وجهت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية اللوم للولايات المتحدة على عودتها إلى منطقة الشرق الأوسط قائلة "إن هذه المنطقة تمثل هاجسا للولايات المتحدة برغم أن سكانها لا يتعدون ثلث سكان الصين". وقالت الصحيفة – فى سياق مقال نشرته اليوم الثلاثاء على موقعها الإلكترونى – إنه من الناحية النظرية تلتزم أمريكا بمحور تجاه آسيا يضع الشئون الأسيوية فى قلب السياسة الخارجية الأمريكية . ولكن من الناحية العملية وكما يشير أحد المسئولين الأمريكيين فإن البيت الأبيض مهتم بإدارة الأزمات، وفى السياسة الخارجية نجد 90% من الأزمات بمنطقة الشرق الأوسط". وأوضحت الصحيفة أن ذلك الأمر كان حقيقيا بالتأكيد فى عام 2013 مع نشوب حرب أهلية فى سوريا وإطاحة الجيش فى مصر بالرئيس السابق محمد مرسى وبداية مفاوضات نووية جادة مع إيران. ورأت الصحيفة أن أول عام كامل لجون كيرى فى منصب وزير الخارجية الأمريكى عزز عودة محور أمريكا إلى الشرق الأوسط، وقالت الصحيفة إن اختيار كيرى للأولويات كان مفاجئا، حيث إنه لم يفضل الشرق الأوسط فحسب بل ركز أيضا على عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وليس المشاكل الإنسانية مثل النزاع السورى الذى أجهز على حياة أكثر من 100 ألف شخص والاضطراب العنيف فى مصر والتوترات التى يتسبب بها البرنامج النووى الإيرانى. وأضافت الصحيفة أن رؤية من يحثون على إعادة التوازن للسياسة الخارجية الأمريكية تجاه آسيا لا تزال سليمة، حيث إن منطقتى جنوب وشرق آسيا بهما أكثر من نصف سكان العالم ويقعان فى قلب الاقتصاد العالمى كما أن القوة السياسية والإستراتيجية تأتى من الصين والهند وجيرانهما. وأوضحت الصحيفة أنه فى حال وقوع صراع بين اليابانوالصين العام المقبل فإن المسئولين الأمريكيين قد يشعرون بالندم على أن 2013 كان عام عودة السياسة الأمريكية إلى التركيز على الشرق الأوسط.