لافتة إنسانية من كريستيانو رونالدو تجاه طفة من ذوي الهمم (فيديو)    «الأوقاف»: تشكيل لجنة لمتابعة الإعداد لصلاة عيد الأضحى بالساحات والمساجد    الأعلى للإعلام يكشف تفاصيل حجب جميع المنصات العاملة بدون ترخيص خلال 3 أشهر    انقطاع المياه عن عدة مناطق في أسيوط للصيانة غدا.. المواعيد والأماكن    توقعات بانكماش اقتصاد الضفة الغربية وقطاع غزة بنسبة 9.4% خلال 2024    مياه أسيوط: انقطاع المياه عن قرية المعابدة بمركز أبنوب لمدة 15 ساعة    نقيب الصحفيين الفلسطينيين ل«قصواء الخلالي»: مصر سندنا الأول    البيت الأبيض: سنتخذ خطوات جريئة في قمة السبع لإظهار ضعف بوتين    شيخ الأزهر لطلاب غزة: علّمتم العالم الصمود والمثابرة    ريال مدريد ينافس تشيلسي على موهبة برازيلية جديدة    مصدر حكومي: حلف اليمين الدستورية للحكومة الجديدة مقرر له بعد العودة من إجازة عيد الأضحى المبارك    العثور على خراف نافقة بالبحر الأحمر.. البيئة: نتعقب السفينة المسئولة وسنلاحقها قضائيا    وزارة الأوقاف تشكل لجنة متابعة الإعداد لصلاة العيد بالساحات والمساجد    خالد النبوي يشكر صناع عمل فيلم أهل الكهف: تعيش السينما بمواهبها الحقيقية    سحلها في الفرح أمام المعازيم.. أول تعليق لأسرة عريس الشرقية: كان سوء تفاهم ورجعوا لبعض    محمد نور يضع اللمسات الأخيرة لأحدث أعماله لطرحها قريبًا    فضل صيام يوم عرفة 2024.. وأبرز الأدعية المأثورة    علي جمعة يوضح أعمال الحج: يوم التروية الثامن من ذي الحجة    قبل عيد الأضحى.. 7 أمور يستحب فعلها قبل التضحية    ماذا يحدث لجسمك عند النوم أقل من 7 ساعات يوميا؟.. مخاطر تعرضك للوفاة    أفضل طريقة لفك اللحوم بعد تجميدها.. عادة خاطئة تفقدها القيمة الغذائية    عالم أزهرى يكشف لقناة الناس لماذا لا يصوم الحجاج يوم عرفة.. فيديو    الإسماعيلي يحدد سعر بيع عبد الرحمن مجدي (خاص)    دي بروين يوجه صدمة مدوية لجماهير الاتحاد    كاتبة أردنية: كلمة الرئيس السيسي في قمة اليوم مكاشفة وكلها مدعومة بالحقائق والوثائق    رسالة جديدة من «الهجرة» للمصريين في دول النزاعات بشأن مبادرة استيراد السيارات    يوافق أول أيام عيد الأضحى.. ما حكم صيام اليوم العاشر من ذي الحجة؟    نقابة الصيادلة: الدواء المصري هو الأرخص على مستوى العالم.. لازم نخلص من عقدة الخواجة    وكيل «صحة الشرقية» يناقش خطة اعتماد مستشفى الصدر ضمن التأمين الصحي الشامل    مفاجأة.. بيراميدز مهدد بعدم المشاركة في البطولات الإفريقية    مصدر بمكافحة المنشطات: إمكانية رفع الإيقاف عن رمضان صبحى لحين عقد جلسة استماع ثانية    «ناسا» تكشف عن المكان الأكثر حرارة على الأرض.. لن تصدق كم بلغت؟    عبدالقادر علام: التفرد والتميز ضمن معايير اختيار الأعمال فى المعرض العام 44    «بابا قالي رحمة اتجننت».. ابن سفاح التجمع يكشف تفاصيل خطيرة أمام جهات التحقيق    يورو 2024 - الإصابة تحرم ليفاندوفسكي من مواجهة هولندا    بريطانيا: ارتفاع مفاجئ في معدل البطالة يصيب سوق الوظائف بالوهن مجددا    بدائل الثانوية العامة.. شروط الالتحاق بمدرسة الضبعة النووية بعد الإعدادية (رابط مباشر للتقديم)    حقوق إنسان الشيوخ تتفقد مركز الإدمان والتعاطى بإمبابة    مصرع 39 شخصا في غرق مركب تقل مهاجرين قبالة سواحل اليمن    رئيس الضرائب: المصلحة تذلل العقبات أمام المستثمرين السنغافوريين    قافلة مجمع البحوث الإسلامية بكفر الشيخ لتصحيح المفاهيم الخاطئة    تطوير وصيانة وإنتاج خرائط.. وزير الري يكشف عن مجهودات توزيع المياه في مصر    تطوير مستشفى مطروح العام بتكلفة مليار جنيه وإنشاء أخرى للصحة النفسية    تأجيل محاكمة المتهم بإصابة شاب بشلل نصفى لتجاوزه السرعة ل30 يوليو المقبل    رئيس جامعة بني سويف يرأس عددا من الاجتماعات    عيار 24 الآن.. أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 11-6-2024 في محافظة المنيا    رئيس جامعة الأقصر يشارك في الاجتماع الدوري للمجلس الأعلى لشئون التعليم والطلاب    إيلون ماسك: سأحظر أجهزة آيفون في شركاتي    وزير النقل يوجه تعليمات لطوائف التشغيل بالمنطقة الجنوبية للسكك الحديدية    خبير سياسات دولية: زيارة بلينكن للقاهرة نقطة تحول لوقف إطلاق النار بغزة    سحب عينات من القمح والدقيق بمطاحن الوادي الجديد للتأكد من صلاحيتها ومطابقة المواصفات    محمد أبو هاشم: العشر الأوائل من ذى الحجة أقسم الله بها في سورة الفجر (فيديو)    بن غفير: صباح صعب مع الإعلان عن مقتل 4 من أبنائنا برفح    طائرته اختفت كأنها سراب.. من هو نائب رئيس مالاوي؟    وفاة المؤلف الموسيقي أمير جادو بعد معاناة مع المرض    عصام السيد: وزير الثقافة في عهد الإخوان لم يكن يعرفه أحد    بعد تصريحاته المثيرة للجدل.. إبراهيم فايق يوجه رسالة ل حسام حسن    فلسطين.. شهداء وجرحى جراء قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اقرأ فى نيويورك تايمز: عقوبات سوريا فى خدمة رجال أعمال «الأسد»!
نشر في التحرير يوم 13 - 06 - 2012


عقوبات سوريا فى خدمة رجال أعمال «الأسد»!
نادية بيطار
ترجمة: محمود حسام
العقوبات الأوروبية كانت تهدف لتقويض رجال الأعمال الأثرياء الذين يدعمون نظام الأسد فى سوريا. لكنها تساعد فعليا رجال الأعمال الذين لهم علاقات وثيقة بالحكومة السورية. المتربحون السوريون يستفيدون ماليا من خلال شراء عقارات بأسعار تصفية (أقل من السعر العادى)، وبيع الغاز الطبيعى ووقود الديزل. عندما يتحدث يوسف كاط (ليس هذا اسمه الحقيقى) عن الحرب فى سوريا، فإنه يكتفى بوصفها ب«الوضع» فى سوريا. وبالنسبة إلى رجل الأعمال هذا، هو وضع ليس بالسيئ على الإطلاق. وواقع الأمر أن كاط مشغول باستمرار هذه الأيام. حتى فى أيام الإجازات الأسبوعية، تجده يرتدى بنطلونا وقميصا مهندما، تحسبا لأن يتصل به شخص ما ويطلب مساعدته فى بيع منزله. إذا كان المنزل يقع فى أحد أحياء دمشق الراقية، فسيقود كاط سيارته ليلقى نظرة عليه. يلقى نظرة سريعة على المنزل، ويقول لصاحبه إنه سيفكر إذا ما كان مهتما بشرائه، ويرحل. يمكن أن يكون انتهازيا أيضا. وهذه الأيام هناك الكثيرون ممن يضطرون إلى بيع منازلهم، لكن قليلين هم من لديهم القدرة على الشراء، وكاط واحد من هؤلاء.
ينتمى كاط إلى الطبقة العليا من المجتمع السورى، أو ال1% من السكان. يتمتع أباطرة المال السوريون بعلاقة تكافلية مع نظام الرئيس بشار الأسد، فرغم كل شىء، تعنى العلاقات الجيدة مصالح جيدة. والناس فى دمشق يقولون إنه لا يمكن إبرام صفقات تصدير أو استيراد من دون موافقة النظام.
تمكن كاط من جمع ملايين الدولارات من خلال التجارة والفنادق والمطاعم. معظم أصوله بالعملة الأجنبية، يستثمر كثيرا منها فى دبى، وهو ما سانده فى ظل الوضع الحالى.
يقول كاط: «سوريا مكان جيد للشراء الآن». قبل الأزمة كان اليورو (يساوى 1.25 دولار) يساوى 60 جنيها سوريا، لكنه يساوى الآن 85 جنيها فى السوق السوداء. وفى مارس، بلغت العملة السورية أدنى مستوياتها حتى الآن، حيث أصبح اليورو الواحد يوازى 125 جنيها سوريا.
هناك مصطلح جديد فى سوريا يطلق على الرجال من أمثال كاط وهو «تجار الأزمة». هم يقومون بأعمال فى أشياء ثلاثة: العقارات والغاز المنزلى والديزل. والعقوبات الأوروبية بالفعل تساعد هؤلاء المتربحين من الحرب.
وفرض الاتحاد الأوروبى -فى محاولة للضغط على نظام الأسد- عقوبات على منتجات البترول والغاز، وهى من أهم القطاعات فى الاقتصاد السورى. وفى مايو قال وزير البترول السورى سفيان علاو إن العقوبات كلفت البلد 4 مليارات دولار.
لكن سكان البلد يدفعون أيضا ثمنا للعقوبات. فمضخات الديزل فى محطات الوقود غالبا ما تكون مغلقة، لأن النظام يفضل أن يحتفظ بالكميات الشحيحة لدباباته. وكذلك فإنه ليس من الممكن دائما الحصول على أسطوانات الغاز التى يستخدمها كثيرون لتشغيل الأفران والمواقد. وعندما تكون متوفرة فإن السكان يشترونها ب34 مرة ضعف ثمنها قبل بدء الانتفاضة.
الفقراء من السوريين يعانون بالفعل نتيجة للأزمة الاقتصادية والزيادات فى الأسعار منذ وقت طويل. لكنه حتى أبناء الطبقة الوسطى يضطرون الآن إلى اللجوء لمدخراتهم وعرض منازلهم للبيع لأشخاص من أصحاب الثراء الفاحش مثل رجل الأعمال كاط.
يخوض كاط جولة فى البلدة القديمة فى دمشق. يدخل حانة «تاو» التى افتتحت قبل 6 أشهر. فى الليل يمكن أن يدفع زبائن الحانة السوريون فاتورة ثمنها 100 يورو، وهذا فى بلد يصل متوسط الدخل الشهرى فيه إلى 200 يورو! يتوجه كاط نحو صديق قديم، وهو مسيحى مثل كاط، ولا بد أنه الآن فى سن التقاعد. ونظرا إلى وضعه السابق كجنرال فى الجيش السورى، فإنه يشير إلى أنه يقوم ب«شىء متعلق بالأمن الداخلى»، لكنه يرفض أن يقدم مزيدا من التفاصيل. ويقول الجنرال السابق إن «الوضع» سيكون تحت السيطرة فى أقل من شهر. لكن بمجرد أن يغادر الحانة يقول كاط «كل السياسيين كاذبون».
رغم أن كاط لا يعتقد بأن «المشكلة» ستنتهى فى غضون شهر، فإنه يرجح أنها يمكن تنتهى تحديدا فى خلال عام. وعلى خلاف كثير من رجال الأعمال السنة، لم يقطع كاط علاقاته بنظام الأسد. وهو يرى أن المتمردين كانوا وبالا على البلد تسببت فيه عناصر أجنبية وهو يعتقد أن النظام «سيتكفل بهم». يقول إن الأحياء السنية بالكامل مثل باب عمرو، معقل التمرد فى حمص، سيتم «محوها» وإعادة تأهيلها ب«سكان مختلطين»، فى إشارة إلى المنتمين إلى الأقليات السورية. ويضيف أنه «لن تكون هناك بعد الآن أحياء كتلك التى كانت فى حمص»، ويزعم أنه اطلع على هذه المعلومات عن طريق مصادر حكومية.
عقوبات الاتحاد الأوروبى مصممة خصيصا لاستهداف أشخاص مثل كاط، وبمعنى آخر، رجال الأعمال الذين يستخدمون أصولهم لدعم النظام. «يستطيع المرء أن يشترى السياسيين بالمال هنا» يقول كاط. واقع الأمر أن الاتحاد الأوروبى قام حتى بفرض عقوبات على أفراد من قطاع الأعمال يدعمون النظام ماليا، مثل رامى مخلوف، ابن عم الرئيس، الذى يعتقد بأنه ملياردير. وكاط بالنسبة له مجرد سمكة صغيرة لا تظهر على رادار بروكسل (مقر الاتحاد الأوروبى)، بسبب الطبيعة الغامضة للعلاقات بين عناصر قطاع الأعمال والعوالم الأمنية فى سوريا. ينضم إلى كاط أحد أصدقائه من أيام الجامعة. هذا الصديق خسر وظيفته فى فندق بسبب بالأزمة الأقتصادية. ورغم أنه مسيحى مثل كاط، فإن الاثنين لا يتشاركان نفس الآراء السياسية. بعد ساعات قليلة، يقوم كاط ليدفع فاتورة الحساب ويلعن المتمردين، بينما يدخن صديقه النارجيلة فى صمت. بعد أن يغادر كاط يقول الصديق: «هناك بعض الناس فى سوريا لديهم كمية فاحشة من الأموال».
«اكذب حتى يصدقك الناس».. شعار نازى يرفعه وزير ثقافة بوتين
آمى نايت
ترجمة: يسرا عمر الفاروق
أسابيع قليلة مضت على تنصيبه رئيسا لبلاده، ورغم ذلك ما زال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يواجه تحديات كبيرة تتعلق بإدارته.
إلى جانب تهم التزوير التى أطلقها عديد من مراقبى انتخابات مارس الماضى التى أتت به رئيسا، رافق مراسم تقليد بوتين السلطة احتجاجات شهدت اعتقال مئات المشاركين بها. وفى استطلاع رأى حديث تم إجراؤه على نطاق واسع بين الناخبين الروس، اكتشف مركز الدراسات الاستراتيجية بموسكو أن الدعم الذى تحظى به حكومة بوتين فى تآكل مستمر، ما يزيد من احتمالات الدخول فى أزمة سياسية قبل أن يتم بوتين فترته الرئاسية ذات الأعوام الستة.
فى حالة إذا ما ثبت صحة هذا التقرير، فإنه سيتعين على الكرملين (قصر الرئاسة الروسى) أن يجد سبلا جديدة لاحتواء هذا السخط، خصوصا فى ظل تراجع الأوضاع الاقتصادية بسبب الأزمة الأوروبية والأسعار المتدنية للبترول. بالنظر إلى اجتماع حكومى مثير للجدل عقده بوتين قبل أسبوعين، يتضح أن أحد الطرق التى ربما يلجأ الكرملين إليها بهدف التصدى للمعارضة المتصاعدة، ستكون تجديد دماء الدعاية والبروباجاندا فى مجال التاريخ ما يعد استخداما لأحد الأسلحة السوفيتية التقليدية. أما الشخص الذى سيتولى إدارة هذه الآلة الدعائية، فهو وزير الثقافة الجديد ذو ال41 عاما فلاديمير ميدنسكى الذى لقبه بعض المحللين ب«جوبلز الروسى» (فى إشارة إلى جوزيف جوبلز وزير الدعاية السياسية فى ألمانيا النازية منذ عام 1933 حتى 1945 وأحد أقرب مساعدى أدولف هتلر. من أشهر مقولاته: اكذب حتى يصدقك الناس، حيث إنه اعتمد الكذب الممنهج فى الترويج للنازية وكان موهوبا بشدة فى الخطابة ومن أقواله المعروفة أيضا «كلما سمعت كلمة مثقف، تحسست مسدسى»).
تتضمن أجندة ميدنسكى الإشراف على سياسة الدولة، فى ما يتعلق بالفنون والسينما والتراث الثقافى والمحفوظات والمكتبات والمتاحف، لكن بالطبع سيكون غرس الإحساس الوطنى والقومى فى نفوس الروس -من خلال إعادة كتابة تاريخ بلادهم- على رأس أولويات الوزير الجديد.
بصفته مؤيدا حماسيا للكرملين، ساند ميدنسكى الرئيس بوتين بقوة فى حملته الرئاسية عام 2004، فضلا عن مساندته له فى حملته الأخيرة هذا العام. ومنذ 2008، ذاع صيت ميدنسكى باعتباره مؤلفا لسلسلة من أفضل الكتب مبيعا حول التاريخ الروسى حملت اسم «خرافات عن روسيا» من شأنها أن ترسخ فى ذهن الشعب الروسى شعوره بالفخر والعزة الوطنية وتدحض الفكرة التى روج لها الغرب بأن لروسيا ماضيا مليئا بالأوجه السلبية. على سبيل المثال، يفترض ميدنسكى فى كتابه أن القول بأن لروسيا تاريخا قويا فى معاداة السامية هو نوع من المبالغة، كما أنه ينكر قيام جنود السوفييت باجتياح واحتلال دول البلقان وبولندا خلال الحرب العالمية الثانية، أو أن عددا كبيرا من أسرى الحرب السوفييت تم إرسالهم إلى معسكرات العمل بعد انتهاء الحرب.
فى حوار له عام 2009، أوضح ميدنسكى أن الخرافات القذرة يتم تزويرها عمدا واستخدامها كأداة للدعاية السياسية والحرب النفسية ضد بعض الدول، وأنه لا توجد فى التاريخ دولة أخرى غير روسيا عانت من مثل هذه الألاعيب الشيطانية، مضيفا بقوله «إذا لم نسيطر على السموم التى تبثها هذه الأساطير القذرة، فإنها ستمتد عبر الأجيال القادمة». تعزز خلفية ميدنسكى انطباعا بأن بوتين ينظر إلى الثقافة الروسية كمجال رئيسى يعينه على بسط سيطرته على الناخبين ودعم سمعته كقائد قوى، حيث إن تاريخ ميدنكسى يفترض وجود صلات قوية له بفرع الاستخبارات الخارجية بالمخابرات الروسية (KGB) والمعروف الآن بال(SVR) وهى المؤسسة التى حولت البروباجندا لاستراتيجية سياسية معقدة إبان الحقبة السوفيتية. (من المعروف أن بوتين قد بنى قوته اعتمادا على رفاقه السابقين بالمخابرات الروسية).
فى عام 1987، أصبح ميدنسكى طالبا فى مؤسسة موسكو الحكومية المرموقة للعلاقات الخارجية (MGIMIO) والمعروفة بكونها تربة خصبة لتخريج موظفى خدمة الاستخبارات الخارجية، وبالتأكيد قامت المؤسسة بتدريب دبلوماسيين وجواسيس على حد سواء، لكن الخيط الفاصل بين الجاسوسية والعمل الدبلوماسى فى الاتحاد السوفييتى سابقا وروسيا حاليا كان وما زال خيطا رفيعا.
ميدنسكى درس الصحافة واللغة الإنجليزية وعمل بالمكتب الإعلامى للسفارة الروسية بواشنطن بين 1991 و1992 ما يزيد من احتمال قيامه بعمله آنذاك كموظف استخباراتى أكثر من كونه موظفا بالسلك الدبلوماسى، فطالما كانت الصحافة غطاء للعمل التجسسى بين الروس على حد قول مسؤولين سابقين بالمخابرات الروسية.
بعد انهيار الاتحاد السوفييتى، عاد ميدنسكى إلى روسيا ليتقلد فى عمر الثانية والعشرين منصب رئيس الفرع الروسى لشركة العلاقات العامة العالمية «Ya»، وبعد ست سنوات حصل على منصب فى المكتب الإعلامى لجهاز شرطة الضرائب القوى، وسرعان ما انخرط فى عالم السياسة بانتخابه فى مجلس الدوما (البرلمان الروسى) عام 2003 كعضو عن حزب بوتين «روسيا المتحدة». ومنذ ذلك الحين، استخدم ميدنسكى تأثيره السياسى ليصبح رئيس اللجنة الثقافية بالمجلس ما ساعده على إثبات نجاحه كمؤرخ وطنى.
لكن، لماذا يجد النظام الروسى أهمية كبرى فى الترويج لتاريخه؟ لأن التحكم فى التاريخ من وجهة النظر الكرملين هو تحكم فى الحاضر، وبالنسبة لبوتين فإن تفسير وإعادة تفسير التاريخ هو أمر حاسم.. فهو يؤمن بقوة «التاريخ النافع» واستخدامه كأداة سياسية وقوة اجتماعية- سياسية منظمة تساعد فى تشكيل الهوية وعقد الائتلافات.
أما إذا كان وزير الثقافة الجديد يظن أن بإمكانه تغيير شعور الشعب الروسى تجاه بلاده وطريقة إدارتها من خلال فرض رؤية الكرملين الخاصة للتاريخ عليهم، فإنه سيدخل على الأرجح فى معركة شاقة.
وبالاحتكام لاستطلاعات الرأى والتقرير الذى سبق الإشارة إليه، يتضح أن معظم المواطنين الروس يهتمون بتوفير حاجتهم الاقتصادية والاجتماعية أكثر من اهتمامهم بالشعور بالفخر بتاريخهم، وفى ظل الدعوات المتكررة للخروج فى مسيرات مناهضة لبوتين، يبدو واضحا أن مطالبات الشعب الروسى بأن يكون له كلمة فى سياسة بلاده فى تصاعد.
لماذا لا يقارن الجمهوريون «أوباما» ب«بوش»؟
بول كروجمان
ترجمة: محمود حسام
ما من شك أن تعافى أمريكا من الأزمة المالية كان مخيبا للآمال. إننى فى واقع الأمر أدفع بأن الفترة منذ العام 2007، يمكن النظر إليها فى أحسن الأحوال على أنها فترة «ركود»، أى فترة ممتدة من الضعف الاقتصادى ونسبة بطالة مرتفعة، وهى شأن «الكساد الكبير» فى ثلاثينيات القرن الماضى، مستمرة على الرغم من مراحل يشهد الاقتصاد نموا خلالها. والجمهوريون بالطبع يحاولون -وبنجاح كبير- أن يستغلوا هذه الحالة البائسة لمصلحتهم السياسية.
هم يحبون، بشكل خاص، أن يظهروا التناقض بين سجل الرئيس باراك أوباما فى هذا الشأن وسجل (الرئيس الأسبق) رونالد ريجان، الذى كان فى مثل تلك الفترة من رئاسته يقود تعافيا اقتصاديا قويا. ربما تعتقد أن المقارنة تصبح أكثر صلة لو كانت مع جورج دبليو. بوش، الذى فى مثل هذه الفترة من إدارته كان لا يزال -على عكس أوباما- يقود اقتصادا يشهد خسارة ضخمة فى وظائف القطاع العام. سأشرح باختصار، التراجع الاقتصادى الذى واجهه ريجان كان مختلفا للغاية، وأكثر سهولة فى التعامل معه، مقارنة بالركود الذى نعانى منه حاليا. ومع هذا، فما زالت المقارنة بين ريجان وأوباما تكشف لنا من عدة زوايا، عن سبب اختيار الجمهوريين لها. إذن، هلا نظرنا إلى تلك المقارنة؟ من منظور واحد على الأقل وهو الإنفاق الحكومى، كان هناك اختلاف كبير بين إدارتى الرئيسين، فى ظل إنفاق حكومى متوائم مع التضخم، ونمو سكانى يتزايد بشكل أسرع فى عهد أحدهما عن الآخر. ووجدت من المفيد على نحو خاص أن ننظر إلى مستويات الإنفاق على مدار ثلاث سنوات من رئاسة كل منهما -وهى فى هذه الحالة الربع الأول من عام 1984 فى عهد ريجان، والربع الأول من عام 2012 فى عهد أوباما- مقارنة بأربع سنوات سابقة، وهى فى كلتا الحالتين تتطابق مع بداية حدوث أزمة اقتصادية. فى عهد أحد الرئيسين، كان إنفاق الحكومة على فرد فى هذه الفترة (الربع الأول) أعلى بنسبة 14.4 عن الأربع سنوات السابقة، وفى عهد الرئيس الآخر، أقل بمقدار النصف، حيث كانت تزيد فقط بنسبة 6.4% عن الأربع سنوات السابقة.
حسنا، الآن ربما اكتشف كثير من القراء الحيلة هنا: فقد كان ريجان، وليس أوباما، هو الأكثر إنفاقا. وبينما كان هناك انفجار فى الإنفاق لفترة قصيرة خلال الأيام الأولى لإدارة أوباما وكان هذا بالأساس لتمويل برامج مساعدات مثل تأمين البطالة وكوبونات الطعام، فإن هذه الطفرة فى الإنفاق أصبحت تراثا من الماضى. وواقع الأمر أنه فى هذه اللحظة، يتراجع الإنفاق الحكومى بشكل سريع، مع تراجع الإنفاق على كل فرد على مدار العام الماضى بمعدل لم نشهده منذ إنهاء التعبئة فى أعقاب الحرب الكورية.
لماذا كان الإنفاق الحكومى أقوى بكثير فى عهد ريجان مقارنة بفترة الركود الحالية؟ لقد كان لتأثر ريجان بالمدرسة الكينزية (نسبة إلى عالم الاقتصاد البريطانى جون ماينارد كينيز، الذى يوصف بأنه حامل لواء التدخل الحكومى القوى فى الأسواق) والتعبئة العسكرية الضخمة دورا فى هذا. لكن الاختلاف الكبير كان فى الإنفاق الحكومى الحقيقى على كل فرد، سواء على مستوى الدولة أو على المستوى المحلى، الذى استمر فى التصاعد فى عهد ريجان، لكنه انخفض بشكل كبير فى هذه الفترة من ولاية أوباما.
وهذا بدوره، يعكس بيئة سياسية متغيرة. على سبيل المثال، اعتادت حكومات الولايات والحكومات المحلية على الاستفادة من توزيع الدخل والدعم التلقائى من الحكومة الفيدرالية، وهو برنامج قتله ريجان فى النهاية لكن فقط بعد أن انتهى الركود الاقتصادى. الأكثر أهمية، أنه فى ثمانينيات القرن الماضى، لم يكن للأفكار المناهضة لفرض الضرائب هذا التأثير حاليا، لذا كانت حكومات الولايات والحكومات المحلية مستعدة لتغطية العجز المؤقت فى الميزانية من خلال زيادات مؤقتة فى الضرائب، ومن ثم تفادى حدوث اقتطاعات حادة فى الإنفاق.
وباختصار، إذا أردت أن ترى الحكومة وهى تتعامل مع الفترات الاقتصادية العصيبة بسياسات «فرض الضرائب ثم الإنفاق» التى يشجبها المحافظون دائما، يجب أن تنظر إلى عهد ريجان، وليس سنوات أوباما.
إذن، هل يظهر التعافى الاقتصادى فى عهد ريجان، تفوق السياسات الاقتصادية القائمة على المدرسة الكينزية؟ ليس بالضبط. لأنه، مثلما قلت، الحقيقة أن الركود الاقتصادى فى الثمانينيات -الذى تسبب به الاحتياطى الفيدرالى متعمدا، كسبيل لتقليل التضخم- كان مختلفا للغاية عن الركود الذى نشهده حاليا، والذى تسببت به تجاوزات القطاع الخاص، وأولها الزيادة فى الديون على العقارات فى سنوات بوش. إن الركود فى عهد ريجان ربما انتهى سريعا عندما قرر الاحتياطى الفيدرالى أن يكون مرنا وأن يخفض معدلات الفائدة، مما أدى إلى طفرة عملاقة فى الإسكان. هذا الخيار ليس متاحا الآن لأن معدلات الفائدة تقترب بالفعل من الصفر الآن.
ومثلما أشار عديد من خبراء الاقتصاد، تعانى الولايات المتحدة حاليا من حالة كلاسيكية من الانكماش الاقتصادى بتأثير الديون: فالناس على كل الأصعدة الاقتصادية يحاولون أن يسددوا ديونهم من خلال خفض الإنفاق، لكنه من خلال القيام بذلك، فإنهم يتسببون بركود يجعل مشكلات ديونهم أكثر سوءا. هذا بالضبط هو الوضع الذى يجب فيه أن يزيد الإنفاق الحكومى بشكل مؤقت لتعويض التراجع فى الإنفاق الخاص، وإعطاء القطاع الخاص وقتا لعلاج مشكلاته المالية. هذا لا يحدث على الرغم من ذلك. والخلاصة إذن أننا كان يمكن أن نكون فى شكل أفضل بكثير إذا اتبعنا الكينزية على طريقة ريجان. ربما كان ريجان يدعو لتقليل حجم الحكومة، لكن من الناحية العملية، فإنه فى عهده كان هناك نمو كبير فى الإنفاق الحكومى، وهذا بالضبط هو ما تحتاجه أمريكا الآن.
محلل اقتصادى وحائز على جائزوة نوبل
نصيحة طبية للوقاية من أمراض القلب
هيلث داى نيوز
(ترجمة: سماح الخطيب)
لا يمكنك السيطرة على كل عوامل الخطورة المسببة لأمراض القلب، إلا أن عيش نمط حياة صحى وأخذ الدواء الموصوف من قبل الطبيب، يساعد فى منع كثير منها.
ويقترح موقع «وومينز هيلث» Womenshealth.gov تلك الخطوات للمساعدة فى تقليل خطر إصابتك بأمراض القلب:
انتبه إلى نسبة الكوليسترول الصحية وضغط الدم.
أقلع عن أو تجنب التدخين والإفراط فى شرب الكحول.
قم بالخطوات اللازمة للسيطرة على مرض السكرى.
حافظ على وزن مثالى.
احرص على ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، والتزم بمواعيد محددة للنوم.
تحكم فى ما يسبب توقف التنفس فى أثناء النوم وأعراض متلازمة الأيض (مزيج من الاضطرابات الصحية التى تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين وداء السكرى).
لا تمسك عجلة القيادة بعد ساعات العمل الليلية.. إذا كنت طبيبًا
هيلث داى
ترجمة: ابتهال فؤاد
رجحت دراسة بحثية صدرت حديثا أن العاملين بالمستشفيات الذين يعملون بالدوام الليلى ربما يكونون عرضة لمشكلة فى القيادة والعودة إلى منازلهم سالمين.
قام الباحثون فى فرنسا بإجراء اختبار محاكاة القيادة (النظرى) على ثلاثين مَتدرِّبا بعد انتهائهم من نوبات العمل الليلية.
وجد الباحثون أن العاملين كانت لديهم صعوبة فى القيادة على خط مستقيم والتحكم بسرعتهم بصورة أكبر عما كانوا عليه، وهم لا يعملون خلال ساعات الليل، وذلك وفقا للدراسة المقرر عرضها يوم (الجمعة) فى الاجتماع السنوى للجمعية الأوروبية للتخدير.
«وجدنا أن هناك فروقا بين هؤلاء الذين كانوا ينامون بصورة عادية، وأولئك الذين يعانون الحرمان من النوم، جراء العمل طوال الليل».. تقول الدكتورة سيجولين أرزالير دارت، بمستشفى «كاين» التعليمى، فى بيان صحفى.
تناول القهوة يحسن أداء القيادة بعض الشىء، لكن الباحثين يقولون إن العاملين المحترفين بالمجال الطبى الذين يشعرون بالنعاس بحاجة إلى أن يتوافر لهم مكان للراحة قبل أن يقودوا سياراتهم فى طريق العودة إلى المنزل، وعلى المستشفيات أن توفر سيارات أجرة لتقل العاملين إلى منازلهم.
تقول الدكتورة سيجولين «آمل فى أن يساعد عملنا على رفع مستوى الوعى بمخاطر القيادة فى حالات الإجهاد، فأصحاب العمل الذين لديهم عاملين يجب عليهم العمل بالنوبات الليلية، وضرورة أن يتخذوا الإجراءات الوقائية لحماية موظفيهم من هذه المخاطر».
شباب الخليج يتعثرون فى لغتهم الأم!
دى دى جوتنبلان
ترجمة- سماح الخطيب:
لندن فى جامعة نورث ويسترن بقطر، واجهت الإدارة مؤخرا صعوبة فى كيفية تحسين مستوى اللغة الأم عند الطلاب العرب. هذا الفرع للجامعة المرموقة الكائنة فى إيفانستون بولاية إيلينوى الأمريكية، يجتذب الطلاب من 30 دولة لدراسة مشاريعها فى الاتصالات والصحافة، وهى التخصصات السائدة فى موطن شبكة قنوات الجزيرة. ومع أن المناهج تدرس بالإنجليزية، يتحدث نحو 60% من الطلاب بلهجة أو بأخرى من العربية. «لكن معظم هؤلاء الطلاب لا يتحدثون العربية بشكل جيد كما ينبغى للعمل فى قناة الجزيرة»، على حد قول إيفريت إى دينيس عميد الكلية. وعلى مدار العامين الماضيين قامت الكلية بتقديم دورة فى اللغة العربية للعمل فى الإعلام. لكنها كانت اختيارية، ولم يكن هناك إقبال كبير. ووفقا لمشروع الخطة الجديدة التى وضعها الإداريون، فإن الهدف هو مساعدة الطلاب فى «تحقيق مستوى من الكفاءة يؤهلهم للعمل باحترافية فى الإعلام». تتضمن التدابير المقترحة اتخاذ الترتيبات لمزيد من التدريس باللغة العربية الفصحى، اللهجة المستخدمة فى الصحافة المطبوعة والإذاعة، وهى يمكن أن تبدو وكأنها لغة أجنبية للطلاب الذين تربوا فى الخليج، وذلك عن طريق تعيين مدرب لتعليم الكتابة العربية، واشتراطها للعمل فى الإعلام.
وقال جيرد نونمان، عميد كلية الشؤون الدولية بجامعة جورج تاون فى قطر: «لقد أدركت كليتنا أن هناك مشكلة». وجامعة جوروج تاون مثل جامعة نورث ويسترن تقع فى مجمع المدينة التعليمية بالدوحة عاصمة قطر (تعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر التى تهدف لتطوير التعليم)، مضيفا أن ثلثى الطلاب تقريبا جاءوا من بيئة عربية، لكن أكثر من نصفهم «لم تصل لغتهم العربية أبدا إلى مستوى الكفاءة المهنية». وتقسم جامعة جورج تاون دروس تعليم اللغة العربية إلى قسمين أحدهما «للطلاب المتحدثين باللغة العربية»، والثانى «للطلاب غير المتحدثين باللغة العربية»، على أن تنضم المجموعتان معا فى السنة الأخيرة لمستوى التعلم المتقدم. مؤخرا تقدمت الكلية باقتراح لمؤسسة قطر -وهى مؤسسة غير ربحية تدعمها الحكومة وكثيرا ما تمول المبادرات التعليمية- لوضع مواد تعليمية جديدة للطلاب المتحدثين باللغة العربية، يقول نونمان: «عدد لابأس به من هؤلاء الأطفال لم يتلقوا تعليما بالعربية على الإطلاق».
لكن بما أن معدل الاستجابة المرجوة من الجامعتين ليس طبيعيا، فإن المشكلة القائمة، وهى ارتفاع نسبة استخدام اللغة الإنجليزية كلغة مشتركة فى العالم العربى والتراجع الناتج فى استخدام اللغة العربية، تثير قلقا متزايدا. أما الحكومة القطرية التى كانت قد خصصت كما هائلا من الوقت والموارد لبناء 6 فروع لجامعات أمريكية فى المدينة التعليمية، كانت قد أعلنت أنه ابتداءً من العام المقبل ستتحول لغة التدريس من الإنجليزية إلى العربية فى جامعة قطر أكبر جامعات الدولة، أما وزارة التعليم فى قطر فلم تبد استجابة إلى تلك المطالبات. ولقد أوردت صحيفة «جلف نيوز» اليومية الصادرة باللغة الإنجليزية خبرا يفيد بأن السعودية منعت استخدام اللغة الإنجليزية فى الرد على المكالمات الهاتفية بالفنادق والشركات الخاصة والمكاتب الحكومية.
جاين كينينمونت المختصة بشؤون الشرق الأوسط فى تشاتام هاوس، المعهد الملكى للشؤون الدولية، قالت: «هكذا هى الحال أيضا فى دول الخليج، وقد أعلنت هذه الخطوة بشكل مفاجئ مع إتاحة فرصة صغيرة للكادر والطلاب للاستعداد لهذه النقلة، وتعكس الخطوة الحالية للتحول إلى اللغة العربية فى جامعة قطر حساسيات أوسع نطاقا بشأن حماية الثقافة المحلية فى البلاد مع ارتفاع المعدل العالمى للهجرة الداخلية».
وأضافت: «هناك شعور يوحى بأن اللغة العربية تتحول سريعا لتصبح لغة ثانية فى دول الخليج، حيث يحتاج الكثيرون إلى استخدام الإنجليزية كلغة مشتركة مع العدد الكبير من العاملين المغتربين الذين يشكلون أغلب القطاع الخاص، كما أن الشباب الثرى المتعلم يتحدثون إلى بعضهم البعض باللغة الإنجليزية على نحو متزايد».
اتجاه الشباب العربى المتعلم للتنقل بين اللغتين العربية والإنجليزية فى حديثه -أو كتابة العربية بحروف إنجليزية- معروف شعبيا باسم العربيزى «الفرانكو أرابيك». وعربيزى هو أيضا اسم لمدونة مكرسة لاستخدام اللغة العربية، تديرها فاطمة سعيد الباحثة فى اللغويات التطبيقية فى كلية بيركبيك بجامعة لندن.
تقول فاطمة سعيد: «المشكلة تكمن فى نظام التعليم بأكمله فى دول الخليج. فقد سمعت الكثير من الأطفال العرب الصغار يتحدثون الإنجليزية بلكنة تايلاندية أو فلبينية» حيث يلتقطونها من خادمات المنازل. وتتابع قائلة: «إذا كان الآباء أثرياء كفاية لإرسال أبنائهم إلى مدارس خاصة، يتم تدريسهم كل شىء باللغة الإنجليزية. أما فى مدارس الخليج الحكومية فلغة التدريس هى اللغة العربية، لكن التعليم غالبا ليس جيدا جدا. والعربية الخليجية مختلفة جدا عن العربية الفصحى. إذا فكيف يتوقعون أن يتعلمها الطلاب؟».
باتريشيا ريان التى قامت بتدريس اللغة الإنجليزية فى الخليج لمدة أربعين عاما وتقوم بتدريسها حاليا فى جامعة زايد فى دبى، قالت إن مطالبة الطلاب بتعلم اللغة الإنجليزية كان خطئا. وأضافت: «اللغة اللاتينية كانت لغة الإمبراطورية الرومانية العظمى، لكن أين هى الآن؟». وتابعت قولها بأن نشر اللغة العربية فى المدارس -وبخاصة فى الجامعات- سيساعد فى الحفاظ على اللغة العربية الكتابية. وقد يؤدى أيضا إلى مزيد من البحث الخلاق باللغة العربية بنفس الطريقة التى ينتجها البحث باللغات الأصلية فى ألمانيا وروسيا والصين كمكمل للبحث المقدم بالإنجليزية.
لكنها نبهت إلى أن النتائج الإيجابية للأمر قد تتطلب وقتا. وقالت: «لا نستطيع أن ننتقل فجأة من تدريس الرياضيات باللغة الإنجليزية إلى تدريسها باللغة العربية. والمدرسة صعبة بما فيه الكفاية دون تحميل الطلاب عبء الخلط بين اللغات».
وفى المقابل كانت فاطمة سعيد أكثر شكا فى نتائج الأمر. فقد قالت: «اللغة ليست شيئا تستطيع تشغيلها كمفتاح كهربائى. إنك تحتاج أن تتعلم التاريخ الأكاديمى للغة». وقالت إنه فى الوقت الحاضر أكثر مستخدمى اللغة العربية براعة قد نشأوا فى بلدان مثل مصر والعراق وسوريا ولبنان والأردن والأراضى الفلسطينية وشمال أفريقيا «حيث يتعلم الطلاب اللغة فى المدارس حقا كلغة حية معاصرة». وأضافت: «كان تعلم اللغة العربية بصورة صحيحة مصدر اعتزاز وفخر وطنى فى سوريا».
وذكرت فاطمة سعيد أنها تفضل تعليما ثنائى اللغة بدلا من منع اللغات، حيث يتم تعليم الطلاب ويتوقع منهم أن يتحدثوا كلا اللغتين الإنجليزية والعربية بطلاقة ابتداء من المدرسة الابتدائية فصاعدا.
صرح دينيس بأنه تولى إبقاء اللغة الإنجليزية كلغة التدريس الأساسية فى جامعة نورث ويست بقطر. لكنه أيضا فضل منهجا تعليميا ثنائى اللغة. وقال: «نحن نخبر طلابنا أن لا يعزلوا أنفسهم عن لغتهم وثقافتهم».
«تويتر» يعرف متى تنام.. وأكثر!
سومينى سينجوبتا
(ترجمة: سماح الخطيب)
موقع «تويتر» يعرف موعد نومك.. هذا ما يعتقده مهندسو الموقع الذين يستطيعون -إلى حد كبير- تحديد وقت قيلولتك، فهذه الأوقات هى الفترة القصيرة التى لا تكون فيها منكبًا على كتابة التويتات (التغريدات) السريعة المكونة من 140 حرفًا.
من خلال متابعتهم سيل التويتات المتدفق فى أربع مدن كبيرة حول العالم، اكتشف مهندسان من موقع «تويتر» -وهما ميجيلر يوس وجيمى لين- أن مستخدمى الموقع فى مدينة اسطنبول لا ينامون كثيرًا فى شهر أغسطس وهو أمر متوقع مع وجود هذا العدد الكبير من الناس المتجولين فى شارع الاستقلال (أحد أشهر الأماكن التجارية والسياحية التركية) خلال ليالى الصيف.
أما سكان مدينة ساو باولو بالبرازيل فيبدو أنهم يأخذون قيلولتهم بعد الظهيرة حيث تقل تغريداتهم بشدة فى هذا التوقيت.
بالنظر لسكان نيويورك، يتضح أنهم يميلون إلى إلقاء نظرة سريعة على «تويتر» خلال أوقات العمل والأمسيات على حد سواء، لكن الأمر يختلف فى المدن الثلاث الأخرى.
فاليابانيون فى مدينة طوكيو يبدون الأكثر انضباطًا بحق فى أثناء ساعات العمل، فهم يقومون بكتابة التويتات بشكل نادر نسبيًّا فى الفترة بين 10 صباحًا و6 مساءً. كما تعتبر ساعات نومهم ثابتة نسبيًّا خلال فصلى الشتاء والصيف.
ربما تكون هذه القدرة الذكية على معرفة مواعيد نوم المستخدمين أمرًا مربحًا بالنسبة إلى شركة تواصل عالمية مثل «تويتر»، مما يساعدها على تحديد الوقت المناسب لتحميل الإعلانات عبر الموقع وربما أيضا نوع المنتجات المعلن عنها، إضافة إلى قدرة هذا الذكاء الإلكترونى على تقديم جداول ورسوم بيانية رائعة.
يمكن القول إن البيانات الموجودة تحت تصرف شركات التواصل الاجتماعى تعد ذات قيمة كبيرة بالنسبة إلى كيانات أخرى بدءًا من شركات المشروبات الغازية وصولًا إلى السياسيين والمؤسسات الشرطية التى تسعى لفهم السلوك الإنسانى.
فى هذا الإطار، يعتبر الموقع الجغرافى أحد أهم المعلومات المفيدة، خصوصا بالنسبة إلى العاملين فى مجال التسويق الذين يريدون استثمار أموال الدعاية بأقصى فاعلية ممكنة.
هذا الأسبوع أصدر موقع «فيسبوك» خريطة قد تكون مفيدة للمعلنين السياسيين فى العام الانتخابى. فهو يقوم بالربط بين مستخدميه ذوى الانتماءات السياسية ومواقعهم الجغرافية.
تجاوزت هذه الخريطة التوزيع الجغرافى للولايات الجمهورية فى مقابل الولايات الديمقراطية، لتقدم معلومات أكثر دقة حول الأماكن التى دخل منها مستخدمو «الفيسبوك» إلى الموقع فى أنحاء مختلفة فى البلاد.
مثلما كان متوقعًا، ضمت ولاية كاليفورنيا نسبة كبيرة من مؤيدى الحزب الديمقراطى، لكن مع وجود نقاط حمراء على الخريطة تشير إلى وجود جمهورى كبير فى ضواحى أورانج كاونتى وسان دييجو.
عوامل وراثية وراء الصداع النصفى..ليست مجرد وهم
مورين سالمون
ترجمة: هشام عصام الدين
بعد اكتشاف اثنين من العوامل الوراثية المرتبطة بالصداع النصفى، أقر الخبراء بأن هذا الاكتشاف لن يساعد حتى الآن أولئك الذين يعانون من هذا النوع من الصداع؛ إلا أنه قد يؤدى يوما ما إلى طرق علاج جديدة.
بعد مقارنة الحمض النووى لأكثر من 2300 مريض من المصابين بالصداع النصفى العادى -النوع الأكثر شيوعا- مع 4580 شخصا من عامة السكان، رصد علماء ألمان وهولنديون متغيرَين فى الجينات، يرتبطان بهذا النوع من الصداع النصفى.
ذلك البحث الذى قام به أرن فان دين ماجدنبرج -من مركز جامعة لايدن الطبى فى هولندا- يستند إلى دراسة صدرت فى الولايات المتحدة فى العام الماضى، حددت ثلاثة جينات مرتبطة بالصداع النصفى، وافترضت أن الوارثين لأى من تلك الجينات أكثر عرضة بنسبة 10٪ إلى 15٪ للإصابة به.
أكد الدكتور جاياترى ديفى، وهو طبيب أعصاب بمستشفى لينوكس هيل فى ولاية نيويورك أن «هناك عامة نقصا فى علاج وتشخيص والتعرف على الصداع النصفى؛ خصوصا النوع الشائع منه، حيث لا تنتج عنه أعراض دراماتيكية (ملحوظة – مثيرة – قوية). وكثيرا ما يعتقد الناس أن الصداع النصفى خطأهم؛ أو أنه يعود إلى التوتر.. فمن الجيد أن نعرف بأن هناك عاملا وراثيا للحالة (للمرض) وأن الأمر ليس مجرد وهم».
يتسم الصداع النصفى -الذى يعتقد أنه يصيب نحو 12% من السكان- بآلام الرأس المتكررة، وغالبا ما يؤدى إلى غثيان وحساسية للضوء والصوت.
تجدر الإشارة إلى أن أعراض الصداع النصفى العادى الذى يمثل نحو ثلثى الحالات، لا تشمل مقدمات للشعور بأعراض ما قبل الصداع، ومنها رؤية البقع العمياء والأنماط المتعرجة، والهلاوس والشعور بالتعب.
يقول دكتور ستيفن سيلبرشتاين، مدير مركز جيفرسن لآلام الرأس بجامعة توماس جيفرسن فى فيلادلفيا: «نحاول إيجاد المصدر الوراثى للصداع النصفى، وهذه هى البداية. نعلم الآن المناطق التى توجد فيها تلك الجينات، ولكننا لا نعلم بعد أين تقبع على وجه التحديد، فنحن بصدد خطوة أولى مهمة».
ورغم أن الدراسة ربطت بين الصداع النصفى والجينات؛ فإنها لم تدلل على وجود علاقة سببية بينهما.
اتفق سيلبرشتاين وديفى أنه قد تمر عدة أعوام قبل أن تشير نتائج الدراسة إلى أساليب وقاية أو علاج حديثة.
فبالنسبة إلى مرضى الحالات المتكررة، تشمل العلاجات الوقائية أنواعا معينة من مانعات بيتا، ومضادات الاكتئاب، والأدوية المضادة للنوبات أو جرعات البوتوكس، وتتراوح مسكنات الألم بين الأدوية العادية من الإسبرين والإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين؛ وأدوية التريبتان التى تتطلب وصفات طبية خاصة، والتى تعمل على تضييق الأوعية الدموية فى الدماغ وتخفيف الالتهاب.
أشادت ديفى بالدراسة لثرائها الواسع، قائلة «إنها وضعت على نحو جيد»، وإنها سوف تساعد الجهود البحثية الجارية لفهم الأسس البيولوجية للحالة؛ مؤكدة: «إذا تمكنا من تحديد دور هذه الجينات، يمكننا فهم حالة الصداع النصفى بشكل أفضل، وتطوير علاجات على أمل استهداف المناطق المتعرضة له؛ ولكننا ما زلنا بعيدين كل البعد عن إيجاد السبب وراءه».
نصائح مدهشة للتخلص من أطفال الجيران المزعجين
كيه جيه ديل أنتونيا
ترجمة: سماح الخطيب
طرحت السيدة «جيه» سؤالا على قراء مدونة Motherlode «ماذرلود» عن كيفية إخبار أطفال الجيران المجتمعين فى فناء منزلها -حتى فى الحفلات العائلية- أنهم أصبحوا ضيوفا ثقالا على الأقل بشكل مؤقت.
ورغم أن أبناء جيرانها ودودون يدخلون ويخرجون كثيرا، وهذا يبدو أمرا محببا بشكل كبير لمعظمنا، فإن معظم البالغين يرون أهمية فى قضاء بعض الوقت مع أفراد عائلتهم فقط. مع ذلك الأطفال لا يملكون حساسية لإدراك الأوقات المناسبة (حتى البالغون ليسوا دائما كذلك). إلين باينتر دولار -وهى خبيرة بمثل هذا النوع من الجيران- تقترح الآتى: بكل بساطة، تعلمنا أنا وزوجى أن نكون صريحين مع الأطفال الآخرين بشأن ما نريد وما لا نريد، وما هو مقبول وما هو ليس مقبول، وهذا يتضمن فرض قوانين الأسرة بتنظيف المكان بمشاركة الأطفال الآخرين (بما فى ذلك إعادة الألعاب والدراجات وما إلى ذلك للمرآب بعد الانتهاء من اللعب).
ثانيا بإخبار الأطفال أن مطبخنا أو خزانة الوجبات الخفيفة مغلقة وإن كانوا جائعين، وأنهم يمكنهم الذهاب إلى منازلهم ليأكلوا شيئا ما، ثالثا بأن نقول «إننا نستضيف أصدقاء الأطفال من المدرسة (أو أيا كان) فى موعد للعب وهم مشغولون ولن يتمكنوا من اللعب معكم»، أو حتى بقول «أيها الأطفال لقد قضيتم طوال العطلة الأسبوعية تلعبون فى منزلنا، هل يستطيع أطفالنا اللعب فى فناء منزلكم قليلا؟». فبشكل أساسى، كان علينا التوقف عن الشعور أننا والدان قاسيان إذا مأ أفصحنا عن رغباتنا.
وتظهر فوائد الجيرة بوضوح الآن، حيث إنها وأسرتها «لا يشعرون بأن عليهم ضغوطا».
وتقول جولف ويدو: «دعونا نفكر فى الموضوع، ربما قد يكون الأمر أكثر تشددا مع طفل ليس لديه والد راشد يأمره أن ينصرف، أو أن يتوقف عن الصراخ، أو أن يلتقط عربة الأطفال المتروكة فى وسط الممشى أحيانا بدلا من أن يقوم الأب أو الأم «بإعادة توجيههم بهدوء». جارتى فى البيت المجاور تصرخ فى أولادى أكثر مما أفعل أنا معهم، فهى كثيرة الصراخ بينما أنا لست كذلك. واقترح آخرون تعليق علم يبين للجيران متى يمكن استقبالهم ومتى يكون الوقت المخصص للعائلة، ويمكن حتى نشر الأسلوب نفسه على نطاق واسع، حينذاك كان هناك معلقون (للإعلام) لديهم مشكلات مماثلة لكن أكثر صعوبة وهى الأطفال «الوقحون المستهترون» الذين يكسرون ويخربون، وفى محاولة أن لا نكون أولئك «الجيران العصبيين» فحتى فى «ألعاب المطاردة» يختبئ الأطفال بين الأشجار وحتى فى الجراج. «أحب أن أعيش مع أطفال جيران لطيفين، ولا أمانع أن يركض الأطفال حول فنائنا طالما أنهم يحترمون ممتلكاتنا، لكن الأمر هو تحقيق التوازن».
وكان السؤال الأصلى غير المعلن للسيدة «جيه» هو عما يحدث عندما يتجول الأطفال أيضا حين لا يكون آباؤهم موجودين لسبب أو لآخر. تقول تشيريل: «يبدو السماح للأطفال بالتجول مثاليا لكن -من خلال تجربتى- فذلك يجر الخراب، لأن بعض الآباء يتحججون بهذا للتملص من مسؤوليتهم تجاه أطفالهم. هذا ليس مقبولا».
ستكون أفكارى كالتالى كن مباشرا مع الأطفال وتواصل مع الآباء، وضع فى اعتبارك أنك عندما لا تأخذ حذرك، فربما يكون أطفالك هم الذين يكسرون أطراف الأشجار ويأكلون كل النقانق من أطباق الآخرين.
إحدى جاراتى تمتلك ترامبولين (اللعبة التى يقفز عليها الأطفال)، وفى كل مرة يذهب أطفالى إلى هناك، أتصل بها للتأكد من أنهم لا يبقون طويلا، ولأعلمها أن الوجبات الخفيفة غير ضرورية على الإطلاق (فأطفالى الأربعة يمكنهم بسهولة تناول الأغذية بكاملها). فى الحقيقة، أتذكر ذات مرة عندما تم تقديم بعض الحلوى (علب عصير)، ولم ير أطفالى -الصغار منهم خاصة- أى مانع لعدم طلب المزيد. لم أتأكد من هذا حتى ذهبت معهم إلى منزل الجيران، فأدركت حينها أنهم لم يكونوا يقفزون فقط، بل كانوا يختلسون أشياء الغير أيضا.
هل حقا يحتاج أطفالنا إلى حفلات التخرج؟
بالنسبة للأطفال الحفلات المدرسية ليست أكثر من درس فى الخطابة والكثير من قطع الحلوى
كيجيه ديلانتونيا
(ترجمة: ابتهال فؤاد)
كم عدد حفلات الانتقال من مرحلة دراسية إلى أخرى التى ستحضرها هذا الربيع؟ فى المدرسة الخاصة باثنين من أكبر أطفالى، يسمونها «يوم الترقى». لم أحضر حفلات من هذا النوع فى السنة الأولى التى التحق فيها أحد أبنائى بالمدرسة: كان بالصف الثانى فى طريقه للانتقال إلى الصف الثالث الابتدائى، وهى نقلة مهمة وحدث لم أكن أتوقع أن يكون عامرًا بهذا الكم من الخطابات.
اتصل عديد من الأصدقاء بعد الحفل للسؤال عنى والتعبير عن قلقهم – أين كنت؟ هل حدث شىء ما؟ وعلى ما يبدو، أننى كنت الشخص الوحيد الذى لم يحضر الحفل. فى العام التالى، اكتشفت أمرين، الأول: أنهم كانوا على حق. فكل طفل لديه على الأقل شخص بالغ من بين الحضور، والبعض لديه ما يصل إلى خمسة أو ستة أفراد.
ثانيا: أننى كنت على حق أيضا، ولمدة ساعتين، كنت أكافح لكى لا أخرج عن حدود اللياقة المتوقعة من شخص ناضج (وهى طريقة مهذبة للقول إننى كنت على استعداد أن أقضم ذراعى على أن أستمع إلى خطاب تخرّج آخر لأحد أطفال الصف الخامس). فبالنسبة إلىّ وإلى طفلى، يكفينا تناول قطعة بسكويت ومشروب بارد.
لا أتذكر أى جوائز أو خطابات مميزة عندما كنت طالبة. فقط «حفلات التخرج» التى كنا نغادر مبنى المدرسة بعدها، هو ما كنا نحتفل به، وكان يقام بتحضيرات بسيطة تماما. ولكن فى الوقت الراهن، معظم المدارس تقوم بما هو أكثر من هذا. أتفهم الرغبة الشديدة فى أن تكون واعيا بمسألة مرور الوقت (على الرغم من أننى وبصراحة، أقاوم الآمر، خصوصا إذا كان من المحتمل أن يدفعنى للبكاء). ولكن ما معنى أن يعود طفل فى الصف الثانى الابتدائى بذاكرته ليرى إنجازاته لهذا العام؟
مع هذه الاحتفالات، تأتى الجوائز، ومع الجوائز، تأتى المشكلات بمختلف أنواعها. وأتساءل: هل يعجبك مبدأ المدرسة الابتدائية بمقاطعة كولومبيا البريطانية، التى تتخلى عن الجوائز وأوسمة الشرف وبدلًا من هذا توجه الشكر إلى كل طالب؟ أم نعطى هذا الكم الوافر من الجوائز -كما فعلت جيسيكا لاهى، المعلمة بالمرحلة الإعدادية وصاحبة مدونة Motherlode (المعنية بطرح النصائح التى تحسن من علاقة الوالدين والمعلم)، فى عام من الأعوام- وترك عدد قليل من الطلاب ساكنين فى مقاعدهم فى الوقت الذى يتم فيه التقاط الصور لرفاقهم الفائزين بجوائز على خشبة المسرح؟ أم تعطى الجوائز فقط للطلاب القلائل ذوى الإنجازات الاستثنائية بحق؟
أطفالنا ليسوا بغافلين أننا أحيانا نبالغ فى الاحتفال بإنجازات أعلى بقليل من المستوى العادى. إن اهتمام أبنائى بحلول فصل الصيف يفوق بكثير اهتمامهم بحفل تخرجهم سواء من الحضانة أو الصف الثانى الابتدائى. سيغادر ابنى -الذى هو حاليا بالصف الخامس- المرحلة الابتدائية هذا العام، لذا فإنه سيقوم بإلقاء واحد من تلك الخطابات. لكن هذا الأمر يتعلق أكثر بإحراز تقدم على الصعيد الدراسى أكثر منه إنجازًا، وهو يعلم هذا. هناك أماكن فى هذا العالم يسلتزم الأمر فيها جهدًا كبيرًا وتضحيات شخصية من أجل إتمام المرحلة الابتدائية، لكن الولايات المتحدة ليست من هذه الأماكن.
حفلات التخرج من مرحلة دراسية لأخرى ليست سيئة بالنسبة إلى عالم ملىء بملابس تخرج أطفال الحضانة وبطاقات الدعوة المرسوم عليها شخصية الكرتون «دورا المكتشفة». هى بالنسبة إلى الطلاب الأكبر سنًا، ليست أكثر من مجرد درس فى الخطابة العامة، وبالنسبة إلى رفاقهم الأصغر، فرصة للتفكير فى المستقبل، وفرصة لممارسة أن تكون عضوًا مستمعًا أفضل منى! ولكن حينما نبالغ نحن الكبار بالاحتفاء بإنجازات هى فى واقع الأمر ليست كذلك، فنحن لا نخدع أطفالنا. بل إن أحد الطلاب الذين استثنتهم المعلمة جيسيكا لاهى بين الحضور هذا اليوم دون أن يكافأ، كتب يقول: «لم يستطيعوا إعطاء الجوائز للجميع من دون أن يجعلوا الأمر برمته يبدو وكأنه مهزلة».
هل حقًا هذه الحفلات التى لا تنتهى، مجرد محاولات ناضجة للإمساك بلحظات على وشك الضياع، بغض النظر عن مدى صعوبة الإمساك بها؟ وهل نعطى هذا الكم الكبير من الجوائز لأطفالنا، لأنه من المؤلم للغاية أن تكون والدًا لطفل تُرك دون مكافأة، أكثر من اعتقادنا أن طفلنا يستحق أن يكافأ؟ أعتقد أنه لو تُركت «حفلات التخرج» لتخطيط الطلاب الصغار، سيكون هناك القليل من الكاميرات، وكثير من البسكويت، فى آخر أيام الدراسة.
المحرومون من النوم «ضعاف» أمام الوجبات السريعة
سيرينا جوردون
ترجمة- هشام عصام الدين:
تفترض دراسة حديثة أن الطعام غير الصحى مثل الحلوى والمقرمشات (رقائق البطاطس) أكثر اجتذابا لهؤلاء الذين لا ينالون قسطا كافيا من النوم.
عندما قام الباحثون بالكشف عن أكثر المناطق نشاطا فى المخ عند النظر إلى أطعمة صحية وأخرى غير صحية، وجدوا أن مراكز المكافأة فى المخ عند متطوعى الدراسة الذين حرموا من النوم يتم تنشيطها فى حالة النظر لأطعمة غير صحية.
مارى بيير ساينت أونج، وهى باحثة مساعدة فى مركز ساينت لوك روزفلت الطبى، وأستاذ مساعد بمعهد التغذية البشرية التابع لجامعة كولومبيا فى مدينة نيويورك، تقول: «اكتشفنا أن مناطق المخ المرتبطة بالمكافأة والتحفيز، تلك التى تشترك فى سلوكيات الإدمان والسعى إلى المتعة، تنشط بقوة أكبر فى مرحلة النوم القصير».
جرى استعراض هذه النتائج خلال الاجتماع الفنى السنوى ل«جمعيات النوم الاحترافية» فى بوسطن.
أيضا، أشارت النتائج الخاصة بدراسة أخرى صغيرة فى أثناء الاجتماع إلى نشاط مشابه فى مراكز المكافأة بالمخ عند الأفراد الذين يعانون الإرهاق.
ومع هذا، وجد باحثو جامعة كاليفورنيا بيركلى أن النشاط يضعف إلى حد كبير فى منطقة الفص الجبهى للدماغ، تلك المنطقة التى تساعد فى التحكم فى السلوك واتخاذ القرارات المعقدة.
فعندما تم حرمان المتطوعين من النوم، وقدمت لهم أطعمة غير صحية، لم تستجب هذه المنطقة من الدماغ جيدا، وهو ما يجعل اختيار الأطعمة الصحية أكثر صعوبة.
تضمنت الدراسة 16 شابا أصحاء، خضعوا لتصوير الرنين المغناطيسى الوظيفى مرة بعد ليلة كاملة من النوم، وأخرى بعد 24 ساعة من الحرمان منه. ثم طلب منهم تقييم رغبتهم فى 80 وجبة مختلفة خلال كل اختبار.
شملت دراسة ساينت أونج 25 فردا من ذوى الأوزان العادية من الرجال والنساء خضعوا للرنين المغناطيسى الوظيفى مرة بعد خمس ليال من نوم محدود (4 ساعات فى الليلة)، ثم مرة أخرى بعد 5 ليال سمح لهم فيها بالنوم لمدة 9 ساعات.
أثناء وجودهم فى الماسح الضوئى، عرضت عليهم صور لأغذية صحية مثل الخضراوات والفواكه والشوفان، وأخرى غير صحية كالحلوى وبيتزا البيبرونى، وعناصر غير غذائية مثل اللوازم المكتبية.
أظهرت النتائج أن صور الأطعمة غير الصحية قد نشطت مراكز المكافأة فى الدماغ عند الأفراد ذوى النوم المحدود. وعندما نال هؤلاء ليالى من النوم الكامل، اختفى هذا النشاط من مراكز الدماغ عند رؤيتهم صور الأطعمة غير الصحية.
تفسر ساينت أونج ذلك قائلة: «أعتقد أن الأمر مرتبط بالتحكم الإدراكى. فحالة التيقظ (الانتباه) تضعف بعض الشىء عندما تكون متعبا أو محروما من النوم. ورغم معرفتك أنه ربما لا ينبغى أن تأكل أطعمة معينة، فإنك قد تقرر أكلها فى النهاية».
لم تكن النتائج التى توصلت إليها الدراسات، مفاجئة بالنسبة إلى إخصائية التغذية سامانثا هيلر، وهى تقول إن «من المنطقى عندما تكون مرهقا، أن جسمك يحتاج إلى أغذية غنية بالسعرات الحرارية لتعطيك الطاقة بشكل سريع».
فى عالم اليوم، غالبا ما يلجأ الناس إلى جرعة سريعة من الطاقة من خلال الكربوهيدرات بدلا من الفاكهة. تلك الدفعة من الطاقة من خلال الأطعمة الجاهزة لن تستمر طويلا كما تقول هيلر، ومحاولة تناول الطعام للتعويض عن الحرمان من النوم لن ينجح أبدا.
أوضحت هيلر أيضا إن الخيار الأفضل هو الحرص على وجود الأطعمة الصحية فى الأماكن المختلفة، سواء فى المنزل أو فى مكان العمل، بذلك يكون من السهل الوصول إلى خيار صحى.
كلنا مع عمدة نيويورك فى حربه على السمنة
دانييل ليبرمان
ترجمة: محمود حسام وأحمد هاشم ويسرا عمر الفاروق:
من بين كل ردود الفعل الغاضبة من خطة عمدة نيويورك مايكل بلومبرج، لحظر بيع المشروبات الغازية بالحجم الضخم، فى الولاية، تبدو الاعتراضات من جانب النشطاء التحرريين هى الجديرة أكثر بالاهتمام الجاد.
تلك المعارضات قائمة على فكرة أن الأفراد لهم حقوق معينة، بما فيها الحق فى تناول كثير من المواد الغازية وأكل الوجبات السريعة وزيادة الوزن وعدم ممارسة التمارين الرياضية.
لو أن بمقدور بلومبرج أن يمنع بيع المياه الغازية المشبعة بالسكر، إذا تجاوزت 16 أونصة، فهل سيمنع فى ما بعد بيع الآيس كريم المكون من ثلاث بولات أو البطاطس ذات الأحجام الكبيرة، وهل سيستطيع الحد من مبيعات البيج ماك (ساندويتش البرجر من الحجم الكبير) لتصل إلى قطعة واحدة لكل فرد؟ إذن فلما لا يمنع السمنة نفسها؟
فمرض السمنة له أبعاد متعددة، لكنه فى جوهره يعبر عن مشكلة بيولوجية بالأساس. وثمة منظور تطورى يفسر لنا السبب فى إصابة ثلثى الأمريكيين البالغين بالسمنة أو الزيادة المفرطة فى الوزن ويساعدنا على إيجاد طريقة للتعامل مع هذه المشكلة؟
وهنا تجدر الإشارة إلى أن الدروس المستفادة من التطور البيولوجى تدعم خطة العمدة، فإنه عندما يتعلق الأمر بتقليص كميات السكر فى طعامنا، بعض الأنواع من الإجبار لا تكون ضرورية فقط، بل متوائمة أيضا مع أسلوب حياتنا الذى تعودنا عليه.
إن السبب الرئيسى للسمنة يرجع إلى عدم التوازن فى الطاقة على المدى الطويل، بأن تمتص أجسادنا قدرا من السعرات الحرارية يفوق ما تقوم بحرقه على مدار الأسابيع والشهور والسنوات، وزيادة كميات السكر ربما تكون أسوأ العوامل الكثيرة المسببة لاختلال التوازن فى الطاقة.
لم يكن لديهم أيضا خيار سوى المشى والجرى لمسافات تتراوح من 5 إلى 10 أميال فى اليوم الواحد.
إن خطة بلومبرج الأبوية لا تمثل شكلا حادا من أشكال الإجبار، ولكنها خطوة صغيرة جدا باتجاه استعادة جزء طبيعى من بيئتنا.
ونظرا إلى أن خطته لمنع الصودا سيتم تطبيقها على كل سكان نيويورك، أعتقد أنه يجب علينا أن نوجه القوانين الأبوية لتطبيقها على الأطفال.
إذا كانت تلك أشكالا مقبولة من الإجبار، فما بال الحد من الجرعات غير الصحية من المشروبات المحلاة التى تسهم بشكل بطىء فى إصابة أى شخص بالأمراض.
وبالتوازى مع ذلك، فإن علينا أن نحظر كل الأطعمة غير الصحية فى المدارس، بما فيها المشروبات الغازية والبيتزا والبطاطس المقلية.
نحن البشر لم نتطور للحد الذى يدفعنا طواعية لتناول الطعام الصحى والذهاب إلى صالات الألعاب الرياضية، وحتى وقت قريب، لم نكن مضطرين إلى اتخاذ خيارات من هذا القبيل، ولكننا نتطور لمساعدة بعضنا بعضا على البقاء والنماء.
نحن بحاجة إلى حكومة تساندنا، ولا تقف فى صف أولئك الذين يرغبون فى كسب المال عن طريق إذكاء شهيتنا والتربح منها. لقد تطورنا لنكون بحاجة إلى الإجبار.
«مجرد حب».. كتاب أغضب الفاتيكان وكشف جموده
مورين دود
(ترجمة: هند الغمرى)
من الصعب أن تجزم أيهما أكثر غرابة:
أن تكتب إحدى راهبات أخوات الرحمة (نوع من الرهبنة الكاثوليكية النسائية) عن ال«كاما سوترا» (نص هندوسى قديم يتناول السلوك الجنسى لدى الإنسان) والرغبة الجنسية، «واشتياقنا للمتعة».
أو أن يثور الفاتيكان غضبا وينزعج بسبب دراسة أكاديمية حول النشاط الجنسى، انتقدها البابا، وهو ما تسبب فى رفعها من قائمة الكتب المغمورة إلى مرتبة عالية فى قائمة الكتب الأكثر مبيعا على موقع «أمازون» على مدار ست سنوات منذ بداية نشرها.
إنه مجرد فصل جديد فى حملة الفاتيكان الصليبية لدفع الراهبات الأمريكيات -وكل السيدات الكاثوليكيات- مرة أخرى للتبعية المتعفنة للكنيسة.
حتى تعامُل الكنيسة مع الموقف كان جامدا، كما هو متوقع، فكتاب «مجرد حب: إطار للأخلاقيات الجنسية المسيحية» للراهبة مارجريت فيرلى -ذات ال77 عاما والبروفيسور الفخرى فى جامعة ييل، والرئيسة السابقة للجمعية اللاهوتية الأمريكية، والحائزة على جائزة التميز فى علم اللاهوت- تم طرحه فى الأسواق منذ 2006.
ولكن مجمع العقيدة والإيمان التابع للفاتيكان، الذى يتبنى موقفا عدائيا من المرأة مثله مثل الهيئة السعودية للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، استغرق سنوات كى يدرس هذا الكتاب، ثم وجه اللوم له فى 30 مارس، ولم ينشر بيانا رسميا بشأنه إلا الأسبوع الماضى. الاتهام الأساسى الموجه إلى كتاب فيرلى أنه اعتمد على مبدأ أنها تتعامل مع العالم الحديث كما هو، ورفضت أن تسير على نهج الفاتيكان الرجعى المتشدد بالفطرة، ولم تساير هذا العالم الوهمى الذى يكون فيه الرجال هم لديهم السيطرة، دون أى رد من المرأة، وينظر فيه إلى الشواذ جنسيا على أنهم منحرفون، ولا يمكن فيه للمطلِّق أن يتزوج مرة أخرى، وغير مسموح فيه للرجال أو النساء باستخدام موانع حمل، ويعتبر أيضا ممارسة العادة السرية علة خطيرة تكرس العزوبة.
إنه كلام من طراز قديم نابع من منظور تاريخى شامل، وكانت حجة فيرلى الرئيسية هى أن العدالة يجب أن تكون الحكَم فى العلاقات، وفى مصطلح العدالة ذاته، أكدت أنه من أجل «إمتاع النفس» لا بد من «الخروج من دائرة المحظورات الأخلاقية».
فإيمانويل كانت (الفيلسوف الألمانى الشهير) الذى كان يرى أن العادة السرية «تضع الإنسان فى مرتبة أدنى من الحيوان»، كان لا بد أن يفسح المجال لعالم الأحياء المشهور أليفرد كينسى ليثبت ذلك.
وكتبت فيرلى: من المؤكد أن تلك القضية ظهرت عقب اتباع عدد كبير من النساء حركة «أجسادنا هى ملكنا» التى بزغت فى الربع الأخير من القرن العشرين، واكتشفن منه الفائدة الكبيرة من إمتاع الذات، وربما اكتشفن بالأخص إمكانياتهن الخاصة كى يشعرن بالمتعة، من خلال أشياء عديدة لم يجربنها من قبل، أو حتى تعرفن عليها من خلال علاقاتهن الجنسية المعتادة مع أزواجهن أو أحبائهن. وأضافت قائلة «بهذه الطريقة، يمكننا القول إن العادة السرية، ربما تكون أمرا مفيدا للعلاقات أكثر من كونها عائقا فى طريقها». كنسمة هواء منعشة داخل الكنيسة المتحجرة، ناقشت الراهبة مشكلات كثيرة كالعلاقات الجنسية المثلية، والزواج مرة ثانية بعد الطلاق.
فيرلى كتبت قائلة: «حينما يصبح من حكم المؤكد استحالة الحفاظ على العلاقة الزوجية، يجب إذن أن تقوم بتحريرها من أى قيود، فكما كان فى العصور الوسطى، إذا أصيب كاهن ينوى زيارة أماكن مقدسة بكسر فى قدميه، هنا يستحيل استكمال الرحلة التى سبق والتزم بها مع نفسه».
لم يظهر الفاتيكان أى رحمة نحو راهبة أخت الرحمة، التى تنادى ب«الاستخدام المتعمد لقدراتنا الجنسية» خارج نطاق الزواج أو الرغبة فى الإنجاب، مشيرا إلى أن الجنس المثلى هو «انحراف»، وأن الزواج رابطة إلى حد كبير لا يمكن الفكاك منها. وأصدرت فيرلى بيانا ردت فيه على انتقادات الفاتيكان. وأوضحت أنها لم تكن تقصد من كتابها توجيه النقد إلى التعاليم الكاثوليكية الرسمية الحالية، وأن الأكاديميين ورئيسة تنظيمها سارعوا فى الدفاع عن موقفها.
مشاهير هوليوود الشواذ.. أوباما جرأهم وشباك التذاكر يردعهم
باتريك هيلى
ترجمة- محمود حسام:
ربما حمل إعلان الرئيس باراك أوباما عن تأييده لزواج المثليين البصمات الكلاسيكية للمشاهير الذين يخروجون عن طور الكتمان ليعلنوا عن مثليتهم الجنسية. كان هذا إعلانا حذرا، حيث كان يهدف إلى زيادة قبول الشواذ بالمجتمع وتقليل أى عواقب سلبية، وليكن من الكهنة المسيحيين الذين عمل أوباما على تهدئتهم من خلال اتصالات هاتفية. الحذر الذى صبغ إعلان الرئيس تأييده لزواج المثليين، كان شبيها أيضا بالمخاوف التى عادة ما كانت تنتاب الشواذ المعروفين بميولهم الجنسية المثلية، من ردود الفعل داخل هوليوود لدى محاولتهم الإفصاح عنها.
ومع هذا، فإنه حتى مع بلوغ أوباما هذه المرحلة من التطور بشأن رؤيته لزواج المثليين، كانت الطريقة التقليدية للإعلان عن ميول المشاهير الجنسية، تبدو وكأنها أصبحت من الماضى. على سبيل المثال، الممثل جيم بارسونز، الفائزة مرتين بجائزة إيمى (جائزة أمريكية رفيعة تمنح للمسلسلات والبرامج التليفزيونية المختلفة)، وبطل المسلسل الكوميدى «نظرية الانفجار العظيم»، قال لى إنه شاذ فى أثناء مقابلة عن سيرته العملية، وقال بوضوح إنه لم يكن يفكر فى أن يخفى ميوله الجنسية من أجل السرية فى حد ذاتها، بل لأنها مسألة شخصية. أسلوبه الذى لا يميل إلى المجاهرة أظهر وجود تقليد جديد لبعض النجوم المثليين يتفادى إثارة ضجة كبيرة بعد الإعلان عن ميولهم المثلية.
كان النهج الذى اتبعه المشاهير للكشف عن ميولهم المثلية يسير على النحو التالى: ربما يقوم وكلاؤهم الإعلاميون بإبلاغ أحد الصحفيين بأن هذا الممثل الذى ينتمى إلى فئة نجوم الصف الأول مستعد للإجابة عن السؤال (الذى يكون غالبا موضوعا للإشاعات) حول ما إذا كان هو أو هى شاذا؟ مؤخرا جدا كان المشاهير الذين يتكتمون على ميولهم المثلية، يبدؤون بتأييد حقوق المثليين، وبعدها يعلنون بأنفسهم عن ميولهم من خلال الموقع أو المدونة الرسمية الخاصة بهم (ريكى مارتن فعل هذا فى 2010). لكن بارسونز لم يتبع هذا النهج فى المقابلة التى أجراها معهى الشهر الماضى.
وهذه الطريقة التى تتفادى الظهور الإعلامى المغالى فيه، كانت بالنسبة له بمثابة تمهيد لمرحلة ما بعد الاعتراف، بمعنى أن المحادثات العامة عن ميول المرء الجنسية باتت شائعة جدا الآن، ومألوفة جدا فى أجزاء من أمريكيا، لدرجة أن الميول الجنسية ربما تبدو متعلقة بالصفات الشخصية كالعرق والإثنية والدين.
وعلى سبيل المثال، فإنه بالنسبة إلى ممثلين مثل بارسونز من أمثال نايل باتريك هاريس (نجم مسلسل «كيف قابلت أمك») وجيسى تايلر فيرجسون (بطلة مسلسل «عائلة عصرية») وسينثيا نيكسون (بطلة مسلسل «الجنس والمدينة») وألين ديجينيريز، لا تعد الميول المثلية المعروفة عن هؤلاء الفنانين مثارا لضجة كبيرة.
يعد هذا تغييرا مشهودا عما كان عليه الحال عندما أعلنت ديجينيريز عن ميولها المثلية فى 1997 ومن يعلم، فربما لا يزال الكشف عن هذه الميول مثار تعقيدات لبعض هؤلاء الممثلين لن تدركها العامة أو الإعلام أبدا.
ومع هذا، فمن الواضح أن الأمر أصبح أسهل الإعلان عن هذه الميول الجنسية أكثر سهولة بالنسبة لكثير من الأشخاص عما كان عليه فى السابق. فالعروض والمسلسلات التليفزيونية التى تتناول شخصيات مثلية كثيرة جدا، وقد مهد مسلسل «ويل آند جريس» الطريق لمسلسلات مثل «زوجات بائسات» و«بيتى الدميمة» و«أسرة عصرية» و«جلى» و«جرايز أناتومى» و«الزوجة الطيبة» و«سماش» وغيرها كثير.
أصبح زواج المثليين قانونيا فى ست ولايات وفى حى كولومبيا فى العاصمة واشنطن. وتم إلغاء سياسة «لا تسأل لا تخبر» (كان معمولا بها منذ عام 1993 وتسمح للمثليين جنسيا بالخدمة فى الجيش، لكن يحظر عليهم المجاهرة بذلك، كما تحظر على الجيش الاستقصاء حول الموضوع، إلا أن له أن يطرد من صفوفه من تثبت مثليته).
وكذلك أصبحت الصداقات المباشرة بين المثليين أكثر شيوعا فى المدارس الثانوية فى كل جزء من البلد، والأزواج المثليون يحضرون حفلات التخرج الدراسية.
لكنه على الرغم من كل هذا، قليلون هم نجوم الصف الأول الذين أعلنوا عن ميولهم الجنسية. بالطبع جميعهم لا يمكنه الإفصاح عن ميوله بشكل مباشر. بالتأكيد يخشى البعض منهم أن يتسبب إعلانهم عن ميولهم المثلية فى الإضرار بالمبالغ التى يمكنهم طلبها عن أى دور يقومون بأدائه، لأنه الصورة الجديدة لهم كمثليين ربما تمثل تحديا للثقافة السائدة فى أمريكا وهى العلاقات الطبيعية بين الرجل والمرأة، فى ظل استمرار الصور التقليدية للرجل (رجل ينقذ العالم من الغرباء) والمرأة (سيدة جميلة تقع فى هوى رجل وسيم) هى الأكثر اعتمادا عليها فى شباك التذاكر.
سبايدر مان «الأصلى» يعود فى ثوب جديد
إيان سبيلنج
(ترجمة: أحمد السمانى)
سبق لمارك ويب أن أخرج عددا من الفيديو كليبات لمعظم المطربين منذ جرين داى، إلى سانتانا وويزر حتى إخراجه كليبات مايلى سايروس «مارون 5»، و«بوسى كات دولز». وأخرج فيلمه الأول الذى قدم من خلاله غطاء كوميديا رومانسيا ساحرا «500 يوم صيف» (عام 2009)، ولكنه يعود الآن بميزانية ضخمة مع فيلم «سبايدر مان المذهل» القائم على قصص الكتب المصورة «الكوميكس» ذات طابع الأكشن والمغامرات والمتوقع له بالفعل أن يحقق نجاحا واسعا عند عرضه.
وقال ويب «أنا عاشق لأفلام الأكشن، وفيلم 500 يوم صيف، كان رومانسيا أو رومانسيا كوميديا، وهذا يعتمد على كيفية تعريفك للفيلم، فالأمر بسيط. والناس يعتقدون أن كل ما أقوم بعمله يجب أن أكون مهتما به، أو أنهم يرغبون دوما فى تصنيفك وحصرك فى قالب معين، لكنى متيم بصورة لا يمكن تخيلها بأفلام الأكشن، وأستمتع حقا بالجمال الذى تقدمه هذه الأفلام. وبالنسبة إلىّ، لأنى قلما أقدم تلك النوعية، فقد كانت عملية إخراجه أكثر متعة بالنسبة إلىّ».
من المقرر أن يعرض الفيلم فى دور السينما الأمريكية 3 يوليو المقبل، بينما تحدث معنا ويب عبر هاتفه المحمول، وهو فى طريقه إلى لوس أنجلوس، متجها لمعامل آى ماكس (IMAX) ليجهز النسخة ال3D، ذات الإنتاج الضخم من إنتاج آى ماكس. سيقوم بالبطولة أندرو جارفيلد، الذى سيؤدى فيه دور بيتر باركر أو سبايدر مان، بينما ستلعب إيما ستون دور محبوبة بيتر، بالإضافة إلى جوين ستايسى وريس إيفانز الذى سيؤدى دور الدكتور كيرت كونورز، وهو العالم حسن النية الذى تحوله التجارب إلى شخصية شريرة، تلك المعروفة باسم «السحلية».
استنادا إلى قصص الكتب المصورة «الكوميكس»، فإن فيلم «سبايدر مان المذهل» يعتمد أكثر على القصة الأساسية أكثر من ثلاثية سام رايمى الرائعة لأفلام سبايدر مان (التى عرضت 2002 و2004 و2007 من بطولة تونى ماجوير). حيث سبق وأصدرت مارفيل (شركة قصص كوميكس مشهورة) الطبعة الأولى من «سبايدر مان المذهل» فى مارس 1963، ومنذ ذلك الحين وبدأ كثير من الاختلافات والتنوعات، التحديثات تظهر على الشخصية.
ويشير ويب إلى أن سبايدر مان هو كيان استمر متماسكا منذ ما يقرب من 50 عاما، وقصة منفتحة أمام كثير من التعديلات، وليس قصة مغلقة مثل ملحمة هارى بوتر. تلك القصة المنفتحة يقول ويب إنها وضعت على كاهله عبء إعادة عرض نسخة متميزة من سبايدر مان.
ويضيف ويب «هناك كميات ضخمة من الكتب المصورة (الكوميكس) لم يتم اكتشافها سينمائيا. فمثلا هناك والدا بيتر باركر، ثمة أشياء عديدة أود دوما أن أعرفها عنهما: ما العلاقة التى كانت تربط بيتر بوالديه؟ لماذا رحلوا عنه؟ ماذا كان السياق الذى دار فيه كل هذا؟».
واستمر قائلا «ثم هناك شخصية السحلية، الذى هو الدكتور كيرت كونورز، الذى فى اعتقادى شخصية شريرة مثيرة للاهتمام لمجموعة متنوعة من الأسباب، وهناك أيضا ملحمة جوين ستايسى، التى تؤدى دورا عظيما فى العمل. لو أنك على دراية تامة بقصص الكوميكس، فإنك ستدرك أنها من الممكن أن تكون حب بيتر الأول، وهناك ديناميكية مختلفة بين جوين وبيتر، أكثر من أى شىء رأيناه من قبل، مما قد يوجد بين بيتر ومارى جان».
ويضيف ويب «لذا فإن كل تلك الأشياء، أدت إلى وجود نغمة مختلفة بين ما سنقدمه وما سبق تقديمه من قبل، واستعنا أيضا بعدد كبير من الأشياء المستخدمة فى أحدث إصدارات قصة الكوميك «سبايدر مان المثالى».
«سبايدر مان المذهل» كان يحمل بالنسبة إلى ويب عددا كبيرا من التحديات فى صناعته، حيث واجه على سبيل المثال، صعوبات فى التعامل مع تقنية ال3D وكل المؤثرات البصرية الخاصة به، التى كانت غير مألوفة بالنسبة إليه، ويقول إنه تعلم أسرارها بصعوبة، واستعان قبل بداية التصوير بفترة كافية بذوى الخبرة. وفى نهاية اليوم جلس يقول: «تقنية ال3D تلك تضع الجمهور مكان سبايدر مان».
والآن على ما يبدو فإنه حان الوقت للعالم أن يقيّم أداء جارفيلد (الذى يؤدى دور سبايدر مان)، ويكتشف ما إذا كانت شباك ويب ستكون خيوطها متشابكة قوية أم لا.
وهنا رد المخرج ضاحكا «أنا حاليا لا أملك أى خيار، أنا متحمس لكى أعرف رد فعل الجمهور، وأعتقد أنهم سيستمتعون بعرض جيد، وبتقنية 3D مبهرة».
وفى ختام تصريحاته، قال ويب «اكتسبت خبرات لا تحصى من خلال هذا العمل لم أكتسبها من قبل. كان إخراج (سبايدر مان المذهل) مثيرا ومجهدا لأعصابى، لكنى فخور بإنجازه فى النهاية».
مهرجان «إسطنبول» يتحدى الإسلاميين باستضافة ملحد
سوزان فاولر
ترجمة: ابتهال فؤاد
على مدى أربعين عاما، جذب مهرجان الموسيقى فى إسطنبول فنانين من جميع أنحاء العالم إلى مكان حافل بالذكريات فى عاصمة تركيا الثقافية، وهو نفس الشىء بالنسبة إلى العام الحالى أيضا. حيث سيظهر فى المهرجان الذى سيستمر حتى 29 من يونيو الحالى. فنانون مثل عازف الناى التركى المبدع الذى يعيش فى باريس «قدسى إرجونر» مؤسس معهد مولانا بباريس لدراسة الموسيقى والتعاليم الصوفية، وفرقته الموسيقية، وسيعزف مقاطع موسيقية تعود إلى عصر النهضة والعصر العثمانى وإلى القرنين الخامس عشر والسادس عشر داخل متحف «آيا إرينى» التاريخى الذى يعود للقرن السادس.
كما سيضم المهرجان، مطربة الفادو البرتغالية «آنا مورا» (الفادو بالبرتغالية تعنى القدر، وهى موسيقى تعود للقرن التاسع عشر، ومورا من أشهر مطربيها)، وستغنى فى ساحة حديقة متحف الآثار فى إسطنبول.
وفى دار أوبرا سريا التى تشبه صندوق المجوهرات، ويقع فى الجانب الآسيوى من إسطنبول، ستقوم أوركسترا إسطنبول لموسيقى الحجرة (نوع من أنواع الموسيقى الكلاسيكية تعرف أيضا بموسيقى الصالون، حيث كانت تعزف قديما فى صالونات الأمراء) بالعزف بقيادة المايسترو «سنسوى هاكان» فى عرض بعنوان «بطلات عالم الموسيقى»، تكريما لكل من «فانى مندلسون» و«كلارا شومان» (سيدات برعن فى العزف والتأليف الموسيقى فى القرن الثامن عشر وحتى بداية القرن العشرين)، و«فهيم سلطان».
ومن الفنانين المعروفين على مستوى العالم، الذين سيحضرون المهرجان أيضا، عازفة البيانو الفرنسية «هيلين جريمو» وستعزف فى متحف «آيا إرينى»، و«ميلوس»، عازف الجيتار الكلاسيكى من الجبل الأسود بجنوب أوروبا، وسيقدم عزفا منفردا فى مبنى إدارة جامعة إسطنبول الفخم.
المهرجان فجر أيضا مفاجأة سياسية، قد تكون هى الأكثر جاذبية لهذا العام، بإعلان استضافة عازف البيانو التركى الشهير «فاضل ساى»، منتقد الحكومة الإسلامية فى تركيا (اتهم من قبل بالإساءة إلى القيم الدينية بعدما تحدى الإسلاميين بإشهار إلحاده فى إسطنبول)، وسيقدم العرض العالمى الأول لسيمفونيته الثانية «بلاد ما بين النهرين» بمصاحبة الأوركسترا الفيلارمونية المغربية. العرض سيقام فى 23 يونيو ب«قاعة مؤتمرات حليش» على شواطئ القرن الذهبى (أحد أفضل الموانى الطبيعية فى العالم).
ومن المقرر أن تبدأ محاكمة ساى 16 أكتوبر على خلفية اتهامات بإهانة القيم الإسلامية لنشره تعليقات عن الجنة والإلحاد على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.