ليلة فنية مليئة بذكريات الطفولة لجيل التسعينيات، قدمت الفنانة رشا رزق الصوت المألوف لدى أطفال هذا الجيل وما بعده حفلاً غنائياً ضمن فعاليات الدورة ال15 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل. رشا رزق صاحبة الصوت المميز، والتي ألهمت جيل الأطفال منذ سنوات، كانت حاضرة في مهرجان الشارقة القرائي للطفل بحفل غنائي، حظي بحضور جماهيري كبير، تذكر معها أغاني وشارات مسلسلات للرسوم المتحركة، التي شكلت وجدانهم. وكان لجريدة الشروق حوار خاص مع الفنانة السورية رشا رزق على هامش المهرجان كشفت عنه بداياتها وتحديات فن الأطفال في الوقت الحالي ورأيها في تقديم فن حول الأوضاع في غزة. وترتبط رشا بعلاقة متينة مع عالم الطفل بشهرتها وصوتها في أعمال سبيس تون التي نقلت التجربة إلى أرض الألعاب، ومنها إلى مواقع وسائل التواصل الاجتماعي. واعتلت وجوهَ زوار بدأت موهبتك في الظهور في سن مبكر، من أول من اكتشفها وكيف عملت على تنميتها؟ أنا بدأت في الغناء منذ عمر صغير جداً، وتعلمت الموسيقى بشكل أكاديمي منتظم في عمر 9 سنوات وأول من اكتشفني هو معلم الموسيقى في المدرسة، وطلب من عائلتي أن يقوم بإعطائي دروس في الموسيقى مجاناً دون مقابل لإيمانه بموهبتي، ودرست معه الموسيقى العربية الأصيلة من مقامات وموشحات، وأيضاً الأغاني الكلاسيكية القديمة لأعمدة الموسيقى العربية مثل أم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، وأسمهان، وفريد الأطرش والكثير من أهم نجوم الغناء العربي. وبعد انتهائي من الدراسة الثانوية قررت أن انتسب للمعهد العالي للموسيقى في دمشق ودرست الأوبرا خمس سنوات، ثم أصبحت أستاذة بالمعهد لمدة ثماني سنوات، وكنت مغنية بدار الأوبرا بسوريا، وبعد ذلك قررت استكمال دراستي في فرنسا. وماذا عن تعاونك وبدايتك مع قناة "سبيس تون" الشهيرة؟ خلال كل هذه المراحل في حياتي وقبل سفري إلي فرنسا بمدة، بدأت العمل مع قناة سبيس تون وهي التي لها الفضل في اكتشاف صوتي وانطلاقتي للجمهور وبداية مسيرتي العملية والمهنية مع مسيرتي الدراسية، ومن خلالها اكتشفت مواهب أخرى في نفسي من كتابة الأغاني والتأليف والتمثيل، ومازلت أعمل معهم وأنا سعيدة لكوني جزء من هذه المؤسسة. من خلال تجربة سبيس تون تعرف عليكي الكثير من أطفال العالم العربي، كيف كانت مسئولية القرب من الأطفال خصوصاً أنهم جمهور لا يعرف المجاملة؟ بالفعل التعامل مع الطفل مسئولية كبيرة، وبالإضافة إلي ذلك أن التعامل معه خطير ودقيق، فكل الأشياء التي نقدمها للطفل في الصغر نرى نتائجها في المستقبل، لذلك فأن سياسة محطة سبيس تون طوال الوقت لديها محاذير حاسمة، وأنا والفريق والمحطة ندقق في جميع التفاصيل وننتبه بشدة على كل الكلمات والحروف في أعمال الكرتون وأعمال الموسيقى، وتمر أيضاً على فرق التدقيق، حيث تضع المحتوى تحت المراقبة والتدقيق اللغوي والتربوي بشكل شديد، لأننا نحس بمسئولية كبيرة تجاه الأطفال، لأننا نعلم جيداً أننا نساهم في بناء الأجيال ولدينا الوعي بأن الاخطاء حتى وإن كانت صغيرة تؤثر على جيل كامل. هل توقعت يوماً ما أن يرتبط اسم رشا رزق بالأطفال؟ أبداً، على الإطلاق فكنت في البداية مثل جميع الفنانين كنت ابحث عن إنتاجي الخاص والمختلف، ولكن أنا أحب التجريب والتمثيل والأصوات وحس الفكاهة، ويبدو هذا كان مناسب أكثر لعالم الأطفال، فأنا بداخلي طفل صغير. هل ترى رشا رزق أن جيل الألفية أصعب في التلقي وتقديم المحتوى عن جيل التسعينيات؟ أنا أرى أن كل جيل هو جيل صعب فنحن كنا بالنسبة لأهلنا جيل صعب، لأن التربية والتطور ليست بالشئ السهل، ولكن في رأي أن لا يحب أن نخاف من المستقبل وتطوراته بل بالعكس يجب أن نواكبه حتى لا نظل في نفس المكان دون تطور. لديك الكثير من التجارب المسرحية، إلي أي فن تنتمي رشا رزق وتفضل، التمثيل أم الغناء؟ بالطبع، الموسيقى والغناء، لأنه حتى وأنا اعتلي خشبة المسرح أقوم بالغناء، فدوري هو دور موسيقي وغنائي في الأساس ممزوج بالتمثيل. برأيك ما هي اهم التحديات التي تواجه الفنانين الذين يقدمون محتوى للأطفال؟ اهم التحديات والخوف هو من السوشيال ميديا، لأنه قديمًا كان في حالة أكثر من الانضباط لأن الطفل لم يكن لديه وسائل إطلاع وترفيه سوى التلفزيون، أما الآن فتعددت المنصات الغير خاضعة للرقابة، فيجب على الأهل أن يقوموا بدرو الرقابة على الأطفال وما يشاهدوه ويتلقوه من منصات مختلفة، ويجب أن يتم إصدار قوانين رقابية على لضبط المنصات والمحتوى المقدم عليه. هل من الممكن أن تقدمي عمل فني غنائي يحاكي آلام الأطفال، خاصة في ظل ما يتعرض له الأطفال في غزة في الوقت الحالي؟ نعم بالطبع، فأنا دائماً مواكبة ومتابعة للأحداث في غزة، وقلوبنا تعتصر يومياً بسبب هذه المشاهد وقسوتها، ومؤخراً قدمت عمل مع مغنية سوري، مستوحى من الموسيقى الكلاسيكية عن الأمهات الثكالى وتم نشره على السوشيال ميديا، كما قمت بعمل أغنية عن فلسطين مع المغنية الجزائرية منال غربي ولكننا في انتظار تمويل لنستطيع تقديمه عن طريق الفيديو كليب.
