من البديهى أننا عندما نعلن عن وظيفة فإننا نضع لها شروطا فنقول مثلا : على المتقدم لشغل هذه الوظيفة ان يجيد كذا وكذا وكذا حتى تكون تلك الشروط هى المعاييرالتى يتم على أساسها الاختيار . فإننا لو طلبنا سائقا فلابد له من مؤهلات تضمن لنا حسن قيادته وسيره وسلوكه لذا فإننا نضع شروطا مثل : ان يكون حاصلا على رخصة قيادة درجة أولى ان يجيد القراءة والكتابة ان يكون سليم النظر أن يتسم بحسن الخلق وحسن السير والسلوك وإذا كان هذا حالنا فى اختيارنا لقائد سيارة , فما بالنا فى اختيارنا لمن يقود مصر خاصة بعد زلزال الثورة التى أحدثت تغيرات جذرية فى البنية السياسية والاقتصادية والفكرية فى المجتمع المصرى . لذا فينبغى ان نضع المعايير التى تليق بذلك المنصب الرفيع حتى لا يتقدم كل من فلان وفلان وفلان وفلان مع احترامنا لكل فلان لذا فالسؤال قائم , لماذا لانضع تلك المعايير التى تحقق موضوعية الاختيار وتصطفى ذلك الرجل الذى سيمثل كل المصريين ذلك الرجل الرمز الذى ينوب عنا فى الداخل والخارج ذلك الرجل الذى سوف يتعامل مع مختلف الثقافات والاتجاهات والنظم والملل والنحل وجميع أصناف البشر ألا يستدعى كل ذلك وضع معايير وشروط لهذا المقام الرفيع ,ألا تستحق مصر أن يتقدم لها رجل يليق باسمها فيكون نعم الرجل الذى يعبر عن مصر حضارة وشعبا , وإننا نسأل الله ان يسدد الخطى لما فيه صالح البلاد والعباد , فإنه نعم المولى ونعم النصير..