كاتب صحفي له العديد من الكتب ودواوين الشعر، وكاتب سيناريو. المهندس نجيب ساويرس... نصحنى أحد الأصدقاء ألا أورط نفسى بالكتابة عن خناقة أبراج الشيخ زايد، حيث إنه ثمة تفاوض يدور بينى وبين شركتك لإنتاج الأفلام السينمائية حول مشروع وربما أكثر لتقديم أعمال من تأليف العبد لله، بخلاف أن هناك رواية حديثة صدرت لى، يتحمس الناشر لتقديمها إلى مسابقة جائزة ساويرس الثقافية، فاسمح لى حتى يكون الكلام مريحا أن أعتذر عن عدم استكمال التفاوض بخصوص الأفلام وبالمرة مقاطعة مسابقتكم الثقافية. المهندس نجيب ساويرس... نصحنى أحد الأصدقاء ألا أورط نفسى بالكتابة عن خناقة أبراج الشيخ زايد، حيث إنه ثمة تفاوض يدور بينى وبين شركتك لإنتاج الأفلام السينمائية حول مشروع وربما أكثر لتقديم أعمال من تأليف العبد لله، بخلاف أن هناك رواية حديثة صدرت لى، يتحمس الناشر لتقديمها إلى مسابقة جائزة ساويرس الثقافية، فاسمح لى حتى يكون الكلام مريحا أن أعتذر عن عدم استكمال التفاوض بخصوص الأفلام وبالمرة مقاطعة مسابقتكم الثقافية. أما بعد. قال لى صديق آخر (غير الأولانى خالص) أن الميزة الوحيدة فى خناقة الأبراج أنك طرف فيها، الكلام مع الحكومة غير مجدٍ، وهى تستطعم تجاوز شكاوى الناس، وتشعر بانتصار ما فى القدرة على تجاوزها وتحقيق ما تريده، فلا فائدة من مخاطبة رئيس حكومة يعيش أصلا فى الشيخ زايد، ولا طائل من مراجعة حكومة فى قرار يمس أما بعد. قال لى صديق آخر (غير الأولانى خالص) أن الميزة الوحيدة فى خناقة الأبراج أنك طرف فيها، الكلام مع الحكومة غير مجدٍ، وهى تستطعم تجاوز شكاوى الناس، وتشعر بانتصار ما فى القدرة على تجاوزها وتحقيق ما تريده، فلا فائدة من مخاطبة رئيس حكومة يعيش أصلا فى الشيخ زايد، ولا طائل من مراجعة حكومة فى قرار يمس الملعب الذى تكثف فيه نشاطها وإنجازاتها وهو ملعب تجارة الأراضى والعقارات والسمسرة الذكية، ويبقى هناك بصيص (بحثت فى المعجم عن كلمة أقل ولم أجد)، مجرد بصيص من الأمل فى توجيه الحديث إلى واحد مشغول بالفن والسينما والثقافة ويفكر مؤخرا فى تأسيس دار نشر. تعيش يا مهندس نجيب فى ظل الحكومة الحالية أفضل أيامك كمهندس له علاقة بالعمارات والأبراج والأراضى، تماما كأهل بورسعيد فى عز الانفتاح، بينما لا أعيش أنا أفضل أيامى على الإطلاق كشخص له علاقة بالثقافة والإعلام فى ظل الحكومة نفسها، وأدعو كل شخص أن يتحدث عما يعرفه، وما أعرفه بخصوص مهنتى أنها أيام ثقيلة ومربكة. وأشعر بقليل من الإحراج وأنا أكتب فى موضوع #لا_لأبراج_زايد، فى الوقت الذى توجد فيه مئات الأشياء التى تستحق أن يكتب الواحد عنها، لكن أصبح نادرا ما يفعل لأن الواحد اكتشف أنه يتحدث إلى نفسه ويخاطب جهات مغرورة ومتعالية وخصومتها غير شريفة. لكن -مرة أخرى- وجودك فى الصورة يشجع الواحد على الكتابة. يمتلئ ردك على شكاوى الناس بالكثير من المغالطات: 1- قولك بأن مشروع الأبراج ينتصر للمساحات الخضراء بقطعة مساحتها 90 فدانا، وهو -حسب قولك- أمر لا تحترمه بقية التجمعات السكنية فى الشيخ زايد. والحقيقة أن هذه المساحة الخضراء التى تتحدث عنها يقوم معظمها على (النشل)، حيث ينشل المشروع من سكان زايد 65 فدانا هي فى الأصل حديقة عامة مركزية تخص سكانها، قال عنها رئيس الوزراء بتاريخ 25 أكتوبر 2018: "تم تنفيذ الحديقة على أعلى مستوى لخدمة مواطنى زايد، وهى مساحة تجارية ترفيهية، تشتمل على أشجار وممرات للمشاة والدراجات ومطاعم وبحيرات ونوافير وشلالات وترابيزات بنج وبلياردو". الحكومة باعت المواطنين وأنت اشتريت، والمفاجأة أنك اشتريت مسروقات. 2- تقول بأنك ستضخ استثمارات فى الحديقة العامة، واستثمارات يعنى البحث عن ربح، بما يعنى أنها لم تعد مساحة للناس وللمواطنين، وكل شخص نظر إلى خريطة الشيخ زايد قبل أن ينفق مدخرات عمره لشراء شقة كان من أهم المغريات هو تلك المساحة الخضراء العامة، مرة أخرى تعرض المواطنون للنصب وكنت شريكا وربما كنت ضحية. 3- تقول إن ارتفاعات الأبراج عشرة أدوار، وعشرون دورا، وهى ارتفاعات موجودة فى الشيخ زايد. وأغلب الظن أن حضرتك لم تزر زايد منذ الأيام التى كان فيها ميدان العبور اسمه (ميدان جهينة) وكانوا يحيطونه بالورود والزينة فى المناسبات المختلفة، لأنه من ناحية لا توجد هذه الارتفاعات مطلقا فى المدينة، وطالب قبل ذلك سكان أحد الكمبوندات بتصاريح تعلية دور فاعترض سكان تجمع سكنى مجاور لأن بيوتهم سوف تصبح مجروحة، وتم قبول الاعتراض، وعندما أعلنت "التجمعات العمرانية (فى 2018) عن موافقتها على تعلية أدوار لمباني المدن الجديدة، رفض رئيس الشيخ زايد تلقى طلبات لعدم استيعاب شركة المرافق، وبالمناسبة يقوم رئيس المدينة بحملات إزالة أسبوعية لأى شخص بنى ولو دورة مياه جانبية فوق سطح الطابق الثالث. 4- تقول إن الكثافة السكانية للأبراج هى نفسها الكثافة المعتادة فى المنطقة، وأكرر أنك لم تر الشيخ زايد منذ مدة، فعلى الرغم من أن مستوى الكثافة الحالية لا يتعدى 30% حسب إحصائية قريبة، فإن المدينة تعانى النهجان وكرشة النفس، مول صغير مثل أركان (ثلاثة طوابق) يصنع أزمة حقيقية فى الدخول والخروج وهو مصدر متكرر ويومى للحوادث (على الرغم من وجود 3 جراجات فى هذه النقطة)، مداخل ومخارج المدينة مصممة على مقاسات مداخل ومخارج قرية فى الساحل، القمامة لا تجد من يطاردها، هيئة الشيخ زايد تضع فى منتصف كل شارع صندوقا حديديا صدِئًا تتراكم القمامة على جانبيه، انقطاع المياه بات أسلوب حياة، هناك ألبوم يمكن إرساله لك لترى مستقبل مشروعك وسكانه. 5- شقة 100 ب2 مليون جنيه، ما الفكرة؟ تقول إن شركة عالمية طورت المشروع عقاريا، أود أن أخبرك بصراحة أن مشروعك لا يوجد فيه ب2 جنيه تطوير أو فن، مجرد كتل خرسانية تجرح كل بيوت المنطقة بشرفاتها بحدائقها الصغيرة بغرف نومها، بحديقة عامة ملطوشة من الناس، بلا أية فكرة جديدة حقيقية وبراقة، فى الوقت الذى تمتلك فيه فرصة أن تصنع شيئا حضاريا وراقيا، لديك فرصة أن تطور المكان فعلا وتفعل خصوصيته وثقافته وتضع فيه لمسة تحسب لك مثل مشروع الجونة التى لن تبنى فيها أبراجا يوما ما. المهندس نجيب أخاطب فيك العقل، ولا أستعطفك، فكلامى لك لا يمنع التوكيل الذى نقوم به كلنا كسكان للمحامى الكبير الأستاذ أحمد الحمامصى الذى سبق له أن منع الحكومة من بناء مجمع ورش فى زايد، وفى الوقت نفسه نجمع التوقيعات للنائب أيمن أبو العلا الذى تقدم بطلب إحاطة للحكومة، ونقضى الوقت فى عمل ريبورت لصفحات شركات السمسرة التى تروج لأبراجك على فيسبوك، ونتسلى بعمل محاضر على الأقل للاحتفاظ بنسخة منها للذكرى لأولادنا ليعرفوا أننا اجتهدنا. لا عداوة مع شخصك، وإن كنت مرشحا لها بسبب الباب الذى ستفتحه أبراجك لبهائم ستأتى بعد فترة أفواجا لتحويل منفانا الاختيارى إلى زنازين شاهقة وقبيحة. محبتى (رقم المحضر 32/ 2018 ش)