تعهد قادة المعارضة فى إيران أمس وفى مقدمتهم مير حسين موسوى بحضور حفل تأبين فتاة إيرانية قتلت بالرصاص فى الاحتجاجات التى تلت الانتخابات الرئاسية فى يونيو الماضى على الرغم من رفض السلطات، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية. يأتى ذلك فيما زعمت وكالة أنباء فارس القريبة من الحرس الثورى الايرانى أن ندا آغا سلطانى، لاتزال على قيد الحياة وهى موجودة الآن فى اليونان. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أنه من المتوقع تنظيم المزيد من الاحتجاجات فى طهران، حيث تزايد الغضب من سوء معاملة المئات من المحتجين فى السجون. وكان المرشح الخاسر فى الانتخابات مير حسين موسوى أعلن أنه سيزور مقابر ضحايا الاضطرابات. ورفضت السلطات السماح للمعارضة بإقامة حفل تأبين فى أكبر مساجد طهران فى الذكرى الأربعين لمقتل ندى أغا سلطان وآخرين فى الاحتجاجات. من جهة أخرى، قالت وكالة أنباء فارس القريبة من الحرس الثورى الإيرانى والتى أعلنت فوز محمود أحمدى نجاد بنسبة 90٪ فى القرى والأرياف منذ صباح يوم الانتخابات، أن لديها أدلة على أن ندى التى بثت صورها مضرجة بدمائها، اتصلت بالسفارة الإيرانية فى أثينا وأنها ستعود إلى طهران قريبا. وزعمت الوكالة أيضا أن وزارة الخارجية الإيرانية تدعم هذا التقرير، فيما لم تصدر أى بيانات من الوزارة تدعم هذا الزعم. من جهة أخرى، أعلن القائم بأعمال زعيم حزب اعتماد ملّى الذى يرأسه الإصلاحى كروبى أن هناك توجها قويا لتشكيل مجلس قيادة للحركة الإصلاحية المعارضة فى إيران. وقال القائم بأعمال الحزب رسول منتجب نيا: إن «مجلس قيادة الإصلاحات» المقترح يجب أن يتشكل من موسوى وكروبى والرئيس السابق محمد خاتمى. ورأت صحيفة «واشنطن بوست» أن «الهدوء السطحى الذى تشهده إيران على صعيد التظاهرات المشتتة والنادرة يخفى نشاطا حثيثا وبوادر ولادة معارضة سياسية»، مشيرة إلى «الحركة الاجتماعية واسعة النطاق التى أعلن المعارض حسين موسوى عن إنشائها». واعتبرت الصحيفة أن «الشخصيات الإيرانية السياسية البارزة فى المعارضة لطالما كانت حجر الزاوية فى الجمهورية الإسلامية. ولعل الأمر الأكثر إثارة للاستغراب، بحسب الصحيفة، هو موقف رجال الدين، حيث لم يقم سوى قليل من أبرز آيات الله الإيرانيين بإعلان تأييدهم للرئيس أحمدى نجاد، بل إن أحدهم أصدر فتوى الأسبوع الماضى، تجيز مقاطعة حفل تنصيب أحمدى نجاد رئيسا لإيران. ووجهت انتقادا مباشرا «لآية الله على خامنئى الذى يمثل السلطة الدينية العليا فى إيران». ورأت الصحيفة أن «تصرفات رجال الدين فى إيران تعكس تحول النفوذ السياسى فى إيران من المؤسسة الدينية إلى المؤسسة العسكرية»، موضحة أن «الرئيس أحمدى نجاد نفسه كان عاملا فى هذا التغيير وهو المحارب القديم فى الحرب الإيرانية العراقية وصاحب روابط قوية بالحرس الثورى الإيرانى، بل إنه حرص فى ولايته على تحويل بعض الأرصدة الحكومية من المؤسسات الدينية الخاضعة لرجال الدين إلى الآلة العسكرية والحرس الثورى».