يبدو أن الحصانة البرلمانية تساوي سطوة أمن الدولة، وإلا لما ترشح اللواء خالد خلف الله رئيس مباحث أمن الدولة بسوهاج بعد احالته للمعاش في انتخابات مجلس الشعب بدائرة الرئيسية محافظة قنا، بل يبدو أن هذه الحصانة أقوي من صلة الرحم والقرابة بدليل أن هذا الضابط سينافس أقرب الناس إليه وهو شقيقه ناصر خلف الله وابن عمه النائب الحالي عمر الطاهر وابن خالته طارق رسلان وجميعهم يتنافسون علي تمثيل قبيلة هوارة تحت قبة البرلمان. الانشقاقات العائلية أشعلت المنافسة بين قبيلتي هوارة والعرب في هذه الدائرة غير أن ضابط أمن الدولة واجهه أبناء الدائرة - وعلي عكس المتوقع حيث الجهاز الأمني مكروه خاصة في صعيد مصر - بترحاب شديد خاصة من أبناء قريته «هو» الذين استقبلوه فور وصوله إلي القرية في منتصف الأسبوع الماضي بموكب كبير وهو ما فسره البعض بأنه يضعف موقف شقيقته ناصر ويقضي علي عمر الطاهر النائب الحالي، وقد يجبر طارق رسلان علي مراجعة موقفه بعد أن حصل علي وعود من كبار العائلات بمساندته. النائب عمر الطاهر أرجع سبب ترشيح اللواء خالد خلف الله إلي إحالته للتقاعد مؤكدا أن إعلانه الترشيح في اللحظات الأخيرة لن يضعف موقفه خاصة أنه «أي خالد» لم يدرس الدائرة بشكل واف مشيرا إلي تأييد «الرئيسية» الدائم لمرشح الحزب الوطني مؤكدا أنه من أقوي المرشحين علي قوائم الحزب لتاريخه البرلماني العريق وأن وجود أكثر من مرشح في عائلة لن يضعف موقفه. وعن الاستقبال الأسطوري من أهالي القرية للواء خالد قال عمر الطاهري أن من استقبله هم سائقو التاكسي الذين يعملون علي طريق نجع حمادي - سوهاج التي كان يرأس فيها خالد جهاز أمن الدولة. من جانبه قال طارق رسلان أن إعلان خالد المفاجيء لخوض الانتخابات سوف يؤثر بالسلب علي عمر الطاهر وقد يضعف فرصته في الفوز لكنه في صالحي لأنه سوف يؤدي إلي تفتيت أصوات مؤيديهما، مؤكدا أن قرار خلف الله بخوض الانتخابات غير مدروس لأنه لم يعقد اجتماعات مع ممثلي القبائل. وحول الاستقبال الحافل للواء خالد قال رسلان إنه مرتب ورد عليه ممثلو القبائل بعقد مؤتمر حاشد في قرية الشورية أعلنوا فيه التزامهم بتأييدهم لي، وأكد رسلان أن السبب الحقيقي لخوض خالد الانتخابات هو احالته المفاجئة علي المعاش، وقال إنه زاره أثناء عمله بسوهاج مرتين هذا العام وقال له أنه لن يخوض الانتخابات إذا قرر خالد خوضها، مؤكداً له إنه ليس لديه رغبة في الترشيح بل أعلن تأييده له. ونفي رسلان الشائعات التي تقول إن دائرته هي دشنا وليست الرئيسية. من جانبه رفع ناصر خلف الله شقيق اللواء خالد لافتات تحمل شعار لا تراجع ولا استسلام، وذلك للرد علي ترشيح شقيقه ضده وأنه «ناصر» ابتكر نوعاً جديداً من الدعاية باستخدام ال «D.J» والأغاني الوطنية التي تحمل اسم ناصر وأوضح أنه رفع هذا الشعار للتأكيد علي عدم تنازله لشقيقه بعد أن وعد الجميع بخوض الانتخابات مؤكدا أن شقيقه خالد لم يبلغه بقرار خوضه الانتخابات. وقال ناصر إنه يراهن علي الشباب بعد أن حصل علي وعد منهم بتأييده نافيا أن يكون ترشح 3 من عائلة واحدة يضعف موقفه، في المقابل قال اللواء خالد خلف الله إن قرار خوضه الانتخابات اتخذه بعد احالته علي المعاش مشيرا إلي رغبته في استكمال نشاطه الخدمي الذي كان يقوم به أثناء عمله لأهالي دائرته، وقال إنه ترشح ضد شقيقه ناصر لأنه ليس له شعبية وهو يريد الحفاظ علي المقعد البرلماني داخل عائلة خلف الله. وعن عدم لقائه بمشايخ القبائل وأثر ذلك علي موقفه قال إنه يعرف جميع أفراد الدائرة والدليل الاستقبال الحاشد الذي قوبل به معترفا بأنه لم يكن يفكر في الترشيح، وهو ما أعلنه كل من عمر الطاهر وطارق رسلان من أنهما حصلا علي وعد منه بعدم خوضه الانتخابات وأنه أيدهما، وقال إنني أعلنت لهما هذا منذ البداية وقلت لهما أنني سأكون علي الحياد لأنني كنت أعمل في جهاز حساس ورشحت نفسي بعد إحالتي للمعاش وبسبب إلحاح أهالي الدائرة علي لخوض الانتخابات.
