الذين يقرءون التاريخ يعرفون جيدا أن ما صنعته بنا أمريكا بواسطة مرسى وفريق الإخوان هو تنفيذ وتحقيق للمخطط الاستعمارى الذى خططته وصاغته وأعلنته الصهيونية والصليبية العالمية؛ لتفتيت العالم الإسلامى، وتجزئته وتحويله إلى "فسيفساء ورقية" يكون فيه الكيان الصهيونى السيد المطاع، وذلك منذ إنشاء هذا الكيان الصهيونى على أرض فلسطين 1948 م، وحتى لا ننسى ما حدث لنا وما يحدث الآن وما سوف يحدث فى المستقبل، فيكون دافعًا لنا على العمل والحركة؛ لوقف الطوفان القادم. لابد أن نعرف بمخطط برنارد لويس العراب الصهيونى. صاحب أخطر مشروع فى هذا القرن لتفتيت العالم العربى والإسلامى من باكستان إلى المغرب، والذى نشرته مجلة وزارة الدفاع الأمريكية. كتب "لويس" كثيرًا، وتداخل فى تاريخ الإسلام والمسلمين؛ حيث اعتبر مرجعًا فيه، فكتب عن كلِّ ما يسىء للتاريخ الإسلامى متعمدًا، فكتب عن الحشاشين، وأصول الإسماعيلية، والناطقة، والقرامطة، وكتب فى التاريخ الحديث نازعًا النزعة الصهيونية التى يصرح بها ويؤكدها. طوَّر "لويس" روابطه الوثيقة بالمعسكر السياسى للمحافظين الجدد فى الولاياتالمتحدة منذ سبعينات القرن العشرين؛ حيث يشير "جريشت" من معهد العمل الأمريكى إلى أن لويس ظلَّ طوال سنوات "رجل الشئون العامة"، كما كان مستشارًا لإدارتى بوش الأب والابن. لم يقف دور برنارد لويس عند استنفار القيادة فى القارتين الأمريكية والأوربية، وإنما تعدَّاه إلى القيام بدور العراب الصهيونى الذى صاغ للمحافظين الجدد فى إدارة الرئيس بوش الابن استراتيجيتهم فى العداء الشديد للإسلام والمسلمين، وقد شارك لويس فى وضع استراتيجية الغزو الأمريكى للعراق؛ حيث ذكرت الصحيفة الأمريكية أن "لويس" كان مع الرئيس بوش الابن ونائبه تشينى، خلال اختفاء الاثنين على إثر حادثة ارتطام الطائرة بالمركز الاقتصادى العالمى، وخلال هذه الاجتماعات ابتدع لويس للغزو مبرراته وأهدافه التى ضمَّنها فى مقولات "صراع الحضارات" و"الإرهاب الإسلامى". ودائما ما يتطاول على العرب والمسلمين بالقول بأن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمِّر الحضارات، وتقوِّض المجتمعات، ولذلك فإن الحلَّ السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفى حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية فى استعمار المنطقة؛ لتجنُّب الأخطاء والمواقف السلبية التى اقترفتها الدولتان. إنه من الضرورى إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعى لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم، ويجب أن يكون شعار أمريكا فى ذلك، إما أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا، ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هى تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية. وخلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع أن تقدم أمريكا بالضغط على قيادتهم الإسلامية، دون مجاملة ولا لين ولا هوادة، ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة، ولذلك يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل أن تغزو أمريكا وأوربا لتدمر الحضارة فيها. ومن هنا ولكى نفهم جيدا دور الإخوان فى تدمير مصر لابد من إخضاع كل تصرفاتهم غير الوطنية تحت المجهر فسوف نكتشف بسهولة أنه تتم خدمة للمخطط الصهيونى لبرنارد لويس وفى النهاية نجد من يقول بأن الإخوان سوف يساهمون فى مشروع النهضة، فأين هى النهضة الإخوانية والتى لم ولن تظهر معالمها إلا فى معلم واحد وهو تقسيم مصر ويبقى الأمل معقودا على الشعب العربى فى مصر فى حماية وطنه وحماية عروبته كما قال العظيم الراحل جمال حمدان.