نجحت بعثة الآثار المصرية برئاسة مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في الكشف عن جزء من جبانة أثرية من عصر الدولة القديمة، وذلك أثناء أعمال الحفر الأثري في الجزء الجنوبي الشرقي لمنطقة آثار الهرم. وقال وزيري إن الجبانة تضم العديد من حجرات الدفن والمقابر التي تعود لعصر الدولة القديمة، وتؤرخ أقدم مقبرة تم الكشف عنها في الموقع إلى عصر الأسرة الخامسة (حوالي 2500 سنة قبل الميلاد)، والتي تمثل مقبرة جماعية شيدت من الحجر الجيري لشخصين يدعى أحدهما "بحنوي- كا"، والذي لم يعثر على اسمه من قبل في منطقة آثار الهرم. وحمل "بحنوي-كا" 7 ألقاب منها مطهر كل من الملك خفرع، والملك سركاف، والملك ني وسر رع، وكاهن الملك نفر إير كارع، وكاهن المعبودة ماعت، وأكبر القضاة سنا في قاعة المحاكمة. بينما يدعى الآخر "نوي"، وقد حمل 5 ألقاب، أهمها: رئيس المقاطعة الكبيرة، والمشرف على المستوطنات الجديدة، ومطهر الملك خفرع. وأضاف وزيري أن من أهم ما عثر عليه داخل المقبرة تمثال من الحجر الجيري في حالة جيدة من الحفظ، يمثل صاحب المقبرة وزوجته وأحد أبنائه، ولا يحتوي التمثال على أي نقوش. ومن جانبه، قال أشرف محيي مدير منطقة آثار الهرم، إنه أعيد استخدام هذه الجبانة للدفن على نطاق واسع في العصر المتأخر، بداية من القرن ال7 قبل الميلاد، حيث عثر بداخلها على العديد من التوابيت الخشبية ذات الأشكال الآدمية تعود إلى ذلك العصر. وأشار إلى أنها توابيت ملونة بألوان زاهية ومزخرفة بزخارف متنوعة، يحتوي بعضها على شريط طولي بالكتابة الهيروغليفية يتوسط غطاء بعض تلك التوابيت، كما تم العثور على العديد من أوجه الأقنعة الخشبية والطينية الملونة.