قال قسطنطين دولجوف مفوض الخارجية الروسية لشئون حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون اليوم /الجمعة/ إن موسكو تعتقد أن قرار تأديب الجيش الأمريكي لبعض أفراده بسبب قصف مستشفى تديره منظمة "أطباء بلا حدود" في إقليم قندوز الأفغاني هو استهزاء بالعدالة. وأضاف دولجوف - في تصريح لوكالة أنباء "تاس" الروسية - أن "واشنطن تقول إن ستة عشر جنديا - من بينهم أفراد من القوات الخاصة - خضعوا لإجراءات تأديبية على خلفية قصف المستشفى، وهو هجوم تسبب في خسائر كبيرة بين المدنيين". وتابع "من الواضح بشكل سافر أن هذا الإجراء مضحك للغاية، بل ومن الواضح أن واشنطن أخفقت في العثور على قوة لمعاقبة المسئولين عن النهاية المأساوية للمدنيين بشكل مناسب". وأكد أن خضوع المسئولين عن هذا الحادث المأساوي لإجراءات تأديبية يعد بمثابة مهزلة للعدالة، بل وأكثر من ذلك، نظرا إلى أن حادثة قندوز ليست أول منشأة مدنية يتم تدميرها خلال الحملة الأفغانية. وأوضح المسئول الروسي أن "الضربات الجوية التي استهدفت حفلات الزفاف والمستشفيات الأفغانية" لم يتحمل أحد مسئوليتها ولم يعاقب أحد بسببها، تماما مثلما حدث للمسئولين عن حالات التعذيب في سجون وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) السرية. ولفت إلى أن هذا النوع من ازدواجية المعايير لا يصب في مصلحة النظام القضائي الأمريكي، معتبرا أن مثل هذه الأفعال من جانب الرئيس الأمريكي باراك أوباما لا ترتقي لمستوى المواساة حتى لمن فقدوا أقاربهم في قندوز. ومن المتوقع أن تصدر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" تقريرا شاملا عن التحقيق اليوم. وكان 42 قتيلا سقطوا في 23 أكتوبر الماضي، في غارة شنتها طائرة تابعة للقوات الخاصة الأمريكية، على مستشفى ل"أطباء بلا حدود"، في قندوز، بينما كانت القوات الأفغانية، تحاول استعادة المدينة من أيدي حركة طالبان التي سيطرت عليها لفترة قصيرة. وفي نهاية نوفمبر، أقر البنتاجون بأن سبب الغارة "يعود قبل كل شيء إلى خطأ بشري"، الأمر الذي رفضته منظمة "أطباء بلا حدود"، مؤكدة أن ما حدث ينم عن "إهمال فاضح من جانب القوات الأمريكية وانتهاك لقانون الحرب"، وطالبت المنظمة يومها، بإجراء تحقيق دولي محايد.