إليزابيث وايت: المجلس مؤسسة من الناس إلى الناس.. ونبحث تعميق علاقتنا مع مصر إبراهيم المعلم: الصناعات الإبداعية أكثر تأثيرا على حياة البشر.. وغياب قوانين الحماية الفكرية وراء تدهور صناعة الكتب بدير: التنمية الثقافية والفنية دور رئيسى للمجلس الثقافى.. والمنشورات الأجنبية أكثر ما يتعرض للقرصنة نسمة حسنى: «نيوتن مشرفة» قدم 202 منحة دراسية منذ 2014.. ومروة عبدالعظيم: تدريب 37 ألف معلم فى 27 محافظة بحلول مارس 2020 مسئول برنامج الاقتصاد الإبداعى: إطلاق برنامج بقيمة 30 مليونا لتنمية المشروعات الربحية ذات المردود الاجتماعى حل كبار مسؤلي المجلس الثقافى البريطانى بالقاهرة ضيوفا على "الشروق"، للحديث عن أنشطة المركز وخطة عمله في المستقبل، خصوصا بعد مرور 80 عاما على إنشاء مكتبه في مصر، حيث أكدوا على "المجلس أن مؤسسة من الناس إلى الناس" وأن مركز «نيوتن مشرفة» قدم 202 منحة دراسية منذ 2014، كما سيتم تدريب 37 ألف معلم فى 27 محافظة بحلول مارس 2020. في حين قال المهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة دار الشروق إن الصناعات الإبداعية أكثر تأثيرا على حياة البشر، وأن غياب أو ضعف قوانين الحماية الفكرية وراء تدهور صناعة الكتب. وقالت إليزابيث وايت، مدير مكتب المجلس الثقافى البريطانى فى مصر، إن المكتب هو أول فرع تم إنشاؤه خارج إنجلترا، واصفة إياه بأنه «مؤسسة من الناس إلى الناس»، وهو منظمة دولية تابعة للمملكة المتحدة، ومعنية بالفرص التعليمية والعلاقات الثقافية. وأشارت إلى أن تمويل المجلس يأتى من تدريس اللغة الإنجليزية وإدارة الامتحانات، بالإضافة إلى منحة حكومية لأعمال العلاقات الثقافية، لافتة النظر إلى الاستعانة بتلك المبالغ فى تمويل الرواتب والبرامج. كما أشادت وايت بالعلاقات بين مصر وإنجلترا، مؤكدة أن الدولتين حاولتا طوال الوقت خلق علاقة فى مجالات الثقافة والاقتصاد الإبداعى والعلوم والابتكار. وتابعت: «فى فترة ثورة 23 يوليو، أغلق المجلس الثقافى، لكن القيادات فى مصر أصرت على أن يظل مفتوحا نظرا لانتفاع الجمهور بمكتبته العامة، والاستفادة من برامج تنمية اللغة الإنجليزية. وشددت على أن المجلس ليس منظمة سياسية، وليس تابعًا لأى وزارة حكومية فى المملكة المتحدة، وأن قرار توظيف التمويل على المستوى المحلى يأتى بناء على الفوائد المشتركة واحتياجات مصر. وواصلت: «نعمل فى شراكة مع المؤسسات الحكومية والمنظمات المجتمعية والقطاع الخاص، لإحداث تأثير مجتمعى وأكاديمى، عن طريق البرامج المشتركة، كما نبحث عن تحقيق استفادة متبادلة مع دار الشروق». وتطرق المهندس إبراهيم المعلم إلى قضية صناعة الكتب، قائلا إن مصر أكبر بلد لديه مميزات تتعلق بالصناعات الإبداعية، وإنها لا تنتظر شركات جديدة لتنميتها، والدليل على ذلك كتابات الشعر وحركات النشر وصناعة السينما، لافتا إلى أن بعض الحكومات العربية تدمر ذلك، بسبب عدم وجود قوانين تحمى الملكية الفكرية. وأوضح أن صناعة الكتب والمناهج الدراسية، والشركات الكبري الأكثر نموا ك«أمازون» و«مايكروسوفت»، وصناعة الهندسة والاختراعات، من أكثر الصناعات الإبداعية التى تؤثر إيجابيا على حياة الإنسان. وكشف عن أن الكتاب المصرى يصدر إلى إندونيسيا وموريتانيا منذ القرن التاسع عشر، كما كانت الكتب التعليمية تدرس فى الكويت، وعدد من الدول الأجنبية، مطالبا بتشريعات لحماية صناعة الكتاب، مشيرا إلى أن الكتاب من أكبر الصادرات لكل الدول، لكن صناعته تدهورت بسبب عدم توفر حماية لها. وقال مدير عام دار الشروق أحمد بدير، إن الجميع يعرف عن المجلس الثقافى البريطانى أنه مكان يقدم امتحانات للغة الإنجليزية، ودورات تدريبية لتنمية اللغة الأجنبية، لكن لا أحد يعلم جوانب التنمية التى يقدمها للجمهور، بهدف تنمية الجوانب الثقافية والفنية لدى المجتمع، كأحد أدواره الرئيسية. وأشار إلى أن المجتمع المصرى يواجه مشكلة تتمثل فى تداخل المفاهيم بشأن حقوق الملكية الفكرية، وأن المؤسسات التابعة لمؤسسة دار الشروق تتبع مفهوم الملكية الفكرية؛ بهدف الحفاظ على إصداراتها من السرقة، وأضاف: «كنت مسئولا عن تتبع المنشورات التى تتعرض للسرقة، ولاحظت أن أكثر ما يتعرض للسرقة والقرصنة هى الكتب الأجنبية». وقالت المسئولة عن برامج العلوم فى المجلس نسمة حسنى، إن برنامج صندوق نيوتن مُشرفة، أحد برامج المجلس الثقافى البريطانى، كمشروع شراكة بين المملكة المتحدة ومصر فى مجالات العلوم والابتكار، وتبلغ ميزانيته 50 مليون جنيه إسترلينى، مضيفة أنه مول ما يقرب من 202 منحة لنيل درجة الدكتوراه، وأكثر من 52 برنامجا بحثيا فى مجالات العلوم والتكنولوجيا، منذ عام 2014. وأشارت إلى أن الصندوق يقدم خدماته فى أكثر من 100 دولة فى إطار المجالات الثقافية والفنية، على رأسها تدريس اللغة الإنجليزية وتوفير البرامج التعليمية والاجتماعية. وأشارت إلى أنهم فى العام الماضى تواصلوا بشكل مباشر مع أكثر من 75 مليون شخص، ومع أكثر من 758 مليون شخص عبر الوسائل المختلفة، من بينها الإنترنت والبرامج الإذاعية والمطبوعات. وقالت المسئولة عن برامج تواصل الفصول التعليمية مروة عبدالعظيم، إن المجلس لديه برامج فنية تربط الفن المصرى والثقافة المصرية بالمملكة المتحدة وأوروبا، من خلال فاعليات كبرى، مثل مهرجان شباك، ومهرجان أدنبرة. وأشارت إلى أن البرنامج الوطنى لتدريب المعلمين يهدف للوصول إلى 37 ألف معلم فى أكثر من 27 محافظة، بحلول نهاية المشروع فى مارس 2020، للرفع من كفاءتهم فى تعليم اللغة الإنجليزية، أو تعليم مواد علمية ورياضية باللغة ذاتها. وذكر مسئول برنامج الأزهر تمير إسماعيل، أن البرنامج القومى يهتم بتنمية نظام التعليم الإنجليزى عن طريق تنمية قدرات معلمى اللغة الإنجليزية البحتة، أو المواد الدراسية بالإنجليزية كالعلوم والرياضيات، حرصا على الوصول إلى عدد أكبر من الجمهور، وهو ما يحدث عبر 7 مراكز تعليم فى العجوزة، ومصر الجديدة، والمنصورة. وكشف اسماعيل عن زيادة عدد المدرسين الذين يحصلون على برامج تدريب لنقل خبراتهم فى طريقة التعليم، مشيرا إلى نقل المجلس الأبحاث التى أجراها على طرق التعليم للمعلمين، فضلا عن التوصل إلى أكبر عدد من المدارس لتحسين تجربة الفصل وجودة التعليم، مع تدريب 600 مدرس فى 27 محافظة، وبحلول 2020 سيكون البرنامج استهدف 36 ألف مدرس. واستكمل: «برنامج الأزهر لتعليم اللغة الإنجليزية ممتد منذ 10 سنوات، وهو فكرة شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب، الذى تفهم أهمية تدريسها لتسهيل تواصل مؤسسة الأزهر مع الخارج، بالإضافة إلى أن جزءا من البرنامج يمنح بعثات دكتوراه فى الخارج، وابتعاث للطلاب الأزهريين إلى إنجلترا، وهذا كله جزء من استراتيجية 2030». وأعلن مسئول برنامج الاقتصاد الإبداعى أحمد فؤاد، إطلاق برنامج بقيمة 30 مليون جنيه لتنمية المشروعات الربحية ذات المردود الاجتماعى، بهدف تنمية الاقتصاد الإبداعى القائم على الإبداع والعناصر البشرية وليست الآلة، وتواصل المجلس الثقافى البريطانى مع المبدعين لتنمية مهاراتهم، مع تعزيز التنمية المستدامة. وأشار إلى أن عوائد الصناعات المعرفية فى إنجلترا بلغت 34 مليار إسترلينى، بينما بلغ عائد الصناعات الإبداعية 1.8 مليار إسترلينى، مضيفًا أن برنامج تنمية الاقتصاد الإبداعى يستهدف تدريب أكثر من 200 مؤسسة خيرية و2500 شخص فى 2019، ما سيساعد على خلق فرص عمل للشباب؛ من خلال تنفيذ مشاريع ذات هدف مجتمعى هادفة للربح بغرض الاستدامة. وأعلنت المستشار الإعلامى للمجلس دينا لطفى، عن برنامج المهارات الأساسية لكرة القدم، بالشراكة مع الدورى الإنجليزى الممتاز، ووزارة الشباب والرياضة، بهدف دمج النساء والأشخاص ذوى الإعاقة. وشددت على أنه بسبب نجاح هذا البرنامج أصبحت مصر تحتل المرتبة الخامسة على مستوى القارة الإفريقية فى كرة القدم النسائية، بعد عقود من الغياب، كما حصلت على الميدالية البرونزية لأول فريق كرة قدم نسائية مصرى يدمج ذوى الإعاقة فى كأس العالم لكرة القدم النسائية الموحدة للأولمبياد الخاصة فى شيكاغو 2018.