يعاني الكثير من أقباط بعض قرى محافظة المنيا، عدم وجود كنائس لأداء الصلوات الخاصة بهم، الأمر الذي دفع بعضهم لإقامة الشعائر داخل منازل، ما أدى لوقوع مشادات ومشاجرات مع بعض المتشددين، الأمر الذي تحول برمته إلى مشهد طائفي محتقن إلى حدٍ كبير. من بين تلك القرى.. "عرب أسمنت" التابعة لمركز أبو قرقاص، جنوب محافظة المنيا، والتي شهدت تجمهر المئات من مسلمي القرية، أمام منزل قبطي وترديد بعض الهتافات الإسلامية، بسبب اتهامهم له بتحويل منزله إلى كنيسة، لإقامته شعائر دينية وصلوات بداخله، فيما أكد أقباط القرية، أن الدافع وراء إقامة صلواتهم داخل أحد المنازل، معاناتهم التي يواجهونها خلال الذهاب والإياب إلى أقرب كنيسة لهم بقرية أسمنت، والتي تبعد عنهم بمسافة 5 كيلومتر. وقال عبدالمسيح. ع، أحد أهالي القرية، إنه بعد مرور ما يقرب من 4 أشهر على عدم ذهاب الأقباط إلى كنائس القرى المجاورة لأداء الصلوات الخاصة، بعد أن لقيت طفلة مصرعها، تحت عجلات أحد السيارات، خصٌص أحد الأقباط ويدعى صالحين صالح أبو صليب، ويعمل مزارع، مزرعة دواجن قديمة ملحقة بمنزله، لتكون مكانًا خاصًا لإقامة الصلوات والشعائر الدينية، وتحديدًا يومي الأحد والجمعة، وهذا الأمر لاقى قبولًا كبيرًا لدى أقباط القرية، واستمر لما يقرب من الشهرين، وزاد عدد الإقبال على المكان المخصص للصلاة، حتى اتفق شباب القرية من الأقباط على إعادة تهيئة المكان، من خلال إعادة بناء حوائطة وسقفه، الأمر الذي رفضه مسلمو القرية، وقاموا بالتجمهر، متهمين صاحب المنزل بمحاولة تحويله إلى كنيسة. في مركز المنيا، يعاني أقباط قرية "سوادة" الكائنة بالبر الشرقي، من عدم وجود كنيسة بالقرية، لإقامة شعائرهم وصلواتهم، بعدما أكد أحد أهالي القرية، أنه بسبب عدم وجود كنيسة بالقرية، قام أحد الأقباط بتخصبص منزله لتجميع الأقباط وإقامة الصلواتهم فيه، خاصة أن القرية بها ما يقرب من 2000 قبطي. وفي نفس المركز أيضًا، شهدت قرية "الإسماعيلية" وقوع بعض المشادات والمشاحنات بين المسلمين والأقباط، على خلفية قيام أحد أقباط القرية، بالشروع في محاولة تحويل منزله لكنيسة، من خلال تجمع الأقباط وإقامة الصلوات والشعائر، وذلك بسبب عدم وجود كنيسة بالقرية. وشهدت "الإسماعيلية" الأربعاء الموافق 4 مايو، اندلاع حريق بخيمة كانت تقام فيها الشعائر الكنسية، وبعد الانتقال والفحص تبين أن الحريق التهم الخيمة المقامة على مساحة 180 مترًا تقريبًا، وتستخدم في إقامة الشعائر الدينية للمسيحيين، وبتشكيل فريق بحث جنائي بالتنسيق مع جهاز الأمن الوطني - تم تحديد هوية منفذي الحريق وضبطهم وهما "محمد. م" 24 عامًا - سائق، و"رمضان. م. ا" 18 عامًا - فلاح، مقيمان بنفس القرية، انتقامًا من خفير الحراسة لسابقة خلافات معه، وأمر عبدالعزيز الدروي، وكيل نيابة مركز المنيا، بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات. وقال الأنبا مكاريوس، الأسقف العام للمنيا وأبو قرقاص، في بيان رسمي، الخميس - 5 مايو: "تعرضت كنيسة السيدة العذراء بقرية الإسماعيلية البحرية، والتي تبعد ٦ كيلومترات شمال مدينة المنيا، في الثانية من صباح اليوم الخميس، لهجوم من بعض المتطرفين، والذين قاموا بإشعال النار فيها والتي أتت على آخرها". أضاف البيان: "هذه الكنيسة مقامة في مكان مؤقت عبارة عن خيمة كبيرة يصلي فيها الأقباط ويعقدون كافة اجتماعاتهم منذ أكثر من عام، وذلك بمعرفة الجهات الأمنية والمسؤولين المحليين وحراسة المسلمين، ويخدمها كاهن مخصص لها هو القس يوناثان عادل، لحين أن تسمح الجهات الأمنية بفتح الكنيسة والتي بنيت في سنة ٢٠٠٩، وما تزال مغلقة حتى الآن، ونقوم الآن بالتنسيق مع الجهات الأمنية لعلاج الموقف لتجنب تفاقم الأحداث، لاسيما أن أقباط ومسلمي القرية يحيون في ود وتعاون، ونحن نثق كثيرًا في سرعة تحرك أجهزة الدولة للأزمة كما عهدنا فيهم في عدة مواقف سابقة". من جانبه نفى مسؤول أمني رفيع المستوى بمديرية أمن المنيا، أن يكون المقر المحترق كنيسة، مؤكدًا أنه عبارة عن خيمة حوائطها وسقفها مكون من الخشب، على مساحة 180 مترا تقريبًا، وتستخدم في إقامة الشعائر الدينية للمسيحيين، وجارِ التحري حول الظروف والملابسات، والتعرّف علي أسباب الحريق، لافتًا إلى أن المقر لا توجد عليه حراسات، ومن المرجح أن يكون سبب نشوب الحريق حدوث ماس كهربائي. وأقام أسقف المنيا العام، الأحد الموافق 8 مايو، صلاة القدّاس، مكان الخيمة المحترقة، وسط جمع كبير من أقباط القرية. وفي مركزي سمالوط ومغاغة يعاني أقباط قرية داوود يوسف، ومحمد صميدة وإلياس، والقايات وبني خالد وميانة، من عدم وجود كنائس لإقامة شعائرهم. قرية "العور" التي تعد مسقط رأس 13 من شهداء حادث داعش الإرهابي بالأراضي الليبية، والتي جاءت حالتها فريدة من نوعها، خاصة أنها اصطدمت بقرار الرئيس عبدالفتاح السيسي، ببناء كنيسة جديدة باسم شهداء "الوطن والإيمان" إشارة إلى أقباط المنيا الذين ذُبحوا على يد تنظيم داعش الإرهابي، شهدت أعمال عنف عقب قرار الرئيس - بدأت بتنظيم مسيرات، والهجوم ب 6 سيارات ربع نقل تحمل أكثر من 20 شخصًا يحملون أسلحة نارية، وقاموا بمهاجمة الكنيسة وأطلقوا النيران بشكل كثيف صوبها في محاولة لاقتحامها وحرقها، إلًا أن الأهالي تصدّوا لهم، الأمر الذي أسفر عن إصابة 18 منهم وإشعال النيران بسيارة، ثم انتهت تلك الأحداث بعقد جِلسة صلح داخل مكتب اللواء صلاح الدين زيادة، المحافظ السابق، وتم نقل مكان الكنيسة من البر الغربي الذي يتميز بالأغلبية المسلمة إلى البر الشرقي - صاحب الأغلبية المسيحية. أمّا الواقعة الثانية؛ فكانت بنفس المركز، وتحديدًا بقرية "الجلاء" التي بدأت أحداثها خلال زيارة البابا تواضروس إلى محافظة المنيا، عندما تجمهر أقباط القرية أمام مطرانية سمالوط؛ للمطالبة بإنشاء كنيسة خاصة بهم، وأوضح الأقباط أن لديهم كنيسة قائمة بالفعل منذ عشرات السنين مساحتها 60 مترًا باسم "السيدة العذراء مريم" ونظرًا لكون حالتها المعمارية سيئة، صدر لصالح الكنيسة قرارًا ببنائها عام 2004، إلّا أن مجموعة من المتشددين بالقرية افتعلوا العديد من المشكلات لإيقاف أعمال البناء. والواقعة الثالثة، وتحديدًا في قرية "ميانة" التابعة لمركز مغاغة، كانت مخالفة للواقعتين السابقتين، حيث تصاعدت الأزمة بين الأقباط وأجهزة الأمن التي داهمت مبنى كنسي باسم القديس يوسف البار، تقام بها الشعائر والطقوس الكنسية، عبارة عن غرفة وسرادق مقام داخل قطعة أرض محاطة بسور خارجي، وملك مطرانية مغاغة للأقباط الأرثوذكس كائنة بقرية ميانة الوقف، ويستغله مسيحيو القرية في إقامة الشعائر والاحتفالات الدينية منذ عام 2007، وسادت حالة من الغضب بين أقباط القرية بعد التحفظ على المذبح والكتب المقدرسة وصورة حضن الأب.