علنت وزارة الدفاع أن "خطأ فرديا" كان هو السبب في تمكن روسيا من التنصت على محادثة ضباط رفيعي المستوى في الجيش الألماني بخصوص احتمال استخدام صواريخ "تاوروس" الموجهة في الحرب الأوكرانية. جاء ذلك مع إعلان وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، اليوم الثلاثاء، عن النتيجة الأولية للتحقيقات الجارية في هذه الواقعة. وأوضح الوزير المنتمي إلى حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي، أن الخطأ يرجع إلى أحد المشاركين الذي انضم إلى المحادثة من سنغافورة مشيرا إلى أنه دخل إلى المحادثة عبر "خط بيانات غير آمن" أي عبر الهاتف المحمول أو الشبكة المحلية اللاسلكية (الواي فاي). واستبعد بيستوريوس أن يكون جاسوس روسي قد شارك في المحادثة دون أن يلاحظه أحد، وقال: "أنظمة الاتصالات لدينا لم تتعرض للخطر". وقال بيستوريوس إنه تم بدء تحقيقات تأديبية أولية مع كل المشاركين الأربعة في المحادثة، لكنه أكد في الوقت نفسه أن العواقب الشخصية "ليست على جدول الأعمال حاليا"، وأردف أنه إذا لم يظهر شيء أسوأ "فلن أضحي بأي من أفضل ضباطي من أجل ألاعيب (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين)". تجدر الإشارة إلى أن مارجريتا سيمونيان رئيسة تحرير قناة "آر تي" التلفزيونية الروسية والمجموعة الإعلامية الدولية "روسيا سيجودنيا" نشرت يوم الجمعة الماضي محادثة بين ضباط رفيعي المستوى في الجيش الألماني تضمنت نقاشا حول الإمكانيات النظرية لاستخدام أوكرانيا صواريخ "تاوروس" الألمانية الموجهة. وأفادت معلومات وردت ل(د.ب.أ) بصحة المقطع الصوتي الذي بلغت مدته ما يقرب من 30 دقيقة. وكان الضباط الألمان يتواصلون في هذه المشاورات عبر منصة ويبيكس. وكان مفتش (قائد) القوات الجوية الألمانية، إنجو جيرهارتس، من بين المشاركين في المشاورات التي نشرتها روسيا. ويُفترض أن هذا النقاش كان في إطار التحضير لتقديم إحاطة لبيستوريوس. وكان شولتس أعرب مرارا عن رفضه لتوريد هذه الصواريخ إلى أوكرانيا وبرر هذا الرفض بتخوفه من إمكانية تورط ألمانيا في الحرب في هذه الحالة إذ إن مدى هذه الصواريخ يبلغ 500 كيلومتر ما يعني أن بإمكانها أن تصيب أهدافا في العاصمة الروسية موسكو انطلاقا من الأراضي الأوكرانية. وتابع بيستوريوس أن محادثة الضباط الأربعة تمت بشكل وفقا للتعليمات عبر منصة الإنترنت ويبيكس التي تستخدمها القوات المسلحة الألمانية بمختلف النسخ المحمية في مثل هذه المحادثات، ورأى أن تمكن روسيا من التنصت على هذه المحادثة على الرغم من ذلك، يعود إلى أن المشارك في سنغافورة لم يلتزم بإجراء الاتصال الآمن. يذكر أن معرض سنغافورة للطيران كان مقاما في الوقت الذي تمت فيه المحادثة، ويشارك في هذا المعرض المقام في الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا العديد من الضباط العسكريين الأوروبيين من ذوي الرتب العالية. وقال بيستوريوس: "من المفهوم أن حدثا مثل هذا يمثل بالنسبة لأجهزة الاستخبارات الروسية فرصة سانحة للقيام بأنشطة تجسس وتنصت" مشيرا إلى أنه كانت هناك عمليات تنصت واسعة النطاق في الفنادق المستخدمة من جانب المشاركين في الحدث. وأعرب بيستوريوس عن اعتقاده بأن الوصول إلى المؤتمر المنعقد عبر ويبيكس كان بمثابة "ضربة حظ، ضمن عملية تجسس واسعة ومتنوعة". وأكد بيستوريوس أن أنظمة الاتصالات الخاصة بالجيش الألماني يجب أن تستمر في الخضوع للمراجعة والتحسين بشكل مستمر، وقال: "يجب أن نواصل تعزيز أنظمتنا" لافتا إلى أن هذه عملية مستمرة. وذكر الوزير أن "نطاق الهجمات" على أنظمة الاتصالات يزداد بشكل كبير، وقال إنه ليس لديه علم بوقوع حالة تنصت أخرى "لكن هذا لا يستبعد وجود حالة أخرى".
