كتب - مايكل سمير يحتفل الأقباط ليلة اليوم الأحد بعيد النيروز«رأس السنة القبطية للشهداء»، الذى يوافق رأس السنة الفرعونية، وهو يوافق السنة الزراعية عند القدماء المصريين، ويسمى بعيد «أول توت». ما أصل كلمة نيروز؟ هناك خطأ شائع عن أصل كلمة «النيروز»، ويعود أصلها إلى عيد رأس السنة المصرية، هو أول يوم في السنة الزراعية الجديدة، وقد أتى من الكلمة القبطية «ني - يارؤو» عيد الأنهار، وذلك لأن ذاك الوقت من العام هو ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل في مصر، ولما دخل اليونانيون مصر أضافوا حرف ال«س» فأصبحت نيروس، ولارتباط النيروز بالنيل أبدلوا حرف ال«ر» ب «ل» فصارت نيلوس. أما عن النيروز الفارسية فتعني اليوم الجديد (ني = جديد ، روز= يوم)، وهو عيد الربيع عند الفُرس ومنه جاء الخلط من العرب. لماذا يطلق رأس السنة الميلادية كلمة النيروز؟ وياتي عيد النيروز 11 سبتمر ميلاديًا من كل عام وغدًا أول يوم في شهر توت 1734 شهداء، ويتزامن الاحتفال بعيد النيروز، وسمي ب«عيد الشهداء»، لأنه في عصر الإمبراطور «ديوقلديانوس»، الذي تولى الحكم عام 284م، تعرض فيه المسيحيون في عهده إلى أشد أنواع الاضطهاد وأطلق عليه عصر الاستشهاد. واحتفظ المصريون بالسنة الفرعونية، لأنهم كانوا يعتمدون عليها في بداية السنة الزراعية وموسم فيضان النيل، مع تغيير عداد السنين وتصفيره لجعله السنة الأولى لحكم دقلديانوس. وظل التقويم المصري للشهداء هو التقويم الرسمي المعمول به في المصالح الحكومية حتى أواخر عهد الخديو إسماعيل عام 1875 ميلاديًا «الموافق 1591ش»، حيث أمر الخديو باستعمال التقويم الميلادي. مظاهر الاحتفال وتقوم الكنائس بالصلاة بالطقس الفرايحي في كل خدماتها من عيد النيروز أول توت حتى اليوم السابع عشر فيه تذكار عيد الصليب المجيد، تكريمًا وتمجيدًا لشهداء الكنيسة. وتقوم الكنائس بتوزيع «البلح والجوافة» خلال الاحتفالات، ويرمز البلح لدم الشهداء للونه الأحمر من الخارج، من داخل البلحة نواة، وتدل على إيمانهم الثابت، لأنك لا تستطيع كسر قلب النواة، وترمز الجوافة إلى قلب الشهداء الأبيض، لأنهم سفكوا دماءهم من أجل إيمانهم، وترمز بذورها الكثيرة لعدد الشهداء الكثير الذين استشهدوا في هذا العصر.