مصادر ل«أهل مصر»: دمج وزارة الكهرباء والبترول في تشكيل الحكومة الجديدة    «لأعضاء هيئة التدريس».. فتح باب التقدم لجوائز جامعة القاهرة لعام 2024    لتنفيذ التوصيات.. رئيس «الشيوخ» يحيل 14 تقريرا إلى الحكومة    مَن صنع بُعبع الثانوية العامة ؟!    محافظ القليوبية يعتمد المخطط التفصيلي لمدينة الخانكة    «حماية المنافسة»: خلق بيئة داعمة وجاذبة للاستثمارات    درجات الحرارة وصلت 50.. بيان عاجل من النائبة بشأن ارتفاع درجات الحرارة في أسوان    محافظ كفرالشيخ يعلن فتح المجازر لاستقبال الأضاحى وذبحها «بالمجان»    هذه أماكن صرف مرتبات العاملين بالدولة لشهر يونيو 2024    إعلام عبري: إطلاق 40 صاروخًا من جنوب لبنان نحو الجولان المحتل    إعلام إسرائيلي: سقوط عدد من الصواريخ في مناطق مفتوحة قرب مستوطنات شمال الجولان    ارتفاع حصيلة شهداء مجزرة مخيم النصيرات إلى 300 شهيد    "النواب العراقي" يدين القصف الإسرائيلي على مخيم النصيرات بغزة    تخطى صلاح ومصطفى.. تريزيجيه هداف تصفيات كأس العالم برقم مميز في منتخب مصر (فيديو)    ميدو: الزمالك اتظلم في ملف نادي القرن    موراتا يواصل مطاردة توريس وراؤول    أوبلاك.. صمام أمان سلوفينيا في الظهور الأوروبي الثاني    أوائل الشهادة الإعدادية الأزهرية بالإسكندرية.. بالأسماء    ضبط 5 أطنان أسمدة و2000 لتر حمض السلفوتيك مجهولة المصدر بالشرقية    بعد تخطيها 48 درجة.. كيف تعاملت الأقصر مع ارتفاع قيم الحرارة؟    ضبط المتهم ببيع أجهزة «الريسيفر» المعدة لفك شفرات القنوات الفضائية بالقليوبية    تفاصيل محضر عمرو دياب ضد المعجب: «مكنش معزوم لحفل الزفاف لا من أهل العريس أو العروسة»    المتحف الروماني بالإسكندرية يحتفل باليوم العالمى للأرشيف    فورير    بسمة داود تنشر صور كواليس مسلسل «الوصفة السحرية»    أفضل الأدعية والأعمال في يوم التروية    الصحة تعلن الانتهاء من قوائم الانتظار لعمليات قسطرة القلب    إخماد حريق داخل معرض ملابس فى الموسكى دون إصابات.. صور    تضمنت قائمة بأدلة الثبوت.. إرسال قضية سفاح التجمع إلى النائب العام    إدريس : أتوقع أن نحقق من 7 إلى 11 ميدالية في أولمبياد باريس    عاجل.. إعلامي شهير يعلن أولى صفقات الأهلي الصيفية    محافظ كفر الشيخ يتابع جهود حملات إزالة الإشغالات بدسوق    «التضامن الاجتماعي» توافق على قيد ونقل تبعية 3 جمعيات بالقاهرة والغربية    أجندة قصور الثقافة.. عروض لفرق الأقاليم المسرحية واحتفالات بيوم البيئة العالمي    عمرو محمود يس وياسمين عبدالعزيز في رمضان 2025 من جديد.. ماذا قدما سويا؟    العمل: زيارات ميدانية لتفقد مواقع الإنتاج بأسيوط    فكري صالح: مصطفى شوبير حارس متميز وشخصيته في الملعب أقوى من والده    وزارة الصحة: نستهدف رفع الوعي بالكشف المبكر عن الأورام السرطانية    محافظ الشرقية يُفاجئ المنشآت الصحية والخدمية بمركزي أبو حماد والزقازيق (تفاصيل)    «معلومات الوزراء» يلقي الضوء على ماهية علم الجينوم وقيمته في المجالات البشرية المختلفة    أستاذ صحة عامة يوجه نصائح مهمة للحماية من التعرض لضربات الشمس    وزيرة البيئة: إطلاق مركز التميز الأفريقي للمرونة والتكيف بالقاهرة خلال 2024    عرض حلول تحديد الهوية بمؤتمر الأمن السيبراني .. تفاصيل    مجلس التعاون الخليجي: الهجوم الإسرائيلي على مخيم النصيرات جريمة نكراء استهدفت الأبرياء العزل في غزة    «مع بدء طرح أفلام العيد».. 4 أفلام مهددة بالسحب من السينمات    حزب الله يستهدف موقع الرمثا الإسرائيلي في تلال كفر شوبا اللبنانية المحتلة    عالم أزهري يوضح فضل الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة وكيفية اغتنامها    3 طرق صحيحة لأداء مناسك الحج.. اعرف الفرق بين الإفراد والقِران والتمتع    «الإفتاء» توضح أعمال يوم النحر للحاج وغير الحاج.. «حتى تكتمل الشعائر»    برقم الجلوس.. الموقع الرسمي لنتيجة الصف الثالث الإعدادى 2024 الترم الثاني للمحافظات (رابط مباشر)    «الداخلية»: ضبط 552 مخالفة عدم ارتداء الخوذة وسحب 1334 رخصة خلال 24 ساعة    «البحرية البريطانية» تعلن وقوع حادث على بعد 70 ميلا جنوب غربي عدن اليمنية    الملامح النهائية للتشكيل الحكومي الجديد 2024    إلغاء الأدبي والعلمي.. تفاصيل نظام الثانوية الجديد وموعد تطبيقه    هذه الأبراج يُوصف رجالها بأنهم الأكثر نكدية: ابتعدي عنهم قدر الإمكان    من تعليق المعاهدات إلى حرب «البالونات» الأزمة الكورية تتخذ منعطفًا خطيرًا    أمير هشام: كولر يعطل صفقة يوسف أيمن رغم اتفاقه مع الأهلي ويتمسك بضم العسقلاني    ما هي أيام التشريق 2024.. وهل يجوز صيامها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصفقات السرية لتبادل الجواسيس بين القاهرة وتل أبيب
نشر في صوت الأمة يوم 11 - 07 - 2009

الصفقات السرية لتبادل الجواسيس بين القاهرة وتل أبيب
حسام السويفي
لم تتوقف صفقات تبادل الجواسيس والأسري بين القاهرة وتل أبيب منذ احتلال الكيان الصهيوني لفلسطين، وعلي مدي تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي تمت عمليات لتبادل الجواسيس ومازالت تتم في السر والخفاء رغم توقيع اتفاقية السلام المزعوم.
«صوت الأمة» ترصد حرب الجواسيس لتكشف أن الصراع لم ينته بعد رغم ثورة عصر الاتصالات والسماوات المفتوحة والعالم الذي أصبح قرية صغيرة يمكنك أن تتجول فيها عبر موقع جوجل لتعلم أدق التفاصيل. عمليات تبادل الجواسيس التي رصدتها «صوت الأمة» تكشف أدق التفاصيل وأبطال تلك العمليات الشهيرة في تاريخ الجاسوسية بين القاهرة وتل أبيب، والمفاوضات التي جرت بشأنها والمراوغات في عمليات استبدال الجواسيس وحالات الإعدام السريعة والاختراقات التي تمت علي الجانبين المصري والصهيوني منذ ضبط الجاسوسة الحسناء مارسيل نينو لاعبة الأوليمبياد الشهيرة - في عهد فاروق - إلي عزام عزام الجاسوس الصهيوني الذي هرب الحبر السري داخل الملابس.. وإلي التفاصيل:
منذ احتلال الكيان الصهيوني لفلسطين، لم يتوقف الصراع ما بين القاهرة وتل أبيب وبين فترة وأخري تتبادل مصر مع الصهاينة الجواسيس في سرية تامة بعد مفاوضات معقدة تخضع لعدد من القياسات، منها الملابسات السياسية، والعلاقة بين مصر والصهاينة، فضلا عن كم وأهمية المعلومات التي نقلها الجاسوس ومنطقياً عندما يتم سقوط أحد العملاء في
قبضة الأمن فإنه يعترف بكل صغيرة وكبيرة، لتبدأ أجهزة الدولة، التي يعمل الجاسوس لحسابها، علي حمايته ومحاولتها استرداده بأي ثمن ولا تخضع عمليات المبادلة لقواعد أو قوانين أو بروتوكولات محددة، كما أن الاتفاقيات الأمنية المشتركة بين الدول لا تنطبق عليها مثل هذه الحالات، كما أن الانتربول الدولي لا يتدخل في هذه المفاوضات من قريب أو بعيد، لتتم هذه الصفقات في سرية تامة وتعتيم إعلامي وأحيانا وسط ضجيج إعلامي. «صوت الأمة» تفتح ملف التخابر بين القاهرة وتل أبيب وهو الملف الذي شهد تبادل العديد من الأسري في عهد رؤساء مصريين بدأت بالرئيس جمال عبدالناصر مروراً بالسادات وانتهاء بالرئيس مبارك، لتتكشف الحقائق المذهلة في حرب الجاسوسية بين البلدين وفيما اشتهرت بعض عمليات الجاسوسية بأسماء مميزة ومنها عملية سمير الاسكندراني التي أسقطت 5 شبكات تجسس وأخطرها التي كانت تخطط لوضع «سم بطيء» في طعام الرئيس جمال عبدالناصر اشتهرت عمليات أخري ومنها عملية الجاسوس مردخاي لوك والذي لقب بجاسوس الشنطة والذي تجسس لصالح مصر وعندما اكتشفه جهاز الموساد حاولت القاهرة تهريبه من روما، إلا أنها فشلت في اتمام العملية.
ويبقي تبادل الجاسوس الإسرائيلي «ولفجانج لوتز» من أشهر عمليات التبادل بين القاهرة وتل أبيب في عهد الرئيس جمال عبدالناصر وهو إسرائيلي من أصل ألماني، والذي بادلته مصر بأكثر من 500 ضابط مصري ممن أسروا في حرب 67، والذي قدم معلومات دقيقة إلي تل أبيب عن الصواريخ الروسية «سام» ومواقع بنائها بالقرب من قناة السويس في مدينة الإسماعيلية، وذلك بعد أن نجح لوتز في اقامة شبكة علاقات قوية بكبار رجال الدولة، وظل يعمل
لسنوات دون اكتشافه، ولعبت الصدفة دورها عندما أمر عبدالناصر باعتقال 30 عالماً من ألمانيا كانوا يعيشون في القاهرة وكان لوتز يقيم في القاهرة بصحبة زوجته ووالديها، واكتشفت الحكومة المصرية عمالته لصالح الصهاينة وخلال استجوابه اعترف بتجسسه علي مصر وأطلق سراحه بعد قضاء ثلاث سنوات في السجن من خلال استبداله بالضباط المصريين.
أما مارسيل نينو بطلة الأوليمبياد والتي عرفت بعلاقاتها الواسعة وعرف عنها علاقتها ببعض ضباط الجيش في أواخر حكم الملك فاروق فقد ألقي القبض عليها فيما عرف بفضيحة «لافون» 1954 بعد تنفيذ عمليات تفجير دور السينما في القاهرة والإسكندرية وحكم عليها بالسجن 15 عاماً وكان من المقرر أن يفرج عنها عام 1970 إلا أن عملية تبادل جرت بين القاهرة وتل أبيب بشكل سري عام 1968 وأفرج عنها واشترط الرئيس عبدالناصر آنذاك ألا تعلن إسرائيل عن تفاصيل الصفقة في أي وقت من الأوقات إلا أن تل أبيب أعلنت عنها في 1975، بينما كان عام 1960 الأنجح للمخابرات، فخلال هذا العام أسقط جهاز المخابرات المصري خمس شبكات تجسس في عملية عرفت باسم «سمير الإسكندراني» التي انفردت «صوت الأمة» بنشر تفاصيلها في اعداد سابقة، وضمت هذه الشبكة خمس خلايا منها «خلية» ضمت نيقولا جورج لويس وجورج استاماتيو الذي كان يعمل موظفا في محلات «جروبي» من خلال إشرافه علي إعداد الحفلات الرسمية الكبري، خاصة إشرافه علي إعداد الطعام بها، وكان من المقرر أن يضع استاماتيو سمًا بطيئًا في طعام الرئيس جمال عبدالناصر وكان يشرف علي هذه الخطة بن جوريون وجولدا مائير، وترتب علي هذه العملية الإطاحة بعدد كبير من ضباط الموساد المحترفين، بينما جاءت نكسة 67 فرصة ذهبية لاسترداد تل أبيب لجواسيسها مقابل الإفراج عن الأسري المصريين..
وفي عهد الرئيس السادات شهدت فترة حكمه العديد من المفاوضات السرية لإطلاق سراح بعض الجواسيس فقبل حرب أكتوبر 73 ألقي الموساد القبض علي الجاسوس «آيد» الذي زرعته المخابرات المصرية في عملية دقيقة داخل إسرائيل واستطاع «آيد» اختراق منزل وزير الدفاع موشيه ديان والذي تمكن من تصوير مستندات وخرائط عسكرية هي الأخطر من نوعها وكان منها المطارات الحربية الإسرائيلية في سيناء والنقاط الحصينة علي خط بارليف وشبكة مواسير النابالم التي زرعتها إسرائيل في قناة السويس وانكشف أمر «آيد» وعُذب لكنه صمد وأنكر علاقته بالمخابرات المصرية.. وقتها طالب السادات بعد حرب أكتوبر بالإفراج عن «آيد» وأسري مصريين آخرين مقابل الإفراج عن الأسري الإسرائيليين وتمت الصفقة، كما وافق السادات علي مبادلة الجاسوسة انشراح علي موسي - الفتاة التي نزحت من محافظة المنيا بالصعيد بعد أن حكم عليها وزوجها إبراهيم سعيد شاهين بالإعدام بتهمة التخابر لصالح إسرائيل ونفذ حكم الإعدام في زوجها، وعقدت تل أبيب صفقة تبادل سرية مع مصر وكانت انشراح ضمن الصفقة التي تدخل فيها وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر، وذلك قبل زيارة السادات إلي الكيان الصهيوني وقبل توقيعه اتفاقية السلام.. لترحل انشراح وتستبدل اسمها بآخر عبري وتعمل الآن عاملة في أحد مراحيض تل أبيب.
وعلي الجانب الآخر رفض السادات مبادلة الجاسوسة المصرية هبة عبدالرحمن سليم لأنها لم تتأثر بهزيمة 67، وأغرتها المغامرات والموضة وقالت عنها جولد مائير: «إنها قدمت لإسرائيل أكثر مما قدم لها زعماؤها» ومعلوم عن هبة سليم أنها لم تتخابر بسبب المال أو الظروف الاقتصادية، مثل غيرها من الجواسيس، بل تخابرت لأنها علي قناعة بأن إسرائيل دولة قوية تتفوق علي العرب وأن أمريكا لن تسمح يوما بهزيمتها أمام أي قوي وأطلق عليها لقب «ملكة الجاسوسية» لأنها استطاعت بجمالها الصارخ اصطياد المقدم فاروق الفقي الذي كان يعمل ضابطاً بالجيش المصري، والحصول من خلاله علي خرائط سرية توضح أماكن منصات الصواريخ «سام 6» المضادة للطائرات ونجحت في مهمتها واستطاعت إسرائيل قصف مواقع الصواريخ قبل أن تجف قواعد الأسمنت المسلح واستطاع جهاز المخابرات المصري أن يتوصل إلي الفقي، واعدامه رميا بالرصاص وتأثر كثيرا حينما علم أنه تسبب في خسائر جسيمة في أرواح زملائه نتيجة الغارات الإسرائيلية، ورسمت المخابرات المصرية خطتها لاصطياد «ملكة الجاسوسية» وألقت القبض عليها بعد التنسيق مع أبيها الذي كان يعمل «خوجة» - أي مدرس - في ليبيا وحكم عليها بالإعدام ورغم طلب كسينجر تخفيف الحكم عليها إلا أن السادات سارع باصدار الحكم عليها بالإعدام وتنفيذه لأنها كانت ستشكل عقبة في طريق عملية السلام.
وفي عصر مبارك سقطت أكبر شبكة للجاسوسية والمعروفة ب «شبكة آل مصراتي» في عام 1992 في قبضة الأمن المصري الشبكة وضمت أربعة جواسيس هم «صبحي مصراتي وأولاده ماجد وفائقة وآخر يدعي ديفيد أوفيتس»، واعترفت فائقة بأنها استغلت جمالها لإقامة علاقات مع الشباب المصري الذين يشغلون مراكز مهمة ومتقدمة في البلاد وتورط عدد من أبناء المسئولين في إقامة علاقات غير شرعية، وأثناء محاكمة الشبكة علي أيدي السلطات المصرية ألقت إسرائيل القبض علي شاب مصري واتهمته بالتجسس عندما تسلل إلي إسرائيل وتم مبادلة شبكة آل مصراتي وقتها ب 18 مصريا كانوا في سجون إسرائيل، وتأتي صفقة الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام بصفقة الطلاب الستة الذين تسللوا لإسرائيل واتهمتهم بعمل عدائي ضد إسرائيل ونفت رئاسة الجمهورية الصفقة وسبق لمصر أن رفضت استبداله بثمانية ملاحين مصريين كانوا علي متن السفينة «كارين إيه» التي أوقفتها إسرائيل في سواحل البحر الأحمر في 2002 .. وزعمت إسرائيل أن السفينة كانت تحمل أسلحة مهربة إلي إيران وتمت الصفقة وعاد عزام إلي إسرائيل.
*********
ترصد كل كبيرة وصغيرة في البلد:
«صوت الامة » تحذر: 19 مركزًا بحثيا إسرائيليا تهدد أمن مصر القومي
يخطئ من يعتقد أن «سلام» إسرائيل يختلف عن «الحرب» معها، فالحالتان لديها سواء، بل إنها ربما تكون أخطر في أوقات السلام، فمن خلاله تستطيع أن تنفذ إلي مجتمعاتنا لتنفث فيها سمومها، ولتطلع علي كل «داخلياتنا».
وواقع الحال يقول إن لإسرائيل 19 مركزاً بحثياً استراتيجياً هدفها الأساسي اقتحام خصوصية مصر تطبيقاً لما ذكره شيمون بيريز في كتابه «الشرق الأوسط الجديد» إن القوة في العقود المقبلة في الجامعات وليس في الثكنات.
ويتولي إدارة هذه المراكز البحثية جنرالات تربطهم علاقات وثيقة بالمخابرات الإسرائيلية، ومن أهم مراكز الأبحاث والمؤسسات الصهيونية العاملة في خدمة التطبيع والاستراتيجية، جاء مركز جافي للدراسات الاستراتيجية الذي أنشئ عام 1977 في جامعة تل أبيب بتمويل من المجموعات اليهودية في الولايات المتحدة بإشراف منظمة الأصدقاء الأمريكيين لجامعة تل أبيب، بهدف إعداد الدراسات والبحوث في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية.. ويصدر العديد من الكتب والدراسات والتقارير، بالإضافة لمجلة سنوية باسم «التوازن العسكري في منطقة الشرق الأوسط».
كما كشف نفس المركز من قبل عن مخطط إسرائيلي لتدمير المحاصيل الزراعية الاستراتيجية في مصر من خلال تطوير نوع جديد من الفئران يحمل فيروس الطاعون ولديه قدرة عالية في التغذي علي المحصولات الزراعية وسرعة غريبة في التناسل، يأتي ضمن مشروع بيولوجي متكامل معد منذ بداية عام 2000، إلا أنه توقف مؤقتاً عام 2006 لأسباب تتعلق بالأمن القومي الإسرائيلي وللتحسن في العلاقات المصرية الإسرائيلية والذي واجهته مصر بالصمت.
ويعد أيضاً مركز «بيجن - السادات للدراسات الاستراتيجية»، واحدًا من أهم المراكز الكبري لتخصصه في دراسات الأمن القومي وتركيز جهوده علي التطورات السياسية والاجتماعية في مصر والدول العربية والتي كان آخرها دراسة بعنوان «عدم الاستقرار في العلاقات المصرية الإسرائيلية» ويعد الثري اليهودي «توماس هاكت» الممول الرئيسي لأنشطته البحثية والذي أصر علي اقتران اسم السادات مع بيجن اعترافاً بدورهما في توقيع أول نموذج لمعاهدة سلام بين إسرائيل وإحدي الدول العربية، ليرسل المركز أبحاثه وكراساته الاستراتيجية لمجموعة محددة من النخبة الإسرائيلية يقتصر دورها علي صنع القرار وكبار الجنرالات وضباط الاستخبارات والسلك الدبلوماسي وزعماء الجاليات اليهودية حول العالم ليصدر عن المركز منذ إنشائه عقب توقيع معاهدة السلام 60 دراسة باللغتين العبرية والإنجليزية تناولت الفكر الاستراتيجي ومفهوم الردع ونظرية الأمن القومي، ودراسة مستقبل اتفاق كامب ديفيد، خاصة بعد مرور 30 عاماً عليه.
ومن أقدم وأشهر المراكز في إسرائيل مركز «موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا» وتأسس عام 1959 ويتبع مباشرة قسم التاريخ بجامعة تل أبيب ويهتم بتوثيق الصراع في الشرق الأوسط ويعد المركز امتدادًا للتوسع اليهودي بالمنطقة والذي كان يسعي له موشيه ديان ويوفر المركز لتحقيق ذلك المعلومات عن الصراع العربي - الإسرائيلي من وجهة نظر صهيونية لتثبت دائماً وجهة نظرها. وهناك معهد السياسة الدولية لمكافحة الإرهاب ويهتم بإعداد الدراسات وتقديم المعلومات حول مستقبل الإرهاب الدولي وكيفية التصدي له، ومعهد الدراسات السياسية والاستراتيجية المتقدمة الذي أنشئ عام 1984 في القدس ليقوم بإعداد دورات متقدمة لأفضل خريجي الجامعات الإسرائيلية في مجال الدراسات الاستراتيجية لتمكينهم من العمل كمساعدين لأعضاء الكنيست والحكومة الإسرائيلية، بالإضافة لمعهد هاري ترومان لبحوث تطوير السلام ومركز ليونارد ديفيس للعلاقات الدولية والمركز العربي اليهودي بجامعة حيفا ومركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة حيفا الذي أنشئ بتوصية من رئيس الاستخبارات العسكرية السابق الجنرال آهارون ياريف وغيرها من المراكز البحثية.
ويوجد بالقاهرة المركز الأكاديمي الإسرائيلي الذي يديره حالياً البروفيسور جابي روزنباوم وأنشئ عام 1982 ويعد أهم مراكز الدراسات للغة العبرية، كما يتم التنسيق الكامل بين المركز والسفارة الإسرائيلية ولأهميته توالي علي إدارته عدد من أبرز المتخصصين في الدراسات الشرقية والعبرية والمرتبطين بشكل مباشر بأجهزة المخابرات الإسرائيلية والذين كان من أبرزهم «شيمون شامير» أول مدير له وهو من أبرز الخبراء الإسرائيليين المعنيين بشئون مصر وهو مؤسس قسم تاريخ مصر المعاصر بجامعة تل أبيب، وأثناء إدارة البروفيسور أشير أوفاديا للمركز، شهد نشاطاً موسعاً في الترويج للتطبيع عام 1987 من خلال عقد ندوة أسبوعية كل أربعاء كان يحضرها العديد من الوجوه الصهيونية الشهيرة ليتم بعد فترة افتتاح فرع جديد للمركز الأكاديمي الإسرائيلي بحي الظاهر في محاولة واضحة للوصول إلي عمق الأحياء المصرية في القاهرة.
هناك خطورة بالغة علي مصر من تلك المراكز البحثية التي تعد عليها أنفاسها، فهي ترصد كل كبيرة وصغيرة عن مصر، وهو ما أكده الدكتور محمد أبوغدير أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة الأزهر مشيراً إلي أن تلك المراكز لديها خطة بحثية يتم تنفيذها بكل دقة، بالإضافة لتمويلها بالملاييني ولو تمت مقارنة الإنتاج البحثي المصري مقارنة بالإنتاج البحثي الإسرائيلي فسنجده لا يمثل إلا نسبة 1% فقط، فهو ضئيل للغاية.. وعلي الجانب الآخر، نجد حركة الترجمة لديهم نشطة جداً، فقد تصل لترجمة 200 كتاب في نفس العام، فالمراكز البحثية الإسرائيلية تعمل من خلال منظومة وجهد جماعي ودعم مادي ضخم جداً لا يقارن بما يعانيه الباحث في مصر من عدم إيجاد الدعم المادي الذي يقدمه رجال الأعمال والشركات الخاصة للاعبي كرة القدم والفنانين، فمن يعرف إسرائيل عن قرب في مصر هم قلة قليلة جداً وبالتالي يصعب علينا فيما بعد الكشف عن نواياهم الحقيقية ووضع الخطط الاستراتيجية لمواجهة أي خطر مقبل من ذلك الجانب، وعلي النقيض نجدهم في إسرائيل «يرضعون جميع المعلومات عن الكبير فيها والصغير» فنحن الآن في وقت الصراع الحضاري والثقافي وليس العسكري ولكن للأسف ما يعاني منه البحث العلمي من إهمال وعدم وجود اليد التي تقدم له العون بعيداً عن الدولة التي تحكمها ميزانيات محدودة أدي لمزيد من التدهور وصعوبة في فهم الآخر والتعامل معه، لذلك نجد القرارات عشوائية وغير مدروسة ومتداخلة ومتخبطة في كثير من الأحيان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.