أيام قليلة وتدخل الحرب على غزة شهرا كاملا من الحصار والقصف المستمر بلا هوادة في إبادة جماعية للقطاع. وبالرغم من ارتقاء ما يزيد على 8 آلاف شهيد فلسطيني من القطاع وعشرات الآلاف من المصابين، في ظل انقطاع دائم للمياه والكهرباء ونقص الوقود، إلا أن العالم لا يزال عاجزا أمام إسرائيل في إدخال مزيدا من المساعدات أو خلق هدنة إنسانية أو فتح ممرات آمنة المدنيين، في ظل توسعها البري والقصف الجوي والبحري على مدنيين عُزل. والأسوأ هو رغم موافقة الأممالمتحدة بالإجماع على المشروع العربي لوقف إطلاق النار إلا أنه لا يزال معلقا لأن قرارات الأممالمتحدة غير ملزمة التنفيذ أمام مجلس الأمن التابع لها. ودفعت المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين بعض المسئولين في مناصب مرموقة رفيعة المستوى بأمريكا وبريطانيا للاستقالة، بعدما وجدوا تواطؤ جلي مع إسرائيل للاستمرار في مجازرها بحق المدنيين. - مدير مكتب نيويورك في مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان يستقيل أعلن مدير مكتب نيويورك في مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان، كريج مخيبر، أمس الثلاثاء، استقالته من منصبه، احتجاجاً على عجز المنظمة عن وقف الإبادة الجماعية التي ينفذها الاحتلال في قطاع غزة. وقال مخيبر، في بيان مطول له، إنّ "مفهوم الإبادة الجماعية كان في كثير من الأحيان عرضةً للإساءة السياسية، لكنّ المذبحة الجماعية الحالية، والتي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني، والتي تستند بالكامل إلى وضعهم كعرب، لا تترك مجالاً للشك أو الجدل، في أنّ ما تفعله إسرائيل هو إبادة لهذا الشعب". وأضاف مخيبر، أن منازل المدنيين والمدارس والكنائس والمساجد والمؤسسات الطبية في غزة تتعرّض لهجمات عشوائية، مؤكدا قتل الآلاف من المدنيين. وأكد مخيبر، أنّ حكومات الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة، وقسم كبير من أوروبا متواطئة بالكامل في هذا الهجوم الذي وصفه بالمروّع، وترفض الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقيات جنيف وتعمل بنشاط على تسليح الهجوم، وتوفير الدعم، اقتصادياً واستخبارياً، والغطاء، سياسياً ودبلوماسياً، للفظائع التي ترتكبها إسرائيل. - استقالة مدير مكتب شئون الكونجرس والشئون العامة بالخارجية الأمريكية في 19 أكتوبر الماضي، أعلن جوش بول، مدير مكتب شئون الكونجرس والشئون العامة في مكتب الشئون السياسية والعسكرية بوزارة الخارجية الأمريكية، استقالته من منصبه بسبب طريقة تعامل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مع الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة. وقال بول في بيان على منصة "لينكد إن"، إنه قرر الاستقالة بسبب خلاف سياسي مرتبط ب"استمرار تقديم المساعدات الفتاكة لإسرائيل". وأشار بول في مقابلة مع موقع "هاف بوست"، إلى شعوره بأنه مضطر إلى تقديم الاستقالة؛ لأنه كان غير قادر على الضغط من أجل سياسة أكثر إنسانية داخل الحكومة الأمريكية. وأوضح بول، الذي أمضى أكثر من 11 عامًا في مكتب الشئون السياسية والعسكرية، والذي يتعامل مع صفقات الأسلحة، أنه ناقش بشكل كبير جهود تغيير السياسة المرتبطة بمبيعات الأسلحة المثيرة للجدل، قائلا: "كان من الواضح أنه ليس بإمكاني تغيير أي شيء هنا، وعليه قدمت استقالتي". - رئيس مؤسسة السلام في الشرق الأوسط المسئولة بالخارجية الأمريكية تستقيل في 19 أكتوبر الماضي، قدمت مسئولة وزارة الخارجية الأميركية، لارا فريدمان استقالتها، احتجاجاً على تعامل إدارة جو بايدن مع العدوان الإسرائيلي على القطاع، لتنضم بذلك إلى جوش بول. وتشغل فريدمان منصب رئيس مؤسسة السلام في الشرق الأوسط، إذ تعتبر مرجعا في السياسة الخارجية الأمريكية المتعلقة بالصراع الإسرائيلي العربي الفلسطيني. - استقالة بعض موظفي الخارجية الأمريكية أكدت تقارير إعلامية أمريكية، استقالة واستياء بعض موظفي وزارة الخارجية احتجاجا على نهج إدارة الرئيس الأمريكي في الدعم المطلق لإسرائيل خلال حربها على غزة. ونقلت صحيفة "بوليتيكو" قول بعض موظفي الخارجية الأمريكية، إنهم يشعرون كما لو أن بلينكن وفريقه غير مهتمين بنصيحة خبرائهم، بينما يركزون على دعم العملية الإسرائيلية الموسعة في غزة، وقال أحد المسئولين بالخارجية الأمريكية: "هناك تمرد يختمر داخل الخارجية على عدة مستويات". ووجّه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، رسالة لموظفي وزارته أشار فيها للظروف "الصعبة" التي تؤثر على السلك الدبلوماسي الأمريكي في إدارة الأزمة، بحسب يورو نيوز. - استقالة العديد من أعضاء حزب العمال البريطاني في 19 أكتوبر الماضي، استقال العديد من أعضاء مجلس العمال البريطاني، ويستعد ما لا يقل عن 20 آخرين لترك الحزب بسبب عدم رغبة القيادة في إظهار قيمة لإنسانية حياة الفلسطينيين، وفقا لصحيفة الجارديان. يأتي ذلك بعدما أثار زعيم حزب العمال الغضب بعد أن قال إن إسرائيل لها الحق في حجب المياه والكهرباء عن الفلسطينيين، وفي المقابلة نفسها، قال ستارمر لقناة LBC: "من الواضح أن كل شيء يجب أن يتم في إطار القانون الدولي". - لماذا لم يتوقف إطلاق النار في غزة رغم تصويت الأممالمتحدة بالموافقة؟ قالت الدكتورة حنان أبو سكين، أستاذ العلوم السياسية بالمركز القومي للبحوث، إن قرار الأممالمتحدة بالموافقة على المشروع العربي لوقف إطلاق النار في غزة قيمته رمزية لأنه صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتابعت أبو سكين ل"الشروق"، أنه في حال صدور القرار من مجلس الأمن فسيكون ملزم التطبيق بحق الفصل السابع من الميثاق، مؤكدة أن قرارات مجلس الأمن الدولي ملزمة، بينما قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ليست ملزمة بموجب القانون الدولي، وتمثل فقط مبادئ توجيهية أو استرشادية. واستكملت أبو سكين، أنه في المقابل تعتبر قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ملزمة بموجب القانون الدولي، حيث يتم إصدارها ضد الدول أو أطراف النزاع التي تعرض الأمن الدولي للخطر أو تنتهك القانون الدولي أو حقوق الإنسان، ومع ذلك يمكن منع إصدارها باستخدام حق النقض "الفيتو". وأشارت إلى أن عدم استجابة إسرائيل لموقف الأمين العام جوتيروش بإدخال مزيد من المساعدات وخلق هدنة وضعه في موقف محرج. كما استبعدت حدوث حرب برية متوقعة في غزة، لافتة إلى أنه في حال حدوث حرب في المنطقة فلن تتدخل إيران بشكل مباشر إلا في أغلب الحدود، لأنها تعتمد على الوكلاء مثل حزب الله والحوثيين. واختتمت حديثها، أن موقف مصر سيكون حكيما ومتزنا في الأيام القادمة، مشيرة إلى أن أن الرئيس السيسي أكد السيادة المصرية وعدم المساس بها والالتزام بالقانون الدولي، وهو ما ظهر في فتح التحقيق في حادثتي طابا ونويبع، وعدم التسرع في الرد، مؤكدة أن مصر ستكون محتفظة دائما بالرد المناسب في الوقت المناسب.