شهدت خشبة مسرح قصر ثقافة روض الفرج، مساء أمس السبت، آخر ليالي العرض المسرحي «الطاحونة الحمراء» للمخرج حسام التوني، والتي قدمتها فرقة القاهرة المسرحية، ضمن عروض الموسم المسرحي لهيئة قصور الثقافة. وحضر ت الليلة الختامية للعرض لجنة التحكيم المكونة من المخرج محمد جبر، والناقد أحمد خميس، والمهندس أحمد نور، وذلك وسط حشد جماهيري امتلأت به ممرات المسرح، وكان من بين الحضور الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، والمخرج خالد جلال، رئيس قطاع الإنتاج الثقافي، والقائم بأعمال رئيس البيت الفني للمسرح، والفنانة دنيا عبد العزيز، وعدد من النقاد والمسرحيين. ونال العرض الذي تأخر عن موعده لما بقرب من ساعة بسبب ضغط الجمهور على أبواب قاعة العرض، استحسان الحضور، الذين رأوا فيه خطوة جادة نحو تقديم مسرح غنائي استعراضي؛ يحمل قدرا كبيرا من المتعة للمتفرج بفضل جودة معظم عناصره، وبداية من اختيار نص "الطاحونة الحمراء" للكاتب الأسترالي باز لورمان، والذي تتمتع قصته بدراما قوية صاغها الشاعر والكاتب المسرحي أحمد زيدان بعناية، وجاءت كلمات الأغاني بسيطة ومعبرة، بينما أضافت لها ألحان الفنان زياد هجرس بعدا آخر، خاصة مع حرص مخرج العرض على تقديم الأغاني "لايف" على المسرح، ومن هنا اختار أبطاله من الممثلين الذين يمتلكون أصوات جيدة، وقدرة على الأداء الاستعراضي. وجسد أدوار "الطاحونة الحمراء" الفنانين محمود متولي، ورحاب حسن، ومحمد أمين، وضياء الصادق، ومريم جبريل، وعبد الرحمن بودا، وأمنية النجار، ومحمد صفاء، وتامر فؤاد، وهالة محمد، وعمرو أمين، وحازم الزغبي، ومحمد أبو على، وميرنا موسى، ونهى مندور، وأحمد أبو الغيط، وروجيه مايكل، وقطب محمد. العرض إعداد مسرحي أحمد حسن البنا، ودراماتورج وأشعار أحمد زيدان، وديكور وملابس نهاد السيد، وتأليف موسيقى وألحان وتوزيع زياد هجرس، وإضاءة أحمد أمين، وكيروجراف محمد بحيرى، وهندسة صوتية عمر زيكو، وماكياج رامي جمال، ومخرج منفذ أسامة جميل، ومساعد مخرج أبانوب سعيد. وتدور أحداث العمل حول تجارب الحياة بما تحمله من صراعات بشرية في هذا العالم المزدحم بالقسوة، الذي يتصارع فيه الجميع بغرض الحصول على المال وحب التملك، وذلك من خلال ملهي في قلب العاصمة الفرنسية باريس يحمل "اسم الطاحونة الحمراء"، ويديرة "شارلي" بقوانينه الخاصة التي أساسها أن كل شيء للبيع طالما كان هناك من تدفع الثمن. من جانبه أوضح مخرج العرض حسام التوني، أن العمل استغرق خمسة أشهر بروفات ليخرج على هذا النحو الذي شاهده الجمهور، مؤكدا سعادته بالإقبال الجماهيري طوال فترة عرضه على مسرح ثقافة روض الفرج. وأضاف أن مسرحيته تعد بمثابة تجربة جديدة بمسرح الثقافة الجماهيرية، يصور فيها كيف تدور أحداث الحياة الأشبة بالطاحونة، والتي تطحن كل ما يقع بين رحاها دون هوادة.