«المواطن يعد أهم وأقوى شخص فى المجتمع الديمقراطى، أما فى المجتمعات المستبدة فالحاكم هو الأهم» هذا ما أكده د. أحمد عكاشة رئيس الاتحاد العالمى للطب النفسى، مشيرا إلى ضرورة أن يحيا الإنسان فى مجتمع ديمقراطى لا يوجد به استبداد لأن هذا حسب عكاشة من متطلبات النهضة فى عصر العلم. وأضاف خلال الندوة التى عقدتها جمعية عصر العلم مساء الاثنين بساقية الصاوى وحضرها عدد كبير من أساتذة الجامعات ود.أحمد ماهر وزير الخارجية الأسبق، ود. إبراهيم بدران وزير الصحة الأسبق إن ثورات التغيير فى التاريخ بدأت بأعداد قليلة مدللا على ذلك بثورة 23 يوليو التى بدأت بمجموعة صغيرة من الضباط الأحرار. وشهدت الندوة خلافا فى الرأى بين د. عكاشة واللواء أبو بكر الجندى رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء حول اعتبار الزيادة السكانية نعمة أو نقمة، فقد رفض عكاشة اعتبارها مشكلة وقال: «فى كل بلدان العالم ينظر للفرد على أنه ثروة وقيمة لابد من الاستفادة منها»، بينما رأى الجندى أن الزيادة السكانية نقمة وسببا فى تردى الأوضاع العامة فى مصر. وأضاف الجندى أنه لا يعتبر المواطن المعتل صحيا، والمفتقر للتعليم الجيد ثروة أو قيمة تضاف إلى بلده، فاحتج عكاشة قائلا: «هذا ما يجب أن توفره الحكومات للشعوب لا العكس». ومن الطريف أن محمد الصاوى مدير الساقية جاء متأخرا عن موعد بدء الندوة بسبب زحام الطرق، وقد دار بينه وبين د. عصام شرف وزير النقل الأسبق ورئيس مجلس إدارة جمعية عصر العلم حديث ودى أضحك الحضور حيث قال له شرف: «لا تسألنى عن الطرق فهى لم تعد من اختصاصى». وأشار عكاشة فى خضم حديثه عن الثقافة العلمية إلى سلبيات الإعلام العربى التى منها على سبيل المثال أنه لا توجد جريدة علمية قط فى الوطن العربى هذا بالإضافة إلى القنوات الفضائية الغزيرة المخصصة للرياضة والدين وغياب القنوات ذات المضمون الجاد والعلمى وهو ما يقلل حسب عكاشة من فرص نشر الثقافة العلمية مناديا بضرورة أن يكون الإعلام متوازنا ما بين التسلية ونشر العلم.