كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن تعرض طلاب وأكاديميين ومشرعين وسياسيين في الولاياتالمتحدة إلى ضغوط شديدة على خلفية تحميلهم تل أبيب المسئولية عن الهجوم الذي شنته حركة "حماس" الفلسطينية، السبت الماضي، ضد إسرائيل، مما دفع البعض للتراجع عن موقفه. * سياسات تل أبيب لم تترك للفلسطينيين خياراً أخر وأضافت الصحيفة الأمريكية في تقرير منشور عبر موقعها الإلكتروني أن مجموعات وأفراد متعاطفين مع القضية الفلسطينية- عبر شبكات التواصل الاجتماعي وخارجها- ألقوا باللوم فعلياً على إسرائيل بشأن الهجمات التي شنتها الفصائل الفلسطينية السبت الماضي، قائلين إن سياسات تل أبيب لم تترك للفلسطينيين خياراً سوى شن هذا الهجوم، في إشارة إلى عملية طوفان الأقصي. وتابعت الصحيفة أن الكثير من تلك التصريحات قوبلت بمقاومة شرسة من المجموعات اليهودية ورؤساء الجامعات، ودخل بعض رؤساء الشركات في المعركة، حيث هدد البعض بعدم توظيف طلاب ألقوا باللوم على إسرائيل في الهجوم. وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن ذلك دفع بعض الساسة التقدميين والمؤسسات الطلابية ذات الميول اليسارية إلى التراجع عن تلك التصريحات التي تلقي باللوم على إسرائيل أو حذف أسمائهم من الالتماسات التي تدين تل أبيب. وبحسب الصحيفة الأمريكية، من بين الأشخاص الذين تعرضوا لهذا الهجوم رئيسة جامعة هارفارد كلودين جاي، والنائبة الأمريكية ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، وطلاب جامعات. * حرمان متدرب من وظيفة ويوم الثلاثاء، ألغت شركة المحاماة "وينستون أند ستراون" عرض عمل لمتدرب يدرس بكلية الحقوق في جامعة نيويورك بعدما كتب الطالب في نشرة إخبارية أن "إسرائيل تتحمل المسئولية الكاملة على هذه الخسائر الهائلة في الأرواح". وكتبت الشركة: "تتعارض هذه التعليقات بشدة مع قيم وينستون أند ستراون كشركة. وبناء على ذلك، ألغت الشركة عرض التوظيف للطالب بكلية الحقوق". واعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن تلك التداعيات تسلط الضوء على الانقسام العميق بين الديمقراطيين التقدميين، الذين يتمتعون بكلمة مسموعة في العديد من الجامعات، والديمقراطيين المعتدلين، والجمهوريين فيما يتعلق بإسرائيل، وكذلك معاملة الفلسطينيين. ولطالما دعمت الولاياتالمتحدة إسرائيل عسكرياً ودبلوماسيا، لكن خلال السنوات الأخيرة، تزايدت انتقادات التيار اليساري لإسرائيل، مشبهين إياها في بعض الأمثلة بدولة فصل عنصري (أبارتهايد) بسبب فشلها في منح الفلسطينيين حقوقهم الكاملة. واقترنت تلك النبرة المتصاعدة بزيادة طفيفة في التقارير بشأن "معاداة السامية" في حرم الجامعات خلال السنوات الأخيرة، وفقا للصحيفة الأمريكية. ومع بدء عملية طوفان الأقصى صباح السبت الماضي، قالت مجموعات جامعية مثل طلاب من أجل العدالة في فلسطين إن إسرائيل هي المسئولة لأن سياساتها في غزة كانت مقيدة للغاية. ووقعت لجنة التضامن مع فلسطين بجامعة هارفارد وأكثر من 30 مجموعة طلابية أخرى بياناً نهاية الأسبوع الماضي يقول إن "نظام الفصل العنصري الإسرائيلي هو الوحيد الملام" على العنف. * تراجع رئيسة جامعة هارفارد عن موقفها كما أصدرت رئيسة جامعة هارفارد مذكرة تقول إنها "حزينة للوفاة والدمار" الذي تسبب فيه هجوم "حماس" المفاجئ ، والانتقام الإسرائيلي من غزة. وبعد ذلك، انتقد الرئيس السابق للجامعة الرئيسة الحالية لعدم إدانتها حركة حماس. وإثر تلك الضغوط قامت جاي بتعديل تصريحاتها، يوم الثلاثاء، بشأن الهجمات، حيث كتبت: "مع استمرار تردد أصداء الأحداث، لا شك أنني أدين الفظائع الإرهابية التي ارتكبتها حماس"، على حد زعمها.