«ما إنتى أصلك خيبانة وملكيش فى شغل البيت» دى الجملة اللى ستبدأ بها خناقة كل سنة. زى اليومين دول من كل عام ماما تبدأ تجهز للكحك وتشترى السمنة والدقيق والسكر وأتورط أنا فى العجن والتسوية والتهزيق طبعاً على الكحك اللى باعمله زى ما بتقول ماما، عشان أنا مش نافعة أكون ست بيت، دا هى برضه اللى بتقول. ويا فرحة حماتى فىّ لما ابنها يترمى فى حضنها ويقولها «الحقينى يا ماما.. هو كان إيه الفرق بين محشى الباذنجان والمسقعة». ودى نبوءة كده عالماشى من ماما برضه. أنا: ليه بس كدا يا مامتى ياحبيبتى دا الحب بيصنع المعجزات، وأنا واثقة أن حبى هينسيه طعم محشى الباذنجان. ماما: دا اللى إنتى فالحة فيه اللماضة.. اعجنى واتعلمى حاجة تنفعك. أنا: ممكن أسألك سؤال رفيع؟ ماما: لأ، ماتسأليش. أنا: هو مين أول واحد اخترع الكحك؟ ماما: تنظر لى فى اندهاش - هو أنا مش قلت ماتسأليش وركزى فى إللى إنتى بتعمليه عشان لو حاجة باظت هخليكى تعيديها من الأول ولوحدك. أنا: أكيد إللى اخترع الكحك دا كان واحد متخصص فى الدعاية والإعلان، أصلها حاجة مش طبيعية أن تكون الأكلة إللى من غير فيتامينات دى مفيش منها أى فايدة من أهم الأكلات إللى بتعبر عن التراث المصرى، وماتكملش فرحة العيد من غيره، والناس تفضل تجهز فيها من نصف رمضان دا غير الميزانية إللى بتضرب بسببها، لأ وفوق كل ده إنى أنا مى هانم أسيب Facebook وmsm وأصحابى الروشين وأعمل عجين الفلاحة عارفة يا ماما لو أصحابى عرفوا دول ممكن يقاطعونى. ماما: معلش ياحبيبتى أنا هبقى أصالحك عليهم، إنتى حطيتى السمنة يامى. أنا: لا لا مش هيقاطعونى، تخيلى يا ماما لو تصورينى وأحط الصورة على Face book دى تبقى حاجة تهلك من الضحك. ماما: وماله مش عيب، إنتى حطيتى سكر قد إيه؟ أنا: بس يا ماما الكحك ليه كل سنة بيبقى مدوّر، ماتسبينى أعمله حلقات زى الدونتس، وأبقى أنا أول واحدة تجدد فى التراث ده أنا كده هدخل التاريخ. ماما: ألف لا بأس عليكى ياحبيبتى، إنتى حاشيتى الكحك بالملبن والمكسرات. أنا: دا احتمال تخين، هو أنا عملت كل حاجة إنتى قلتى عليها ونفذت كل تعليماتك بالحرف الواحد، بش مش عارفة ليه العجينة مش راضية تمسك فى بعضها والحشو بيقع منها شكلى نسيت أحط الدقيق.؟