أبو الغيط: الماضي والحاضر يفرض التعاون بين ضفتي المتوسط قدم أحمد أبو الغيط رئيس جامعة الدول العربية، بعض الملاحظات حول "حال الثقافة العربية المعاصرة"، قائلا: "نقف اليوم في مفترق طرق حقيقي ومعضلة شديدة، وتتمثل تلك المعضلة في كيف تجدد الثقافة نفسها دون أن تفقد هويتها وأصالتها وتتماشى مع هذا العصر دون أن تذوب في تياراته العاتية، وهو سؤال موجه للمثقفين والرؤساء في آن واحد". وأضاف أبو الغيط، أن مستقبلنا وموقعنا من الحضارة العالمية يتوقف على تعاملنا مع تلك المعضلة حيث أثبتت السنوات الماضية أن الثقافة ليست نشاطا تجميليا وإنما هي المحرك الحقيقي للأحداث، فالثقافة هي قضية الأمن القومي الحقيقية، مضيفا أنه على كافة المهتمين والمثقفين العمل على تطوير الخطاب الثقافي المنغلق، لربط هذا الخطاب بالانفتاح والتجدد والتطور الحالي في العالم لنستطيع الانفتاح على الآخر. وأكد أبو الغيط أننا نعتز بقيمة الثقافة العربي وموقعها المتميز، ونعتز بإسهامها في الماضي ووجودها المتجدد في الحاضر، ولكن هذا الفخر لا يعمي أبصارنا عن أسباب التراجع والضعف فالشعوب لا تعيش على الماضي وإنما لا بد لها من التطور والتجديد، وهنا يجب أن نسأل أنفسنا: "هل ثقافتنا تتواكب مع المستقبل، أم أسيرة الماضي السحيق؟!" مؤكدًا أن حجم ونوعية إنتاجنا الثقافي العربي ضعيف، فثمة إحصائيات تشير إلى إصدار 18 ألف كتاب عربي سنويا، وهو رقم ضعيف للغاية، وفي الترجمة هناك إحصائية تشير إلى أن اليونان تقدم 5 أضعاف ما تقدمه الدول العربية، وهو ما يفسر الصورة النمطية التي يتخذها العالم عن ثقافتنا العربية. وأوضح أبو الغيط: "علينا أن نسأل أنفسنا عن حال الثقافة العربية أفضل مما كان عليه؟ وإجابتنا ستفتح الطريق نحو المستقبل"، مشيرًا إلى أننا ندفع حاليا ثمنا فادحا جراء حالة الفوضى والاضطراب التي اغتالت أوطاننا والتي سميناها بالربيع العربي، فبعض تراث وثقافة الدول دمرت على يد الإرهاب وهناك آلاف الطلاب الذين يعيشون التشرد والضياع، وبعض أبناء اللاجئين حاليا لا يدرسون العربية وإنما التركية والروسية في أوطان لجوئهم. وأشار أبو الغيط أنه سعيد بقرار القمة العربية التي انعقدت في شهر أبريل الماضي، بإقامة أول قمة ثقافية عربية، وهي فكرة تعود إلى أكثر من ثمان سنوات، معتبرًا القرار يعكس التزاما على أعلى مستوى بقضية الثقافة ويمثل التفاتا محمودا لأهمية الثقافة وضرورة النهوض بها. جاء ذلك خلال احتفالية افتتاح مؤتمر وزراء الثقافة العرب، واحتفالية ذكرى مرور 60 عاما على إنشاء وزارة الثقافة المصرية، في دار الأوبرا المصرية.