تستعد الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، لإصدار الجزء الرابع من تراث محمد حسين هيكل، من تقديم الدكتور أحمد زكريا الشلق، رئيس اللجنة العلمية لمركز تاريخ مصر المعاصر بدار الكتب، وتحرير الدكتور مصطفى الغريب، ومنى أحمد، وسهير محمود الباحثين بالمركز. وذكرت الهيئة، أن الجزء الرابع يتناول مقالات «هيكل» في القضايا الاجتماعية والاقتصادية، إذ تناولت الأجزاء الثلاثة الأولى كتاباته في القضايا الوطنية المختلفة. وأوضحت الهيئة أن الجزء الرابع يستعرض أحوال المرأة والعائلة المصرية، وشئون التعليم وحرية الصحافة، إضافة إلى رأي هيكل في قضايا العمال والفلاحين، وقضايا الصحة والبطالة، إضافة إلى مقالاته في مجال الفنون الجميلة. وتأثر هيكل بشكل كبير، بما نادى به قاسم أمين في كتابيه تحرير المرأة الذي صدر عام 1899، والمرأة الجديدة الذي صدر عام 1900. كما يكشف الجزء الرابع من تراث هيكل اهتمامه المبكر بقضايا الطاقة ومدى أهميتها للنهضة الصناعية. وأبسط معرفة بالدكتور محمد حسين هيكل (1888- 1956) ربما تتأتى من السينما، فرغم ريادته المقر بها نوعا ما كأول من كتب الرواية فى الأدب العربى، وهى رواية زينب -هناك آراء نقدية تضع أسماء أخرى سابقة على هيكل- فإن السينما رسخت تلك الريادة بصورة تبدو حاسمة فى الوعى الشعبى، الذى اختزن تلك الجملة التى ترددها راقية إبراهيم -أدت دور زينب-: "اللى ما لوش أهل الحكومة أهله"، حتى أضحت بمثابة المأثور الشعبي. وهيكل من رواد كتابة التاريخ العربى والإسلامى بأسلوب عصرى، بداية من كتابه "حياة محمد"، وهو فى الواقع شخصية شديد الثراء متعددة الوجوه والتحولات، فهو: أديب وصحفي، وروائي ومؤرخ وسياسي مصري كبير، ولد بمحافظة الدقهلية لأسرة ثرية، توجه في صغره إلى الكتَّاب، ثم التحق بمدرسة الجمالية الابتدائية، وأكمل دراسته بعدها بمدرسة الخديوية الثانوية، ثم قرر الالتحاق بمدرسة الحقوق المصرية عام 1909، سافر بعد ذلك إلى فرنسا ليحصل من هناك على درجة الدكتوراه، عاد عام 1912 إلى مصر، واشتغل بالصحافة حتى عام 1917، مارس بعدها التدريس الجامعي حتى عام 1922، إلَّا أنه ضاق ذرعًا بالعمل الوظيفي، فقرر الاستقالة ليتفرغ للعمل السياسي، فكان أحد أعضاء مجلس إدارة حزب الأحرار الدستوريين، ورئيسًا له فيما بعد، كما تقلد منصب رئيس تحرير جريدة "السياسة" التي أسسها الحزب، وتقلَّد عدة مناصب حكومية رفيعة منها توليه لوزارة المعارف ثلاث مرات، وتوليه لوزارة الشئون الاجتماعية، كما كان رئيسًا لمجلس الشيوخ، ورئيسًا لوفد مصر في الأممالمتحدة عدة مرات.