تشابه الحروف والاجتماع في نفس الظروف، هو ما يمكن أن يربط بين كلمتي الخوف والخفاء، عمد البشر على مر السنين لإطلاق أوصاف وأسماء ذات دلالة على كل ما يهابون ذكره، وكان «المرض الوحش»، أحد أوصاف المصريين للعدو الخفي الذي يواجههم على حين غفلة، طوال عقود؛ بسبب سيطرة الخوف عليهم. ولم تجر كلمة السرطان على ألسنة الناس كما جرت خلال العقدين الماضيين، بعد أن ظهر المرض للعلن كاشفًا عن بشاعته، عرف الناس عدوهم وفهموه، وشاع اسمه المرعب على كل مكروه، يقرع آذان البسطاء والمشاهير والأطفال في كل لحظة، مزلزلًا أركان المنازل ما إن حل في أحد أفرادها. خلال السنوات الماضية ترددت كلمة السرطان على مسامع الناس، علنا كما لم تتردد من قبل، خلال إعلانات التبرع لمستشفيات علاج القاتل المجنون، وكأن المرض لم يكتف بالانتشار في أجساد ضحاياه، ويريد أن يسيطر على فضاء عافاهم الله منه. كان المرض اللعين سببا في وفاة الكثير من المشاهير والنجوم في كل مجال، بعد أن حل بهم وانتشر وكان أخرهم في المجال الصحفي، الصحفية حنان كمال.. بعد رحيل الصحفية والشاعرة حنان كمال، يوم الجمعة، خيم الحزن على الكثيرين في الوسط الصحفي والإعلامي، الذين عرفوها كمحاربة للمرض اللعين، خاضت أمامه مواجهة قوية بعد إصابتها بسرطان الثدي في العام 2014، لتقرر حلاقة شعر رأسها الذي تسبب المرض في تساقطه، وتبدأ في سرد يومياتها مع المرض على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث عبرت "كمال" عن مرضها بالقول «أحتضن عدوا داخل جسدي»، وفي ديوانها الشعري «كتاب المشاهدة»، حاولت من خلاله التعبير عن معاناتها مع المرض. أما في المجال الفني فكان النجوم أحمد زكي، ونور الشريف، ومحمود عبد العزيز أبرز من اختطفهم المرض: الفنان محمود عبد العزيز بدأ الساحر في تلقي العلاج الكيميائي في فرنسا خلال الفترة الأخيرة من حياته، بعد اكتشاف عدد محدود من الأورام، ليعود بعدها إلى مصر، إلا أنه وبعد فترة، أظهرت الأشعة انتقال السرطان إلى باقي أعضاء الجسم، ولم تستطع العائلة إخباره بحقيقة مرضه كي لا تتأثر حالته الصحية، ليرحل عن عالمنا يوم 12 نوفمبر 2016. الفنان نور الشريف لم يفكر محمد جابر عبدالله أو نور الشريف، في الموت أبدا، وفقا لما كشفت عنه زوجته الفنانة بوسي، ما جعله يبدأ في التحضير لعمل فني، إلا أن الموت داهمه فجأة، دون أن تخبره أسرته بإصابته بسرطان الرئة، واكتفوا فقط بإخباره بمعاناته من وجود مياه على الرئة، ليرحل الشريف عن عالمنا في أغسطس 2015، بعد فترة عام ونصف من العلاج. الفنان أحمد زكي لم يرد أحمد زكي الكشف لمن حوله عن إصابتة بسرطان الرئة، بالرغم من تدهور حالته، بعد انتشار المرض في أكثر من منطقة من جسده خلال أيامه الأخيرة، ما تسبب في ضعف بصره، ليرحل عن عالمنا في مارس 2005، عن عمر ناهز 56 عاما.