كتبت - هاجر فؤاد -خبيرة تربوية توضح ل«الشروق» العادات السليمة للاستذكار والطعام خلال الامتحانات «الامتحان»، خط النهاية الذي يقف أمامه الطالب بعد كل مرحلة دراسية، طامحًا في اجتيازه والوصول للامتحان الآخر، وربما لا تتجاوز مدة الامتحان ساعات محدودة، ولكن التحضير له من مذاكرة ومراجعة أمر يحتاج لأيام وأسابيع يشوبها التوتر والقلق. وتختلف طرق وأساليب المذاكرة من طالب إلى آخر حسب قدرة استيعابة للمواد وراحته النفسية، وفيما يلي تستعرض «الشروق» آراء بعض الطلاب من مراحل دراسية مختلفة حول عاداتهم الملائمة والمريحة قبل المذاكرة، من أجل تحقيق أكبر قدر من التحصيل. عادات الطلاب في المذاكرة «السر في الشاي بلبن»، تقول ريهام محمود الطالبة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إنها ترغب دائمًا في شرب كوب من «الشاي بلبن» قبل بدء المذاكرة، مضيفة: «بكتب كلمتين على كل فقرة عشان منساش محتواها وأعتبرها علامة لازم ألتزم بيها». أما مي محمد الطالبة بقسم اللغة الإنجليزية بكلية التجارة جامعة القاهرة، حذرت من المذاكرة بالقرب من السرير، قائلة: «بحب أشرب قهوة عند بدء المذاكرة، واخترت مكان مريح لمكتبي وهادئ وبعيد عن السرير هروبًا من النعاس»، مشيرة إلى ضرورة تقسيم المنهج إلى أجزاء حتى تسهل عملية المذاكرة. ولأن الطالب المصري معروف بقوته ويعوّل كثيرًا على «الفهلوة»، قال عمر الدميري، طالب بجامعة الأزهر، إنه لا يذاكر إلى قبيل الامتحانات، موضحًا: «أنا مبذاكرش غير لما أتزنق، ولو فكرت وعملتها فبقرأ الكتاب كله قبل الامتحان وزي ما تيجي». ولأن توتر الامتحانات ليس حكرًا على الجامعيين فقط، انتقلنا إلى محمد محمود الطالب بالثانوية العامة، والذي أكد صعوبة توفير مناخ ملائم للمذاكرة، مضيفًا: «عشان أعرف أركز بذاكر على القهوة الساعة 6 الصبح وبقفل موبايلي»، حسب قوله. أما أدهم، طالب الإعدادية، كان له رأي آخر لم يتطرق له بقية الطلاب، قال: «عشان مفيش حاجة تشغلني عن مذاكرتي بقطع كلام مع البنات، وأقعد في مكان هادي وأذاكر بالليل». عادات غذائية سليمة من أجل مذاكرة أفضل وفيما يخص العادات الغذائية والنفسية السليمة أثناء الامتحانات، قالت الخبيرة النفسية والتربوية واللايف كوتش عبير نصار، في تصريحات للشروق، إن الطلاب عليهم عدم انتظار تراكم المواد الدراسية حتى فترة الامتحانات، بل يجب عليهم تنظيم وقتهم؛ تجنبًا لهذا الفخ، مضيفة: «تكرار مراجعة المعلومات يجعلها تخزن في الذاكرة طويلة المدى، وذلك يجعل الطالب قادرا على استدعاء المعلومات بشكل كامل وسليم من الذاكرة، أما إذا تمت المذاكرة خلال أيام قليلة قبل الامتحان فبذلك تخزن كافة المعلومات في الذاكرة قصيرة المدى، وعند استدعائها تكون مشوهه وليست كاملة»، حسبما قالت. وشددت على ضرورة تجنب الطلاب تناول كميات كبيرة من الطعام خاصة المليء بالدهون والوجبات السريعة والمقليات وما شابه، بالإضافة إلى الإكثار من الأطعمة التي تساعد على الاستذكار والتركيز والعمل على خلق جو مناسب يساعد على المذاكرة والفهم الجيد. وفيما يلي تقدم الخبير عبير نصار نصائح للطلاب تشمل: «الأطعمة السليمة - المشروبات المناسبة - عادات الاستذكار الصحيحة».. الأطعمة السليمة *السكريات الخالية من المواد الحافظة منها: - العسل الأبيض بمقدار ملعقة في الصباح وإضافة كوب من الماء للعسل؛ من أجل تنشيط الذاكرة. - تناول التمر وسكر النبات؛ من أجل تجديد نشاط المخ. - الفول السوداني وما يحتوي عليه من دهون ذات فائدة للمخ. - تناول سلطة الخضار يوميا؛ لتأثيرها الجيد على تنشيط الدورة الدموية. المشروبات السليمة - يجب الإكثار من شرب الماء خاصة ما لا يقل عن 3 لترات يوميا؛ لأنها تساعد في عملية الهضم. - تناول جميع العصائر الطازجة وليست المعلبة. عادات سليمة للمذاكرة قالت الخبيرة عبير نصار، إن في البداية وقبل المذاكرة يجب تحسين الحالة النفسية؛ نظرًا لكونها العامل الضروري والمحفز للفرد، بالإضافة إلى خلق جو فعال وهادئ بعيد عن الضغوطات؛ لتجهيز وتهيئة العقل، مثل ترتيب المكان وتوفير إضاءة مريحة والبعد عن الضوضاء والموسيقى والتلفزيون والهواتف المحمولة؛ تجنبًا لتشتيت الانتباه. وأوصت بضرورة تجنب شرب القهوة والكافيين، نافية ما يتردد بشأن دورها في تحسين الفهم، بل على العكس تؤثر سلبا على الجهاز العصبي، لافتة إلى إمكانية استخدام «العطور»؛ من أجل تحسين الحالة النفسية وتنشي الحواس. وأكدت ضرورة استخدام الورقة والقلم والتسميع بصوت عالِ خلال المذاكرة؛ من أجل خلق حوار إيجابي مع النفس، مضيفة: «العقل اللاواعي لم يميز بين الحقيقة والخيال لذلك على الطالب تخيل نفسه داخل لجنة الامتحان ويجيب على الأسئلة بكل ثقة حتي يتحقق ذلك في الحقيقة»، بالإضافة لتقسيم المادة إلى أجزاء لتسهيل عملية الفهم الحفظ معا، مع تلخيص أجزاء المنهج ووضع عناوين لكل فقرة ورسم خريطة خاصة بكل مادة فهي تساعد على الاستذكار وعدم النسيان. نصائح يوم الامتحان يجب على الطلاب التمسك بهدوئهم والثقة بالنفس؛ من أجل استدعاء المعلومات بكل سهولة وبدون أي توتر أو خوف، وأخذ الوقت الكافي من النوم ليلا، والبعد عن الطلاب الذين يبثون الطاقة السلبية وخلق نوع من التوتر والقلق. كما يجب الجلوس بشكل متسقيم بحيث يكون الظهر مستقيم والقدم ملامسة للأرض؛ فهذا يعطي شعور بالثبات وتزيد من الثقة بالنفس، بالإضافة إلى أداء تمارين التنفس وهي عبارة عن استنشاق الهواء خلال أربعة ثواني وكذلك عملية الزفير؛ حتى يحافظ الطالب على ثبات أعصابه.
