لجأ أصحاب "دواليب المخدرات" وبائعي أقراصها في السوق السوداء إلى الاعتماد على المنتج المضروب والمغشوش كي يسد عجز "الترامادول" الأصلي الذي تم وقف تهريبه من الخارج بعد الارتفاع الجنوني الذي شهدة سوق "الترامادول" في الفترة الأخيرة، وبعدما شددت الحكومة المصرية والقوات المسلحة الرقابة على الموانئ المصرية التي كان من المفترض أنها الوسيلة الوحيدة التي يعتمد عليها مهربوا هذا العقار المدمر إلى مصر . المغشوش يكسب بداية يقول (و.ر) بائع ترامادول، بمنطقة فيصل، أنهم يعانو من نقص الترامادول في السوق بعد الاختفاء الذي شهده العقار مؤخرا، وأصبح العرض لا يكفي الطلب لذا نلجأ للبديل وهو" الترمادول" المغشوش، والذى نقوم بشرؤة من معلمين كبار يقوموا بشرؤه من مصانع تحت بير السلم تعمل في منطقة شبرا الخيمة، وهذه المصانع تضيف مواد خطيرة أثناء عملية الصناعة مثل الجبس الأبيض واللون الأحمر الصناعي والنشا، ويكون سعرة منخفض إلى حد ما، ولكن في الفترة الحالية ارتفع سعر المغشوش لأن كمية الإقبال على شراء "الترمادول" كبيرة جدا خاصة فئة الشباب والسائقين والطلبة أيضا، بحيث يصل سعر الشريط الواحد الذى يحتوى على 10 أقراص إلى 140 جنيه مصري. مؤكدا أن "الزبون الكييف بيقدر يفرق بين المغشوش والنضيف أما العادى بيبلبع وخلاص" . الوهم بينما يقول (ن.ر) سائق ميكروباص، أن أسعار الترامدول ارتفعت لدرجة كبيرة جدا لدرجة أن بعض السائقين المعتادين على تناول جرعات يومية كي يستطيعوا مقاومة العمل ظنا منهم أنه يمنحهم طاقة كبيرة، ويجعلهم قادرين على الاستمرار في العمل، وأيضا يمنحهم قوة تحمل فمن الممكن أن يواصلو العمل لمدة 24 ساعة متواصلة ولكن عندما ارتفع سعر الترامدول واختفى من السوق، أغلب هؤلاء مكثو في بيوتهم فهم لا يستطيعون العمل بدون تناول المنشط والجرعة اليومية . البحث عن البديل من جانبة يؤكد الصيدلي أحمد عبدالرحيم، أن "الترمادول" اختفى من السوق نهائيا خاصة المستورد من الشركات العالمية، وهذا بسبب الحالة الأمنية التي تشهدها البلاد . فقد ارتفع سعر "البرشامة" الواحدة من 3 جنيه إلى 15 جنيه، لذا يلجأ عدد كبير من المتعاطين إلى البحث عن البديل، فأغلبهم يقوم بتعاطي عقار "الأروستورال " وهو منتج لا يعاقب عنه القانون ويسمح بحيازتة كمنتج طبي عادى ولكن البعض يستخدمة كبديل للترمادول من حيث الناحية الجنسية فقط، بينما يتجه أصحاب الكيف إلى السوق السوداء التى تبيع "الترمادول" المغشوش بأسعار عالية. رقابة على المحلي كما أشار عبدالرحيم، إلى أن بعض شركات إنتاج الأدوية مثل شركة " سيجما " قامت بأقتباس الخلطة الكيمائية لعقار "الترمادول" وتقوم بتصنيعة حاليا في مصر ولكن بكميات محدودة وتحت إشراف جنائي وطبي كبير ويقوم بصرف المنتج لبعض الصيدليات المعتمدة فقط ويباع للمرضى عن طريق روشتة الطبيب، مع مراقبة لجنة طبية من الشركة المنتجة وعمل سرد أسبوعى للمنتج والكميات المصروفة مراجعة الروشيتات وإذا تبين أي غش تجاري تحول الصيدلية للتحقيق ويتم غلقها على الفور . صراع هندي - صيني بينما قال الدكتور محمود رمضان صيدلي وأخصائى أدوية، أن الهند كانت محتلة سوق عقار الترامادول لفترة طويلة وبعدها دخلت الصين في دائرة إنتاج هذا العقار. مؤكدا أنه كان يتم تهريب ملايين الأقراص يوميا إلى مصر عبر الموانئ البحرية، خاصة ميناء العين السخنة، وهناك تقارير أمنية فيه تقارير أمنية تقول إن 90 ٪ من المخدرات تدخل عن طريق هذا الميناء . كما أكد إنه في الفترة الأخيرة لوحظ انتشار "الترامادول "الأبيض الصيني، الذي يسيطر على السوق في الوقت الحالي، واسمه التجاري "تامول" وجرعة القرص 250 مجم، لافتا إلى أنه منذ فترة كبيرة كان شريط الترامادول يصل سعرة من 10- 15 جنيه، أصبح سعرة الآن يتعدى ال 100 جنيه . وأضاف أنه عندما حدث التنافس بين الشركات الهنديةوالصينية وكلها مصانعها غير مرخصة ولا يوجد عليها أي رقابة، لذا نعتبرها مصانع تحت السلم . مشيرا أنه عندما اشتدت المنافسة بدأت الشركات تخلط "الترامادول" بمواد أخرى أرخص ولها تأثير أشد ضرر علي المخ، وهناك تقارير طبية تقول أن "الترامادول "الهندي يحتوي علي مواد تدمر خلايا المخ 4 مرات أسرع من "الترامادول" النقي. دراسة مخيفه وتابع المفاجأة أن هناك درسات دولية تؤكد أنه ضمن المواد التي ظهرت عند تحليل أنواع مختلفة من الترامادول المهرب، وجدو أنواع عليها مادة الإستركنين ( strychnine ) وهذه مادة سامة وتستخدم في صناعة "سم الفيران". لكنها توضع بكمية قليلة جدا تجعل المتعاطي يشعر بنشاط أكثر وقدرة علي السهر وتوتر في العضلات والجرعات الكبيرة تؤدى إلى تشنجات من الممكن أن تصل لتشنج عضلات القفص الصدري والحجاب الحاجز فيحدث اختناق . مؤكدا أن الجرعات القليلة المستخدمة مع الترامادول، و كميتها بالميكرون يكون تأثيرها علي خلايا المخ مدمر مع مرور الوقت، أيضا هناك شركات تقوم بخلط مادة الاستركنين حبوب الفياجرا فتعطي شعور زائف بالقوة والتوتر أثناء اللقاء الجنسي، وبسبب ذلك بنحذر من الفياجرا مجهولة المصدر التي تعتبرها الناس أقوي من الأقراص التي تصنعها شركات الأدوية المصرية. الأمراض الناتجه كما نوه أخصائي الأدوية أنهم اكتشفو أيضا مادة تسمى "البروبرانولول" في حبوب "الترامادول" الصيني يستخدمه مرضي القلب بجرعات معينة ، هذا العقار يقلل عدد نبضات القلب ويعالج ارتفاع ضغط الدم و رعشة اليدين، ويحسس الإنسان بهدوء نسبي وفي نفس الوقت تسبب ضعف وخمول في الجسم واسمها العلمى " الاندرال". مؤكدا أن استخدامها الطبي يكون بجرعة محددة لكل مريض حسب حالته، فحينما يتناول المتعاطي 10 أقراص كاملة في اليوم من الترامادول المخلوط بهذه المادة من الممكن أن تسبب توقف عضلة القلب والوفاة. كما أشار رمضان إلى أن الأبحاث كشفت عن مادة "الأمينوفيللين" المضافه للترامادول تساعد على توسيع الشعب الهوائية لمرضي الربو، والهدف هنا إن المتعاطي يحس براحة في النفس، من الآثار الجانبية لمادة "الأمينوفيللين" إنها من الممكن ان تحدث لخبطة كهربائية فى القلب وسرعة شديدة في النبضات مما يؤدي إلى الوفاه. العقاب القانوني وفي هذا السياق قال اللواء أحمد الخولي، مساعد وزير الداخلية لمكافحة المخدرات، أن أغلب كميات الترامدوال التي تدخل مصر تأتى من الهندوالصين، لافتا إلى أن قطاع مباحث المخدرات تمكنت من ضبط 146 مليون قرص "ترامادول" مهربة إلى داخل الدولة خلال الفترة القليلة الماضية وتم إحالة المهربين إلى النيابة العامة. موضحا أن هناك حملات توعية بالتنسيق مع وزارة الصحة للكشف عن أضرار العقار، وأن "الترامادول" عقار طبي مصرح بإنتاجه ولا يصرف إلا ب"روشتة طبية"، وتم وضع هذا العقار المدمر في الجدول الأول للمخدرات مثل الحشيش والأفيون والهيروين ، لافتا إلى عقوبة المتورط في تهريب "الترامادول " قد تصل إلى السجن 20 عام .