عرفت محافظة الأقصر منذ زمن بعيد، إقامة الأضرحة لأولياء الله التي hختلف عليها كثيرون من علماء الدين، على الرغم من كونها بلدا سياحيا يتوافد عليه أجناس من جميع أنحاء العالم بمختلف ثقافاتهم مما يجعل عقليات أبنائها متفتحة. وتتمع مدينة القرنة بالضفة الغربية من نهر النيل والتي عرفت بإحتوائها لسدس آثار العالم، الكثير من مقامات الأولياء الصالحين، التي يؤكد الأهالي على أنها لا تقام بدون أسباب ولكن بطلب من الولي نفسه بعد مماته وبعلامات ودلالات. الشيخ همام وما بين الكرامات والقصص التي يرددها الأهالي عن الأولياء، ويكثرون من زيارتها تبركا بها، يتناول "التحرير" قصة الشيخ همام الحساني الذي يرجع نسبه إلى علي بن أبي طالب وسلالة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وحقيقة تحوله إلى ثعبان أبيض يظهر في مقامه بعد وفاته بأكثر من 250 عاما. ويقص أهالي المنطقة المحيطة بمقام الشيخ همام محمد أحمد الحساني وبحسب روايات آبائهم وأجدادهم، إنه وأخيه الشيخ "عبد ربه" كانا رجلين صالحين يعملان بالزراعة وتزوجا أختين وزهيدان في الدنيا، إلى أن تفرقا عن بعضهما البعض بذهاب "عبد ربه" إلى مدينة قنا وأكمل حياته ومات ودفن بها. رؤية الكعبة ويشير أحد أهالي القرية إلى رواية انفصال الشيخين اللذين كانا يشاهدان الكعبة المشرفة أمام أعينهما من مكانهما بمحافظة الأقصر أثناء الصلاة، وفي أحد الأيام أوتي إليهم بطعام "الخبيزة" المسروقة التي تناولاها وأصبحت سببا في انعدام رؤية الكعبة عنهما. وأضاف: "في رواية أخرى كانا يسمعان الأذان المكي وانعدم سماعة بعد تناول هذه الوجبة التي افتضح أمر سارقها بعد ما حدث للشيخين، وأدت إلى حزنهما فقرر عبد ربه ترك البلدة". حفر البئر وقال علي أبو عمران مساعد مهندس بالآثار وأحد أحفاد الشيخ همام، إنه قام بحفر بئر ماء جعله سبيلا ليشرب منه جميع أهالي البلدة وحيواناتهم قبل ظهور حنفيات المياه، وكان له مقام يبعد من مكان البئر ليس بكثير، ومنذ حوالي 50 عاما طلب نقله بجوار البر، عن طريق رؤيا لأحد الأشخاص الصالحين وذهب إلى أحد المشايخ بالعائلة، مما جعل الأهالي يتكاتفون في بداية الأمر لبناء المقام بالمكان المطلوب. وتابع أن الشيخ له علامات تدل على أنه من أولياء الله الصالحين ومنها ما يردده الكثيرون عن قيام ثعلب بالتبول على أحد الأبرقة الخاصة بالوضوء في المصلاة بالمقام ليلا، فظل ساكنا على موضعه برفع قدمه حتى الصبح ليشهد عليه الجميع. الثعبان كما أوضح أبو عمران أنه في أحد الأيام ذهب إلى المقام من أجل تنظيفه كما تعود على فعل ذلك، ووجد بين "الحصر" ثعبانا كبيرا أبيض اللون ظل أمام عينه آخذ وضع الوقوف للحظات وهو في دهشة تامة واختفائه فجأة دون وجود ثقوب في الحوائط المبنية بالغرفة أو هروبه من أمامه. وأكدت إحدى السيدات المجاورات للمقام حقيقة ظهور الثعبان الأبيض، واكتشافها ذلك من بعض الأطفال الصغار الذين كانوا يلعبون حوله وهمو بالدخول إليه وشاهدو واقفا مما أصابهم بالهلع وقص روايتهم لأهالي المنطقة، كما أن الشيخ يأتي إلى بعض الصالحين من أهل المنطقة أو خارجها في منامهم حالة إهماله فترة وعدم تنظيفه، مما جعل أبناء العائلة يقيمون ليلة سنوية أمامه يطعمون من خلالها الفقراء والمساكين والأهل والأحباب كصدقة على روحه.