في دير المحرق بسفح جبل قسقام بمحافظة أسيوط، توجد كنيسة السيدة العذراء الأثرية، أقدم كنيسة في مصر حيث بنيت في القرن الأول الميلادي وأقدم من الدير الذي بناه الأنبا باخوميوس في القرن الرابع الميلادي، وتعد الكنيسة من أقدس المزارات المسيحية في العالم بعد مدينة القدس بفلسطين. ويعتبر جبل قسقام من أهم المحطات التي استقرت فيها العائلة المقدسة، ويشتهر دير المحرق باسم " دير العذراء مريم "، وأقامت العائلة المقدسة في الدير مدة أطول من غيره من الأماكن الأخرى، حيث أقامت العائلة المقدسة فيه مدة ستة أشهر وعشر أيام بحسب ما ذكر التقليد القبطي، لذلك يُطلق على الدير " بيت لحم الثاني ". القاعة التي أقامت فيها العائلة المقدسة في جبل قسقام، أصبحت فيما بعد الهيكل الذي يقام فيه القداسات والصلوات. أما مذبح الكنيسة الأثرية فيقام على حجر المغارة الذي جلس عليه السيد المسيح فقدسه حين كان طفلاً، وهو حجر مكتوب عليه باللغة القبطية، لهذا يسمى مذبح الكنيسة ب " مذبح الهروب – أورشليم الثانية ". وبحسب المعتقد المسيحي فإن الكنيسة الأثرية قام بتدشينها السيد المسيح عليه السلام بنفسه بعد قيامته من الموت وصعوده للسموات بقليل، في أول طقس تدشين تشهده كنيسة في العالم، وأن السيدة العذراء ذكرت للأنبا " ثيئوفيلوس " كيف كان السيد المسيح يرش الماء المقدس في أركان الكنيسة .