انصف الرئيس عبدالفتاح السيسى ثلاث شخصيات ظلمتهم السياسة ، بعد تكريمهم، ما يؤكد أن مصر لن تنسى هؤلاء الوطنيين الذين قدموا أعمالا شجاعة لهذا الوطن. تخليدا لاسم اللواء محمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر العربية بعد ثورة 23 يوليو افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، قاعدة محمد نجيب العسكرية بمدينة الحمام، وهي القاعدة العسكرية الأكبر بالشرق الأوسط. يقول ثروت عكاشة،وزير الثقافة الراحل و أحد الضباط الأحرار، فى كتابه «مذكراتى بين السياسة والثقافة»: كان اللواء محمد نجيب أحد قادة الجيش المرموقين لأسباب ثلاثة.. أولها أخلاقياته الرفيعة، وثانيها ثقافته الواسعة فهو حاصل على ليسانس الحقوق، وخريج كلية أركان الحرب ويجيد أكثر من لغة ويلم باللغة العبرية، وثالثها شجاعته فى حرب فلسطين التى ضرب فيها القدوة لغيره وظفر بإعجاب الضباط كافة فى ميدان القتال».
قبل اللواء محمد نجيب المهمة الصعبة ، وتحمل العواقب كاملة حال فشل الثورة ، لكن بعد نجاحها دب الخلاف بينه وبين الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ، وهى الخلاف الذى انتهى في يوم 14 نوفمبر 1954 بعزل نجيب من منصب رئاسة الجمهورية وتحديد اقامته فى فيلا زينب الوكيل بمنطقة المرج. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد كرم أسرة الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق خلال حرب أكتوبر المجيدة وأطلق اسمه على دفعات جديدة بالقوات المسلحة. وخلال الاحتفال بحفل تخرج دفعة جديدة من طلبة الكليات والمعاهد العسكرية في الكلية الحربية، صدق الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، على منح قلادة النيل لأحد رموز ثورة 23 يوليو، وهو العقيد أركان حرب يوسف منصور صديق عضو مجلس قيادة الثورة.
من جانبها قالت ليلى صديق، ابنة العقيد الراحل يوسف صديق إن والدها مُنع من التكريم طول الفترة الماضية بسبب خلافات سياسية لافتة فى تصريحات لها إلى انها سعيدة بتكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي لوالدي، لأنه إنصاف له، ورفع للظلم الذي وقع عليه، فالحق بيرجع لأصحابه، والتكريم إعلاء لقيمة الوفاء . وقالت ابنة العقيد الراحل والدها ظُلم لسنوات طويلة، رغم أن دوره في ثورة يوليو كان أساسيًا ومحوريًا، ولولاه ما نجحت الثورة مشيرة إلى أن والدها كان شخصية راضية ومتصالحة مع نفسها ومع الحياة، لأنه لم يتأخر عن واجبه، وكان متأكدًا أن التاريخ سيعيد إليه حقه.
فيما أشاد نبيل زكى المتحدث باسم حزب التجمع، بقرار تكريم العقيد يوسف صديق قائلا إنه قرار عظيم يُصحح خطأ تاريخى فى حق رجل نبيل وشجاع كان سببًا فى نحاج ثورة 23 يوليو. وقال زكى فى تصريحات صحفية أن 30 يونيو أعادت الحق الادبى والمعنوى لكثير من الابطال والفرسان المنسيين والذين تم تهميش دورهم وتاريخيهم، مشيرًا إلى تكريم الرئيس السابق عدلى منصور لمؤسس حزب التجمع خالد محى الدين أحد الضباط الأحرار ومنحه قلادة النيل، وأيضًا تسمية أحد القواعد العسكرية على اسم اللواء محمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر العربية بقرار من الرئيس السيسى. «إنصافه واجب تأخر فى هذا البلد، وحصوله على القلادة استحقاق تاريخى واجب».. هكذا أشاد الكاتب الصحفى عبد الله السناوي، بتكريم الرئيس عبد الفتاح السيسى، للعقيد يوسف صديق ،لافتا إلى إن يوسف صديق لم يكن عضوًا فى الهيئة التأسيسية للضباط الأحرار، ولكنه ضُم إلى الهيئة تقديرًا لدوره في 23 يوليو كما أن تحركه قبل قيام الثورة بساعة صدفة تاريخية أنقذت ثورة 23 يوليو من الفشل، موضحًا أنه حسم نجاح ثورة 23 يوليو.
