بحضور 20 وزارة .. ورش عمل وحلقات نقاشية تكشف أبرز مخاطر الأمن السيبراني خلال «كايزك 2024»    رئيس الحكومة البولندية يشن هجوما عنيفا على رئيس بلاده بسبب الرئيس الإيراني الراحل    حسين لبيب يحسم الجدل حول مصير زيزو مع الزمالك    مصرع وإصابة 7 أشخاص في انهيار منزل إثر انفجار أسطوانة غاز بالعياط    لست البيت | طريقة تتبيل الفراخ للشوى مثل المحلات    "عبد الغفار": 69 مليون مواطن تحت مظلة منظومة التأمين الصحي    أيمن بدرة يكتب: بطلوا تهريج    نقيب المهندسين يشارك بمعرض تخرج طلاب الهندسة بفرع جامعة كوفنتري بالعاصمة الإدارية    كم يوم باقي على عيد الاضحى؟ المعهد القومي للبحوث الفلكية يوضح    النائب محمد زين الدين: مشروع قانون المستريح الإلكترونى يغلظ العقوبة    أخبار الفن اليوم: نجوم العالم يدعمون القضية الفلسطينية بمهرجان كان.. وشيرين عبد الوهاب تقدم بلاغا للنائب العام ضد روتانا    تعرف على شخصيات فيلم "تاني تاني" قبل طرحه في دور العرض (صور)    بشرى سارة.. وظائف خالية بهيئة مواني البحر الأحمر    أزمة الطلاب المصريين في قرغيزستان.. وزيرة الهجرة توضح التطورات وآخر المستجدات    رياضة النواب تطالب بحل إشكالية عدم إشهار 22 ناديا شعبيا بالإسكندرية    في أول أسبوع من طرحه.. فيلم الأصدقاء الخياليين - IF يتصدر إيرادات السينما العالمية    المصريين الأحرار بالسويس يعقد اجتماعاً لمناقشة خطة العمل للمرحلة القادمة    التربية النوعية بطنطا تنظم ملتقى التوظيف الثالث للطلاب والخريجين    أخبار الأهلي : أحمد الطيب عن لاعب الأهلي : هاتوه لو مش عاوزينه وهتتفرجوا عليه بنسخة زملكاوية    جنوب أفريقيا ترحب بإعلان "الجنائية" طلب إصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت    إسبانيا تستدعي السفير الأرجنتيني في مدريد بعد هجوم ميلي على حكومة سانشيز    الرياضية: جاتوزو يوافق على تدريب التعاون السعودي    تكريم نيللي كريم ومدحت العدل وطه دسوقي من الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية    لحرق الدهون- 6 مشروبات تناولها في الصيف    الأرصاد تحذر من الطقس غداً.. تعرف علي أعراض ضربة الشمس وطرق الوقاية منها    وزير الرى: اتخاذ إجراءات أحادية عند إدارة المياه المشتركة يؤدي للتوترات الإقليمية    وزير العدل: رحيل فتحي سرور خسارة فادحة لمصر (فيديو وصور)    مدبولي: الجامعات التكنولوجية تربط الدراسة بالتدريب والتأهيل وفق متطلبات سوق العمل    أحمد الطاهري: مصرع الرئيس الإيراني هو الخبر الرئيسي خلال الساعات الماضية    ليفربول يعلن رسميًا تعيين آرني سلوت لخلافة يورجن كلوب    انقسام كبير داخل برشلونة بسبب تشافي    تراجع المؤشر الرئيسي للبورصة بختام تعاملات جلسة الإثنين    الشرطة الصينية: مقتل شخصين وإصابة 10 آخرين إثر حادث طعن بمدرسة جنوبى البلاد    الأوبرا تحتفل بالذكرى ال42 لتحرير سيناء    "اليوم السابع" تحصد 7 جوائز فى مسابقة الصحافة المصرية بنقابة الصحفيين    إصابة 8 أشخاص بحادث تصادم ميكروباص وربع نقل بالطريق الزراعى فى أسوان    تحرير 174 محضرًا للمحال المخالفة لقرار ترشيد استهلاك الكهرباء    حجز شقق الإسكان المتميز.. ننشر أسماء الفائزين في قرعة وحدات العبور الجديدة    قائمة الأرجنتين المبدئية - عائد و5 وجوه جديدة في كوبا أمريكا    محافظ دمياط تستقبل نائب مدير برنامج الأغذية العالمى بمصر لبحث التعاون    حكم شراء صك الأضحية بالتقسيط.. الإفتاء توضح    تراجع ناتج قطاع التشييد في إيطاليا خلال مارس الماضي    المالديف تدعو دول العالم للانضمام إلى قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل    إيتمار بن غفير يهدد نتنياهو: إما أن تختار طريقي أو طريق جانتس وجالانت    محافظ كفرالشيخ يعلن بدء العمل في إنشاء الحملة الميكانيكية الجديدة بدسوق    تأجيل محاكمة رجل أعمال لاتهامه بالشروع في قتل طليقته ونجله في التجمع الخامس    تأجيل محاكمة طبيب بتهمة تحويل عيادته إلى وكر لعمليات الإجهاض بالجيزة (صور)    تأكيداً لانفرادنا.. «الشئون الإسلامية» تقرر إعداد موسوعة مصرية للسنة    الإفتاء توضح حكم سرقة الأفكار والإبداع    توجيه هام من الخارجية بعد الاعتداء على الطلاب المصريين في قيرغيزستان    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    أسرته أحيت الذكرى الثالثة.. ماذا قال سمير غانم عن الموت وسبب خلافه مع جورج؟(صور)    10 ملايين في 24 ساعة.. ضربة أمنية لتجار العملة الصعبة    وكيل وزارة بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذى الحجة    محافظ قنا يتفقد مركز تدريب السلامة والصحة المهنية بمياه قنا    عواد: لا يوجد اتفاق حتى الآن على تمديد تعاقدي.. وألعب منذ يناير تحت ضغط كبير    ماذا نعرف عن وزير خارجية إيران بعد مصرعه على طائرة رئيسي؟    خلاف في المؤتمر الصحفي بعد تتويج الزمالك بالكونفدرالية بسبب أحمد مجدي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عسكرة المحيط فى مؤتمر ميونخ للأمن الصين تقلل من احتمال وقوع صدام عسكرى فى بحرها الجنوبى

اختتمت الدورة ال60 لمؤتمر ميونخ للأمن يوم الأحد الماضى والتى استمرّت لمدة ثلاثة أيام، حيث ناقش المشاركون فيها مختلف التحديات الأمنية كما أعرب القادة الغربيون عن قلقهم ومخاوفهم بشأن المخاطر الجيوسياسية.
وشهد المؤتمر بنسخته الستين هذا العام، ملفات معقدة أبرزها حرب غزة والتسلح النووى، وأمن دول أوروبا، والهجرة، والتغيرات المناخية والتطورات التكنولوجية، والذكاء الاصطناعى وعالم السايبر، وغيرها من الملفات.

مناقشات صريحة
وعلى هامش المؤتمر، أجرى وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن ووزير الخارجية الصينى وانغ يى مناقشات وصفت بال«صريحة»، حول القضايا التى تؤرق علاقاتهما المتوترة حول ملفات تايوان، والوضع فى بحر الصين الجنوبى، والحرب الروسية فى أوكرانيا، والمواد الأفيونية الاصطناعية، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية.
الاجتماع بين وزير خارجية البلدين، على هامش مؤتمر ميونخ الأمنى، كان هو الأحدث والأعلى مستوى بين الجانبين منذ عقد الرئيس الأمريكى جو بايدن والرئيس الصينى شى جين بينغ محادثات أواخر العام الماضي فى كاليفورنيا.
وقال ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن بلينكن أكد أهمية الحفاظ على السلام فى مضيق تايوان، وتوسيع الجهود الناشئة لمكافحة المخدرات، كما أثار بلينكن مخاوف بشأن دعم الصين للقاعدة الصناعية الدفاعية الروسية، والتى ترى واشنطن أنها تساعد عمليات موسكو العسكرية ضد أوكرانيا.
وقال ميلر: «أجرى الجانبان مناقشة صريحة وبناءة حول مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية ضمن الجهود المستمرة للحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة وإدارة المنافسة بشكل مسئول فى العلاقة». وقالت وزارة الخارجية الصينية إن وانغ دعا الولايات المتحدة إلى رفع العقوبات المفروضة على الشركات والأفراد الصينيين.
فك الارتباط مع بكين
وشدد وانغ على أن سياسة واشنطن باتت منحصرة فى «إزالة الهوية الصينية، وبناء سياج عليها، وفك الارتباط مع الصين» كما دعا وانغ الولايات المتحدة إلى وقف عمليات تفتيش المواطنين الصينيين.
ونشرت وسائل إعلام حكومية صينية تقارير عن تفتيش مواطنين صينيين على الحدود الأمريكية فى الآونة الأخيرة، حيث خضع مجموعة من الطلاب الصينيين لاستجواب لمدة ثلاث ساعات فور وصولهم إلى مطار أوهير الدولى فى شيكاغو، بحسب وكالة أنباء «شينغوا»، وأكد وانغ على استمرار الاتصال بين جيشى البلدين.
كما ناقش الجانبان أيضا الحرب المستمرة فى قطاع غزة، والحرب فى أوكرانيا.
وقال ميلر «بلينكن أكد مجددا أن الولايات المتحدة ستدافع عن مصالحها وقيمها ومصالح حلفائها وشركائها»، مضيفا أن الأوضاع الحالية فى الشرق الأوسط وفى كوريا الشمالية خضعت للنقاش أيضا.
وأضاف «لقد أدرك الجانبان أهمية الحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة بين الولايات المتحدة والصين حول مجموعة من القضايا الاستراتيجية، ومن بينها المشاورات والاجتماعات رفيعة المستوى فى المجالات الرئيسية خلال الأشهر المقبلة».
تصعيد فى بحر الصين
تأتى تلك المناقشات فى وقت يخشى العديد من المراقبين حدوث تصعيد مماثل للعنف فى أوكرانيا والشرق الأوسط فى منطقة المحيطين الهندى والهادئ، فى ظل العسكرة التى تشهدها تلك المنطقة على نحو متزايد، حيث تتنازع دول مطلة على بحر الصين الجنوبى، وعلى وجه التحديد الصين وفيتنام والفلبين وتايوان وماليزيا وبروناى، السيادة على مناطق منه منذ عدة قرون، ولكن التوترات فى المنطقة تصاعدت فى الآونة الاخيرة.
وعززت الصين تحديدا ادعاءاتها بالسيادة على أجزاء واسعة من هذا البحر عن طريق تشييد الجزر الاصطناعية فيه وتسيير الدوريات البحرية فى مياهه.
يقول الأمريكيون إنهم لا ينحازون لطرف ضد آخر فى النزاعات الإقليمية، لكنهم أرسلوا مع ذلك سفنهم الحربية وطائراتهم العسكرية إلى المناطق القريبة من جزر متنازع عليها، فى عمليات يطلقون عليها اسم «عمليات حرية الملاحة» ويقولون إنها تهدف إلى إبقاء طرق الملاحة البحرية والجوية مفتوحة للجميع.
ويتبادل الصينيون والأمريكيون الاتهامات بأن الجانب الآخر يعمد إلى «عسكرة» بحر الصين الجنوبى.
وثمة مخاوف من أن المنطقة تستحيل تدريجيا إلى نقطة احتكاك، وأن عواقب أى صدام فيها قد تكون وخيمة على النطاق العالمى.
ساحة نزاع جديدة
وتصاعدت التوترات بين بكين ومانيلا فى الأشهر الأخيرة، إذ تبادل الجانبان الاتهامات بشأن سلسلة من الخلافات فى بحر الصين الجنوبى، بما فى ذلك اتهامات بأن الصين صدمت سفينة فى ديسمبر الماضى تقل رئيس أركان القوات المسلحة الفلبينية.
وتطالب الصين بالسيادة على معظم بحر الصين الجنوبى، الذى تسعى الفلبين وبروناى وماليزيا وتايوان وفيتنام وإندونيسيا للسيطرة على بعض مناطقه.
وأبطلت محكمة دولية فى عام 2016 مطالب الصين فى حكم بقضية رفعتها الفلبين، وهو ما ترفضه بكين. وفى تحذير مباشر غير معتاد، قال وزير الخارجية الصينى وانغ يى ديسمبر الماضى إن أى سوء تقدير فى النزاع مع الفلبين سيؤدى إلى رد حازم من الصين، ودعا إلى الحوار لمعالجة «الصعوبات الخطيرة».
وتزامن توتر العلاقات الثنائية مع تحركات مانيلا لتعزيز العلاقات العسكرية مع اليابان والولايات المتحدة. كانت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية قد سلطت الضوء مؤخرا على بحر الفلبين باعتباره مجالًا جديدًا للتوتر بين الولايات المتحدة والصين، لافتة إلى أن السيطرة عليه ستكون ذات قيمة كبيرة فى أى صراع بين البلدين حول تايوان أو بحر الصين الجنوبى.
وأضافت إنه من المرجح أن تحتاج السفن الحربية والقوات والإمدادات الأمريكية المنتشرة من القواعد فى «جوام» أو «هاواى» إلى المرور عبر هذه المنطقة.
وأشارت الصحيفة التى رافقت القوات الأمريكية على متن حاملة الطائرات «يو إس إس كارل فينسون» أثناء مناوراتها الأخيرة فى بحر الفلبين، إلى ظهور سفينتين صينيتين لجمع المعلومات الاستخبارية على بُعد بضعة أميال فقط من حاملة الطائرات الأمريكية.
وقبل 3 أشهر، لاحظت اليابان، حليفة الولايات المتحدة، إقلاع مقاتلات الجيش الصينى النفاثة وهبوطها مئات المرات من حاملة طائرات صينية فى مكان قريب.
وكان بحر الفلبين، وهو جزء من المحيط الهادئ شرق تايوان، موقعًا لمعركة حاسمة لحاملات الطائرات فى الحرب العالمية الثانية بين الولايات المتحدة واليابان، والآن تتجمع حاملات الطائرات هناك مرة أخرى، وذلك بالنظر إلى أهميته فى أى صراع بين بكين وواشنطن حول تايوان أو بحر الصين الجنوبى.
ويقول محللون عسكريون وفقا للصحيفة الأمريكية إن الصين ستسعى، فى أى صراع واسع النطاق بشأن تايوان، إلى استخدام المنطقة لاستهداف القواعد العسكرية التايوانية على الجانب الشرقى الجبلى من الجزيرة أو لفرض حصار عليها.
وشملت المناورات الأمريكية اليابانية الأخيرة، التى أُجريت فى أواخر شهر يناير الماضى، حاملتى طائرات أمريكتين، و9 سفن حربية إضافية، ومقاتلات نفاثة من طراز «F-35C» و«F/A-18»، وطائرات حرب إلكترونية، وحاملة طائرات الهليكوبتر اليابانية «Ise» من بين معدات أخرى.
وقالت «وول ستريت جورنال» إن تدريبات البحرية الصينية والأمريكية الأخيرة تُظهر كيف أصبح بحر الفلبين منطقة نزاع بين القوى العظمى، مشيرة إلى أنه تحده تايوان والفلبين من الغرب واليابان من الشمال وجزر ماريانا، بما فى ذلك جوام، من الشرق، ويغطى مساحة تزيد عن مليونى ميل مربع، ومعظم الأنشطة البحرية الأخيرة للصين والولايات المتحدة كانت على بُعد بضع مئات من الأميال شرق تايوان.
تفنيد مغالطة ما تسمى «عدوانية الصين»
هذه التطورات العسكرية تفسر ما جاء فى تصريحات وانغ يى وزير الخارجية الصينى خلال مؤتمر ميونخ للأمن وتفنيده الاتهامات التى تتحدث عن «عدوانية الصين» فى بحر الصين الجنوبى، حيث قال وانغ يى، إن الصين ودول الآسيان تتمتعان بالقدرة والحكمة للتوصل إلى مدونة قواعد السلوك فى بحر الصين الجنوبى وحماية السلام والاستقرار وحرية الملاحة والطيران والحقوق والمصالح المشروعة للدول الأخرى فى المنطقة.
وقد فند وانغ، وهو أيضا عضو المكتب السياسى للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى، مغالطة ما تسمى «عدوانية الصين» فى بحر الصين الجنوبى عند إجابته على الأسئلة التى أعقبت كلمته الرئيسية فى الجلسة التى عُقدت على هامش الدورة ال60 للمؤتمر تحت عنوان «الصين فى العالم».
وأشار وانغ إلى أن نانهاى تشوداو (جزر بحر الصين الجنوبى) من الأراضى الصينية منذ العصور القديمة، مضيفا أنه فى ستينيات وسبعينيات القرن الماضى، غزت بعض الدول واحتلت بعض الجزر والحيود البحرية الصينية الواحدة تلو الأخرى، لكن الصين مارست دائما ضبط النفس وأصرت على حل القضية من خلال المشاورات الودية، وبالتالى فإن ما تسمى «عدوانية الصين» ليس لها أى معنى.
وأضاف إنه فى عام 2002، دفعت الصين من أجل التوقيع مع دول الآسيان على إعلان سلوك الأطراف فى بحر الصين الجنوبى، الأمر الذى حمى بشكل فعال السلام والاستقرار هناك.
ولفت وانغ إلى أن الصين تعمل مع دول الآسيان لتسريع المشاورات بشأن مدونة قواعد السلوك فى بحر الصين الجنوبى وتسعى جاهدة للتوصل إلى اتفاق مبكر بشأن قواعد إقليمية فعالة وموضوعية ومتوافقة مع القانون الدولى، بما فى ذلك اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، تساعد بشكل أكبر فى إدارة الخلافات وتحقيق الاستقرار فى بحر الصين الجنوبى وتعزيز التعاون.
صدام عسكرى
من جانبها، أبرزت صحيفة جلوبال تايمز الصينية الحكومية الأسبوع الماضى تصريحات وزير الخارجية الصينى خلال المؤتمر وذهبت إلى أن احتمال وقوع صدام عسكرى بين الصين والولايات المتحدة فى بحر الصين الجنوبى عام 2024 منخفض نسبيًا.
جاء ذلك استنادًا إلى توقعات خبير بحرى صينى حضر المؤتمر، أشار إلى أن الصين تؤيد دائما حل نزاعات بحر الصين الجنوبى من خلال الوسائل السلمية. ولكن، إذا استمرت الدول خارج الحدود الإقليمية فى إرسال إشارات خاطئة، مما أدى إلى اتخاذ الفلبين إجراءات محفوفة بالمخاطر وتصعيد التوترات فى البحر، فسوف تتخذ الصين حتما الإجراءات اللازمة للدفاع عن حقوقها.
عسكرة بقيادة أمريكية
وقال الخبير الذى يدعى وو شى تسون، رئيس مركز أبحاث هوايانغ للتعاون البحرى وإدارة المحيطات والرئيس المؤسس للمعهد الوطنى لدراسات بحر الصين الجنوبى، والذى حضر مؤتمر ميونخ الأمنى الستين لصحيفة جلوبال تايمز فى مقابلة حصرية إن «العامل الخارجى الأكثر أهمية الذى يهدد استقرار بحر الصين الجنوبى حاليًا هو العسكرة التى تشجعها أو حتى تقودها الولايات المتحدة.
ووفقا لصحيفة جلوبال تايمز، قامت الفلبين فى الوقت الحالى بتسريع انتهاكها الأحادى الجانب لبحر الصين الجنوبى. فى الفترة من 2 إلى 9 فبراير، حيث انتهكت سفينة خفر السواحل الفلبينية رقم 9701 بشكل متكرر المياه المتاخمة لجزيرة هوانغيان داو الصينية (المعروفة أيضًا باسم جزيرة هوانغيان) متجاهلة التحذيرات الشفهية من خفر السواحل الصينى، واتخذت سفينة خفر السواحل الفلبينية تدابير للسيطرة على الطريق والصد. وفقًا للقانون، وشدد المتحدث باسم خفر السواحل الصينى، جان يو، فى بيان صدر يوم 11 فبراير، على أن عمليات خفر السواحل فى الموقع كانت احترافية وتفى بالمعايير.
المخاطر المحتملة
وفى حديثه عن المخاطر المحتملة التى قد تحدث فى بحر الصين الجنوبى، قال وو لجلوبال تايمز إن الولايات المتحدة تلعب دورا مهما للغاية. على سبيل المثال، فى منطقة رينآى جياو (المعروفة أيضًا باسم رينآى ريف)، ترسل الولايات المتحدة بشكل مستمر إشارات خاطئة، فتظهر التحيز، بل وتدعم الأعمال الاستفزازية التى تقوم بها الفلبين. إن التعزيز المستمر لهذه الإشارات سيؤدى إلى قيام الفلبين بالمخاطرة وتصعيد التوترات فى البحر. وردا على ذلك، ستتخذ الصين التدابير اللازمة للدفاع عن حقوقها ومطالباتها.
وأضاف: «إن العديد من ممثلى دول جنوب شرق آسيا والولايات المتحدة وأوروبا المشاركين فى مؤتمر ميونخ الأمنى لديهم خلفيات عسكرية. وآمل أن أوضح المخاطر الحالية والعوامل الرئيسية التى يواجهها بحر الصين الجنوبى من خلال التعريف بالوضع فى بحر الصين الجنوبى فى هذه المناسبة.
وأوضح للصحيفة الصينية أنه إذا استمرت الولايات المتحدة وحلفاؤها فى إرسال الرسالة الخاطئة ولم يعدلوا سياساتهم، فسيتعين على الصين اتخاذ الإجراءات اللازمة. فلم تعد قضية بحر الصين الجنوبى مجرد نزاع بين الصين والدول المطالب بها ذات الصلة بشأن السيادة على جزر وشعاب مرجانية معينة، بل أصبحت أيضًا أداة رئيسية للولايات المتحدة لاحتواء القوة البحرية للصين وتقويض علاقات الصين مع دول آسيان وخاصة دول الآسيان الطرف فى النزاع.
وأكد مجددا «لذلك، نحتاج إلى التعبير عن موقف الصين فى مثل هذه المناسبة المهمة والتأكيد مجددا على مطالب الصين».
نزاعات إقليمية
وقال: إن الدول الغربية، بما فى ذلك الولايات المتحدة، كثيرا ما تتهم الصين بالتنمر على الدول الصغيرة فى بحر الصين الجنوبى، وحتى اللجوء إلى استخدام القوة. ولكن، فى الواقع، فإن النزاعات حول بحر الصين الجنوبى هى فى المقام الأول نزاعات إقليمية، وخاصة فيما يتعلق بملكية الجزر والشعاب المرجانية. وقد دعت الصين دائما إلى حل هذه النزاعات بالوسائل السلمية، وتؤكد على أهمية المفاوضات الثنائية وبناء آليات قائمة على القواعد للحفاظ على السلام والاستقرار فى بحر الصين الجنوبى.
ثانيا، استخدمت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة «حرية الملاحة» كذريعة، ولكن فى الواقع، لم تتأثر حرية الملاحة فى بحر الصين الجنوبى أبدا بالنزاعات الإقليمية على الجزر والشعاب المرجانية. وباعتبارها المستفيد الأكبر من الأمن وحرية الملاحة فى بحر الصين الجنوبى، تؤكد الصين موقفها وتطالب كل عام بمنح الثقة للمجتمع الدولى والتأكيد على استقرار وأمن بحر الصين الجنوبى.
وأشار وو إلى أن «الصين تدعو إلى حل القضية من خلال المفاوضات السلمية، وتجنب استخدام القوة وإدخال آليات الطرف الثالث، حتى لا تزيد القضية تعقيدا». وأخذ ما يسمى بقضية التحكيم فى بحر الصين الجنوبى التى رفعتها الفلبين فى عام 2013 كمثال. ولم يفشل التحكيم فى حل النزاعات فحسب، بل جعل الوضع فى بحر الصين الجنوبى أكثر تعقيدا، مما أثر على العلاقات الصينية الفلبينية.
وشدد على أن هذا يثبت تماما أن محاولة حل قضية بحر الصين الجنوبى من خلال آليات الطرف الثالث غير مجدية ولن تؤدى إلا إلى زيادة الفوضى، وهو ما لا يساعد فى حل قضية بحر الصين الجنوبى.
وأعرب وو عن اعتقاده بأن احتمال وقوع صدام عسكرى بين الصين والولايات المتحدة فى المجال الجوى لبحر الصين الجنوبى منخفض للغاية، لكن حدة المنافسة ستزداد.
استعادة آلية الحوار
وأفاد: الأساس الرئيسى لهذا الاستنتاج هو التوافق المهم الذى تم التوصل إليه بين قادة الصين والولايات المتحدة خلال اجتماعهم فى سان فرانسيسكو عام 2023 لاستعادة الاتصالات والتبادلات العسكرية.
وقال وو إن الجانبين يعملان حاليا على استعادة آلية الحوار بين جيشيهما، وتم استعادة الاتصالات على مستوى العمل بشكل أساسى. إنها كارثة بالنسبة للصين والولايات المتحدة والاستقرار العالمى إذا نشب صراع عسكرى، حتى لو كان مجرد حادث بسيط. ولذلك، تبذل الولايات المتحدة أيضًا قصارى جهدها لتجنب الصراع العسكرى.
1
2


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.