صرح وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، اليوم الخميس، خلال زيارته للقاهرة، إن سحب قوات بلاده من سوريا؛ لن يؤثر على التزام الولاياتالمتحدة بمحاربة الإرهاب قائلاً: "سحب القوات من سورية لا يؤثر على التزامنا بإنهاء وجود نظام داعش، كما لن يؤثر على معركتنا ضد الإرهاب". وأضاف خلال كلمته في الجامعة الأمريكية بالقاهرة: "أمريكا لم تكن أبدًا قوة محتلة، ليس كما هو الحال بالنسبة لإيران"، محذرًا من أن "طموحات إيران لا تقتصر على الشرق الأوسط". وطالب كل الدول أن تتعاون، لتتصدي للنهج الإيراني، مشيدًا بجهود حلفاء الولاياتالمتحدة في المنطقة في ترسيخ السلام. وأشاد وزير الخارجية الأمريكي، بجهود السيسي لمواجهة التطرف، معربًا عن شكره له وتقديره ل"شجاعته"، معلنًا: "سندعم بشدة جهود مصر في تدمير داعش بسيناء"، وأضاف : "ندعم بشدة جهود إسرائيل؛ لمنع تحويل سورية إلى لبنان أخرى". وأوضح أن بلاده تعمل على إقامة تحالف مع دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن، مشيرًا إلى أن الولاياتالمتحدة، لن تسمح باستمرار وضع حزب الله في لبنان على ما هو عليه، وقيامه بنشر صواريخ موجهة بصورة مباشرة إلى إسرائيل. وقال وزير الخارجية الأمريكي، إن حزب الله اللبناني التابع، يملك الآن ترسانة هائلة تقارب 130 ألف صاروخ، وخزن هذه الأسلحة في البلدات والقرى اللبنانية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي، وهذه الترسانة موجهة بالكامل ضد إسرائيل ، مضيفًا: "فشلنا في مواجهة إيران عدونا المشترك، ومن هنا تعلمنا أنه عندما تتراجع الولاياتالمتحدة، فإن ذلك يعطى فرصة للفوضى ونتجاهل أصدقاءنا، وعندما نتجاهل أصدقاءنا، يزداد الاستياء، وعندما ندخل في شراكة مع أعدائنا يتقدم أعداؤنا". واعتبر أن "عصر العار الأمريكي الذى فرضته أمريكا على نفسها قد ولى، وانتهت السياسات التي ولدت كل هذه المعاناة، والتي لم يكن لها داع"، في إشارة إلى إدارة الرئيس السابق باراك أوباما. وصرح بأن الإسلام المتطرف، حسب وصفه، لا ينبع من أيديولوجية واحدة، وإن أهداف ال 11 سبتمبر 2001، دفعت الولاياتالمتحدة إلى التخلي عن مُثلها العليا، ولاسيما في الشرق الأوسط، لافتًا إلى أن الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي بحاجة إلى بداية جديدة. وقال إن " نتائج هذه الأحكام الخاطئة كانت وخيمة؛ لأن إساءة التقدير بأننا قوة تساهم في الاستقرار في الشرق الأوسط، جعلتنا نتخوف من تأكيد قوتنا في حين أن شركاءنا في ذلك الوقت كانوا يطالبوننا بذلك"، مضيفًا أن الولاياتالمتحدة أعادت الآن وخلال 24 شهرًا الماضية تحت قيادة ترامب، التأكيد على دورها التقليدي "كقوة للخير في هذه المنطقة لأننا تعلمنا من أخطائنا". وتساءل بومبيو قائلاً: "هل سيأتي الروس أو الصينيون لنجدتكم مثلما فعلنا؟!" ، مشيرًا إلى أنه عندما تنتهى المهمة فإن أمريكا ستغادر، وهى اليوم في العراق، بدعوة من حكومة العراق، ولدينا نحو خمسة آلاف جندي فقط مقابل نحو166ألف جندي في الماضي. وأشار إلى أن بلاده كان لديها في وقت ما، عشرات الآلاف من العسكريين الأمريكيين في السعودية، والآن فإن هذا العدد هو مجرد عُشر ما كان عليه في الماضي، قائلًا إنه عندما تنشئ الولاياتالمتحدة قاعدة رئيسية، مثلما فعلت في البحرين والكويت وقطر وتركيا والإمارات، فإن ذلك يكون بدعوة من الدولة المستضيفة. وأوضح أن أمريكا عززت العام الماضي التحالف مع الشركاء والحلفاء؛ لتفكيك أساس تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وتحرير العراقيين والسوريين والعرب والمسيحين والرجال والنساء والأطفال. وقال إن الرئيس ترامب أعطى قادتنا في الميدان الصلاحيات؛ لضرب داعش بصورة أسرع وأفضل مما مضى، و الآن تحررت 99%من الأراضي التي استولى عليها داعش. وشدد على أن الولاياتالمتحدة، لن تتراجع حتى تنتهى الحرب ضد الاٍرهاب، قائلًا: "وستعمل دون كلل إلى جانبكم لدحر داعش والقاعدة، وغيرهم من الجهاديين الذين يهددون أمننا وأمنكم"، مضيفًا أن الضربات الجوية الأمريكية بالمنطقة ستستمر وفقًا للأهداف، وسنستمر في العمل مع شركائنا في التحالف لدحر داعش، وملاحقة الاٍرهابيين الذين يسعون لإيجاد ملاذ آمن في ليبيا واليمن. وأوضح بومبيو أن الولاياتالمتحدة ستستخدم الدبلوماسية، وستعمل مع الشركاء على طرد آخرعسكري إيراني من هناك، مشددًا على أنه لن تكون هناك أي مساعدة أمريكية للمناطق السورية حتى تنسحب إيران والقوى الوكيلة لها، وحتى يتم إحراز تقدم لا رجعة فيه نحو حل سلمي. وأضاف خلال كلمته بالجامعة الأمريكية: " إننا نشجع الرئيس السيسي على إطلاق الطاقات الإبداعية لشعب مصر وعدم تقييد الاقتصاد وتشجيع تبادل حر للأفكار حتى يمكن لهذا التقدم أن يستمر" ، وواصل: " كما نشجع جهود السيسي لتعزيز الحريات الدينية والتي تقف كمثال لشعوب الشرق الأوسط". وانتقد روبرت مالي، منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط، في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، خطاب بومبيو، قائلًا: "الاستماع إلى خطاب الوزير بومبيو أشبه بالاستماع إلى شخص من عالم مواز، لم تحدث فيه أبدًا الحرب في العراق أو عدم إكتراث الولاياتالمتحدةالأمريكية بانتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها حلفاؤها، أو تورط واشنطن نفسها في الكارثة الإنسانية في اليمن".