دار الإفتاء: صيام الجنب صحيح شرعا.. ومركز الأزهر للفتوى ل«التحرير»: لا حرج فى صيام الجنب.. وعلى جمعة: هناك فرق لو تمت الجنابة بعد الفجر.. فالصيام غير صحيح أكدت دار الإفتاء أن الجنابة لا تؤثر في صحة الصيام، قائلة: "ذهب جمهور الفقهاء من الأئمَّة الأربعة إلى أنَّ تأخير الغسل من الجنابة أو من الحَيْضِ إلى ما بعدَ طلوع الفجر لا يُؤثّر في صحَّة الصيام". واستشهدت الدار فى فتوى لها، بأنه لا فرقَ بين تأخير الغُسْلِ عمدًا أوْ سهوًا؛ لما ورد عن عائشةَ وأمِّ سلمة رضي الله عنهما: "أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُصبح جُنُبًا من جماعٍ ثم يغتَسِلُ ويصوم"، (متفق عليه)، وزاد مسلم في حديث أم سلمة: "ولا يقضي". الصوم صحيح واستطردت الإفتاء: "روى مالك في الموطأ وأحمد وأبو داود وغيرهم عن عائشة أنَّها قالت: "إن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف على الباب -وأنا أسمع-: يا رسول الله، إني أصبح جنبا، وأنا أريد الصيامَ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "وأنا أُصبح جُنُبًا وأنا أريد الصيام، فأغْتسِلُ وأصوم"، فقال الصوم صحيح واستطردت الإفتاء: "روى مالك في الموطأ وأحمد وأبو داود وغيرهم عن عائشة أنَّها قالت: "إن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف على الباب -وأنا أسمع-: يا رسول الله، إني أصبح جنبا، وأنا أريد الصيامَ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "وأنا أُصبح جُنُبًا وأنا أريد الصيام، فأغْتسِلُ وأصوم"، فقال له الرجل: يا رسول الله، إنك لست مثلنا! قد غَفَرَ الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخر، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله، وأعلمكم بما أتقى". وتابعت: يجوزُ تأخير غسل الجنابة أو الحيض إلى طلوع الفجر في رمضان، إلا أنَّ تأخير الغسل إلى ما بعد طلوع الشمس لا يجوز؛ لما فيه من تضييع الصلاة. لا يبطل الصوم وأضاف مركز الأزهر للفتوى، فى فتواها ردا على سؤال «التحرير»، هل يجوز الصيام على جنابة؟ بالتأكيد أن الجنابة لا تبطل الصوم فلو جامع أهله في الليل ولم يغتسل إلى بعد طلوع الفجر لم يكن عليه حرج في ذلك فقد ثبت عن النبي أنه كان يصبح جنبًا من الجماع ثم يغتسل ويصوم، فعن عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما قالا: إن رسول الله "كان يصبح جنبا ويتم صومه". وقال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، إن هناك فرقا بين أن يؤذن الفجر في رمضان وأنت على جنابة، وبين أن تحدث الجنابة بعد صلاة الفجر، فالأول لا حرج فيه وصيامك صحيح، أما إذا حدثت الجنابة وأنت صائم بطل صيامك. الفرق فى التوقيت وأوضح على جمعة، فى فتوى له، ردا على سؤال أحد المواطنين، قائلا: اجتمعت مع زوجتي واستيقظت بعد صلاة الظهر فهل أكمل صيامي أم ماذا أفعل"؟، فأجاب: صيامك صحيح إذا كان الاجتماع قبل صلاة الفجر وعليك بالاغتسال وصلاة الفجر والظهر وأكمل صيامك، أما إذا كان الاجتماع بعد صلاة الفجر فصيامك باطل. لا حرج شرعا ومن جهته أكد الدكتور محمود مهنى، عضو هيئة كبار العلماء، أن الجنابة لا تفسد الصوم، فإذا استيقظ جنبا فلا حرج عليه فى ذلك، فالجنابة لا تؤثر فى الصوم لا من قريب ولا من بعيد فصومه صحيح، ولكنها تؤثر على الصلاة. وأضاف محمود مهنى ل«التحرير»، أنه يتعين على الصائم عندما يستيقظ ويجد نفسه جنبا، فإنه يتعين فور الاستيقاظ أن يغتسل، ليس من باب الحفاظ على صومه، ولكنه لكى يؤدى الصلاة فى موعدها. وتابع: الجنابة أو الاحتلام، بشكل عام لا يؤثران على صحة الصيام، ولا يعتبران مفسدة للصوم على الإطلاق، بل لهما علاقة بالصلاة، ووجب على المسلم الصائم الاغتسال من الجنابة فور الاستيقاظ من النوم لأداء الصلاة فى موعدها. وعن تأخير الغسل من الجنابة حتى طلوع الفجر، قال الدكتور على الأزهرى، عضو هيئة التدريس بالأزهر، إنه أمر لا حرج فيه، وذلك لما صح عن أمهات المؤمنين السيدة عائشةَ والسيدة أمِّ سلمة رضي الله عنهما: "أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يُصبح جُنُبًا من جماعٍ ثم يغتَسِلُ ويصوم". وقال النوويُّ: "أَجْمَعَ أَهْلُ هذه الأَمْصَار على صِحَّة صوْم الْجُنُب، سواءٌ كَان من احتِلام أَو جماعٍ... وإِذَا انقطع دم الحائض وَالنُّفَسَاء فِي اللَّيْل ثُمَّ طَلَعَ الْفَجر قَبْل اغْتِسَالهما صحَّ صَوْمُهمَا". وتابع: "وقال الحنفية: وإن بقي جنبا كل اليوم كأن يكون نائما من بعد صلاة الفجر، ولم يستيقظ إلا مع أذان المغرب فصومه صحيح ويأثم لتركه الصلاة، وذلك: لحديث عائشة وأم سلمة: إن كان ليصبح جنبا، من غير احتلام ثم يغتسل، ثم يصوم".