الخيانة أصعب ما يمر به الإنسان، وهذا ما شعر به المجني عليه قبل مقتله بأيام قليلة، حيث أكتشف الزوج المخدوع خيانة زوجته مع جارهم بعد مرور 10 سنوات من العيشة معه، لكن لم يكتف الجار والزوجة الخائنة بجريمتهما الأولي، فارتكبوا جريمة ثانية لكي يسترون على أنفسهم فارتكبوا جريمتهم الأبشع وهي التخلص من الزوج قبل فضح أمرهم! البدية مثيرة يتلقى رئيس مباحث الجيزة بلاغا من أحد جيران العقار بوقوع جريمة قتل في إحدى الشقق بعد مشاجرة استمرت حوالي ساعة ونصف، أسرع رئيس المباحث الى مكان البلاغ وبإجراء التحريات المبدئية تبين أن الجثة لرجل في منتصف العقد الرابع من عمره ومصاب بعدة طعنات عديدة وبها آثار ذبح من ناحية الرقبة. وقتها تم اخطار مدير المباحث الذي أمر بتشكيل فريق بحث لكشف غموض الحادث وسرعة القبض علي المتهمين، وبإجراء التحريات، لم يبق أمام رئيس المباحث ومعاونيه إلا تكثيف جهودهم لكشف غموض الحادث وبعد تحريات استمرت 48 ساعة اجمع فيها الأهالي أن الجثة لجارهم "سعيد" ومتزوج ولديه 3 أبناء وزوجته تقيم بمنزل والدها، تم استدعاء الزوجة نظرا لوجود خلافات سابقة بينهما، وعندما اخبرها رئيس المباحث بواقعة قتل زوجها لم تظهر عليها علامات الحزن، بل شعرت بسعادة بالغة لتقول، تزوجت "سعيد" منذ أكثر من 15 سنة عشت خلال هذه الفترة حياة مليئة بالتعاسة لكني تحملت الكثير حتي جاء يوم وضاق صدري من تصرفاته معي تركت منزل الزوجة وأقمت بمنزل والدي وبعد حوالي شهرين حضر زوجي وطلب عودتي الى المنزل مرة أخرى ووعدني أنه سيتغير للأحسن، لم يستمر هذا الوعد إلا دقائق، وعادت الأمور بيننا الى الأسوأ؛ تشاجر مع جميع أفراد أسرتي عندما رفضت عودتي معه مرة ثانية حتي أصيب والدي بجلطة بسببه، لتقول في النهاية يستاهل، وقتها شك رئيس المباحث أن الزوجة تروي رواية كاذبة وربما تكون وراء الجريمة، تم تضييق الخناق عليها حتي بدأت تنهار لتعترف، إنها وراء ارتكاب الواقعة لتقول، زوجي كان لازم يموت لأنه حول حياتي الى جحيم يتشاجر معي لأتفه الأسباب، الى أن قابلت "معتز" جارنا وبعد فترة عرض علي الإقامة معه، وسرعان ما تحولت العلاقة الى قصة حب وعلاقة غير شرعية، فكنت أستغل غياب زوجي خارج المنزل لكي ارتمى فى أحضان عشيقي الذي كان احن علي من زوجي، وفي يوم استقبلت"معتز" في شقتي ودخلنا غرفة النوم، وفجأة دخل "سعيد" علينا، وقتها خرج "معتز" مسرعا الى شقته، وخرج زوجي من المنزل دون أن يتحدث معي ثم عاد في المساء وهددني بفضح علاقتي، فقررت التخلص منه حتي يخلو لي الجو مع عشيقي، فجلست مع "معتز" وطرحت عليه فكرة التخلص من زوجي حتي نستريح منه لكنه في البداية رفض الفكرة بحجة انه ليس بقاتل، والأسهل أن أطلب الطلاق، هنا قاطعها رئيس المباحث وسألها: "كم سنة استمرت علاقتك بعشيقك"؟!، فأجابت ببرود، 10 سنوات، المهم استسلم عشيقي للفكرة، ووافق فرسمت له الخطة، يوم الجريمة أعطيت "معتز" مفتاح الشقة، فدخلها وانتظر عودة "سعيد" وفور دخوله انقض عليه "معتز" وسدد له عدة طعنات في أنحاء متفرقة من جسده حتى سقط وسط بركة من الدماء، وبعدما تأكد من وفاته فر هارباً واتصل بي وأبلغني كله تمام، وتوالت الأحداث بعدها، وتم تحرير محضر وضبط "معتز" واحالتهما الى النيابة التي أمرت بإحالتهم الى محكمة جنايات الجيزة التي قضت بتحويل أوراق المتهمين الى فضيلة المفتي.