اننى أعطيت ما استبقيت شيئاً كلمات ساقها شاعرنا الكبير إبراهيم ناجى فى رائعته «الأطلال» والتى شدت بها أم كلثوم كناية عن البذل والعطاء غير المحدودين للحبيب. دعونا نستعير هذه العبارة لحبنا لأشقائنا العرب.. وانغماسنا غير المحدود فى قضاياهم.. انطلاقاً من مصرنا التى هى الشقيقة الكبرى المتبنية لهموم أشقائها وقضاياهم العويصة وعلى رأسها قضية فلسطين.. وكم من أجلها دخلنا الحروب وفقدنا الشهداء وترملت أرامل وتيتم أطفال وجرح جرحى وضرب اقتصادنا فى مقتل.. وأيضاً ما نعانيه الآن من قصور فى الصحة والتعليم وخلافه من بنية أساسية إلى تدريب كوادر بشرية إلى.. إلى.. كل ذلك وغيره كثير نتاج انغماس مصر الشقيقة فى قضايا أشقائها.. لقد وصل بنا انكارنا لذاتنا أن أغمضنا العيون عن 1200 نفق فى سيناء تنقل لمصر الشقيقة الكبرى كما يقولون.. الموت والخراب والدمار والمخدرات والإرهاب ليحصد أرواح شبابنا.. وعن طريق نفس الانفاق يأخذون غذاءنا وسياراتنا تسرق وبنزين سياراتنا وعلاجنا فى مستشفياتنا وبأدويتنا وتمتعوا بجنسيتنا التى منحناها لهم.. ليمطروا بعد ذلك أولادنا ساعة الإفطار وقبل أن تدخل جوفهم لقمة.. بالغدر والخسة.. والشواهد على الفاعلين أكيدة.. والفعلة متكررة وأقسام الشرطة والسجون وإحراقها فى ثورة 25 يناير.. وما شاهدناه من تهريب السجناء الذين تحدثوا إلى العالم من بعد عبورهم من تلك الأنفاق وعرفنا دورها الأصلى وسبب وجودها الفعلى هذه الانفاق. اهدموها.. اهدموها يا سادة وكفى مصر ما جنته منها.. «اننا أعطينا لم نستبق شيئاً».. مصر أعطت بلا حدود.. ولم تستبق شيئاً. تناولت الأعمال الدرامية فى رمضان عدة سلوكيات ومضامين بالغة الغرابة تدفع القلم أن يسطر فيها خواطره حتى قبل انتهاء الشهر الكريم. هناك مسلسل مثل «مع سبق الإصرار» حظى باقبال فى المتابعة والمشاهدة منذ بداية المتابعة الدرامية.. لجمال الاطار العام المتمثل فى الديكور والاضاءة الموحية بالأحداث مع الأداء المناسب للشخصيات ودورها فى العمل، كذلك الموسيقى المصاحبة للأحداث.. الآتى منها والتالى.. ولكنك تجد نفسك وقد غرقت فى بحر متلاطم من القسوة مع النفس ومع الغير وسلوكيات فجة.. البطلة محامية كما يقال «تلعب بالبيضة والحجر» حتى تكسب قضايا فلا تجدها تخسر قضية واحدة.. وتدخل شريكة مع عملائها فيما يحصلون عليه من مال.. وتزيف محاضر شرطة تكسب بها قضاياها وتساندها أطقم بلا ضمير من طبيبة فاسدة لمحامين مرتشين يكون نتائج فسادها أن يرزقها الله بمن يأخذ حقه منها بالانتقام من أولادها فيموت ابنها الطفل المريض بالسكر وتقع ابنتها المراهقة فى الخطيئة ويهرب من فعل ذلك ويقع ابنها المراهق بفعل الخادمة المأجورة التى تضع له الكوكايين فى القهوة.. يدمن ابنها.. وباقى الأحداث السوداء.. زوج يقتل وأب مشلول وانتقامها من صديقتها المحامية المساعدة لها والتى شاركت فى الانتقام منها نتيجة الغيرة فقد دبرت لها قضية دعارة وتجهض نفسها.. أى سواد هذا؟، أى سهولة هذه التى تمارس بها كل هذا السواد؟ اعتذر.. اعتذر يا سادة اننى أعطيت عيونى وعقلى لهذا النوع من المشاهدة التى نحن فى غنى عن سوادها.. فقلوبنا تفيض ألماً وقسوة من فعل الزمن وفعل الآخرين.. ولسنا فى حاجة للمزيد. العلاقة بين الزوج والزوجة، شيء خاص.. خاص جداً.. لا يصح التعرض لها بهذه الفجاجة التى يقوم بها هذا الفنان الكبير المخضرم فى هذا المسلسل العجيب عن الزواج والمثنى والثلاث والرباع حتى هذا الرجل العجوز المتصابى.. وهو يدفع عروسه ليلة الزفاف للعلاقة وهو بملابسه الداخلية أشبه بزكيبة بلا معالم.. وكلما ضاعت منه فرصة اللقاء المستحيل.. يصرح بكلمات فجة لا طائل من ورائها.. هل لابد أن يأخذ الأب بنصيب من كعكة الزواج والحديث عنه.. حتى لو كان غير مناسب وبلا سبب؟ أما كفى المسلسل عباطات الابن.. الذى لم يقدم المسلسل سبباً لنزواته الزوجية واستسلام جواريه له أقصد زوجاته.. ألا سطوة المال واختياره لهن من باب «الخواجة» فقط لا غير. وعبارات وايماءات وغمزات ولمزات ولا تخرج من هذه المباريات والملاسنات المكشوفة إلا بالدهشة الممزوجة بأسئلة مثل لماذا إهدار هذه الأموال الطائلة فى عمل مثل هذا؟.. لماذا هذا الحشو..؟ الشركاء اللبنانيون والمؤامرات فى الشراكة؟ وزوج الأخت الذى بدأ مثالياً وانتهى مزواجاً فاسداً؟.. أشقاء الزوجة الذين بدأوا أصحاب حق وتحولوا للصوص وهجامين؟.. الفتاة صاحبة المبدأ التى تقبل للاحتياج الزواج من الأب ثم توافق بسرعة مذهلة حينما ينتقل عطاء الزواج للابن والأب لا ينطق بكلمة؟.. ما هذا الحشو غير المبرر؟ أهو كلام يا عبدالسلام. كلام إعلانات - إعلان عبارة عن موضوع انشاء.. زوج يحاسب زوجته على فاتورة العشاء.. خطيب لا يقابل أهل زوجته.. و..و..و لو أكلت شوكلاتة كذا.. هاتساعدك على تحمل كل هذه المواقف الشخصية.. يا سلام؟ شوف إزاى؟ - بين الرجولة و.. «شعرة» اشرب هذا المشروب يطلعك شنب ويكسوك الشعر وتجيلك دقن.. والشعر يروح وييجى والدقن تروح وتيجى.. المهم اشرب هذا المشروب.. يا سيدى تشرب.. ما تشرب.. الناس مالها ومال هذا الصراخ..؟ تم نشر المحتوى بعدد 610 بتاريخ 20/8/2012