البابا تواضروس الثانى يصلى الجمعة العظيمة فى الكاتدرائية بالعباسية..صور    إسكان النواب: مدة التصالح فى مخالفات البناء 6 أشهر وتبدأ من الثلاثاء القادم    أحمد التايب لبرنامج "أنباء وآراء": موقف مصر سد منيع أمام مخطط تصفية القضية الفلسطينية    أمين اتحاد القبائل العربية: نهدف لتوحيد الصف ودعم مؤسسات الدولة    نشرة الحصاد الأسبوعي لرصد أنشطة التنمية المحلية.. إنفوجراف    الشكاوى الحكومية: التعامُل مع 2679 شكوى تضرر من وزن الخبز وارتفاع الأسعار    وزارة الصحة توضح خطة التأمين الطبي لاحتفالات المصريين بعيد القيامة وشم النسيم    برواتب تصل ل7 آلاف جنيه.. «العمل» تُعلن توافر 3408 فرص وظائف خالية ب16 محافظة    أبرزها فريد خميس.. الأوقاف تفتتح 19 مسجدا في الجمعة الأخيرة من شوال    الذهب يرتفع 15 جنيها في نهاية تعاملات اليوم الجمعة    محافظ المنوفية: مستمرون في دعم المشروعات المستهدفة بالخطة الاستثمارية    حركة تداول السفن والحاويات والبضائع العامة في ميناء دمياط    عضو «ابدأ»: المبادرة ساهمت باستثمارات 28% من إجمالي الصناعات خلال آخر 3 سنوات    الاستعدادات النهائية لتشغيل محطة جامعة الدول بالخط الثالث للمترو    المنتدى الاقتصادي العالمي يُروج عبر منصاته الرقمية لبرنامج «نُوَفّي» وجهود مصر في التحول للطاقة المتجددة    نعم سيادة الرئيس    السفارة الروسية بالقاهرة تتهم بايدن بالتحريض على إنهاء حياة الفلسطينيين في غزة    المحكمة الجنائية الدولية تفجر مفاجأة: موظفونا يتعرضون للتهديد بسبب إسرائيل    حاكم فيينا: النمسا تتبع سياسة أوروبية نشطة    المقاومة الفلسطينية تقصف تجمعا لجنود الاحتلال بمحور نتساريم    سموحة يستأنف تدريباته استعدادًا للزمالك في الدوري    بواسطة إبراهيم سعيد.. أفشة يكشف لأول مرة تفاصيل أزمته مع كولر    الغندور: حد يلعب في الزمالك ويندم إنه ما لعبش للأهلي؟    مؤتمر أنشيلوتي: عودة كورتوا للتشكيل الأساسي.. وسنحدث تغييرات ضد بايرن ميونيخ    تشافي: نريد الانتقام.. واللعب ل جيرونا أسهل من برشلونة    «فعلنا مثل الأهلي».. متحدث الترجي التونسي يكشف سبب البيان الآخير بشأن الإعلام    "لم يحدث من قبل".. باير ليفركوزن قريبا من تحقيق إنجاز تاريخي    بسبب ركنة سيارة.. مشاجرة خلفت 5 مصابين في الهرم    مراقبة الأغذية تكثف حملاتها استعدادا لشم النسيم    كشف ملابسات واقعة مقتل أحد الأشخاص خلال مشاجرة بالقاهرة.. وضبط مرتكبيها    إعدام 158 كيلو من الأسماك والأغذية الفاسدة في الدقهلية    خلعوها الفستان ولبسوها الكفن.. تشييع جنازة العروس ضحية حادث الزفاف بكفر الشيخ - صور    تعرف على توصيات مؤتمر مجمع اللغة العربية في دورته ال90    لأول مرة.. فريدة سيف النصر تغني على الهواء    فيلم "فاصل من اللحظات اللذيذة" يتراجع ويحتل المركز الثالث    الليلة.. آمال ماهر فى حفل إستثنائي في حضرة الجمهور السعودي    في اليوم العالمي وعيد الصحافة.."الصحفيين العرب" يطالب بتحرير الصحافة والإعلام من البيروقراطية    عمر الشناوي ل"مصراوي": "الوصفة السحرية" مسلي وقصتي تتناول مشاكل أول سنة جواز    مواعيد وقنوات عرض فيلم الحب بتفاصيله لأول مرة على الشاشة الصغيرة    دعاء يوم الجمعة المستجاب مكتوب.. ميزها عن باقي أيام الأسبوع    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة.. فيديو    خطيب المسجد الحرام: العبادة لا تسقط عن أحد من العبيد في دار التكليف مهما بلغت منزلته    مديرية أمن بورسعيد تنظم حملة للتبرع بالدم بالتنسيق مع قطاع الخدمات الطبية    بعد واقعة حسام موافي.. بسمة وهبة: "كنت بجري ورا الشيخ بتاعي وابوس طرف جلابيته"    خطبة الجمعة اليوم.. الدكتور محمد إبراهيم حامد يؤكد: الأنبياء والصالحين تخلقوا بالأمانة لعظم شرفها ومكانتها.. وهذه مظاهرها في المجتمع المسلم    بيان عاجل من المصدرين الأتراك بشأن الخسارة الناجمة عن تعليق التجارة مع إسرائيل    قوات أمريكية وروسية في قاعدة عسكرية بالنيجر .. ماذا يحدث ؟    ضبط 2000 لتر سولار قبل بيعها بالسوق السوداء في الغربية    التعليم العالي: مشروع الجينوم يهدف إلى رسم خريطة جينية مرجعية للشعب المصري    محافظ المنوفية: 47 مليون جنيه جملة الاستثمارات بمركز بركة السبع    إصابة 6 سيدات في حادث انقلاب "تروسيكل" بالطريق الزراعي ب بني سويف    وزير الصحة: تقديم 10.6 آلاف جلسة دعم نفسي ل927 مصابا فلسطينيا منذ بداية أحداث غزة    نقيب المهندسين: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف طمس الهوية والذاكرة الفلسطينية في    «الإفتاء» تحذر من التحدث في أمور الطب بغير علم: إفساد في الأرض    إصابة 6 أشخاص في مشاجرة بسوهاج    الفلسطينيون في الضفة الغربية يتعرضون لحملة مداهمات شرسة وهجوم المستوطنين    رئيس اتحاد الكرة: عامر حسين «معذور»    الغدة الدرقية بين النشاط والخمول، ندوة تثقيفية في مكتبة مصر الجديدة غدا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. شوقى علام مفتى الجمهورية: من يصوم ولا يصلى فهو محسن بصومه ولكنه مُسىء بتركه للصلاة

فى شهر رمضان نعيش سويا مع معرفة الكثير من أمور الدين، ونتعرف على أهم الأمور التى يجب أن نتبعها فى الشهر الكريم.. وفى روضة رمضان هذا العام نقدم مادة صحفية من نوع خاص تشبع رغبة القارئ فى معرفة رأى الدين فى بعض القضايا وتأخذ بيده للجلوس على مائدة أحد كبار العلماء للتعرف على رأى الدين فى العديد من القضايا حيث خصصنا فى روضة رمضان هذا العام حوارا أسبوعيا مع فضيلة د. شوقى علام مفتى الجمهورية.
كما سيكون معنا خواطر لفضيلة الدكتور على جمعة عضو هيئة كبار العلماء نستقى من خلالها العديد من الرسائل الإيمانية التى تشرح صدورنا لفهم الدين، إضافة إلى عرض لبعض الكتب المهمة من المكتبة الأزهرية.

فى الجزء الثانى من حوار فضيلة الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية نستطلع فيه العديد من الآراء المهمة حول الصوم.. حيث تناول فضيلته حكم صوم تارك الصلاة، وحقيقة قبول صومه، كما أكد أن فوات أيام من صوم سابق فى رمضان لا يسقط بقدوم رمضان جديد.
كما تحدث المفتى عن أهمية الصوم فى إعادة صياغة نفس المسلم ووضعه وترتيب حياته، لافتا إلى أن صلاة التراويح سُنة مؤكدة وليست واجبة، وأن شهر رمضان فرصة لترتيب الإنسان لحياته وأنه ينبغى للمسلم فى رمضان أن يطهر نفسه بالتوبة إلى الله تعالى، وأن من شروط التوبة الاعتراف بالذنب وكثرة الاستغفار.
بداية، كيف يستفيد المسلم من شهر رمضان فى بناء الأمل فى مواجهة الأزمات وتحديات الحياة؟
- شهر رمضان المبارك يُعدُّ فرصةً عملية حقيقية لإعادة صياغة الإنسان المسلم وترتيب برنامجه دنيويًّا ودينيًّا بطريقة حكيمة تمدُّه بالأمل، وحسن العمل، ومراعاة القيم، والالتزام بضوابط الأخلاق، فعبادةُ الصوم من أجمع العبادات التى تُؤسس ذلك لدى المسلم، مع ضبط سلوكه وممارساته حسيًّا ومعنويًّا بالضوابط والأخلاق والقيم.
ولا بد من العمل الدؤوب واستفراغ الوسع فى الأخذ بالأسباب المادية، وعلى المسلم أن يثق ثقة كاملة غير منقوصة بقدرة رب العزة سبحانه وتعالى وأنه لا يعجزه شيء فى الأرض ولا فى السماء، وبغير هذه الثقة لا يكون الأمل أملًا فى الله، وإنما هو أمل فى الأسباب المادية التى إن تلاشت يسيطر اليأس على قلب الإنسان.
والأمل صنو الإيمان وقرينه، من فقده فقد إيمانه بربه، وضاعت ثقته بقدرة مولاه سبحانه، وفى المقابل فإن اليأس صنو عدم الإيمان لأنه سوء ظن بالله، قال الله تعالى آمرًا المؤمنين بعدم اليأس ومحذِّرًا منه: (وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ).
كما أن الأملُ هو ضرورة إنسانية بدونها تفقد الحياة قيمتَها ولا يعرف الإنسان مقصود وجوده، والغاية من وراء صبره على التحديات، وتحمله للشدائد والمحن، وحرصه على تحقيق أهدافه وتطلعاته المختلفة.
ويجب فى ظل هذا الأخذ بالأسباب والتوكل على الله وحسن التخطيط والاستعداد والتضحية وهو ما يؤدى إلى الفوز والنصر، لأن تحقيق النصر لا يكون أبدًا للكسالى، ولكن لمن تدربوا وخططوا وأخذوا بالأسباب، وعلينا جميعًا الأخذ بالأسباب كما فعلت السيدة مريم عليها السلام عندما أمرها الله عز وجل بهز جذع النخلة؛ فالعمل أو الأخذ بالأسباب هو جزء من العبادة ولا يتعارض مع القضاء والقدر.
مصر وكتاب الله
ونحن فى شهر القرآن، ما تعليق فضيلتك على العناية بكتاب الله تعالى؟ وما أكثر الأصوات التى تحب سماعها؟
- الله سبحانه وتعالى قد حبى أهل مصر بأرواحٍ زاكية وحناجر ذهبية جعلت قراء مصر العظام سادةً وسط القراء؛ فإذا ذُكرت أسماؤهم تحوَّلت إليهم أسماعنا وأنصتت إليهم قلوبنا؛ فهم يقرؤون القرآن غضَّا طريًّا كما أُنزل؛ فليس هناك مثل المنشاوى والحصرى وعبدالباسط والبنا ومصطفى إسماعيل ومحمد رفعت وطه الفشنى وغيرهم؛ قرَّاء أمالوا القلوب إلى كلام المحبوب وملأوا الأسماع بنور كلماته؛ لكلٍّ منهم ذوقٌ وأداء خاصٌّ؛ حتى صار كُلُّ واحد من هؤلاء القُراء العظام مدرسةً مستقلةً متكاملةً فى الأداء القرآنى الذى أحيا القلوب والأرواح فى العالم الإسلامى كله بنور القرآن الكريم.
إذا كان المسلمون طوال تاريخهم قد اعتنوا بكتاب ربهم عنايةً عظيمةً: حفظًا ومُدارسةً وفهمًا وتأملًا وتفسيرًا وتعلمًا وتعليمًا، فبه عملوا وامتثلوا، وعليه قامت حضارتُهم وقِيَمُهم؛ فإن مصرنا العزيزة بلد الأزهر الشريف كانت لها الريادة فى هذا الشأن فى كل عصر؛ وأكبر مثال على ذلك أنه كان لها قصب السبق فى إنشاء إذاعة خاصة للقرآن الكريم؛ قامت على هذه الحناجر الذهبية؛ تبث الخير والنور إلى العالم شرقًا وغربًا، وأخرجت مئات القراء الذين كُتبت أسماؤهم فى سجلٍّ من نور كأفضل قراء القرآن الكريم فى الدنيا»، والتى تُعد بمثابة الجمع الثانى للقرآن الكريم فى صورة حديثة بعد الجمع الأول أيام أبى بكر الصديق.
والأصوات المصرية فى قراءة القرآن الكريم كلها أصوات طيبة ولها رتبة عالية من المحبة، ولكن يعجبنى صوت الشيخ المنشاوى فى قراءة القرآن، وصوت الشيخ محمد رفعت فى الأذان.
صوم تارك الصلاة
هناك العديد من الأسئة حول الصوم خاصة مع العمل الشاق، فكيف يوزان أصحاب الأعمال الشاقة بين الصوم والعمل فى رمضان؟
- على المكلف إذا كان يعمل عملًا شاقًّا لا يستطيع التخلى عنه فى نهار رمضان، لحاجته أو لحاجة مَن يعول؛ ولا يتسنَّى له تأجيل عمله الشاق لما بعد رمضان، أو جعله فى لياليه فإن الصيام لا يجب عليه فى أيام رمضان التى يحتاج فيها إلى أن يعمل هذا العمل الشاق فى نهاره؛ لكونه محتاجًا إليه فى القيام بنفقة نفسه أو نفقة مَن عليه نفقتهم، كعمل البنَّائين والحمَّالين وأمثالهم، وخاصة مَن يعملون فى الحرِّ الشديد، أو لساعات طويلة، أو أمام الأفران أو السائقين لمسافات طويلة ومرهقة، وكذلك الحال مع كبار السنِّ أو أصحاب الأمراض المزمنة الذين يتضررون من الصوم، وعلى هذا الشخص الفدية إذا كان استمر هذا الحال طوال عمره.
وما مدى قبول الصوم من تارك الصلاة أو من عليه صوم من رمضان سابق؟
- الصلاة فريضة ومن صام فهو محسن بصومه، ولكنه مُسىء بتركها للصلاة الواجبة عليه، ومسألة قبول الصوم هذه أمرها إلى الله تعالى.
أما من أفطر عدة أيام فى رمضان السابق فالأيام التى أفطرها المسلم تبقى فى ذمته لا تبرأ إلا بقضائها، وعليه بصيام رمضان الحالى وبعده يقضى ما فاته، وأما بالنسبة للصلاة فمن ترك أكثر من صلاة فريضة أثناء اليوم عليه بأدائها بالترتيب.
وهل يجوز استخدام الإكراه والإجبار كى يؤدى الأبناء الصلاة؟
- رَبِّ الأسرة عليه النصحُ لمن هُم تحت رعايته من الزوجة والأولاد وغيرهم بالمحافظة على الصلاة، واتخاذ جميع الوسائل المعنوية المشروعة فى حثِّهم عليها، فإن أصرّوا على تركها فلا يلحقه من ذلك إثمٌ، مع مراعاة المداومة على النُّصح والإرشاد، والدعاء لهم بصلاح الحال.
وأما الضَّربُ الوارد فى الحديث النبوى الشريف؛ كصورةٍ من صور التأديب على التهاون فى أداء الصلاة، فالمراد به: الخفيف غير المبرح الذى يكون من جنس الضرب بالسواك ونحوه مما لا يُعَدُّ أصالةً للضرب والإيلام؛ لأن المقصود من ذلك هو التربية والتأديب النفسى بإظهار العتاب واللوم وعدم الرضا عن التقصير فى امتثال أمر الله سبحانه وتعالى بإقام الصلاة، واللجوء إليه ليس بواجبٍ، وإنما هو مندوبٌ إليه فى حقِّ الولد المميِّز إذا تعيَّن وسيلةً لتأديبه، بخلاف الزوجة والولد البالغ والصغير غير المميِّز؛ فلا يجوز ضربهم على ترك الصلاة.
التنقل بين المساجد لأداء التراويح
إذا انتقلنا إلى صلاة التراويح نرى البعض يحب التنقل بين المساجد لأداء صلاة التراويح أو الحرص على الذهاب لمسجد بعيد ليكون الثواب أكثر، فما حكم ذلك؟
- إن صلاة التراويح قد سنَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقولِهِ وفعْلِهِ؛ زيادةً فى الأجر وتعظيمًا للثواب؛ وقد أدَّاها النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم فى المسجد، فخشى أن تفرض على المسلمين، فصلَّاها فى بيته، فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلة من جوف الليل فصلَّى فى المسجد وصلَّى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم فصلَّوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلَّى فصلُّوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله، حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد، ثم قال: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكَانُكُمْ، وَلَكِنِّى خَشِيتُ أَنْ تُفْتَرَضَ عَلَيْكُمْ فَتَعْجِزُوا عَنْهَا» فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمرُ على ذلك. متفقٌ عليه.
وفى عهد عمر رضى الله عنه جمع المسلمين على صلاة التراويح فى المسجد على إمامٍ واحد، وما فعله سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه مِن جمْع المسلمين على إمام واحد فى التراويح، لا يُنافى أفضلية صلاتها فى البيوت؛ وذلك لأن جماعات من المسلمين كانوا يصلون متفرقين فى المسجد، خلف كل إمام جماعة؛ خوفًا من التكاسل عنها فى البيوت، فلما رآهم سيدنا عمر رضى الله عنه أوزاعًا متفرقين يأتمُّون بأكثر من إمام، ارتأى المصلحة فى الاجتماع على إمام واحد بجماعة واحدة، واختار لهم أقرأهم؛ وهذا المعنى من الاجتماع على مُعَيَّنٍ هو المقصود من مدح سيدنا عمر رضى الله عنه حينما خرج فى ليلة فوجدهم يصلون بصلاة قارئهم، فقال: «نعم البدعة هذه».. على أن هناك فسحة وسَعة فى أداء صلاة التراويح، سواء فى البيت أو المسجد القريب أو البعيد والأهم هو الإخلاص والخشوع فيها.
وما حكم إطالة بعض الأئمة لصلاة التراويح؟
- فى الغالب الأئمة ملتزمون بتعليمات وزارة الأوقاف، وبوجه عام تجوز صلاة التراويح فى المنزل، خاصة لأصحاب الأعذار، وإن كان الأفضل صلاتها فى المسجد لمن استطاع لأنها من شعائر الإسلام، وعلى الإمام أن يراعى أحوال الناس فعليه أن يخفِّف ولا يُطيل القراءة أو الصلاة.
وهل يجوز للمسلم ترك صلاة التراويح فى رمضان؟
- صلاة التراويح سنة مؤكدة وليست واجبة. فمَن تركها حُرِم أجرًا عظيمًا، ومَن زاد عليها فلا حرج عليه، ومَن نقص عنها فلا حرج عليه، فلا ينبغى أن ننشغل فى هذا الشهر الكريم بإثارة الخلاف فى العدد أو تخطئة أحدنا للآخر، بل المنتظر- وهو المهم- أن نخرج من هذه الصلاة وقد ارتاحت قلوبنا وشُفيت أمراضنا القلبية، وأن نخرج وقد انزاح الغلُّ والحسد والكراهية من قلوبنا تجاه الآخرين؛ فتلك هى الثمرة الحقيقية لصلاة التراويح ولكل صلاة بطبيعة الحال، فليست العبرة فى الكم وإنما فى أثر هذا الكم فى النفس.
الأغانى وتعطر المرأة
نسمع من البعض أن تعطر المرأة فى نهار رمضان يفسد صومها، فما صحة ذلك؟
- الصوم فى حد ذاته صحيح ما لم يدخل فى الجوف شىء، أما تمامه وكماله فقد يُمس إذا قصدت المتعطرة إحداث فتنة للآخرين؛ فهناك ضوابط للتزيُّن المسموح به.
وما حكم سماع الأغانى فى نهار رمضان؟
- الأصل انه لا ينبغى للمسلم أن يضيِّع وقته فى المباحات، مؤكدًا أهمية استغلال وقت الصيام فى الطاعة والعبادة، وأن المسلم أثناء الصيام ليس لديه رفاهية تضييع الوقت.
وعن حكم نجاسة الكلب، وهل ملامسة الكلاب فى رمضان يفسد الصوم؟
- إن معتمد الفتوى فى دار الإفتاء طهارة الكلب وطهارة الملابس أثناء الصلاة إذا مسها لعابه وخاصة عند صعوبة التحرز منها؛ تقليدًا لرأى إمام دار الهجرة الإمام مالك رضى الله عنه، وعلى هذا فملامسة الكلاب لا تفسد الصوم، وينبغى الاعتناء بالحيوانات الأليفة وإطعامهم فى كل وقت.
وهل القطرة أثناء الصوم تفطر؟
- استعمال قطرة الأُذُن أثناء الصيام من المسائل المختلف فيها، والمختار للفتوى أنها لا تفطر ما دامت طبلةُ الأذن سليمةً تمنع وصول مكوناتها إلى الحلق مباشرةً، والصوم حينئذٍ صحيحٌ؛ سواء ظَهَرَ أثرُ النقط فى الحلق أو لم يَظْهَر، فإن قرر الطبيب أن فيها ثقبًا بحيث يَسمَحُ بوصول تلك المكونات إلى الحلق مباشرةً فإنها حينئذٍ تُفطر، وكذلك استخدام بخاخة الربو أثناء الصيام لا تفسد الصيام لأن المادة المستخدمة تدخل إلى الجهاز التنفسى وليس الجوف، وخاصة إذا كان مريض الربو فى حاجة شديدة إلى استخدام هذه البخاخة أثناء الصوم، وإذا دخل منها شىء إلى الجوف فتكون بسيطة للغاية وهو مما لا يمكن التحرز منه قياسًا على الهواء المغبر بالتراب أو الدقيق وهى مسألة تناولها العلماء قديمًا.
التوبة وشهر الصوم
ونحن فى شهر الصوم ما أهمية التوبة من الذنوب؟ وكيف يحققها العبد؟
- علينا جميعا الاستجابة لنداءات الله عزَّ وجلَّ المتكررة بالتوبة والإنابة له سبحانه، وبرغم أن الباب فى كلِّ الأوقات يظلُّ مفتوحًا، فإن مواسم الخير تأتى وكأنها دعوةٌ أخرى، تجدِّد الأملَ أمام العبد فى رحمة مولاه، وفى قبوله سبحانه لتوبة التائبين؛ فيشدِّد على أنه هو مَن يتقبَّل توبتهم: (وَهُوَ الَّذِى يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ)، بل ينادى عباده من شدَّة حرصه على قربهم منه يطلب منهم التوبة من الذنوب فيقول: (وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ).. ثم يعلمهم بأنَّ هذه التوبة يجب أن تكون توبةً خالصةً، أسماها سبحانه «نصوحًا» فيقول لهم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا).
والعلماء قد حددوا أربعة شروط للتوبة وهى: الندم بالقلب، وترك المعصية فى الحال، والعزم على ألا يعود إلى مثلها، وأن يكون ذلك حياءً من الله تعالى، لا من غيره، فإذا اختلَّ شرط من هذه الشروط لم تصحَّ التوبة»، وقد أضاف بعض العلماء أن من شروط التوبة الاعترافَ بالذنب وكثرةَ الاستغفار.
والذنب الذى تكون منه التوبة لا يخلو: إمَّا أن يكون حقًّا لله، أو للآدميين، فإن كان حقًّا لله؛ كترك الصلاة مثلًا، فإن التوبة لا تصحُّ منه حتى يجتهد قدر طاقته فى قضاء ما فات منها، وهكذا إن كان ما ترك صومًا، أو تفريطًا فى الزكاة، وأمَّا إن كان الذنب من مظالم العباد فلا تصحُّ التوبة منه إلا بردِّه إلى صاحبه، إن كان قادرًا عليه، فإن لم يكن قادرًا فيجب أن يعزم على أدائه وقت القدرة عليه، وأن يكون ذلك فى أسرع وقت.
2
3
4


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.