دعا د.محمد البرادعي اليوم إلى عقد اجتماع بين الرئيس محمد مرسي وجبهة الإنقاذ الوطني المعارضة وأحزاب التيار الإسلامي ووزيري الدفاع والداخلية لبحث سبل وقف العنف الذي تشهده البلاد منذ أيام، وبدء حوار جاد. وقال البرادعي رئيس حزب الدستور والقيادي بجبهة الإنقاذ عبر حسابه على موقع "تويتر" نحتاج فورا لاجتماع بين الرئيس ووزيري الدفاع والداخلية والحزب الحاكم الحرية والعدالة والتيار السلفي وجبهة الإنقاذ لاتخاذ خطوات عاجلة لوقف العنف وبدء حوار جاد. وكانت جبهة الإنقاذ التي تقود المعارضة قالت إنها لن تقبل دعوة وجهها مرسي لحوار وطني إلا بشروط تضمن جدية الحوار، منها رفع حالة الطواريء التي فرضها مرسي في مدن القناة، وهي بورسعيد والسويس والإسماعيلية يوم الأحد. وفي السياق ذاته من المقرر أن تعقد "جبهة الإنقاذ الوطني" وحزب النور السلفي لقاء اليوم الأربعاء لمناقشة المبادرة التي طرحها الأخير أمس الثلاثاء ولقيت ترحيبها من قيادات الجبهة. وقال أحمد البرعي نائب رئيس حزب "الدستور" الليبرالي الذي يترأسه محمد البرادعي، عضو جبهة الإنقاذ إن لقاء سيعقد الأربعاء بين ممثلين عن الحزب والجبهة للتشاور حول مبادرة حزب النور. وأضاف البرعي في تصريح لمراسلة وكالة الأناضول للأنباء "أن الجبهة أبدت قبولها للمبادرة في ظل حرصها على الوصول بمصر لبر الأمان"، معتبرا أن المبادرة تتجاوب مع كثيرا من مطالب الجبهة. وتعد هذه هي المبادرة الأولي التي ترحب بها الجبهة من جملة مبادرات طرحت خلال الأيام الماضية ومنها مبادرة أحزاب مصر القوية والبناء والتنمية بجانب مبادرة الرئاسة بالدعوة إلي الحوار. من جانبه، قال عمرو موسى رئيس حزب المؤتمر والقيادي بجبهة الإنقاذ "أهمية اللقاء بين جبهة الإنقاذ والحزب؛ كخطوة على الطريق نحو إقامة تجمع سياسي مهم يعمل على إنقاذ الموقف السياسي المضطرب في مصر"، بحسب قوله. كما أشاد المرشح الرئاسي السابق زعيم التيار الشعبي الذي يضم عددا من الأحزاب اليسارية والناصرية ومؤسس جبهة الإنقاذ الوطني حمدين صباحي بالمبادرة التي أطلقها حزب النور السلفي، داعيا للتفاعل معها بإيجابية. وقال صباحي بيان صحفي مكتوب "إن مبادرة حزب النور تلتقي في عديد من المحاور مع مقترحاتنا. نحيي هذه المبادرة ونرحب بها وندعو للتفاعل معها بإيجابية وجدية". وشدد القيادي الذي طلب عدم ذكر اسمه أن اللقاء الذي وصفه بالقريب، يأتي في إطار التنسيق بين الحزب والجبهة لتفعيل مبادرة النور التي عدم طرحها يونس مخيون رئيس الحزب في مؤتمر صحفي اليوم" واستبعد القيادي إمكانية عقد تحالف انتخابي بين الجبهة والحزب معتبرا أن السياق الأقرب لاجتماعاتهما هو الوصول إلى "تجمع سياسي" بينهما. ومن ناحية أخري ، قال نادر بكار، مساعد رئيس حزب النور لشئون الإعلام إن «الإخوان» تسعى للسيطرة على مفاصل الدولة، وموقف «النور» معارض وبعيد عن الهدم، ويتسق مع مقولة «مرسى»: «إن أحسنت فأعينونى وإن أسأت فقومونى». وأضاف: «هناك أزمة كبيرة لم ينتبه إليها تنظيم الإخوان ولا الرئيس مرسى، وأخطاء النظام الحالى تتكرر، فى حين أن الوطن لا يمكن أن يقوم على فصيل معين أو حزب بعينه، وهناك إقصاء بمنهجية محددة». ووجّه «بكار» خطابه ل«مرسى» قائلاً: «الناس أعطتك صوتها لتكون وحدك رئيساً، وليس أحداً آخر، أما ما يحدث فى حركة المحافظين ومستشارى الوزراء فهو (توغل) داخل الدولة، أطلق عليه الإعلام (أخونة للدولة)، وهو أمر غير مقبول، ونحن خائفون على مبدأ المنافسة الشريفة، وما يمكن أن يحدث فى الانتخابات المقبلة». كما قال قال المهندس أشرف عامر، أمين «النور» بإدفو، عبر صفحته الرسمية على «فيس بوك»: إن الإخوان انشغلوا بالسيطرة على مفاصل الدولة على حساب المصلحة العامة للوطن، ولكى تكتمل السيطرة، كان هناك تقديم الانتماء على عنصر الكفاءة، والنتيجة المنطقية لما يحدث هى السيطرة على الدولة، وتراجع مؤشرات الأداء على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لافتاً إلى أن أبرز الشعارات التى كان يرددها الإخوان هى «المشاركة لا المغالبة» ويبدو أنهم تناسوه مؤخراً. وانتقد الدكتور صفوت عبدالغنى، وكيل مؤسسى «البناء والتنمية»، أداء الإخوان ومؤسسة الرئاسة، ووصف «الحوار الوطنى» بغير الجاد، وقال إنه لا يوجد مشروع حقيقى للنهضة، أو تنمية اقتصادية. وحذر «عبدالغنى» من «نقم الشارع» على أداء الحكومة والوضع العام، فى ظل تعدد الأزمات. وعن المصالحة الوطنية قال «عبدالغنى»: «ما يجرى الآن مجرد شعارات رنانة، لكننا ننادى بالمصالحة الوطنية الحقيقية، بمشاركة سياسية واسعة تشمل الجميع دون إقصاء، ولا نريد اجتماعات ديكورية، فالكل، بما فيهم كثير من المعارضة، ينبذون العنف، ولكن لا أحد يسأل فيهم، ولا توجد أجندة واضحة للحوار الوطنى».