حظيت قضية مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية "إتش آى فى" المسبب لمرض الإيدز ومرض الدرن (السل) والملاريا والأمراض المعدية الأخرى بأهمية كبيرة لدى قمم الاتحاد الأفريقى السابقة وأدرجت ضمن الموضوعات المهمة التى ستناقشها القمة المرتقبة المقررة يوم 27 يناير الجارى بأديس أبابا بناء على اقتراح من نيجيريا. ويعود اهتمام الاتحاد الأفريقى بمكافحة تفشى وباء الإيدز فى دول القارة بشكل خاص بعد أن أشار تقرير لبرنامج الأممالمتحدة لمكافحة الإيدز صدر مؤخرا إلى تراجع عدد الوفيات بسبب الإيدز خلال السنوات القلائل الماضية، حيث أوضح التقرير أن 8ر1 مليون شخص توفوا بسبب الإيدز عام 2010، بينما توفى 2.2 مليون شخص بسبب المرض عام 2005، وهو ما يشير إلى أهمية البناء على النجاحات التى سجلت فى هذا المجال وتعزيزها ومواصلتها. وأشار تقرير برنامج الأممالمتحدة لمكافحة الإيدز أيضا إلى أن معدل الإصابة بالفيروس حاليا بلغ 8ر0 فى المئة على مستوى العالم و5 فى المئة على مستوى إفريقيا وأن هناك 33 مليون شخص مصاب بالفيروس فى العالم ويوجد 68 فى المئة منهم فى إفريقيا وحدها. ويأتى إدراج هذا البند فى القمة المقبلة فى إطار متابعة قمة الاتحاد الأفريقى حول فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" والسل والأمراض المعدية الأخرى والتى عقدت بأبوجا فى نيجيريا عام 2001، وتبنت "إعلان وإطار أبوجا لمكافحة الملاريا وفيروس الإيدز والسل والأمراض المعدية الأخرى" بهدف تعزيز جهود وعمل قارة أفريقيا بصفة جماعية وفردية للحد من المعدل المذهل لتفشى تلك الأمراض والتى تؤدى إلى تقويض التقدم المحرز على درب التنمية الاجتماعية الاقتصادية. واقترحت نيجيريا فى التقرير المطروح على القمة المرتقبة يوم 27 يناير الجارى، استضافة قمة خاصة لمتابعة مؤتمر الاتحاد الأفريقى حول التزامات أبوجا يعقد خلال شهر يوليو أو أغسطس من العام الجارى 2013. ويقول التقرير الذى طرحته مفوضية الاتحاد الأفريقى على جدول أعمال القمة المرتقبة: إن تلك الالتزامات الرفيعة المستوى من دول القارة بمكافحة الإيدز والسل والملاريا شكلت نقطة تحول فى استجابة القارة لتلك الأمراض الثلاثة، مشيرا إلى أن إعلان وإطار عمل قمة أبوجا لعام 2001 تضمن أيضا الموقف الأفريقى الموحد حول فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز والذى قدم إلى الجمعية العام للأمم المتحدة، حيث خلصت إلى إصدار إعلان الأم المتحدة التاريخى للالتزام بشأن فيروس الإيدز وأيضا تأسيس الصندوق العالمى لمكافحة الإيدز والسل والملاريا. وأدى إعلان أبوجا والالتزامات اللاحقة إلى زيادة كبيرة فى حشد الموارد ورفع مستويات البرامج لمكافحة تلك الأمراض فى أفريقيا. وفى بداية عام 2006، ظهر زخم جديد نتيجة التوافق الدولى الناشئ بشأن توفير خدمات التوعية والفحص والعلاج للجميع كوسيلة لتحقيق الهدف السادس من الأهداف الإنمائية للألفية وغيرها من الأهداف ذات الصلة بالصحة، وتوج هذا الزخم باعتماد "نداء أبوجا لتعجيل العمل لضمان توفير للجميع خدمات التوعية والوقاية والفحص من الفيروس المسبب للإيدز والسل والملاريا فى أفريقيا والالتزامات ذات الصلة خلال القمة الخاصة التى عقدت فى أبوجا فى مايو 2006 تحت شعار " توفير للجميع خدمات الوقاية ومكافحة الإيدز والسل والملاريا بحلول 2010". واكد التقرير أن هناك ارادة سياسية والتزامات واضحة لضمان توفير للجميع الخدمات وتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية المتعلقة بالصحة بحلول 2015، حيث ازداد التمويل لمكافحة الأمراض الثلاثة بصورة ملحوظة فى السنوات الأخيرة، وكذلك المكاسب المحققة من حيث التأثير، وارتفع مستوى التدخلات للوقاية من الإيدز فى البلدان الأفريقية التى ترتفع فيها نسبة الإصابة إلى خفض نسبة حالات إصابة جديدة.