تحتفل جمهورية مصر العربية في مثل هذا اليوم، من كل عام بذكرى انتصارات حرب أكتوبر، والتي تصادف العاشر من رمضان وكان ل "فيتو" هذا اللقاء بأحد أبطال الملحمة العظيمة. والتقت «فيتو» بالعميد عبد الفتاح السروجي، أحد أفراد الدفعة 56 حربية، خلال حرب 73 وهو قائد السرية الثالثة من الكتيبة 520 دفاع جوي، اللواء 30 مشاه مستقل. وقت الحرب ويحكي العميد السروجى عن الملحمة العظيمة عام 73 قائلا: «لم نكن نعلم وقت الحرب، وفى يوم السادس من أكتوبر العاشر من رمضان جاءت الأوامر بساعة الصفر الثانية ظهرًا. وتابع: «قامت في البداية 220 طائرة مصرية، بضرب جميع حصون العدو وكتائب صواريخ، وعادت سالمة، وبعدها قام 2000 مدفع بالتمهيد النيرانى، ليعبر أكثر من 8000 جندى مصرى الضفة الشرقية للقناة، في السادسة مساء، ومن شدة نيران القوات المصرية منع وزير الدفاع الإسرائيلي، الطائرات من التحليق، بالقرب من القناة، أقل من 15 كيلو مترا لحمايتها». محاصرة الإسرائيليين وعن دوره في الحرب العظيمة، يضيف السروجى: «كنت ضمن مهمة اللواء 30 مشاه مستقل، لعبور خط بارليف والمانع المائي وتدمير النقطة الحصينة في الكيلو متر 10 "رأس العش" ببورسعيد والنقطة الحصينة بالكيلو متر 19 قائلا: «كنت اتقلد رتبة نقيب وقت تنفيذ المهمة، وبالفعل تم احتلال النقطة الحصينة بالكيلو متر 19 وتدميرها، ومحاصرة النقطة الحصينة الكيلو متر 10 "راس العش" لمدة 3 أيام، ثم اقتحامها، وآسر 29 ضابطا وجنديا إسرائيليا. أبطال أكتوبر ويضيف السروجى: «من أروع الأمثلة التي ضربها أبطال أكتوبر، ومن المفارقات التي شهدتها بالسرية تواجد مجموعة من الجنود الذين يحملون قذائق اللهب الخفيف، وكانوا دائما ما يقومون باستطلاع مواقعهم دوريا كل 6 أشهر، ويلقنوا بالمهمة كاملة، لذلك تم اختيارهم كأوائل الأبطال الذين عبروا في الموجة الأولى، وقاموا بتنفيذ المهمة على أكمل وجه، لأن الجنود الإسرائيليين وقت القذف يخرجون والنبال مشتعل بهم، فتضيئ أرض المعركة وبالتالى يسهل على القوات تنفيذ مهمتها». انسحاب القوات الإسرائيلية وتابع: «بعد عبور القوات واقتحام وتدمير نقطة الكيلو 19، قام الجنود المتواجدون في المنطقة، بعمل حفر برميلية للتحصين بها، ثم حاولت 8 دبابات إسرائيلية، استرجاع النقطة من جديد، ولكن الجنود المصريين دمروا الدبابات بأبسط الوسائل من الأربع جهات والصواريخ الموجهة، فانسحبت القوات الإسرائيلية من المنطقة بالأكمل». الكتيبة 520 أسقطت أول طائرة فانتوم وتم منحها نوط الشجاعة. حرب الاستنزاف ويروى العميد السروجى بطولته، التي شارك فيها أثناء حرب الاستنزاف، من خلال الاشتباك مع طائرات العدو، وإسقاط أول طائرة فانتوم وآسر الطيار وتسليمه إلى قوات المشاه، في اليوم الذي أطلق عليه «الدفاع الجوي» وتم منحه نوط الشجاعة من الطبقة الأولى مضيفا أنه حصل على نوط الواجب العسكري، سنة 1980 لفوز الكتيبة في الدفاع الجوي على المركز الأول بيت الكتائب. كتيبة الصوار وتابع: «من أهم إنجازات، الدفاع المستميت عن كتيبة الصواريخ، عند كوبري الرسوة، لاسيما وأنها أبلت بلاءً حسنًا، ولم يتم تدمير كتيبة الصواريخ أو كوبرى الرسوة، وتم الاشتباك مع طيران العدو القريب من بحيرة المنزلة، وتدمير أكثر من طائرة دون المساس. ألغام أرضية ويوضح السروجى كيف تعددت البطولات الفردية ومنها، اقتحام نقطة الكيلو 10، والتي وجدوا فيها مجموعة من ألغام أرضية زرعها العدو لحماية النقطة، مؤكدا أنه الجنود الأبطال انبطحوا على الأرض، وسار فوقهم زملاؤهم وعبروا وقاموا بأسر جميع الجنود والضباط الإسرائيليين بالمنطقة، وأهمهم النقيب مهندس الذي قام بتصميم أنابيب النبالم، على طول قناة السويس، والذي تم استجوابه يوم 10 أكتوبر، ومن خلاله عرفت قوات الصاعقة المصرية، كيفية تعطيل خطوط أنابيب النبالم والعبور. في حماية القوات من الإصابة بالعدوى.. ولكن! ويؤكد البطل المصرى، أن حرب أكتوبر كانت دائما تصطحبها بركة الله، والإيمان بالوطن، وظهر ذلك جليا في السبخات الملحية التي ساعدت القوات في امتصاص القنابل، التي تسقطها طائرات العدو، وكانت تنفجر في عمق الأرض وتخرج في صورة برميل من المياه الساخنة لأعلى، ما كان له آثر جيد في عدم إصابة القوات المصرية، بمناطق الحرب. الجنود أصحاب مؤهلات ويشير العميد السروجى، أن أغلب الجنود في الحرب كانوا من أصحاب الموهلات المتوسطة والعليا، وكانوا يمكثون في الجيش ما يزيد عن خمس سنوات، ويتبارون في رفع معدلاتهم البدنية، ونجحوا في خفض معدلات أوقات الاشتباك مع قوات العدو إلى أكثر من النصف وكان هذا عاملا إيجابيا، في منع العدو الجوي من تحقيق أهدافه والسيطرة على خطوط السير الجوية، لافتا إلى أن الجندي المصري في هذا الوقت كان منصهرا في بوتقة واحدة، ولا فرق بين مسلم ولا مسيحي وانما الحب الكبير للوطن لدرجة أن الجنود عند اشتباكهم مع قوات العدو قبل الانتهاء من الحرب، كانت الدموع تسقط من أعينهم، وكنت أضرب على أكتافهم، وأخبرهم أن الانتصار قادم في المرات القادمة. وفى نهاية حواره مع "فيتو" وجه البطل المصرى رسالة للجنود على الحدود، قائلا: "أنتم من أعظم جنود الأرض، الله سبحانه وتعالى قال "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"، معتبرا أن من استشهد من الجنود على الحدود لله، ولهم حقوق واجبة على الجميع.