فى ظل فشل تام لمحاولات حل الأزمة السورية سلميا، وعجز أى طرف عن حسم المعركة عسكريا، دعا أحمد معاذ الخطيب، الرئيس السابق ل«الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية»، إلى «بناء أرضية مشتركة بين النظام والمعارضة من أجل سوريا ومستقبلها». الخطيب، قال فى ندوة أمس الأول حول الوضع فى سوريا، بالمجلس المصرى للشئون الخارجية، حضرتها «الشروق»: «رغم توحش نظام بشار الأسد واستبداده، ليس أمامنا غير البحث عن المشتركات، بعيدا عن الاستراتيجيات الغربية، إذ إن الجانبين الروسى والأمريكى لديهما رؤية لتقسيم سوريا، وأعتقد أنه لا النظام ولا المعارضة يرغبون فى رؤية بلادهم مجزأة». ورأى أن «من يسمون أنفسهم «أصدقاء سوريا» (مجموعة من 11 دولة داعمة للثورة بينها الولاياتالمتحدة وفرنسا وتركيا)، نصفهم كذابون ودجالون ومنافقون، وهم من أوصلوا الأوضاع إلى ما نحن عليه، وعلينا الآن الرجوع إلى الحاضنة العربية، لأنها الأساس.. هناك جهات (لم يسمها) لا تريد للأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام أن تحل». هذه المباردة، أشاد بها، المعارض والحقوقى السورى البارز، هيثم مناع، معبرا عن رغبته فى «لعب مصر دورا أكبر فى سوريا، لأن كل محاولات توحيد المعارضة حدثت بالقاهرة، فيما استمرت محاولات التفريق بالدول الأخرى». وذكر المناع بما حدث من تقارب بين المجلس الوطنى السورى المعارض والهيئة التنسيقية السورية فى مصر برعاية وزارة الخارجية المصرية، فى إشارة إلى الاتفاق الذى وقعه مناع (رئيس التنسيقية) مع برهان غليون رئيس المجلس الوطنى آنذاك، فى ديسمبر 2011، برعاية القاهرة لتوحيد رؤى المعارضة من الأزمة. واعتبر أن «الخارجية المصرية هى المحامى النزيه فى كل قضايا الوطن العربى.. وعدد من قوى المعارضة السورية تفكر فى عقد مؤتمر بالقاهرة لبحث مشروع وطنى حقيقى جامع لقوى المعارضة ومستقبل سوريا. فواجبنا الآن تفعيل الدور الإقليمى». وقال مناع فى الندوة إن «الأزمة الأوكرانية باتت تسيطر على المشهد الدولى، وان كل اجتماعاتنا مع الروس والأوروبيين يغلب الآن عليها المشد الأوكرانى، لتبقى الأزمة السورية موضوعا هامشيا».