعين المجردة أن ترها. ساعة التنبيه الداخلية فى المسبار سوف تدق فى تمام الساعة 1000 بتوقيت غرينتش يوم غد الموافق 20 يناير، فيما لا يتوقع استقبال أى إشارة من المسبار قبل الساعة 1730 بتوقيت غرينتش. روزيتا سوف يلتقى 67 بى فى أغسطس 2014 وسيصبح أول مسبار فضائى يدور حول نواة مذنب كما سيصبح فى وقت لاحق من العام أول مركبة فضاء كشفية تطلق مركبة استكشاف آلية يطلق عليها "فيلة"- الاسم مستمد من جزيرة فيلة فى نهر النيل- لتهبط على سطح مذنب. المسبار سيكون أول مركبة فضاء ترافق مذنبا خلال رحلته حول الشمس. وتعتبر المذنبات اللبنات البدائية لبناء النظام الشمسى ويرجح أن تكون ساعدت فى إمداد الأرض بالماء. يقول فيرى :" عبر تاريخ الأرض الممتد لآلاف السنين، أثرت المذنبات فى تطورنا.. وربما فى تطور الحياة منذ بدء الخليقة وحتى لحظة الأفول". "هناك الكثير من النظريات عن مذنبات تضرب الأرض وتسبب كوارث عالمية.. ومن ثم فإن فهم المذنبات أمر مهم أيضا لمعرفة ما يمكن عمله مستقبلا للدفاع عن الأرض من (خطر) المذنبات". من خلال دراسة طبيعة الغبار والغازات المكونة للمذنبات، قد يساعد المسبار روزيتا العلماء فى معرفة المزيد عن دور المذنبات فى تطور النظام الشمسى. سيواصل المسباران روزيتا وفيلة إرسال البيانات حتى تنتهى بطاريات تشغيلهما أو يصيب الحطام المندفع من المذنب أداوت الاستشعار فيهما بأعطال لا يمكن إصلاحها. لمزيد من أخبار المنوعات.. "الشبّة".. الحل الأمثل لإزالة رائحة العرق الكريهة بطريقة طبيعية بالصور.. اصنع تقويمًا خاصًا لمكتبك من غلاف ال "CD" حمل أى أغنية من Sound Cloud بكل سهولة على متصفح "فاير فوكس"
