نجاد البرعي: أؤيد فكرة عمل «الصحفيين» مناقشات لمشروع تعديل قانون الإجراءات الجنائية    «الضرائب»: ملتزمون بتطبيق ضريبة الأرباح الرأسمالية.. ولم نتلقي إخطار بالألغاء    إعلام عبري: بن غفير سيطلب السماح لليهود للصلاة بالأقصى    بحضور أبو شقة ومرتضى منصور.. 25 صورة من عزاء والدة الكاتب عبدالرحيم علي    منتخب مصر لكرة اليد يحرز لقب بطولة أفريقيا على حساب تونس (فيديو)    سهرة شاذة وتعذيب حتى الموت.. أسرار مقتل مسن داخل كمبوند بحدائق أكتوبر    بالصور| ياسر جلال يقدم واجب العزاء في ناهد رشدي    «المياه بدأت توصل السد العالي».. عباس شراقى يكشف آخر تفاصيل الملء الخامس لسد النهضة (فيديو)    البايرن ضد دينامو زغرب.. كومبانى: من جماهير البافارى حصد نهائي ميونخ    محافظ الدقهلية يفتتح تجديدات مدرسة عمر بن عبدالعزيز بالمنصورة بتكلفة 2.5 مليون جنيه    انطلاق حفل توقيع الشراكة الاستراتيجية بين الأهلي و«سبشيال جروب» لتطبيقات الذكاء الاصطناعي    شراقي: إثيوبيا خزنت 19 مليار متر مياه في 2024 والسد العالى يحمي مصر    تفاصيل سقوط الراقصة صوفيا لورين في قبضة مباحث الآداب، والنيابة توجه لها 3 اتهامات    وزير الري: ما حدث بمدينة درنة الليبية درسًا قاسيًا لتأثير التغيرات المناخية    الخارجية الأمريكية: مازلنا نتواصل مع مصر وقطر بشأن مقترح وقف إطلاق النار بغزة    غدا.. قصور الثقافة تقدم أوبريت «بداية جديدة» على مسرح روض الفرج    شيخ الأزهر يطالب بالتضامن مع غزة انطلاقا من صلة الدم والرحم والمصير المشترك    وحدة الرسالة الإلهية.. شيخ الأزهر يؤكد عدم جواز المفاضلة بين الأنبياء    بعد اختفائه عدة أيام.. العثور على جثمان شاب مدفون تحت الرمل فى الأقصر    رمضان عبدالمعز: كلمة الرئيس السيسي خلال احتفالية المولد غنية بالحكمة    ترتيب الدوري السعودي الإلكتروني للسيدات للعبة ببجي موبايل    وصول جميع المنتخبات المشاركة في بطولة العالم لكرة اليد للكراسي المتحركة    صلاة الخسوف.. موعدها وحكمها وكيفية أدائها كما ورد في السنة النبوية    تقي من السكري- 7 فواكه تناولها يوميًا    زيادة الوزن بعد الإقلاع عن التدخين- طبيب يوضح السبب    "غطت المنازل".. الفيضانات تضرب ملايين الأشخاص وسط وغرب أفريقيا "صور"    كاف: قرعة أمم أفريقيا للكرة الشاطئية الخميس المقبل    سقط من أعلى عقار.. التصريح بدفن جثة طفل لقي مصرعه بمدينة نصر    كومباني: لا يوجد فارق بين مباراة دينامو زغرب أو برشلونة    أبرز مجازر الاحتلال في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر    حزب "المصريين": كلمة الرئيس في ذكرى المولد النبوي الشريف أكدت أهمية تجديد الخطاب الديني    إلغاء رد جهات الولاية من شهادة البيانات وإتاحة التصالح على الجراجات وقيود الارتفاع    مواعيد القطارات المكيفة القاهرة والإسكندرية .. اليوم الاثنين    ينتشر سريعا وظهر فى 15 دولة، تحذيرات من جائحة متحور كورونا الجديد XEC    مروان يونس ل "الفجر الفني": مفيش طرف معين بإيده يخلي الجوازة تبقى توكسيك    توقيع الكشف الطبي على 1200 مواطن خلال قافلة طبية مجانية بالبحيرة    ضبط مخالفات استيلاء على المال العام بقيمة أكثر من مليون جنيه في القليوبية    3 مساعدين شباب لوزيرة التضامن    النيابة العامة تفعل نصوص قانوني العقوبات والإجراءات الجنائية المتعلقة ببدائل عقوبة الحبس البسيط    رئيس جامعة المنيا يترأس الجمعية العمومية لصندوق التأمين على أعضاء هيئة التدريس    رئيس جهاز شئون البيئة: وضع استراتيجية متكاملة لإدارة جودة الهواء فى مصر    التعليم العالي: 38053 طالبًا وطالبة استفادوا من الأنشطة الثقافية    كيف يغير بيان مدريد موازين القوى.. جهود الحكومة المصرية في حشد الدعم الدولي لحل النزاع الفلسطيني    سائلة: معمولي سحر ولما بسمع الرقية بتعب وأعيط.. وداعية يرد    حزب الله يعلن مقتل أحد عناصره جراء الغارة الإسرائيلية على بلدة حولا جنوبي لبنان    "مش هنسيب حقوقنا".. تحرك عاجل من المصري ضد حسام حسن    لافروف ل"القاهرة الإخبارية": نثمن جهود مصر لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة    فيلم أهل الكهف في المركز الأخير بدور العرض.. حقق 1490 جنيها خلال يوم    وزير التعليم العالي: حصول «معهد الإلكترونيات» على شهادتي الأيزو يعزز مكانة مصر    قطع المياة عن 22 قرية غدا لغسيل الشبكات فى المنوفية    المشدد 6 سنوات لشقيقين لاتجارهما في الهيروين والحشيش بكفر شكر    «بيوت الحارة» قصة قصيرة للكاتب محمد كسبه    الأوبرا تحتفى ب«جمال سلامة» ليلة كاملة العدد ل«ملك الألحان»    كشف وعلاج بالمجان ل1127 مريضًا في قافلة طبية مركز الفشن ببني سويف    «الصحة» تعلن نجاح الفريق الطبي بمعهد القلب بإجراء قسطرة معقدة باستخدام جهاز «الإيكمو»    إصابة 3 أشخاص فى حادث انقلاب سيارة ربع نقل ببنى سويف    اليوم.. نظر استئناف المتهمين في قضية رشوة الجمارك    «مفرقش معايا».. شريف إكرامي: بيراميدز عاقبني بسبب الأهلي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فريد شوقى.. ملك السينما المصرية توجوه ملكا للسينماالعربية!
نشر في صوت الأمة يوم 11 - 03 - 2014

* غنت «هدى سلطان» على المسرح «إن كنت ناسى أفكرك» وكانت تضع يديها على كتفيه قبل رحيله بعامين فقط!
* فى استفتاء أفضل 100 فيلم عربى رصيده 7
* حطم أسطورة النجوم فى الأربعينيات وجعلك تشعر بأن بينك وبينه علاقة حميمة وكأنك عرفته منذ زمن بعيد
* «فريد شوقى» نجومية تلمع منذ الخمسينيات مع بداية ثورة يوليو 52 رغم أن بدايته تعود إلى الأربعينيات
* صاحب الرصيد الأكبر فى أهم أفلامنا ليظل الملك هو الملك
* آخر ظهور علنى لفريد وهدى سلطان معاً عام 1996 فى أحد الفنادق
شاهد «فريد شوقى» يوم وداعه فى التليفزيون المصرى قبل رحيله بأربعين يوماً فقط.. كان «فريد» فى المستشفى وفجأة أدار مؤشر القناة الأولى وذلك فى منتصف شهر يونيو واستمع للمذيعة وهى تنعى الأمة لرحيل فنان الشعب كما كان يحب أن يطلقون عليه فتقول رحل صباح اليوم الفنان الكبير «فريد شوقى» عن عمر يناهز الخامسة والسبعين وسوف تشيع جنازته ظهر الغد من جامع «عمر مكرم»!!
على الفور اتصل الفقيد بمبنى الإذاعة والتليفزيون وذهبت الكاميرات إلى «فريد شوقى» الذى ضحك قائلاً الخبر صادق لكنه فقط سابق لأوانه وأضاف يطلقون عليه بلغة المسرح «بروفة جينرال»!!
ومر 40 يوماً وتحديداً يوم 27 يوليو 1998 شاهدنا المذيع وهو ينعى للأمة العربية «فريد شوقى» وتمنينا من كل قلوبنا أن تمتد بروفات الموت إلا أن الستائر أسدلت ولم تعد هناك فرصة لبروفة أخرى!!
اختار «فريد شوقى» أن يرحل ويخاصم الحياة عندما وجد نفسه غير قادر على أن يقف أمام الكاميرا مرة أخرى.. كان «فريد» يعانى من مشاكل فى القلب صاحبته على مدى 30 عاماً ولكنه كان قادراً على أن يمثل ويضحك ويغنى ويسهر ويعيش.. عندما أصيب فى ساقه قبل عدة أسابيع من رحيله وجد صعوبة شديدة فى الحركة ولم يرض الوحش لنفسه أن يظل حبيس حجرة المستشفى ولهذا امتنع عن تناول الطعام وأغلق الأبواب فى انتظار المحطة الأخيرة!!
«فريد شوقى» نجم للتداول والمعايشة واللمس وليس نجماً اسطورياً.. حطم «فريد» أسطورة النجوم فى الأربعينيات وجعلك تشعر بأن بينك وبينه علاقة حميمة وكأنك عرفته منذ زمن بعيد وبينكما على أى مقهى شعبى ثأر بايت على عشرتين طاولة ودورين كوتشينة!!
اقترب «فريد» من الجمهور بطريقة فريدة فى علاقة خاصة ساخنة ليست مثل التى كانت تربطهم بنجوم أسبق مثل «عماد حمدى»، «حسين صدقى»، «محسن سرحان».. إنه نجم قابل للتداول وللتعامل اليومى وليس نجماً مغطى بأوراق السوليفان.. عندما أحاول أن أقترب من تحليل الحالة الفنية الخاصة لفريد أجد أنه امتداد لعملاقين وهما «نجيب الريحانى» و«يوسف وهبى» أستاذا «فريد شوقى».. أخذ من كل منهما الجانب الخفى المستتر وليس الجانب المعروف المعلن.. تجد من «نجيب الريحانى» الشجن النبيل الذى يغلف أداء ذلك الكوميديان.. ومن «يوسف وهبى» الروح المرحة التى تتستر وراء أداء هذا التراجيديان.. مزج «فريد شوقى» بين قمتى الإبداع المصري!!
«فريد شوقى» نجومية تلمع منذ الخمسينيات مع بداية ثورة يوليو 52 رغم أن بدايته تعود إلى الأربعينيات.. كان «فريد شوقى» فى الأربعينيات يلعب السينما بمقياس السينما وقانونها السائد فى تلك السنوات.. المخرجون الذين يتعاملون مع نجوم لهم وسامة «حسين صدقى» و«أنور وجدى» و«كمال الشناوى» لا يمكن أن يفسحون لفريد شوقى المجال لكى يقف ولو فى آخر الصف.. ولهذا كان عليه أن يقدم دور الشرير بأسلوبه النمطى فى تلك السنوات، المخرجون كانوا يريدونه كذلك وجمهور تلك السنوات كان يريده أيضاً كذلك.. الشرير الذى يرفع حاجباً وينزل الآخر.. الذى يكشر عن أنيابه ولسان حاله يهتف.. «أنا الشرير والشرير أنا والله العظيم تلاتة أنا شرير».. ولهذا يقدم أفلاماً مثل «ملائكة جهنم» أول إخراج لحسن الإمام و«قلبى دليلى» و«غزل البنات» لأنور وجدى وهو يحاول أن يحاكى تلك الأنماط التى اشتهرت بها السينما حيث يشاهد الجمهور الفنان فى أى عمل فنى ويستطيع أن يدرك أبعاد الشخصية من فرط نمطيتها وتكرراها مثل «استيفان روستى»، «زينات صدقى»، «عبدالفتاح القصرى»، «عبدالسلام النابلسى».. وجاءت الثورة وتغير توجه الجمهور وتعانق «فريد شوقى» مع سينما «صلاح أبو سيف» أكثر مخرجى الخمسينيات إدراكاً لما حدث من تغير اجتماعى واقتصادى بعد الثورة.. ويكتب «فريد» قصة «الأسطى حسن» وتشاركه زوجته فى ذلك الحين «هدى سلطان» البطولة ويخرجه «صلاح أبو سيف» ويكتب السيناريو والحوار «السيد بدير» ويكسب «فريد شوقى» العديد من النقاط فى مشوار النجومية وتنهال العروض السينمائية عليه ويجد أن أسماء مثل «محسن سرحان»، «كمال الشناوى»، «شكرى سرحان»، «عماد حمدى» تسبقه على أفيشات الأفلام ولا يعترض لأنه يعلم أن السباق لم ينته به.. ويواصل «فريد شوقى» صناعة اسمه ويكتب عام 54 فيلم «جعلونى مجرماً» ويشارك «نجيب محفوظ» و«السيد بدير» و«عاطف سالم» كتابة السيناريو والحوار وينتج «فريد شوقى» هذا الفيلم ويمنح لنجيب محفوظ أجراً قدره 50 جنيهاً ويعيد له «نجيب محفوظ» الظرف الذى به المبلغ شاكراً ويعتذر «فريد شوقى» بسبب ضآلة المبلغ لاعتقاده أن «نجيب محفوظ» يرفض احتجاجاً على الأجر.. ولكن «نجيب» يقول له لقد تعلمت كتابة السيناريو من هذه الجلسات المفروض أنى أدفع لك!!
فى عام 1956 يلحظ «جمال عبد الناصر» أن «فريد شوقى» لديه نجومية خاصة وأنه «وحش الشاشة» و«ملك الترسو» ولهذا يستدعيه ويجد نفسه أمام القيادة السياسية وجهاً لوجه وطلب منه «عبد الناصر» ضرورة أن يقدم فيلماً عن «بورسعيد» ويتحمس «فريد» ويتفق على إخراجه مع «عز الدين ذوالفقار» ليمجد من خلاله الانتصار فى 56.. أدرك «جمال عبد الناصر» أن «فريد» هو النجم الشعبى الأول وأراد استغلال نجوميته لصالح معاركنا الوطنية!!
«فريد شوقى» يقفز إلى مرتبة النجم الأول.. الموزع الخارجى يسأل قبل أن يتعاقد على الفيلم عن عدد الخناقات التى تجمع بين «فريد شوقى» و«محمود المليجى» وإذا كان العدد ملائماً يتم التعاقد ويعلو الثمن بزيادة عدد المعارك!!
«فريد شوقى» فنان لديه خفة ظل وروح إنه ليس كوميدياناً مثل «نجيب الريحانى» و«إسماعيل يسن» و«فؤاد المهندس» و«عادل إمام» ولكنه يملك القدرة على الأداء المرح ولهذا كان ينبغى أن يلتقى مع المخرج «فطين عبد الوهاب» وقدما عدداً من الأفلام المرحة ولا أقول الكوميدية!
وتتواصل الرحلة ويعيد بعد 14 عاماً فيلم «أمير الدهاء» عام 64 وهو عن نفس قصة «الكونت دى مونت كريستو» التى شاهدناها عام 1950 فى فيلم «أمير الانتقام» لألكسندر ديماس «الأب»!
منذ نهاية الخمسينيات كانت نجومية «فريد شوقى» وشعبيته تتصاعد وحتى منتصف السبعينيات «رصيف نمرة خمسة» نيازى مصطفى 1956 «باب الحديد» يوسف شاهين 1958 «بداية ونهاية» صلاح أبو سيف 1960 «كلمة شرف» حسام الدين مصطفى 1972.. لكنه لاحظ أن هناك جيلاً آخر بدأ يأخذ مكانته مع مطلع السبعينيات وأصبحوا نجوماً لهم شعبيتهم وأسماؤهم عند الموزعين تشكل عوامل جذب وأعنى بهم جيل «محمود يسن»، «حسين فهمى»، «نور الشريف» ووجد أيضاً أن للزمن بصمات لا يمكن أن يمحوها الماكياج على الوجه. «فريد شوقى» هو أكثر النجوم الذين ازداد الطلب عليهم ولهذا تجده فى نهاية السبعينيات يلعب بمفرده بطولة 14 فيلماً فى عام واحد وتأتى الثمانينيات ويقف مع كل النجوم مثل «نور الشريف»، «أحمد زكى»، «عادل إمام»، «محمود عبد العزيز»، «فاروق الفيشاوى».. نجوم تلك المرحلة وتسند لهم فى أغلب هذه الأفلام مساحات درامية أكبر لكنه لم يتوقف كثيراً أمام ذلك فهذه هى سنة الفن وهذا هو قانون اللعبة الذى ارتضاه «فريد» عندما نزل إلى الملعب منذ أكثر من خمسين عاماً ورغم ذلك فلقد كان هناك قانون فى الأفلام السينمائية بعد أن كثرت المشكلات فى الثمانينيات حول أفيشات الأفلام ومن يأتى اسمه سابقاً للآخر.. القانون أطلقه نور الشريف «اللى أجره أعلى منى يسبقنى».. ويضرب مثلاً بأنه كان يسبق فى البداية اسم «عادل إمام» فى الأفلام المشتركة بينهما ولكن بعد أن أصبح أجر «عادل إمام» أكبر منه فإنه يستحق أن يسبقه بلا حساسية على الأفيش وفى التترات وهو ما طبقه بالمناسبة قبل بضعة سنوات فى فيلم «عمارة يعقوبيان» عندما اشترك مع عادل إمام فى البطولة، إلا أنه وكالعادة فإن لكل قاعدة استثناء وكان الاستثناء الذى اتفق عليه الجميع هو أن «فريد شوقى» نظراً لتاريخه فهو يأتى اسمه سابقاً الجميع والغريب أن «نور الشريف» التزم فى هذا الفيلم الذى أنتجه عام 1994 «الطيب والشرس والجميلة» بكتابة اسم «فريد شوقى» سابقاً لاسمه فى التترات إلا أن الأفيشات كان لها قانون آخر حيث جاء اسم «نور» سابقاً «فريد» مما أثار غضبه فأقام دعوى قضائية ضد اقرب وأحب تلاميذه إليه!!
كان «فريد شوقى» ملكاً متوجاً لا أحد يرد له كلمة وحاول «نور الشريف» استرضاؤه وتأكيد أنها غلطة غير مقصودة، حتى رضى عنه الملك بعد أن كان رفض حتى مصافحته فصافحه وسامحه وتنازل عن القضية!!
كل الفنانين كان يعنيهم بالدرجة الأولى رأى الملك ولهذا أول من يطلبون رأيه فى أدائهم السينمائى أو المسرحى هو فريد وفى بداية حياته وعلى طريقة الأستاذ الأول فى المجاملة كان يبالغ أحياناً قائلاً «برافو يا حبيبتى.. حلو يا حياتى «لكنه كان على المقابل يقسو على تلاميذه لو كانوا يستحقون القسوة وقدر القسوة على قدر المحبة.. كانت الإسكندرية فى مطلع التسعينيات تقدم مسرحيات صيفية وكان هناك دائماً أكثر من 20 مسرحية تتنافس على جيوب المصطافين من العرب والمصريين ووجهت الدعوة إلى «فريد شوقى» لحضور إحدى هذه المسرحيات وفى منتصف الفصل الأول فوجئ الجمهور بأن «فريد» يقف اعتقدوا أنه كعادته سوف يوجه تحية للفنانين على خشبة المسرح لكنه قال لا هذا ليس مسرحاً.. لن أشارك فى هذه الجريمة حتى بالمشاهدة وغادر المسرح وكانوا كلما أرادوا لحاقه واسترضاؤه يعلو صوته أكثر بالغضب، كلن يستشعر أنه ليس فقط المشاركة فى التمثيل ولكن مجرد الحضور لمثل هذه المسرحيات جريمة لا تغتفر فى حق تاريخه الفنى!! العلاقة المحورية فى حياته هى زواجه من الفنانة الكبيرة «هدى سلطان» تزوجها فى نهاية الأربعينيات وهى الأكثر نجومية لكنها أحبت «فريد» وكان كل منهما قد سبق له الزواج مرة واحدة.. أسفرت العلاقة عن أفلام لا تنسى «الأسطى حسن»، «جعلونى مجرماً»، «رصيف نمرة خمسة» وغيرها وغيرها، وكان أجمل ما فى هذا الثنائى أنه لا يقيد أى منهما فى العمل مع الآخرين وهكذا مثلاً شاهدنا «هدى سلطان» فى «امرأة على الطريق» لعز الدين ذو الفقار أمام «رشدى أباظة» وكان مرشحاً لهذا الدور «فريد شوقى» لكنه طلب التأجيل عدة أسابيع لينهى ارتباطاته ولم توافق جهة الإنتاج ولم تنسحب «هدى سلطان» فكان واحداً من أهم أدوارها على الشاشة!!
«الفتوة» لصلاح أبو سيف والذى شارك «فريد» فى كتابة قصته السينمائية وهو واحداً من أهم أفلام السينما المصرية والعربية.. الدور النسائى الأول لعبته «تحية كاريوكا».. نعم بعد الطلاق حدثت بعض المشكلات ولم يلتقيا فنياً أمام الكاميرا ونجح «مدحت السباعى» فى تحقيق ذلك حيث كان زوجاً للمنتجة «ناهد» ابنة «هدى سلطان» و«فريد شوقى» تمكن «السباعى» من الجمع بينهما صوتاً لهدى وصورة لفريد حيث غنت «هدى سلطان» صوتاً فقط مقدمة تترات فيلم «الطيب والشرس والجميلة» الذى لعب «فريد» بطولته!!
آخر ظهور علنى لفريد وهدى سلطان معاً عام 1996 فى أحد الفنادق وبمناسبة اختيار أفضل فنانى السينما المصرية فى حفل أقامه «سعد الدين وهبه» رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولي.. غنت «هدى سلطان» على المسرح «ان كنت ناسى أفكرك» وكانت تضع يديها على كتفى «فريد شوقى» ولا أتصور أبداً أنه نسى حتى تذكرة «هدى سلطان».. كان «فريد» عندما يسأل لماذا طلقت «هدى سلطان» يقول أنا لم أطلقها هى التى طلقتنى يقصد أنها أصرت على طلب الطلاق وتزوج بعد ذلك فى مطلع السبعينيات من السيدة «سهير ترك» وأنجب منها الفنانة «رانيا فريد شوقى» والمخرجة «عبير فريد شوقى»، وبعد رحيل فريد شوقى ودعته هدى سلطان وكان بينهما مشكلات قضائية بسبب شركة إنتاج جمعت بينهما فتنازلت هدى إكراما لروح فريد عن القضية!!
«فريد شوقى» ممثلاً أرى له الكثير من الذرى الإبداعية أهمها على مستوى فن الأداء «بداية ونهاية»، «السقا مات» الفيلمان لصلاح أبو سيف.. «خرج ولم يعد» لمحمد خان «عندما يأتى المساء» وهو فيلم تليفزيونى أخرجه «هانى لاشين» وشاركت «فريد» البطولة «سناء جميل» والمقصود بالمساء هو الموت.
فى فيلم «السقا مات».. «فريد شوقى» يمشى فى الجنازات «مشرفاتى» وكان معروفاً أن هناك مهنًا يتكسب منها الناس حتى مطلع الخمسينيات مثل «المطيباتى» الذى يشارك فى كورس الأغانى وكل دوره هو أنه أثناء تسجيل الأغانى يردد «الله الله.. أعد» وهكذا.. أما «المشرفاتى» فإنه يرتدى بذلة سوداء يتقدم الجنازة لزوم الوجاهة.. يؤدى «فريد» دور رجل فى نهايات العمر يشعر قبل رحيله بأنه يريد أن يعيش الحياة.. وعبر «فريد» بكل صدق وأستاذية عن تباينات هذه الشخصية وفى لحظة الذروة.. ذروة الإقبال على الحياة تنتهى به الحياة!! نعم «فريد شوقى» مساحة عريضة من الانتشار بلغت 400 فيلم كانت بينها إخفاقات سينمائية لكن اسم «فريد» لم يعرف يوماً السقوط ولم يفقد بريقه الفنى أو الشخصى حتى رحيله.. فقد منحته الجماهير شيكاً على بياض من حبها ولا ينتهى الحب مهما تعددت الأخطاء.. على الجانب الآخر منح «فريد» جمهوره دفئاً لا تنخفض درجة حرارته.. نصبته الجماهير ملكاً لهم وبايعه النجوم ملكاً عليهم ويُغيب الموت الملك ولكنه يُطل علينا قبل نهاية هذا العام فى هذا الاستفتاء الذى أجراه مهرجان «دبى» صاحب الرصيد الأكبر فى أهم أفلامنا ليظل الملك هو الملك
نشر بعدد 680 بتاريخ 23/12/2013


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.