أعلنت الحكومة الفرنسية انسحابها من إحياء الذكرى العشرين للابادة الجماعية في رواندا يوم الإثنين. جاء القرار إثر اتهام الرئيس الرواندي، بول كاغامي، لفرنسا بالمشاركة في المذابح التي وقعت عام 1994. وأنكرت فرنسا الاتهامات وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن هذه الادعاءات تعرقل جهود المصالحة بين البلدين. وقال المتحدث باسم وزارة العدل الفرنسية إن الوزيرة، كرستيان توبيرا، ألغت خططها لحضور المراسم في العاصمة الرواندية، كيغالي، يوم الإثنين. وأدان كاغامي "الدور المباشر لبلجيكا وفرنسا في التهيئة السياسية للمذابح" في حوار مع المجلة الأسبوعية "جون أفريك" الناطقة بالفرنسية. كما قال إنه بعد مرور عشرين عاما "مازال الانتقاد الوحيد من وجهة نظر فرنسا هو عدم اتخاذ ما يكفي من الإجراءات لإنقاذ حياة البشر أثناء الابادة". وتستعد رواندا لإحياء الذكرى العشرين للمذابح التي استمرت حوالي مئة يوم، وحصدت حياة 800 ألف شخص على الأقل، معظمهم من التوتسي والهوتو المعتدلين. حصد الصراع في رواندا حياة 800 ألف شخص على الأقل وتأجج الصراع بمقتل الرئيس آنذاك، جوفينال هابياريمانا، في حادث تحطم طائرة في السادس من أبريل/نيسان 1994، وكان ينتمي لقبيلة الهوتو. وانتهى الصراع بهزيمة القوات الحكومية على يد الجبهة الوطنية الرواندية التي ينتمي إليها كاغامي، وهي مجموعة متمردة تقودها التوتسي، في يوليو/تموز من نفس العام. ومازالت الجبهة تسيطر على الحكومة في رواندا، وكثيرا ما اتهمت فرنسا، حليفة هابياريمانا آنذاك، بالمساهمة في الابادة. وحدثت طفرة ، في السنوات الأخيرة، في العلاقات بين البلدين بزيارة كاغامي لباريس عام 2011، وتشكيل فرنسا جهة تحقيق في الابادة. وقضت محكمة فرنسية الشهر الماضي بحبس رئيس المخابرات الرواندية، باسكال سيمبيكانغوا، 25 عاما لدوره في المذبحة، وهو الحكم الأول من نوعه في فرنسا. كما اعترفت فرنسا بحدوث بعض الأخطاء في فترة المذبحة في رواندا. وقالت لجنة تحقيق رواندية عام 2008 إن فرنسا كانت على علم بالاستعدادات للمذبحة وساهمت في تدريب مقاتلي الهوتو الذين شاركوا في عمليات القتل. في حين قالت فرنسا إن قواتها ساعدت في حماية المدنيين كجزء من قوات الأممالمتحدة في رواندا. إلا أن كاغامي قال إن القوات الفرنسية كانت تحمي المسلحين المنفذين لعمليات القتل.