مهرجان الجونة يتخلى عن البهجة في افتتاح دورته السادسة

* إلغاء السجادة الحمراء والتزام غالبية الحضور بارتداء ملابس سوداء وتقديم أغنيتين لفلسطين
على عكس حفلات افتتاح الدورات الخمس السابقة لمهرجان الجونة السينمائى، انطلقت مساء أمس الدورة السادسة بحفل يغلب عليه الطابع الجنائزى، تضامنا مع غزة، التى تتعرض لقصف مستمر من العدو الصهيونى، منذ أكتوبر الماضى، حيث حرصت إدارة المهرجان على إلغاء المظاهر الاحتفالية، من فاعليات السجادة الحمراء، وكذلك أجواء البهجة التى عرف بها المهرجان منذ انطلاقته الأولى فى 2017، كما طالبت الإدارة الحضور أيضا بارتداء ملابس سوداء.
فاعليات وفقرات الحفل نفسها، كانت فى غالبيتها تضامنا مع غزة، بداية من عرض فيلم بعنوان «فلسطين ومعاناة الشعوب»، يتناول الإبادة الجماعية والتهجير العرقى للشعوب المقاومة، مع التركيز على معاناة الشعب الفلسطينى، مرورا بالكلمات التى ألقاها الفنان محمود حميدة، والفنانة يسرا، وصولا إلى أغنيتين للفنانة الفلسطينية التشيلية إليانا والفنان المصرى «أبو»، هما «غصن الزيتون»، و«the world is blind».
فاعليات الحفل بدأت فى الثامنة مساء بالسلام الجمهورى، صعد بعدها الفنان محمود حميدة على مسرح الافتتاح، مؤكدا خلال كلمته أن هناك مسئولية يتقاسمها الجميع فى أكثر أوقات الإنسانية ظلاما، لافتا إلى أن المبدعين يملكون قدرة نقل الحقيقة، وعليهم واجب لأنهم رواة القصص غير المرئية.
وأكد «حميدة» أن من قصص اليأس نستطيع أن نسلط الضوء على جوهر إنسانيتنا فى عالم يغض البصر عن الفظائع، وطالب بأن تكون أفلامنا شهادة على صمود الروح الإنسانية، وأملا فى وجه الظلام.
وفى ختام كلمته، قال محمود حميدة، إن المهرجان كتب له فى نهاية الكلمة التى أدلى بها أن يطلب من الحضور الوقوف دقيقة حداد، ولكنه قال إنه لن يفعل ذلك، مؤكدا على أن الحداد كما هو تعبير عن الحزن قد يكون دافعا للنسيان، وهو لا يريد أن ينسى هو أو الجميع.
عقب كلمة «حميدة»، صعد إلى المسرح المدير الفنى ماريان خورى، ومدير المهرجان انتشال التميمى، ليعلن أن المهرجان واجه خلال السنوات الست الماضية تحديات كبيرة، لكنه خرج من التحديات بقوة أكبر، مؤكدا على أنهم قرروا هذا العام إقامة الدورة رغم تأجيلها قبل شهرين، بسبب القصف المستمر حتى الآن، إيمانا بالدور الثقافى للمهرجان، ليستعرض بعد ذلك بالاشتراك مع ماريان خورى برناج المهرجان.
وقبل تسليم جائزة الإنجاز الإبداعى للمخرج مروان حامد، حرصت الفنانة يسرا على أن تعلن تضامنها مع غزة بجزء من كلمات أغنية «حدوتة مصرية» التى كتبها عبدالرحيم منصور وغناها محمد منير، قائلة: «لا يهمنى اسمك لا يهمنى عنوانك.. يهمنى الانسان ولو مالوش عنوان»، مشيرة إلى أن شعار المهرجان هو؛ «سينما من أجل الإنسانية»، ولا يوجد أداة أهم من الفن لتذكير الجميع بإنسانيتهم، معتبرة أن الفن سلاح، وأهدت يسرا كل لحظة فى المهرجان إلى شعب عظيم، علم الجميع أسمى معانى الإنسانية، عدوه انعدمت منه الإنسانية.
ووجهت يسرا رسالتها للشعب الفلسطينى قائلة: «انتوا دايما فى قلوبنا وهتفضلوا فى قلوبنا»، لتبدأ بعد هذه الكلمة فى تقديم تكريم المخرج مروان حامد، والذى بدا عليه التأثر خلال تسلمه التكريم، مؤكدا على أنه كان يتمنى أن يكون والده الكاتب الكبير وحيد حامد موجود فى هذه اللحظة، قبل أن يهدى التكريم لوالده ووالدته، مشددا على أن الفضل كله يعود إليهما فى كل شىء.
وأضاف مروان، خلال كلمته أن والدته الإعلامية زينب سويدان إذا كانت تشاهد حفل الافتتاح ستكون سعيدة به جدا، كما حرص على توجيه الشكر لزوجته التى حضرت معه إلى الافتتاح وتدعمه فى كل خطواته.
ووجه مروان حامد خلال حفل الافتتاح تحية شكر وعرفان لأساتذته شريف عرفة وسمير سيف وخيرى بشارة، وكذلك أساتذته فى المعهد العالى للسينما، وقال إنه يدين بفضل كبير جدا للفنان عادل إمام، وكذلك النجم نور الشريف، وباقى النجوم الذين دعموه فى بدايته بفيلم «عمارة يعقوبيان»، وعلى رأسهم الفنانة الجميلة يسرا وإسعاد يونس وأحمد راتب وخالد الصاوى.
واختتم مروان حامد كلمته بتوجيه الشكر لكل زملائه فى الأعمال التى قدمها، ويعتبر تكريمه هو تكريم لهذه الأعمال ولهم.
أما المهندس سميح ساويرس مؤسس الجونة، ورئيس مجلس إدارة المهرجان، فقال خلال كلمته، إنه كان يخشى إقامة الدورة قبل انطلاقها، ولكن بعد ما شاهده فى الافتتاح من إنجاز شعر بسعادة كبيرة لقراره الجرىء إقامة الدورة هذا العام.
وأشار ساويرس إلى أن هناك ضرورة لتسليط الضوء على الحضارة، وعلى الأشقاء الفلسطينيين وقدرتهم على تقديم سينما، حتى لا يكون هناك صوت وحيد يقول إنه لا يوجد سوى مشاهد القتل فقط، وهو شعب يستحق كل خير.
واحتفى مهرجان الجونة خلال حفل الافتتاح بالمعهد العالى للسينما، وعرض المهرجان فيلما عن المعهد، كما صعد إلى المسرح الدكتور مختار يونس أستاذ الإخراج بالمعهد، والذى حرص أن يقدم التحية لروح الفنان أشرف عبدالغفور الذى رحل عن عالمنا فى 3 ديسمبر الحالى إثر حادث أليم عن عمر يناهز 81 عاما، وذلك وسط تأثر كبير من الحضور.
كما احتفى المهرجان أيضا بمهنة «الكلاكيت» فى السينما المصرية، وكرم اثنين من أبرز العاملين بها، وهما؛ خيرى فرج ومحمد كيلانى، ليُعرض بعدها فيلم يستعرض لحظات «الكلاك» المميزة، فى السينما المصرية، وسلمهما التكريم الفنان محمد فراج.
الحفل الذى أخرجه هشام فتحى، اختتمت فعالياته بعرض الفيلم القصير «60 جنيه» للمخرج عمرو سلامة، ومن بطولة نجم الراب زياد ظاظا فى تجربته التمثيلية الأولى.