• بانكولي أديوي: ندعو طرفي الصراع السوداني للعودة إلى المفاوضات مفوض السلم والأمن الأفريقي: نسعى مع جميع الدول والمنظمات الفاعلة لحل الأزمة مستمرون في دعم جهود الحل السلمى لقضية سد النهضة أكد مفوض الشئون السياسية والسلم والأمن بالاتحاد الإفريقي السفير بانكولي أديوي، أن الوضع في السودان مقلق جدا في الوقت الراهن، لا سيما في إقليم دارفور ومدينتي أم درمان والخرطوم، مشيرا إلى أن الاتحاد الإفريقي يسير مع دول جوار السودان، وجميع المنظمات الدولية ذات الصلة بما فيها «الأممالمتحدة، والإيجاد» للوصول إلى حل للأزمة السودانية، مشددا على أن الحل يجب أن يكون مبنيا على أسس سودانية وبقيادة السودانيين، ولهذا السبب توصل الاتحاد الإفريقي إلى خارطة طريق تركز على وقف فوري لإطلاق النار وبلا شروط. وأضاف «أديوي»، في حوار ل«الشروق» بالقاهرة على هامش المؤتمر الصحفي للبعثة المشتركة للاتحاد الإفريقي، والكوميسا لمتابعة انتخابات الرئاسة المصرية، أن الاتحاد الإفريقي يدين كل الانتهاكات والعنف ضد النساء والأطفال والمدنيين جميعا في دارفور. وأعرب عن قلق المنظمة من أن يصبح الوضع في دارفور تطهيرا عرقيا، داعيًا طرفي الصراع لاحترام جميع الالتزامات الدولية بالنسبة للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان الدولي، مشيدًا بدور مصر في استقبالها الآلاف من السودانيين، وإلى نص الحوار: * كيف تنظر إلى الوضع بالسودان في الوقت الراهن؟ لا شك أن الصورة العامة للتطورات الأخيرة بشأن الأمن والسلم والاستقرار في القارة السمراء مقلقة للغاية؛ فلدينا الكثير من البلدان بها انقلابات عسكرية، ولا نزال نواجه تحدي الإرهاب والتطرف العنيف إلى جانب الصراعات الداخلية في بعض الدول. وفيما يخص السودان، الوضع هناك مقلق جدا في الوقت الراهن، حيث تعد من أكثر الأزمات المؤلمة التي علينا أن نجد لها حلولًا سلمية، فمنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل الماضي، وهناك أزمة مستمرة بين السودانيين والقوى العسكرية المتحاربة، فضلًا عن انهيار الانتقال السياسي ونزوح الملايين إلى البلاد المجاورة بما فيها مصر التي استقبلت عشرات وربما مئات الآلاف منهم، ومن ثم فإن تأثير الأزمة كبير للغاية. وأكد أن الاتحاد الإفريقي يسير مع دول جوار السودان وجميع المنظمات الدولية ذات الصلة بما فيها الأممالمتحدة، والإيجاد؛ للوصول إلى حل للأزمة السودانية، ولكن يجب أن يكون الحل مبنيا على أسس سودانية وبقيادة السودانيين، ولهذا السبب توصل الاتحاد الإفريقي إلى خارطة طريق تركز على وقف فورى لإطلاق النار وبلا شروط، والآن نعيد تشكيل استراتيجيتنا للعمل مع كل البلاد وشركائنا لإيجاد حل سلمى يمكن تطبيقه في السودان. * ما هي أبرز الجهود التي يبذلها الاتحاد الإفريقي في هذا الصدد؟ يبذل الاتحاد الإفريقي جهدا بشأن خارطة الطريق التي أطلقها، ونعمل مع منظمتي «الإيجاد، والأممالمتحدة، وجامعة الدول العربية» وشركائنا الآخرين، لبدء عملية الحوار السياسي بين السودانيين والفاعلين السياسيين. ولفت إلى أن الحوار السياسي سيكون بين السودانيين وبقيادتهم لتحديد مستقبل واستقرار دولتهم، خاصة ونحن نشهد في إقليم دارفور ومدينتي أم درمان والخرطوم وضعا مقلقا للغاية، كما يعمل رئيس المفوضية موسى فكي، عن كثب مع الرئيس عبد الفتاح السيسي للوصول إلى حل سلس للأزمة، وفي هذا الصدد نشيد باستقبال مصر لآلاف من السودانيين، وندعو أن تتم العملية السلمية في السودان بالتماشي مع أساسيات خارطة الطريق. * هل ترى أن هناك أزمة حاليا بين السودان ومنظمة الإيجاد عقب البيان الذي صدر عن القمة الأخيرة من الخارجية السودانية؟ لا أستطيع التحدث نيابة عن منظمة «الإيجاد» لكن ما نعلمه أن المنظمة تبذل كل جهد لديها لوقف إراقة الدماء، وأي مخالفة من السودان سيتم إحالتها ل «الإيجاد» للتحدث عنها. * هل هناك جهود من جانب الاتحاد الإفريقي لإعادة إحياء مفاوضات «منبر جدة» مرة أخرى؟ الاتحاد الإفريقي لا يشارك مباشرة في منبر جدة التفاوضي بين الجيش السوداني والدعم السريع، ولكن نحن ندعم شمولية إدخال منظمة «الإيجاد» في آخر جولة، ونأمل أن الطرفين سيتناقشان بإخلاص لتنفيذ الاتفاق الموقع، ويجب أن يضغط المجتمع الدولي بشكل مكثف على أصحاب المصلحة أجمع بالسودان، فالقتال انتشر وامتد في كل أنحاء البلاد، والشعب في حاجة ملحة للطعام، وللإغاثة الإنسانية، وللدواء، ونحن نستغل هذه الفرصة لدعوة الطرفين لوقف القتال والعودة لطاولة المفاوضات. * على غرار ما ترصده الأممالمتحدة من انتهاكات في إقليم دارفور.. هل هناك رصد لذلك من قبل الاتحاد الإفريقي أيضا؟ الاتحاد الإفريقي يدين كل الانتهاكات والعنف ضد النساء والأطفال والمدنيين جميعا في دارفور، ونحن قلقين للغاية أن الوضع في دارفور يصبح تطهيرا عرقيا، وندعو الأطراف لاحترام جميع الالتزامات الدولية بالنسبة للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان الدولي. فمن المهم ألا يعود إقليم دارفور للفوضى، وهذا هو قلقنا الحقيقي، ومجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي أدان انتشار القتال في دارفور، ونحن في الاتحاد أيضا ضمن الآلية الموسعة التي تضم الدول الفاعلة في الملف السوداني، لتأكيد أننا والمجتمع الدولي نعمل بطريقة مناسبة. * الفترة المقبلة سوف تشهد انطلاق جولة جديدة للمفاوضات بشأن سد النهضة، يأتي ذلك في ظل استمرار إثيوبيا في إجراءات عملها بالسد دون التوصل لاتفاق.. كيف ينظر الاتحاد الإفريقي لتلك الأزمة؟ ندعو الدول الثلاث لحل أي خلافات على نهر النيل، بطريقة ممكنة وسلمية، والاتحاد الإفريقي سيستمر في دعم الحل السلمى في هذه القضية. * الشهر الماضي أطلق مجلس السلم والأمن الإفريقي خارطة طريق انتقالية للحل السلمى في النيجر.. ما هي تطورات الأوضاع هناك؟ لقد عقدت الجماعة الاقتصادية لغرب إفريقيا «الإيكواس» قمة أبوجا الأسبوع الماضي، بشأن ما تعانيه المنطقة من تطورات، والاتحاد الإفريقي أدان مع «الإيكواس» أي تغييرات غير دستورية، ومما لا شك به أن رأينا فيما يحدث في «النيجر، بوركينا فاسو، الجابون، غينيا، والسودان» هو العودة للانتقال السياسي السلمى ما يؤدي إلى عودة تلك البلدان إلى الديمقراطية. * بعيدا عن قارة أفريقيا، كيف تنظرون إلى ما يحدث من انتهاكات في غزة؟ أصدرنا بيانا مشتركا مع جامعة الدول العربية بشأن غزة في أكتوبر الماضي، تضمن إدانة القصف العشوائي لغزة، وقدمنا مناشدة لدعوة دولة الاحتلال الإسرائيلي لوقف فوري لإطلاق النار، والعودة لمفاوضات حل الدولتين، فالاتحاد الإفريقي لا يقبل العقاب الجماعي لسكان القطاع، وخلال الهدنة الإنسانية لعدة أيام، توقع الاتحاد الأفريقي وقفا دائما لإطلاق النار لاعتبارات إنسانية، ونحن نرحب بالقرار غير الملزم للجمعية العامة للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، ونأمل احترام إسرائيل لهذا القرار.
