الشاعرة السورية لامار النجار من مواليد 27/7/1983م، في مدينة حلب من الجمهورية السورية، حاصلة على ليسانس آداب-قسم اللغة الانكليزية، ودبلوم في اللغويات، من كلية الآداب والعلوم الإنسانية، عملتْ مترجمة منذ أن كانت تدرس في الجامعة، لمقالات أدبية وعلمية، لصالح مجلات وصحف محلية، وبعد أن أنهتْ دراستها الجامعية، عملتْ مدرسة للغة الانكليزية، لمرحلة الدراسة الثانوية. متزوجة ولديها ولد وبنت. كانت هوياتها منذ صغرها المفضلة، مطالعة الروايات والكتب الأدبية، من شعر ونثر، وبدأت حينها محاولات في الكتابة والتعبير، عن مكنونات النفس والروح، لأنها تؤمن بحريتها، وتركها على سجيتها دون موانع، او محظورات. بلغت محبتها للأدب بشكل عام، ذروته، أثناء دراستها للأدب العالمي في الكلية، كانت متأثرة بالنظرية الطبيعية "العودة للطبيعة " التي نادى بها بيكون والعديد من الشعراء الغربيون، لا تعتبر نفسها شاعرة بالمعنى الحرفي، فهي هاوية للأدب قراءة وكتابة، تحب أن تصف إحساسها بطريقة بسيطة، ومفهومة، وبصورة مستمدة من الطبيعة والحياة البشرية الرائعة ببساطتها، تميل إلى الصور المتفائلة، بالحب والواقع، لا تحب الصور الكئيبة والنظرة السوداوية بالكتابة، لأنها تنظر إلى الحياة بكل مكنوناتها، بنظرة جميلة، حتى السيئ فيها جميل، لأنه لولاه، لما رأينا الجمال، فلولا السيئ لما وُجد عكسه. تؤمن بأن الحياة كما تعطيها تعطيك، إن أعطيتها ابتسامة، أهدتك الفرح، وإن أعطيتها بذرة خير، حصدتَ منها بساتين خير، هواياتها زرع الأمل، ورسم الحلم الجميل، ووصف جمال النفس البشرية المُحبة، مؤمنة بأن الإنسان، خلق ليحب ربه، ومن حوله، ليحب نفسه أولا، يُعجبْ بما فيها، ينقِّب عن مكامن الجمال في ذاته، ليبتهج، ويبهج من حوله. في قصيدة لها عن الحب، تعبَّر فيها عن رؤيتها للحب بنفسها، فكم هي حالمة، وادعة، وهانئة، عندما يكون الحبيب معها طبيعياً، ويحترمها، ويحترم شخصيتها، وروحها وأحلامها، ولكن، إذا ما جرح أحلامها، وكبرياؤها، تصبح من نوع آخر فتقول: أنا إعصار حُبٍ بين الغيوم هادئ، ولوعة عشقٍ، في شفتيه كامن، وشهاب في نجوم عينيه ساكن، في كل يوم ينقضي، أرددُ أصواتَ الحُبور، كم أعشق نبض قلبه، وأصداء همسِ أمواجه، إليك كدرةٍ من عمق البحر أتيتْ، وإلى قلبك كنسيمٍ في عمقك تسللتْ، كعصفور في روحك، عُشي بنيتْ، وكسفينة في ميناء عمرك رَسيتْ، أنا روحُ جُرحٍ، بين ضلوعك احتميت، أنا أنثى، أحمل براكيناً من المشاعر، وأحمل جمالاً ومحاسن، وحناني يفوق الخواطر، ولكن، حين تجرحني، يصبح قلبي كصخرٍ قاسٍ، وأتحول لغضب أنثى قاهر. في قصيدة أخرى تعبر فيها عن مناجاة حبيبها، فهي تعودت أن تغمض عينيها بعد ان ترى حبيبها، كي تراه لوحدها، في خيالها فتناجيه كما تشاء، لنقرأ ما تقوله لامار بهذا الخصوص: أصبح إغماض عيني هوياتي، لأراك في عالم الخيال، هناك حيث ألتقي بروحك، وأناجيك في هدوء الليل، فكلما ذهبت بنظري، إلى وجه البدر أجدك، وفيه هدوء يوحي للغرام، ان يتسلل ذاتي ويعانق نبضي، لتقع بين ثنايا روحي، تتسرب عبر أنفاسي، تغفو مابين أهدابي، لتكون الحاضر والماضي والزمن الآتي، حينها أرحل إلى عالمك، أحترق بضيائك، وأتنفس عطر وجودك، أخط آخر أحلامي بين يديك، أرسم ملامح الغد على وجنتيك، آخذك من نفسك ومما حولك، وأتوغل فيك. في قصيدة أخرى لها، تتحدث بها عن ذكريات حبها، فتقول كم هي لذيذة تلك اللحظات، وهي تعيد اجترارها لحظة بلحظة، وتتذكَّر قبلات الحبيب لها، بكل رقة وإحساس، حتى أن أشواقها تحن إلى تلك اللحظات الحانية، والمفعمة بالود والعشق والحب، لنقرأ للشاعرة الرائعة لامار، ماذا تود أن تقول لنا عن ذكريات حبها تلك بكلماتها الساحرة: كم هي لذيذة تلك اللحظات، وأنا اقضم من رغيف الذاكرة، همسات روحك، لتعانقني برقة، ويسافر مذاقها الشهي بي، هناك حيث أنت، لليلة تصاعدتْ فيها أبخرة الأشواق المتضمخة، بإكسير أحلام وردية، وهبتْ للروح نبضاً، وحياة، ورافقتني بعطرها الملائكي، حتى بزوغ فجر أسكرني سَناه، وتوَّجني نوراً فضياً على جبين الصباح، ما أجمل أن نتذكر لحظات سمر، انتشتْ فيها الروح، وتنسَّمتُ عطر السعادة، ذات صدفة التقينا فيها، على ناصية نجمة، بحضن السماء، إنساب سحرها بمقلتينا، دمعة فرح وابتسامة موشّحة بالنقاء، تدفقتْ نوراً على دروب أحلام، طرحتْ لآليءْ وحبات من نور، توسّدتْ ليلتنا إلى أن أشهر الصباح ضيائه في وجه النهار، لحظاتٌ أثرتْ فينا، وزرعتْ وروداً وياسميناً، على ضفاف قلبينا، نثرناها ذات شوق حروفاً، التحفتْ بضوء القمر، وشدتْ بلحون لقاء بات ذكرى نحياها، ونتذكرها كلما مرَّ علينا ليلاها، بسكونه ورومانسيته الحالمة، ليهادينا رسالة حب منقوشة، بحبات المطر، ويبقى القلب يحيا في أمل. في قصيدة لها بعنوان:(أي رجل أنت ؟!!!!!!!!) تسال حبيبها وكأنها تستفسره، وتسأله وتستغرب كيف التقته، وتعايشتْ معه، فتقول له بكلام جميل وعذب: وأي صمت يدثِّرنا ؟!!!تكدستْ خطواتنا بين السطور، عاشتنا حقباتٍ وآلاف السنين، لا اذكر متى عرفتك، متى لمستُ أول حرف، على جسد الهوى، متى أمْطرتكَ على ارضي، متى جعلتك سيدي، ومتى كنت عرشك؟؟؟ في قصيدة أخرى تعبر بها عن شوقها لحبيبها، وتصف حالها من الشوق والألم والحرقة، لنقرأ ما تقوله شاعرتنا لامار النجار عن إحساسها وشعورها فتقول: جذوري تشتهي الغرق لتسكن محرابك، وروح لا تفارقني، تثور كثيراً وتهدأ قليلاً، وذكرى قابعةٌ في خلجات نفسي، لعاشق كان يسابق الهواء ل كلي، سكن الأنا حباً,, ورسمتهُ فوق صدري وشماً، أنصافي تتهاوى من بعدك يا ساكني، نسماتُ الصباح تداعب اشتياقي، تجتاح كياني، تعصف ببقايا الأمل، ف شوقك لي، يبعث في نفسي بعض أمل. في قصيدة للشاعرة بعنوان: (حبيبي) تقول لامار عن نفسها، وتصف حالها من تكون، فهي النرجس، جاءت من أجمل البساتين، وتحمل في أوراقها كل الحنان، والحب لحبيبها، وتخبئ في أعماقها احلي لحظات الأيام، لنتابع قصيدتها، ونتمتع بما تقوله لنا عن نفسها : أنا النرجس، جئت إليك من أجمل بساتين الزمان، أحمل لك في أوراقي، كل الحنان، وأكمنُ لك في أعماقي، أجمل لحظات الأيام، وأنثر لك برحيقي، أطيب عطور البستان، وفي قلبي صفاءٌ ونقاءٌ كالثلج، في دنيا الألوان، حبيبي، جئتُ أبدد كل القسوة، وامحي الحزن على قلبٍ، عانته الأيام، جئت أجدِّد صفحاتُك، وأنيرُ سطورك، وأغير كل حروف مرَّتْ في فكرك، او مازالت تانهال، فهل لتوأم روحي أن يسمح لي، أن أدخل قلبك، من هذا الشريان؟ اسمح لي أراقص أعصابك، على وترٍ حادِ الأنغام، اسمح لي أنبضْ دقاتك، على إسمي بكل الألحان، من بدء الليل، سأغمُركَ حبً ينسيك الأيام، ولضوء الفجر سأصحبك، فأسكن لي بودٍ وحنان، لأقص عليك من شعري ما يبهر كل الأذهان، ولأجعل قصرك ديواناً، يتغنَّى بشِعري الأنغام، وأكون بديوانك صفحةٌ تطوي لك كل ما كان. في قصيدة أخرى لها تعبِّر بها عن مدى حبها لحبيبها، ولا تستطيع إخفاء كل مشاعرها وحبها له، فتقول له كل ما يختلج في نفسها، من الحب والألم والمعاناة، من حبها له، فتقول لحبيبها: أعترفْ لك، وأحتضنْ بأناملي تضاريس النور في رسمك..وأحرق الليل بشوقي، وتشرق الشمس هذيان اعتراف، وحوار مجنون، مشدودة إليك أنا بشعاع مداره أنا...ومركزه أنت، عندما احتضن رسمك، تفترسني حُمّى الجنون إليك..أخلعُ أقنعة كبريائي، وألثم ذرات رسمكْ وَلَهاً..يا من امتطيتَ صهوة انبهاري، ويا من أشعلتَ الشمس في أحداقي، ليل نهار، أعترفْ لك، والدماء في درجة المليون، وأنا في حالة التبَّخر، أعترفْ لك، أنني غير قادرة على التراجع عن هواك، وأعترف، أنني أحرث ثواني الليل في عناق رسمك، لا أمَّلّ ولا أتعب، ألثم عينيك، كما يلثم العائد تراب وطنه بعد غربة، وأحتضن كنزي، وأفتح صدفة قلبي، وأحتضن لؤلؤة ابتسامتك، جوهرة بها لا أساوم.... ولو كان المقابل كل الكون. وفي قصيدة تصف شعورها المتأجج والعارم، لما يجري في مدينتها ومسقط رأسها حلب، من تدمير وقتل وتجريح فتقول: حلب تئن بصمت ... فهل من مجيب؟ أواهٍ حلبااااااااااااااا، تحتاجُ إلى بزوغ فجرٍ يبدد أحزانها، يزيل الغيوم من خريف أيامها، لأبناء أبرار تزرع سنابل الأمل في عمرها، وتدفن رماد اليأس في مقبرة أوهامها، تحتاج لحبٍ يدثر شتائها، يزيل الصقيع من حياتها، لأكفٍ من حنان تمسح دموعها، أواه حلبا اااااااااااا، تفننوا في تعذيبكِ، اطعمتيهم فأجاعوكِ، رعيتهم فأهملوكِ، أكرمتهم فأهانوكِ، كنتِ لهم الأم فتنكروا لكِ، لو تعلمي حلبي كم احبك، فأنا من ترابكِ وأنت أمي، تتكورين كالمحارة على قلبي، لأزرعك نبضاً في شرياني، وتراتيل حبٍ يشدو بها قيثاري، أحتاج لأن أغفو تحت شمسك، تعويذة أرتلها على أرضك الطاهرة، لتشفي جراح أنفاسك الخائرة، من تعب السنين الجائرة، أحتاج لأحلق فوق سحبكِ، بأغنياتٍ وقصائدٍ، بطعم الارتواء ورائحة المطر، ومواسم الحنين وفصول الشجن، أحتاج لأجمع عند أبعد خيبة، أوراقي المتناثرة، هناك عند شرفة الحياة، وأرتمي متهالكة الأنفاس، في حضن النجوم الغائرة، لعلي أراك شهبائي منتصرة. هذه هي، شاعرتنا السورية الرائعة لامار النجار، كيف تصف، وتعبِّر لنا، عن حبها وعشقها لحبيبها، بكل صراحة وصدق، وبأسلوب رومانسي أخَّاذ، ورائع، وتحسُ وتشعرُ بعواطفها، وكأنها تناجيك، وتشعر بإحساسها، ومدى رقته وعذوبته، وتتلمَّسُ صورها التعبيرية، ومدى روعتها، في التعبير عن حبها لحبيبها، وتتفنَّنْ بنقل مشاعرها وحبها لحبيبها، بمواصفات تقرب من الخيال، وهي بذلك، تكون قد نجحتْ بنقل إحساسها لحبيبها، بكل دقة، ورقة، وإحساس صادق، حتى أن القاريء العادي، يشعر بهذا الإحساس، العارم والعذب، ومدى حبها وعشقها، تحياتنا للشاعرة لامار النجار، بلْ أجمل التحيات وأعذبها وارقها، على قدراتها وإبداعاتها، وتألقها بالتعبير، عن ذاتها وحبها وعشقها.