رئيس جامعة المنوفية يعقد اجتماعا موسعا لأعضاء هيئة التدريس بالتربية النوعية    "الشيوخ" يدعم "العمرة بلس".. ومناقشات حول السياحة الدينية في مصر    رئيس مجلس الشيوخ يعلن رفع الجلسة العامة لموعد غير محدد    محافظ المنوفية يفتتح حمام السباحة بمركز شباب أشمون باستثمارات 8 مليون جنيه    المنيا تعلن استمرار فتح باب التقدم في المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية    توفير فرص عمل ووحدات سكنية ل12 أسرة من الأولى بالرعاية في الشرقية    وزير الخارجية يشارك في اجتماع وزراء خارجية دول تجمع بريكس    الرئيس السيسي يؤكد ل"بلينكن": ضرورة إنهاء الحرب على غزة وإنفاذ المساعدات للقطاع    رئيس فنزويلا يحذر المعارضة من إثارة العنف خلال انتخابات يوليو    مباراة وحيدة بين مصر وغينيا بيساو قبل موقعة اليوم بتصفيات المونديال..تعرف عليها    جدول مباريات كوبا أمريكا2024.. كل ما تريد معرفته قبل بداية البطولة    مصر تحصد ذهبية منافسات الفرق في بطولة إفريقيا لسلاح الشيش    بطولة كوبا أمريكا..موعد المباراة الافتتاحية والقناة الناقلة    اسكواش - مصطفى عسل يصعد للمركز الثاني عالميا.. ونور الطيب تتقدم ثلاثة مراكز    غرفة عمليات تعليم سوهاج: لا شكاوى من امتحانات الثانوية العامة    نجت بأعجوبة، الفنانة مروة أنور تتعرض لحادث مروع    بآية قرآنية.. أحمد خالد صالح وهنادى مهنا يردان على أنباء انفصالهما    مكين: اعلان حالة التأهب القصوى بالمستشفيات والادارات الصحية لمارثون الثانوية العامة بالدقهلية    مستشفيات جامعة أسوان تعلن خطة الاستعداد لعيد الأضحى    «القومي للبحوث» يوضح أهم النصائح للتغذية السليمة في عيد الأضحى    أفيجدرو لبيرمان يرفض الانضمام إلى حكومة نتنياهو    «مودة» ينظم معسكر إعداد الكوادر من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات    مفاجأة مثيرة في تحقيقات سفاح التجمع: مصدر ثقة وينظم حفلات مدرسية    قبل عقد المؤتمر بمصر.. نائب رئيس بنك دول "بريكس" يؤكد الرغبة في توسيع عملياته بالعملات المحلية    الأوقاف: افتتاح 27 مسجدًا الجمعة القادمة| صور    إعلام إسرائيلى: قتلى وجرحى فى صفوف الجيش جراء حادث أمنى فى رفح الفلسطينية    "كابوس".. لميس الحديدي تكشف عن كواليس رحلتها مع مرض السرطان.. لماذا أخفت هذه المعلومة عِقدًا كاملًا؟    ياسمين عبد العزيز ترد على رسالة أيمن بهجت قمر لها    شقيقة الفنان خالد أنور تتعرض لحادث سير (صورة)    متى تبدأ التكبيرات في عيد الأضحى وما صيغتها؟.. «الأوقاف» توضح التفاصيل    تشكيل الحكومة الجديد.. 4 نواب في الوزارة الجديدة    صعود جماعي لمؤشرات البورصة في ختام تعاملات الإثنين    «الدفاع الروسية»: تدمير زورق مسيّر أوكراني بنيران مروحية روسية    محافظ أسيوط يشيد بتنظيم القافلة الطبية المجانية للرمد بقرية منقباد    أمين الفتوى بدار الإفتاء يوضح آداب ذبح الأضاحي في عيد الأضحى (فيديو)    تأجيل محاكمة المتهم بقتل زوجته ببسيون لشهر سبتمبر لاستكمال المرافعات    تاريخ فرض الحج: مقاربات فقهية وآراء متباينة    البابا تواضروس الثاني ومحافظ الفيوم يشهدان حفل تدشين كنيسة القديس الأنبا إبرآم بدير العزب    مطلب برلماني بإعداد قانون خاص ينظم آليات استخدام الذكاء الاصطناعي    عرض ولاد رزق 3.. القاضية في أمريكا وبريطانيا ونيوزيلندا.. بطولة أحمد عز    مدرس الجيولوجيا صاحب فيديو مراجعة الثانوية أمام النيابة: بنظم المراجعات بأجر رمزي للطلاب    ضياء رشوان: لولا دور الإعلام في تغطية القضية الفلسطينية لسحقنا    "أتمنى ديانج".. تعليق قوي من عضو مجلس الزمالك بشأن عودة إمام عاشور    يوم الصحفي المصري "في المساء مع قصواء" بمشاركة قيادات "الاستعلامات" و"الصحفيين" و"الحوار الوطني" و"المتحدة"    "حقوق إنسان الشيوخ" تستعرض تقارير اتفاقية حقوق الطفل    صندوق مكافحة الإدمان يستعرض نتائج أكبر برنامج لحماية طلاب المدارس من المخدرات    خادم الحرمين الشريفين يأمر باستضافة 1000 حاج من ذوي ضحايا غزة    سرقا هاتفه وتعديا عليه بالضرب.. المشدد 3 سنوات لسائقين تسببا في إصابة شخص بالقليوبية    في موسم امتحانات الثانوية العامة 2024.. أفضل الأدعية رددها الآن للتسهيل في المذاكرة    وزير التعليم العالي يستقبل وفدًا من مجموعة جنوب إفريقيا للتنمية «SADC»    مظاهرات في ألمانيا وأمريكا تطالب بوقف جرائم الإبادة الجماعية في غزة    أخبار الأهلي : ميدو: مصطفى شوبير هيلعب أساسي على الشناوي و"هو ماسك سيجار"    «الصحة»: خدمات كشف وعلاج ل10 آلاف حاج مصري من خلال 24 عيادة في مكة والمدينة    جامعة القاهرة تطلق قافلة تنموية شاملة لقرية الودي بالجيزة    حالة الطقس المتوقعة غدًا الثلاثاء 11 يونيو 2024| إنفوجراف    تعرف على ما يُستحب عند زيارة النبي صلى الله عليه وسلم    النسبة التقديرية للإقبال في انتخابات الاتحاد الأوروبي تقترب من 51%    جمال عبدالحميد يكشف أسباب تراجع أداء منتخب مصر أمام بوركينا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إعادة بناء العلاقات المصرية الأمريكية

مبارك يصل إلي واشنطن فى أيام الحر القائظ.. يأتيها وهى مدينة خالية.. وبالرغم من ذلك فإن القمة الرئاسية التى تعقد بينه و بين أوباما يوم الثلاثاء تبرهن على تحول دراماتيكى جوهرى فى العلاقات بين مصر والولايات المتحدة.. هكذا قال تقرير موجز أصدره معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى يوم الخميس تحت عنوان مبارك فى واشنطن.. واصفا طبيعة الزيارة التى امتنع الرئيس مبارك عن القيام بمثلها منذ خمس سنوات.
بغض النظر عن مواقف عابرة، فإنه خلال الثلاثين عاما الماضية لم تشهد العلاقات المصرية الأمريكية سوى كبوتين كبيرتين.. واحدة تم تجاوزها بعد فترة غير طويلة.. أى واقعة السفينة (أكيلى لاورو).. وهذه جرت فى عصر رونالد ريجان.. والثانية استغرقت خمس سنوات.. وبالكاد تذوب الآن.. وهى تلك التى اصطنعها جورج بوش الابن بدءا من عام 4002 والى أن غادر موقعه فى يناير 9002.
لماذا أصر مبارك على أن يزور واشنطن وهى خالية فى الصيف؟.. وهل يمكن البدء بالتطبيع مع إسرائيل.. قبل أن يستعيد العرب الثقةفيها؟
وبدون أن يقصد جورج بوش المغادر فإنه وضع واحدا من أهم المبادئ الاستراتيجية فى ترتيبات الإقليم.. وأثبت بالتصرف المعاكس أن مسائل وملفات الشرق الأوسط لايمكن أن تحقق نتائج مرجوة بعيدا عن أجواء مثمرة وعلاقة مستقرة بين القاهرة وواشنطن.. إنها الخلاصة التى يمكن مراجعتها منذ ابتدع الرئيس أنور السادات توجهه الدراماتيكى نحو الولايات المتحدة عام 4791، فغيَّر شكل الإقليم ومعادلات علاقاته.. وكانت حماقة بوش هى التى كشفت عن المعادلة الخفية وهى أن علاقة مصر مع الولايات المتحدة لا تضمن فقط أمن الإقليم وإنما الأجواء الصافية بينهما تخلق مناخا إقليميا يحقق تطوراً هائلاً. فى الفترة من نهاية عصر ريجان، إلى نهاية عصر كلينتون، مرورا بعصر بوش الأب، ونتيجة لعلاقات مصرية أمريكية وثيقة وناضجة ومتوازنة، تمتع الإقليم بقدر من السعى إلى السلام.. رغم توترات وأزمات قطعت الطريق على الاستقرار.. إذ بعيدا عن أزمة غزو الكويت فى 0991. فإن الأردن وقع اتفاقية سلام مع إسرائيل.. وسوريا كانت على مشارف حالة مماثلة.. وانعقد مؤتمر مدريد الدولى للسلام.. وبدأت المسارات المتعددة للتفاوض.. ووقعت اتفاقية أوسلو للحكم الذاتى.. ودخل عرفات رئيسا للسلطة الفلسطينية فى غزة وأريحا.. وافتتحت مكاتب مختلفة الأنواع والاتجاهات لإسرائيل فى عدد من الدول العربية.
معى وضدى
الانتفاضة الفلسطينية الأولى وقعت فى عام 8891، والانتفاضة الثانية وقعت فى عام 0002، وما بين الاثنى عشر عاما كانت قد جرت أمور كثيرة.. كان يمكن أن تكتمل.. غير أن الإدارة الأمريكية التى قادها بوش الابن جاءت من اللحظة الأولى لكى تقرر الابتعاد المعلن عن ملف السلام فى الشرق الأوسط.. وظنت أن الاستغراق فى جهود السلام والسعى إليه قد أحرق أصابع الإدارة السابقة عليها بقيادة كلينتون.. ومن ثم قالت إنها لن تهتم بهذا الملف وأعلنت ذلك.. بل إنها حتى لم تحاول أن توحى أنها تتحرك بدون أن تتحرك.. بل أغلقت الباب فورا. وما لبثت الإدارة الأمريكية السابقة أن أحبطت الإقليم.. حتى وقعت أحداث 11 سبتمبر 1002، وقد قلب الفعل الإرهابى كل التصورات.. ودفع الإدارة الأمريكية السابقة إلى أن تقسم العالم، والشرق الأوسط فيه ومنه، إلى نصفين.. من جانبه قال بن لادن إن هناك (فسطاط كفر وفسطاط إيمان).. وبوش قال: (من ليس معى فهو ضدى).. وأعلن الحرب على ما اعتبره الإرهاب.. وطلب من كل دول العالم.. وبالتحديد الدول العربية أن تعلن موقفها.. وبالطبع المواقف لم يكن يمكن الاكتفاء فيها بالإعلان فقط، ولكن لابد من القيام بإجراءات محددة فى اتجاه إثبات أن هذه الدولة أو تلك تقف مع جورج بوش. مصر لم يكن يمكنها أن تكون معه.. فقد اكتشفت فورا أن بوش يعتمد قراءة خاطئة وتصنيفات مغلوطة.. وقد أثبتت السنوات صواب رؤيتها.. باكستان - على سبيل المثال - ذهبت كثيرا وإلى أبعد مدى لكى تثبت للرئيس السابق أنها معه.. وهكذا أقحم مجتمعها فى الأزمة الأفغانية حتى أذنيه.. وتعرض المجتمع لهزة ضارية وشرسة يدفع ثمنها حتى الآن.. وأصبح بينه وبين دولته مشكلة كبيرة.
لم يكن لمصر أن تفعل مثل باكستان وأن تنغمس فى هذا المستنقع.. ليس فقط بسبب البعد الجغرافى.. ولكن لأن جيشها لا يمكن الدفع به فى اتجاه العداء مع بلد إسلامى.. كما لايمكن أن تتورط فى مخططات غير معروفة الأبعاد.. اتضح فيما بعد أن وراء الكثير منها ألعاباً شخصية ومصالح شركات أكثر من كونها حماية أمن أمم وشعوب.. وأضف إلى ذلك أن مصر لابد لها أن تلتزم إطارا شرعيا فى تحركاتها.. مقبول دوليا.. ومرضى عنه فى داخل مجتمعها. ودفعت مصر بالطبع الثمن؛ لأنها رفضت أن تعطى غطاء من جانبها بالمشاركة فى تلك العمليات.. وما يماثلها.. هذا الثمن الاختيارى.. الذى ذهبت إليه مصر بنفسها.. لايمكن مقارنته بالفاتورة التى تدفعها باكستان حتى اليوم.. . بل الولايات المتحدة نفسها.. حيث لايمكنها الإفلات من مستنقع ملتهب وملىء بكل العراقيل.
من أين أتى الإرهاب؟
لم يكتف بوش وحواريوه ومشاركوه من المحافظين الجدد بتقسيم العالم إلى فسطاطين على طريقة بن لادن.. بل إنه على سبيل الانتقام ممن لم يناصروه.. ولكى يتهرب من الاستحقاقات الأساسية التى أدت للإرهاب، وكان عليه أن يعالجها.. وحتى يمضى فى تطبيق مخططات المحافظين الجدد معروفة الأبعاد.. فإنه - أو إدارته كلها للدقة - مضى فى تشخيص مغلوط تماما للمشكلات التى أفرزت الإرهاب. هكذا رأت الولايات المتحدة فى عصره أن هذا الإرهاب هو نتاج مجتمعات ديكتاتورية.. وأنها لو كانت ديمقراطية وفق المواصفات الأمريكية لم تكن لتقدم إلى العالم من فجر أبراج مركز التجارة العالمى.. وأن الأوضاع الداخلية فى دول الشرق الأوسط هى التى أدت إلى نشوء الإرهاب.. بدءا من مناهج التعليم.. وحتى عدم وصول الإسلاميين المعتدلين إلى الحكم أو المشاركة فيه.. ووصل الأمر حده أن قالت الإدارة الأمريكية أنه ليس صحيحا أن القضية الفلسطينية هى سبب المشكلات.. وإنما هذا الملف يخضع للاستغلال من مجموعة من الديكتاتوريين فى الشرق الأوسط.. حسبما قالت« لكى يخدعوا الشعوب.. وهم يستمرئون بقاء المسألة بدون حل.. على حد ترديدات واشنطن التى كانت. وفتح الأمريكيون حوارا مع المتطرفين.. وقبلوا بالنقاش مع الإخوان.. تحت لافتات مختلفة.. داخل وخارج البلدان.. وحفزوا تلك التيارات كما لو أنهم يظنون أنهم يعقدون صفقة مع ظهير تلك الجماعات.. أى تنظيم القاعدة.. ومارسوا ضغوطا على حكومات بعينها لكى يدفعوا نحو مشاركة هذه التيارات فى الحكم.. وظنوا أن تلك هى الطريقة التى يمكن بها استيعاب تفاعلاتهم.. وبالتالى لايمكن أن يذهبوا إلى العالم الغربى ليمارسوا التفجير فيه. ولايمكن لأحد أن يرفض الدعوة إلى الديمقراطية.. أو إصلاح المجتمعات مما تعانى منه.. ولكن القراءة الخاطئة أقامت المسئولية عن الإرهاب على أنظمة الحكم وحدها.. ورفضت أن تحمل أى طرف آخر المسئولية من نشوء تلك الظاهرة دوليا.. وعلى سبيل المثال لايمكن تجاهل ما يلى:
1- المشروع الثقافى المنشىء لجماعات التطرف الدينى.. يقدم نفسه بديلا للثقافة الغربية فى المجتمعات الإسلامية.. منذ زمن بعيد.. وقد تطور بمضى الوقت.. وعلى سبيل المثال فإن جماعة مثل الإخوان المسلمين - وقد نشأت بدعم بريطانى - ظهرت فى الأساس انعكاسا لتلك الرؤى.. وضد الروح العصرية التى آمن بها المجتمع المصرى.. كما أنها حاولت أن تستفيد من الفشل الذى لحق بالمشروع الوطنى المصرى الساعى إلى التحرر.. مشروع ثورة 9191.
2- لدى قطاعات عريضة من المسلمين قناعة يقينية أن الغرب قد ظلم العالم الإسلامى.. من خلال ممالأته المستمرة للمشروع الصهيونى الذى أصبح فيما بعد إسرائيل.. ويؤمن كثير من العرب بأن هناك محاباة تصل إلى درجة التواطؤ.. والعمل ضد المصالح العربية.. وقد حاولت التيارات الوطنية العربية أن تصل إلى حل.. وتعرقلت الحلول الممكنة.. حتى أفشلت تلك التيارات.. كما لو أن الغرب يفتح الباب لمزيد من التطرف.
3- أدت ضغوط العولمة على الثقافات المحلية.. وما عرف باسم الغزو الثقافى.. وعدم حماية الذاتيات والهويات التقليدية.. إلى نشوء مشكلات مختلفة.. وظهور جماعات شديدة الحدة.. تحارب أى شخص أو جهة يمكن حسبانها على أنها تمارس طمسا للثقافة المحلية. بعض من هذه العوامل، مع ضغوط تاريخية، وعوامل أخرى، هى التى أدت إلى نشوء الإرهاب وجماعاته.. أو منطقه الدولى.. ولم يكن للأمر علاقة بتشخيصات سوقها جورج بوش على نطاق واسع.. وكان أن اقتنع بها.. وقرر أن يخوض مواجهة مع مصر تحت هذه المظلة.
الخطيئة الكبرى
وليت جورج بوش توقف عند هذا الحد.. بل إنه ارتكب واحدة من أهم الخطايا فى تاريخ العلاقات بين البلدين.. فى عام 4002. ما مثل تهورا.. دفع الرئيس مبارك إلى مقاطعة واشنطن.. وعدم زيارتها منذ ذلك التاريخ. والواقعة معروفة.. فقد كان الرئيس مبارك يزور بوش فى مزرعته بتكساس.. ويدور بينهما نقاش مهم حول أمور متنوعة فى إطار علاقات بين الأصدقاء.. لا يمكن إخفاء متغيرات أساسية فيها عن الآخر.. طالما أنها تتعلق بمصالحه.. وبينما جرت مباحثات حول ملف الصراع الفلسطينى الإسرائيلى.. كان أن انتهت زيارة الرئيس مبارك.. وعاد بوش إلى واشنطن.. حيث التقى بإرييل شارون رئيس وزراء إسرائيل.. وأعطاه ضمانات مبدئية ثابتة فيما يتعلق بمصير المستوطنات.. وأعلن أن تلك الضمانات تشمل ألا تهدم المستوطنات. كان بوش يعرف ما يفعل.. بغض النظر عن نتائجه.. ومن ثم فقد تلى هذا الموقف وترافق معه.. عملية تسخين واسعة النطاق ومتواصلة فى الإعلام الأمريكى.. خصوصا صحف واشنطن ونيويورك.. وهى أدوات ليست بعيدة عن الإدارة حتى لو كانت أصابعها غير معلنة.. وتوازى مع هذا حملة دائمة وتلويحات مستمرة فى الكونجرس بغرفتيه.. وصدور تقارير متنوعة من مراكز دراسات مختلفة.. وتصريحات عديدة.. تعاملت مع القاهرة على أنها دولة يجب أن ترضخ وأن صداقتها بحالتها تلك عبء.. ومن ثم فإن عليها أن تستجيب.. وإلا فإنها سوف تبقى قيد الاستهداف.. إلى أن يتحقق الغرض.
الولايات المتحدة، وقتها وبعد كارثة 11 سبتمبر، كانت تعيث فى الإقليم وترتع.. بعد أن قامت بغزو العراق فى عملية عسكرية شهيرة تتكبد ثمنها حتى اليوم.. وكانت أوداجها منتفخة بحيث إن وزير خارجيتها الأسبق كولن باول كان يقول بوضوح لسوريا أن عليها أن تدرك أن هناك متغيرات استراتيجية جديدة فى المنطقة لايمكن تجاهلها.. وأن على سوريا أن تنظر عبر الحدود.. ما يعنى أن على النظام السورى أن ينتبه إلى حجم القوات العسكرية الأمريكية الموجودة فى العراق.
وفى المقابل كان هناك من يرى أن الولايات المتحدة لديها صداقة مع مصر.. ومصر تحتاج إلى تلك الصداقة.. وبالتالى فإنها سوف ترضخ لما هو مطلوب منها. ورفضت مصر هذا الأسلوب.. لا يمكن القول أنها وضعت العصا فى الدولاب.. ولكن موقفها أثبت للجميع.. بما فى ذلك الإدارة الأمريكية.. ما يلى:
1- حقيقة أن الإقليم لايمكن أن يتحرك نحو الأمام - أيا ما كانت وجهة هذا الأمام - بدون تنسيق أمريكى مصرى مترابط.. وعلاقة صداقة وثيقة وتحالف يقوم على التفاهم وتبادل المنافع.
2- إن التبعية فى علاقة الولايات المتحدة مع مصر مستحيلة.. وأنها لابد أن تقوم على أساس (رأس برأس).. مع كامل الاحترام للقوة الأمريكية الشاملة.. وعلى أساس الندية.. ووفق قاعدة أن هناك رأسا للنظام الدولى.. ورأسا للتنظيم الإقليمى.
3- إن الندية تقوم على أساس معادلة (الشريك العاقل).. وليس الحليف الذى يقود إلى الجحيم.. ولاشك أن هناك حلفاء كثيرين قد قادوا إدارة بوش خلال الفترة الماضية.. بخلاف قيادته لنفسه.. قادوه إلى آتون إقليمى لم يحرق فقط أصابع الإدارة السابقة كما كانت تقول إدارة بوش عن إدارة كلينتون مع قضية فلسطين.. بل حرق كفها كله وأبقى قوتها قيد التحدى غير المتوقع.
ويقول أحد التقارير الإعلامية أن مستوى العلاقة بين البلدين خلال إدارة بوش.. والذى وصف بأنه كان متوترا كما قالت وسائل الإعلام.. لم يكن يخص مصر وحدها.. لكن جاء فى إطار وضع عام سيطر على علاقات واشنطن مع عديد من الدول الأخرى.. وبما فى ذلك أقرب الحلفاء ومنها فرنسا.
العبث بقيم الشعوب
فى نهاية عام 8002 وبداية عام 9002، وبعد مجموعة من اللاسياسات، والمراجعات التى لم تسفر عن رؤى صحيحة، وكثير من الخطايا المروعة، كان أن وجد بوش نفسه يسلم إلى أوباما إقليما يحترق.. وعالما يتدهور. أفغانستان، حيث المأساة المستمرة منذ 9791، وحيث طبيعة المجتمع تثبت أن القوة العسكرية أيا ما كان نوعها لايمكن أن تحسم أمرا وتنهى مشكلة - والكلام موجه بدوره إلى مستخدمى القوة فى فلسطين - فى تلك البقعة يتم استنزاف القوة العسكرية الأمريكية.. على مدار الساعة.. وحيث كانت الإدارة السابقة قد ادعت أنها نجحت فى أن تضع أسسا وتبنى ديمقراطية ثم تبين أنها إنما بنت قصورا من الرمال.
إن الحقيقة المرة هى أننا بصدد مجتمع أفغانى يعيش فى القرن التاسع عشر.. بعقلية وثقافة ذلك الوقت.. وعليه بهذا القناع أن يتعامل مع الدراجة البخارية والبندقية وسيارات الدفع الرباعى.. عملية ثقافية تصادمية لها استتباعات دينية وعقيدية وترتبط بوضع قبلى شديد التعقيد.. ولا يمكن لأى صاحب قرار عسكرى أن يتجاهل هذه الأبعاد.. وقد تحدثت مصر كثيرا عن ضرورة أن تراعى الإصلاحات أيا ما كان نوعها طبيعة المجتمعات وعاداتها وأفكارها. انعكاس آخر لتلك الإشكالية موجود فى العراق.. حيث لم يكن من الممكن الوثوق فى أن اتفاقية الانسحاب سوف تؤدى إلى هدوء الموقف.. من تخيل هذا كان يخدع نفسه ويحتال عليها.. العراق لديه جروح غائرة لم تداوى.. وما أطلقته الولايات المتحدة من لهيب طائفى بين السنة والشيعة يمثل أحد عناصر تفجره.. وبقاء القوات الأمريكية هو أحد عوامل تفجر أخرى.. حيث يتساقط عدد مهول من القتلى يوميا فى انفجارات لا يمكن توقعها وتحسب نوعيتها. وبسبب العبث، والحماقات، فإن الأقاليم المسلمة تعانى أيضا من مشكلة الصومال.. الذى انفجرت أوضاعه من خلال تدخل أمريكى وانسحاب مفاجىء تلته فوضى.. ثم تحول البلد إلى دولة فاشلة.. أنتجت القراصنة الذين يهاجمون مسارات التجارة العالمية التى لا يقوى أحد من القوى العالمية على أن يظهر طريقه لإنهاء هذه الظاهرة. والأمثلة كثيرة.. وليس هناك داع للحديث عن فلسطين.. ولا عن السودان.. ولكن الخلاصة فى هذا التشخيص هى أن بوش الذى لم يستمع إلى أصدقائه سلم إلى أوباما عالما فيه وضع أمريكى منكشف اقتصاديا وسياسيا.. ولاشك أن الإنصات الذى تمتع به الرئيس أوباما فى بداية عصره.. وبعد أن أحصى خسائر سلفه.. هى أن يمد يده لأصدقاء الولايات المتحدة الحقيقيين.. وأن ينصت لهم بقدر ما ينصتوا إليه.. وأن يتعامل مع البعد الثقافى والعقيدى فى الملفات المتدهورة.. وبالتالى جاء إلى القاهرة حيث ألقى خطابه الأخير موجها إلى المسلمين.
أهمية القمة شخصيا
نقيض كامل، ما يمثله أوباما، ومن ثم فإن إدارته تلقى كل تعاون ممكن من القاهرة، وهناك حوار مستمر منذ أشهر، لا يتعلق فقط باللقاءات المعلنة بين الشخصيات الكبيرة فى البلدين.. وإنما على مستويات مختلفة.. وهناك نية أمريكية معلنة تسعى إلى العمل على الملفات الاستراتيجية الإقليمية وبما فى ذلك الملفات الاستراتيجية فى العلاقة الثنائية بين البلدين. ثنائيا، يبدو أن الرئيسين فى احتياج إلى أن يمتد الحوار بينهما لفترة أطول.. إذ على الرغم من الوقت الذى تفاعل بينهما فى القاهرة لم يكن قصيرا إلا أنه لم يكن كافيا لكى يكتشف كل من مبارك وأوباما كل أبعاد الآخر.. ورؤاه.. وتصوراته.. وخبراته.. والإنصات إلى القراءات المتبادلة التى تحدد ما هى التصورات والسياسات التى ستبنى عليها. ومن المفهوم أن الزيارة التى يقوم بها الرئيس مبارك للولايات المتحدة - للمرة الأولى منذ خمس سنوات - بدءا من اليوم السبت.. كان من المقرر أن تتم قبل ذلك الوقت بشهرين.. لولا ظروف مغايرة منعت ذلك.. ومن الواضح بالطبع أن جدول الزيارة ليس مزدحما بالطريقة التى اعتادها الرئيس مبارك فى زياراته السابقة للولايات المتحدة.. ذلك أن الزيارة تتم فى موسم يغشى فيه كثير من السياسيين عن واشنطن.. لكن الرئيس مبارك حرص على إتمامها فى ذلك التوقيت لأنها قد تتأجل فترة أطول.. مع دخول شهر رمضان.. ما قد يشير إلى معان لاتريد مصر إرسالها.
وعلى الرغم من ذلك فإن الرئيس سوف يلتقى بعدد كبير من أركان الإدارة (وزيرة الخارجية - مستشار الأمن القومى - رئيس المخابرات الوطنية - نائب الرئيس).. ويعقد لقاءات متنوعة من بينها لقاؤه مع عدد كبير من السياسيين السابقين والوزراء من الإدارات السابقة.. بخلاف لقاءات أخرى.. وبالطبع القمة الكبيرة يوم الثلاثاء المقبل بين الرئيسين أوباما ومبارك. ومن حق مبارك أن يدخل إلى واشنطن مزهوا بذاته.. فقد ثبتت رؤاه.. وتأكدت وجهات نظره.. بصورة - أعتقد - أنه من المؤكد أنه لم يكن يريدها لكى يوقن الجميع أنه على حق.. وها هو يدخل إلى العاصمة الأمريكية مع إدارة جديدة لاستثمار علاقة الصداقة بين البلدين فى إصلاح ما أفسده الآخرون.
على مستوى العلاقات بين البلدين يبدو المبدأ الذى سعت مصر إلى تطبيقه منذ سنوات.. وها هو يجد طريقه إلى التحقق.. هو أن مصر تنصت إلى الصديق.. تستمع إليه.. خصوصا إذا كان ما يقوله فى إطار التعاون المقبول.. والنصح المرضى عنه بين الأصدقاء والحلفاء.. وكما أنها تسمع فإن عليه أيضا أن يسمع.. ولكن لها مهما سمعت من صديقها أن تطبق الاختيار المصرى.. وما تراه فى مصلحتها.. دون أن يعتقد الصديق أن عليه أن يملى عليها شرطا أو موضوعا. جزء من فعالية الاستماع المتبادل بين البلدين يقوم بالأساس على أن الحوار لن يكون علنيا.. ولن يتم توجيهه عبر وسائل الإعلام والصحف.. كما كان يحدث من قبل.. أو أن هذا هو المأمول.. ذلك أن الحوار حين يبتعد عن تأثيرات وسائل الإعلام يكون قادرا على أن يحقق ثماره.. ومن قبل كنت أزور واشنطن فى عام 7002. وفيما أعتقد أنه تم تبادل الرأى حول هذه الأمور بين رايس وأبو الغيط.. ولكن واشنطن لم تلتزم.
ضغوط الأنفاق
أى محلل فى العاصمة الأمريكية يجب أن يرى أن الظروف قد تغيرت.. لا القاهرة رضخت.. ولا هى انعزلت.. بل إنها راحت فى خلال السنوات الماضية تفتح آفاقا أوسع فى اتجاه أوروبا وغيرها.. وبينما كان بوش منشغلا بأن يطلب من أن نشاركه فى كارثة أفغانستان والعراق.. كانت مصر تبنى جسورا أطول وأعمق من الشراكة مع قوى اقتصادية مختلفة وبما فى ذلك روسيا. وفى العلاقات الثنائية كان الكونجرس يمارس ضغوطا مختلفة خصوصا أصدقاء إسرائيل الذين كانوا يظنون أن مصر تتواطأ مع عمليات تهريب الأسلحة عبر الأنفاق من رفح.. هؤلاء أقل وطأة الآن.. لأن افتراضهم لم يكن صحيحا.. وقد اكتشفوا أن الوضع الذى كانوا يروجونه لم يكن سليما.. ومن ثم فإن الإدارة تستطيع أن تتحرك فى ملفات مصرية أمريكية مختلفة بطريقة أرحب.. خاصة أن أغلبية الكونجرس من الديمقراطيين الذين ينتمى لهم الرئيس أوباما. ويبدو أن الرؤية تكاد تتبلور فيما يتعلق بالمساعدات الأمريكية الاقتصادية لمصر.. وهناك اتجاه إلى تأسيس صندوق يكون هدفه الإنفاق من ريع موارده على عمليات التنمية المختلفة فى مصر.. خصوصا مجالات التعليم.. والتدريب.. والمنح الدراسية إلى الولايات المتحدة.. والأهم أنه سيكون منصوصا دون حديث على أن علاقات الندية بين الحلفاء تفرض عليهم ألا يحولوا موضوع المساعدات إلى سيف مسلط على رقبة العلاقات المصرية الأمريكية.. أو أن تبقى رهينة لها.. ولا يجب تصور أن هناك ثمناً للمساعدات.. وإنما الاستثمار الأمريكى فى القوة الناعمة المصرية يؤدى إلى تحقيق كثير من أهداف التقارب بين البلدين.. والتقارب بين الأطراف فى إقليم الشرق الاوسط.
وسبق أن أشرت إلى أن هناك مسعى لأن يكون الحوار الأمريكى المصرى دوريا وبصفة منتظمة.. وإن لم يتقرر بعد هل سيكون ذلك على مستوى الوزراء أم على مستوى وكلاء الوزراء.. ولكن المؤكد أن آفاقا بدأت تنفتح فى اتجاه تعاون مثمر مع الولايات المتحدة فى مجالات النقل والاتصالات والزراعة.
ولايمكن تجاهل الموضوع الديمقراطى، أو الإصلاحات المتتابعة فى مصر، فهو يشغل الإدارة الأمريكية وإن كان بصورة أنضج من الإدارة السابقة.. وباعتباره جزءا من العقيدة السياسية للديمقراطيين.. وفى ضوء أنه كذلك يشغل الإدارة المصرية.. لأنها معنية بالإصلاح السياسى وأن تكون نموذجا إقليميا رائدا كما كانت ولم تزل.. هذه هى مساحات ذلك الموضوع.. الانشغال المعنى بالأمر.. دون أن يكون هناك تدخل أمريكى فى الشأن المصرى.. ودون إملاء أمريكى على تصور المعالجات المصرية.. وبحيث يكون هناك دعم أمريكى للمنظومة التى تؤدى إلى ترسيخ التجربة الديمقراطية المصرية.. ودون تدخل فيها أو فرض تصورات عليها.. لأن القرار الأول والأخير لمصر.
الملف الفلسطينى
لقد توقفت عند الخلاصة التى انتهى إليها تقرير معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى حول زيارة مبارك.. والتى يقول فيها: مصر تظل شريكا فى المنطقة الصعبة المليئة بالمشكلات - لكن مصر نفسها تواجه تحديات اجتماعية واقتصادية - مصر سوف تستمر بدافع مصلحتها الذاتية - الإدارة يجب أن يوجه لها الشكر لاستعادتها المناخ الإيجابى فى العلاقة بين البلدين«. وبغض النظر عن أن الإدارة قد سعت إلى استعادة المناخ الإيجابى فى العلاقة لأسباب تتعلق فى الأساس بمصالحها، فإن هذه التحية التى تنتظرها لا يوجد ما يمنع من أن تقدم لها.. فكما كنا نقدم التعنيف المتواصل للمفسد الراحل جورج بوش.. يجب أن نشيد بالبناء الذى يسعى إليه ونسعى إليه معه باراك أوباما.
ومن الطبيعى أن تعمل مصر بدافع مصالحها.. فحكمها مدين لشعبه ولأمن بلده القومى وليس لأحد غيرهما.. وكون مصر تواجه تحديات وكون ظروف الإقليم صعبة.. فإن تلك مسألتان مرتبطتان.. إن مساعدة مصر على أن تواجه تحدياتها ينعكس على الإقليم فورا.. كما أن استقرار الإقليم يؤدى إلى تحقيق مصالح مصر فى أن تتجه إلى نمو وتطور على مختلف المستويات. وبالتأكيد فإن الملف الفلسطينى هو روح الاستقرار المنشود.. إذ لو تم تبنى عشرات من السيناريوهات التى تبعد عنه.. فإن الاستقرار لن يتحقق.. وبالتالى فإن الجميع يأمل من إدارة أوباما أن تسعى إلى مزيد من الجهد واضح الرؤية الذى يؤدى إلى عودة المفاوضات بين محمود عباس ونتانياهو من حيث انتهى عباس وأولمرت.. وبرعاية أمريكية متواجدة ومباشرة.. وفى إطار جدول زمنى واضح.. وبخطة أهداف معلنة لا تترك التفاوض جهدا فى الهواء الطلق. وإذا كان نحو سبعين عضوا فى الكونجرس قد وقعوا وثيقة قبل أيام تطالب الدول العربية بالتطبيع مع إسرائيل.. وهو موضوع يشغل إسرائيل.. كما يبدو إنه يشغل الإدارة الأمريكية.. فإن وضوح الرؤية يعنى أن الثقة التى يريد على أساسها العرب أن يقرروا ما إذا كانوا سيمضون فى طريق التطبيع أم لا قد بدأت.. خصوصا أنهم يدركون أن التطبيع المقصود ليس هو مجرد تبادل الزيارات أو انتقال السائحين.. وأن يتصافح الإسرائيلى مع السعودى أو السورى.. بل يمضى إلى خطوات أعمق من هذا. إن الثقة يمكن أن تعود حين يتأكد للجميع أن الإدارة تؤمن وتقنع تل أبيب بأن القدس ليست محل نقاش.. وإن خط الحدود الذى يمكن أن تنتهى عنده إسرائيل، وتبدأ عنده دولة فلسطين لابد أن يتحدد.. وأن الفرصة التى تحلم بها إسرائيل والتى تتيح لها إهدار مزيد من الوقت لن تكون يسيرة.. بل إن الإدارة سوف تفرض عليها التزامات محددة.. مثل هذه الإجراءات والإيحاءات قد تعيد بناء الثقة.. فيكون ممكنا المضى قدما فى التطبيع وصولا إلى تطبيع كامل مع إتمام التسوية وفقا للمبادرة العربية.
وسوف يشهد النقاش بين الرئيسين مبارك وأوباما تركيزا على هذا بالتأكيد.. بل إنه محور الحديث.. لكن هذا لا يمنع أن هناك نقاشا واسعا سوف يدور مصريا وأمريكيا حول تعاون واسع إقليميا ودوليا.. بدءا من أفغانستان.. وحتى العراق والسودان والصومال.. وصولا إلى أسلحة الدمار الشامل.. فى الإقليم وحول العالم.
Email : [email protected]
www.abkamal.net
http//:alsiasy.blogspot.com


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.