تقدم منتخبنا الوطني خطوة مهمة جدا علي طريق الدفاع عن لقبه الأفريقي بتأهله إلي المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الأفريقية السابعة والعشرين المقامة حاليا في أنجولا بعدما رسم أبناء شحاته ملحمة كروية برباعية نظيفة في شباك المنتخب الجزائري ليثأروا لهزيمتهم في المباراة الفاصلة التي جرت بينهما في السودان في تصفيات كأس العالم وحفلت بأحداث أم درمان المؤسفة. وأصبح أحفاد الفراعنة علي بعد خطوة واحدة من تحقيق رقم قياسي جديد وإنجاز تاريخي يصعب تكراره حيث يحتاج للفوز علي المنتخب الغاني في المباراة النهائية للبطولة غدا الأحد ليتوج باللقب الأفريقي الثالث علي التوالي والسابع في تاريخه ليصبح منتخب السفن ستارز أو النجوم السبعة. ويستحوذ المنتخب المصري علي الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب الأفريقي برصيد ستة ألقاب مقابل أربعة ألقاب لكل من غانا والكاميرون.. ولكنه سيكون أول منتخب يحرز اللقب الأفريقي ثلاث مرات متتالية إذا نجح في التغلب علي نظيره الغاني في النهائي. وتأهل المنتخب المصري للمباراة النهائية للمرة الثامنة في تاريخه حيث سبق له الفوز باللقب أعوام 1957 و1959 و1986 و1998 و2006 و2008 وفاز بالمركز الثاني في بطولة .1962 وفي حال الفوز باللقب سيرفع المنتخب المصري رصيده في السجل الخالي من الهزائم في الأمم الأفريقية إلي 19 مباراة متتالية وتحديدا منذ الهزيمة أمام الجزائر في بطولة تونس .2004 ولن تقتصر الإنجازات علي المنتخب فقط إنما تمتد إلي اللاعبين و الجهاز الفني حيث اقترب كل من القائد أحمد حسن والحارس عصام الحضري من إنجاز تاريخي أيضا وهو إحراز اللقب الرابع بعد أعوام 1998 و2006 و2008 - كما هو الأمر بالنسبة إلي المدرب حسن شحاتة الذي سيعادل إنجاز مدرب غانا تشارلز جيامفي بالتتويج 3 مرات. وأبدي حسن شحاتة سعادته البالغة بتخطي عقبة الجزائر مطالبا نفسه الجماهير المصرية بالمساندة والدعاء قبل مباراة غانا حتي يتحقق الحلم ونحرز اللقب الثالث علي التوالي. وقال شحاتة إن أهم سبب للفوز يعود إلي عدم انسياق اللاعبين لاستفزازات الجزائريين، مشيرًا إلي أن الجزائريين فشلوا في إيقافنا فنيا فاتجهوا للعنف. وأكد شحاتة أن الهزيمة لا تقلل من قوة الفريق الجزائري، مشيرًا إلي أنه معجب ببعض اللاعبين الجزائريين. وحذر شحاته لاعبيه من الإفراط في الفرحة والتركيز في مواجهة غانا، مشيرا إلي أنهم يمتلكون مجموعة لاعبين علي مستوي عال من الممكن أن يصعبوا علينا الأمور تماما في المباراة النهائية إذا لم نتخذ قدرا من الحيطة والحذر خلال مواجهتهم. من جانبهم أرجع معظم خبراء الكرة المصرية الفوز الساحق الذي حققه المنتخب الوطني علي نظيره الجزائري الي الانتشار الجيد والرقابة اللصيقة والهدوء، فضلا عن عدم انسياق لاعبي مصر للاستفزازات المعتادة التي يمارسها لاعبو الجزائر كعادتهم. واتفق الخبراء علي أن فرص الفراعنة قوية جدا في تحقيق اللقب علي حساب المنتخب الغاني، مشددين علي ضرورة عدم الاستهانة بالخصم، خاصة أن منتخب غانا يضم مجموعة لاعبين شبابا يراودهم الطموح في تحقيق إنجاز. كما أجمع الخبراء علي أن المنتخب المصري نجح في ضرب جميع التوقعات بعرض الحائط وفاجأوهم بالروح القتالية العالية والانسجام، فضلا عن أن المستوي السيئ للمنتخبات الكبري ساهم في تسيد الفراعنة للموقف في أفريقيا. الشيخ طه إسماعيل الخبير الكروي ورئيس مشروع الهدف بالفيفا لمنطقة الشرق الأوسط أكد أن المنتخب المصري نجح في فرض أسلوب لعبه علي الجزائريين من خلال الرقابة اللصيقة لمفاتيح لعب الخضر والتألق غير العادي للظهيرين احمد المحمدي وسيد معوض والانتشار الجيد في الملعب، فضلا عن الهدف الأول الذي أدي إلي إحداث حالة من التوتر للجانب الجزائري أدت إلي تسيد الفراعنة للقاء. وأرجع الشيخ طه تألق المنتخب المصري في البطولة علي الرغم من توقع الجميع فشل شحاته ورفاقه الي ضعف مستوي المنتخبات المتأهلة للمونديال حيث لم تظهر بالصورة الجيدة وأن المنتخبات الصغيرة التي أحدثت طفرة من البداية تراجعت بسرعة فضلا عن الروح التي فاجأنا بها لاعبو المنتخب المصري والتي كانت بمثابة المفتاح السحري لغزو أفريقيا للمرة الثالثة علي التوالي. ورجح الشيخ طه كفة المنتخب المصري علي نظيره الغاني، مشيرا إلي أن فارق الخبرة يصب في مصلحة الفراعنة، فضلا عن الرهبة التي تسيطر علي لاعبي غانا من مواجهة بطل أفريقيا، خاصة أن معظمهم من الشباب، فضلا عن غياب أبرز لاعبيهم و علي رأسهم مايكل ايسيان لاعب تشياسي الإنجليزي بسبب الاصابة. علي أبوجريشة نجم الإسماعيلي السابق، أكد أن الوجه الحقيقي للمصريين ظهر خلال مباراتهم أمام الجزائر بعد أن لقن الفراعنة درساً في فنون الكرة لثعالب الصحراء وتلاعبوا بهم طوال أحداث المباراة. وأضاف أنه توقع قبل المباراة سيناريو اللقاء ولكنه لم يتوقع هذه النتيجة الثقيلة، مؤكداً أن الفريق المصري كانوا نجوماً فوق العادة وتفوقوا علي أنفسهم وأحرجونا نقادا وجماهير بهذا المستوي العالي والروح القتالية ليضرب بجميع التوقعات عرض الحائط ويؤكد أن الفراعنة قادمون لمعانقة المجد. وحذر أبوجريشة من التهاون في المباراة النهائية أمام غانا، مشددا علي ضرورة خوض المباراة بنفس روح لقاء الجزائر الذي سطر فيه الفراعنة ملحمة كروية. أما محمود بكر الخبير الكروي فأكد أن المنتخب المصري برهن علي صلابته في بطولة أنجولا ولا يعرف اليأس ودائما ما تكون الأزمات دافعا كبيرا لتألقه، مشيرا إلي أن مباراة الجزائر هي خير دليل علي صحة ذلك الكلام. وأشار بكر إلي أن هناك ظاهرة جديدة وغريبة لم تكن موجودة من قبل هي أن نجوم المنتخبات التي شاركت في أمم أنجولا لم يظهروا بصورة جيدة علي عكس البطولات السابقة.. وهذه الظاهرة جعلت المنتخب الوطني المنتخب المرشح الأول للبطولة بفضل انسجام لاعبيه والأداء الجماعي.. بعكس محترفي أفريقيا النجوم الذين فقدوا الطموح والانسجام والرغبة في زيادة نجوميتهم. وأكد بكر أن حظوظ المنتخب المصري أعلي بكثير من نظيره الغاني في المباراة النهائية خاصة أن المنتخب الغاني لم يقدم مستوي جيدا خلال مشواره إذا ما وضع في مقارنة مع الفراعنة حيث لم يحقق نجوم غانا الفوز إلا في ثلاث مباريات بهدف يتيم في كل مباراة. في حين قال حسن الشاذلي المدير الفني لنادي الترسانة: إن المنتخب المصري أعطي منافسه الجزائري علقة كروية ساخنة، بعد أداء كرة حديثة علي أعلي مستوي، أظهرت معدن اللاعب المصري. وشدد الشاذلي علي ضرورة حسم لقاء غانا منذ البداية حتي لا نعطيهم فرصة لكسب الثقة والجرأة وهو ماقد يصعب مهمتنا في الحفاظ علي اللقب للمرة الثالثة علي التوالي.