سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في ذكرى رحيل «هيكل».. «الجورنالجي» و«السادات».. معركة أطاحت بالأستاذ من عرش الأهرام..الرئيس الأسبق يستعين به حتى حرب أكتوبر..ويعتقله في آخر عهده..و«السناوي» يكشف الكواليس
المعركة لم تكن سهلة، صحيح أنه أشهر صحفي في مصر، ويملك الكثير من العلاقات الدولية، لكنه أيضًا أمام رئيس يملك صلاحيات واسعة تمكنه من الإطاحة بخصمه بكل سهولة. علاقة «هيكل» و«السادات» هي أحد أشهر معارك الجورنالجي الراحل، والتي كانت السبب الأساسي في رحيله من الأهرام التي تربع على عرشها لأكثر من عشر سنوات، وفيما يشير البعض إلى أن الكاتب الصحفي هو المخطئ يرى آخرون أن السادات جاء بنظرية التخلص من جميع رجال عبدالناصر. وفي الذكرى الأولى لرحيل «هيكل» ترصد فيتو أبرز معاركه مع الرئيس الأسبق. البداية «إنني اقترح أن يذيع البيان أنور السادات ليعلن للجميع أن انتقال السلطة تم بسلام» كان ذلك اقتراح محمد حسنين هيكل في الوقت الذي لم ينقلوا فيه جثمان جمال عبدالناصر بعد، بعد أن اتفقوا أن يتولى السلطة نائب رئيس الجمهورية في ذلك الوقت. هذا التضامن الذي بدا واضحًا من جانب «الأستاذ» تجاه «أنور السادات» لم يصمد كثيرًا، إذ تحول إلى عداوة بين الصحفي والرئيس، ما دفع الأخير إلى الإطاحة بهيكل من عرش الأهرام، فكانت نافذة للأخيرة للانطلاق في جولات حول العالم. ولعل العلاقة بين الرجلين بدأت جيدة، ففي البداية استعان السادات بخبرات«هيكل» الصحفية والسياسية في الإطاحة بجميع رجال جمال عبدالناصر، كما استعان به في كتابة التوجيه المعنوي لخطاب حرب أكتوبر، وظل الاثنان على علاقة قوية حتى عام 1974. وفي كتاب «بين الصحافة والسياسة» يوضح «هيكل» أن سبب الخلاف الرئيسي بدأ حين بدت بشائر السلام مع إسرائيل، وجاء هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي في ذلك الوقت إلى القاهرة، ليكتب «هيكل» منتقدًا ما يحدث في الخفاء، معتبرًا ذلك عداءً صريحًا. استغل «هيكل» قلمه في المعارضة، وراح يكتب ما يعده الكثيرون في مصر والعالم العربي انتقادا واضحا للسادات، الذي كان يقدم على أخطر قراراته في مسيرته السياسية، والقادرة على إعادة تشكيل الوطن العربي رأسًا على عقب. السادات لعب بأوراقه ولكن بحذر، ففي أول فبراير من عام 1974 أصدر قرارا بتعيين «هيكل» مستشارا له، على أن يتولى الأهرام الدكتور عبد القادر حاتم، في خطوة بدت إطاحة للأستاذ من عرش الأهرام التي اقترن اسمها باسمه. قبل «الجورنالجي» اللعبة بقبول الاستقالة في هدوء، لكنه لم يقبل أن يأتي مستشارًا للسادات، الأمر الذي أثار حفيظة الأخير، وأدى ذلك إلى التحقيق مع «هيكل» بتهمة تشويه سمعة مصر ومنعه من السفر للخارج. تحسنت العلاقة كثيرًا في 1975 حين أورد هيكل أن السادات اتصل به دون أي سابق إنذار، ليستشيره في مؤتمر القمة العربية بالرباط وقتها، لكن سرعان ما ساءت وانتهت ليكون الأستاذ ضمن قائمة الأفراد المعتقلين في اعتقالات سبتمبر الشهيرة على خلفية مهاجمته لكامب ديفيد. السبب الرئيسي في الخلاف كما يورده الكاتب الصحفي عبد الله السناوي أن السادات أراد أن يكون هيكل بجواره كما كان عبد الناصر، لكن الأول رفض ذلك وانتقد ما يراه خاطئًا، وهو ما اعتبره الرئيس الراحل مناورة من آخر رجال عبد الناصر.