- الوزارة: منافذ التوزيع «المدعم» جاهزة وتعمل 12 ساعة.. والهدف من «الميكنة» تشجيع الرضاعة الطبيعية - مصدر مسئول بالوزارة: مركزان فقط فى القاهرة يعملان من أصل 109منافذ أعلن عنها.. وإيصال استلام يفيد ببدء التوزيع اليوم - منى مينا: شروط الصرف تعسفية.. والمصرية للأدوية تنفى تسريب اللبن إلى محال الحلويات - مدير «الحق فى الدواء»: كان من الأفضل أن تُعرّف الوزارة المواطنين بالطرق الجديدة للصرف فى الوقت الذى أعلنت فيه وزارة الصحة والسكان، عن توفر ألبان الأطفال المدعمة فى 1005 منافذ بمراكز الأمومة والطفولة وتوزيعها منذ أيام، أكدت مصادر مطلعة بوزارة الصحة، أن منافذ الوزارة التى أعلن عنها د. أحمد عماد، وزير الصحة، لصرف الألبان لم يتم «ميكنتها» وتجهزيها، أو حتى تدريب الصيادلة على استخدامها، أو تسجيل الأطفال المستحقين لصرف الألبان حتى ظهر اليوم. وقالت المصادر- التى رفضت ذكر اسمها، ل«الشروق» أنه «حتى الآن، لا تزال منظومة الكروت الذكية غير مُفعلة، وأن من بين ال 109 مراكز المتواجدة فى القاهرة وفقا لتصريحات الوزير لم يتوفر بها ألبان، باستثناء مركزين فقط هما: النزهة وعمارات عثمان بجوار منفذ الشركة المصرية للأدوية بكورنيش النيل. وحصلت «الشروق» على إيصال استلام، اليوم، لأحد المنافذ بتاريخ 2 سبتمبر، بعدد 1344 علبة لبن، وهو ما يتنافى مع تصريحات الحكومة بالانتهاء من التوزيع قبل ذلك التاريخ. وأكدت المصادر أن الكثير من المنافذ لم تصل لها أية كميات من الألبان، لكن سيارات من الشركة المصرية للأدوية لتوزيع الألبان تقوم بالتوزيع على منافذ القاهرة، ووصلت لبعض المنافذ النوع الأول 125 كرتونة، والثانى 211 كرتونة. وأكدت المصادر أن الوزير «قرر تقليل عبوات الألبان المدعمة فى مناقصة هذا العام من 21 مليون عبوة للعام الماضى، ليصل إلى 18 مليون عبوة» رغم أنه وفقا للبيانات الرسمية «فإن الزيادة السكانية السنوية تقدر ب 2.5 مليون مولود». وقالت المصادر إن نحو 287 ألف طفل أى 11% من المواليد يستحقون ألبانا صناعية هذا العام، «ومن المقرر زيادتهم فى النصف الأخير للعام إلى 33 ألف مولود جديد والصفقة الحالية لن تكفى، وسوف تحدث أزمات أخرى». كما تضمن قرار وزير الصحة، وفقا للمصادر ذاتها، أن ترتفع الأسعار طبقا للقرار الوزارى، ليصبح سعر العبوة المدعمة للمواليد من سن يوم حتى 6 أشهر بسعر 5 جنيهات بدلا من 3 جنيهات، والأطفال الأكبر من 6 أشهر ب 26 جنيها بدلا من 18 جنيها. وأصدر المركز المصرى للحق فى الدواء، بيانا، اليوم، أكد فيه تلقيه شكاوى من عدم صرف ألبان الأطفال المدعمة، وقال: «الفشل اليومى الذى تمارسه وزارة الصحة أصبح لا يمكن السكوت عليه ولا يمكن مروره بدون حساب»، مضيفا: «الوزارة بسياستها الحالية أصبحت مزعجة للجميع، للنظام الرئاسى الذى نراه يهتم بالملف الصحى، كما أنها أصبحت تهدد الحكومة والسلم الاجتماعى وتنتهك يوميا حقا من حقوق الإنسان الرئيسة وهو الحق فى الدواء». وقال محمود فؤاد، مدير المركز المصرى للحق فى الدواء، كان من الأفضل أن تتعامل الوزارة بشىء من الجدية مع المواطنين بتعريفهم بالطرق الجديدة لصرف الألبان عن طريق مكاتب تسجيل المواليد أو مراكز الأمومة والطفولة، مشيرا إلى أنه لأول مرة منذ 35 عاما، يتم رفع أسعار الألبان الصناعية المدعمة، وإلغاء الدعم على النوع الثالث. وأضاف أن أزمة الألبان فى حقيقتها تتجسد فى سببين نقص الدعم وسوء التوزيع وتسربه إلى السوق السوداء، وهى أزمات تتكرر فى أصناف أخرى فى سوق الدواء، مشيرا إلى أن هناك سوقا موازية لعدد من الأصناف. من جانبها، انتقدت د.منى مينا، أمين عام نقابة الأطباء، شروط صرف الألبان الصناعية، ووصفتها ب«المتعسفة ضد المرأة». وأضافت أن المسئولين فى وزارة الصحة يتناسون أن الطفل يحتاج للرضاعة الصناعية إذا كانت الأم تعمل أو غائبة عن طفلها لأى سبب «السفر الانفصال»، أو إذا كانت الأم مريضة بمرض يمنع الرضاعة، أو إذا كان نمو الطفل وزيادة وزنه يعتمد على الرضاعة الطبيعية أقل من المعدل المقبول، وغير ذلك يمكن أن يتسبب فى مشاكل صحية مزمنة لاحقا». كما انتقدت د.منى، إصرار المسئولين بوزارة الصحة، على أن اللبن متوافر بالوحدات الصحية، ويصرف بالفعل وفقا «لمعايير الاستحقاق» وأن الأزمة مصطنعة، السبب فيها هى مصانع الحلوى التى تريد أن تستولى على اللبن المدعوم من الصيدليات، وبذلك يكون منع طرح اللبن المدعوم فى الصيدليات، جزءا من خطة «ترشيد الدعم». وطالبت بتوفير اللبن المدعوم، بقيمة 5 جنيهات للعلبة، فى الوحدات الصحية، وليس فى 1000 وحده صحية معلن عنها فقط «عدد الوحدات الصحية على مستوى الجمهورية نحو 5000 وحدة»، وأن يتم صرف اللبن المدعوم لكل طفل يحتاجه طبقا للمعايير الطبية الحقيقية. وأدانت نقابة الصيادلة القرارات التى وصفتها ب«الكارثية» لوزارة الصحة، بسحب توزيع ألبان الأطفال المدعمة من الصيدليات العامة، حيث إنه بهذا القرار «غير المدروس» أغلق 60 ألف منفذ «صيدلية عامة» لتوزيع الألبان، مع العلم بأن الصيدلية تقدم هذه الخدمة بدون هامش ربح. وأشارت النقابة فى بيان لها، إلى أن «الوزير رفض وضع حد أقصى لألبان الأطفال غير المدعمة اقتداء بدول مجاورة مثل السعودية بعد مطالبات رسمية عديدة من نقابة الصيادلة». وقال محمد رضا، صيدلى، إن «علبة اللبن متوافرة فى الصيدليات بسعر بين 60 و65 جنيها، لكن المدعمة المختفية سعرها 18 جنيها». بموزاة ذلك، قال د.خالد مجاهد، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة، إن مشروع ميكنة ألبان الأطفال المدعومة يتضمن 1005 منافذ توزيع للألبان فى 27 محافظة. وأضاف أن منافذ التوزيع تعمل من الساعة الثامنة صباحا حتى الثامنة مساء، مشيرا إلى أن التنبيه على مديرى إدارات الأمومة والطفولة بالمحافظات بتلقى أى شكاوى ترد إلى مديريات الشئون الصحية بالمحافظات خاصة ألبان الأطفال، والعمل على حلها فورا، كما تم تخصيص الخط الساخن رقم 16474 لتلقى أى استفسارات أو شكاوى خاصة بألبان الأطفال. وأشار إلى أن الهدف من المشروع هو دعم وتشجيع الرضاعة الطبيعية، ومتابعة نمو الأطفال للاكتشاف المبكر، والحد من أمراض سوء التغذية، وإحكام الرقابة والمتابعة على صرف ألبان الأطفال المدعومة، وحساب الدعم بشكل دقيق لضمان وصوله إلى مستحقيه. واضاف مجاهد ل«الشروق» «ما أثير حول تسريب اللبن من داخل الشركة إلى خارجها فى حالة رصده عن طريق جهات رقابية كان من الاولى أن تقوم بالقبض على المهرب فى الحال وتحويله للنيابة»، لافتا إلى أن الوارد والمنصرف من الألبان يتم بموجب فواتير رسمية يتم مراقبتها عن طريق الجهات الرقابية بالشركة والجهاز المركزى للمحاسبات، مما يؤكد عدم تسريب أو تهريب أية كميات بداخل الشركة إلى خارجها. واشار إلى وجود مديونيات وزارة الصحة المتأخرة للشركة المصرية للأدوية منذ أكثر من 8 أشهر، وهو ما يدفعهم لتحصيل فواتيرهم بصورة شهرية، موضحا أن الشركة كانت تحصل على فرق السعر الذى يتجاوز 10% وبرفع الوزارة أسعار الألبان المدعمة. وكان وزير الصحة قد أعلن فى مؤتمر صحفى بمقر مجلس الوزراء، أمس، أنه لا توزيع للبن المدعم للأطفال خارج تلك الوحدات الصحية، مؤكدا انه تم استيراد 18 مليون علبة لبن مدعم من الألبان العالمية للأطفال. وأوضح أن الدعم الاجمالى للدولة للألبان 450 مليون جنيه سنويا، مشيرا إلى ان الغرض من هذه المنظومة هى احكام الرقابة والمتابعة والقضاء على تسريب الألبان، قائلا: «لا تسريب بعد اليوم للألبان والدعم سيصل لمستحقيه». وقال الوزير إن الفئات المستهدفة هى الأمهات الغير قادرة على الرعاية الصحية، الأمهات التى تلد اكثر من توأم، أو حدوث حالة وفاة للام، موضحا أن 325 ألف طفل من المستهدف استفادتهم من هذه المنظومة. وأشار إلى أن الشركة المصرية لتجارة الأدوية هى المسئولة عن بيع اللبن المدعم، وأنه اكتشف وجود بيع لهذه الألبان لمحال الحلويات باحد مراكز الشركة فتم على الفور إخلاء هذا المركز من اللبن.