تولى المؤسسة العسكرية دومًا اهتمامًا كبيرًا بأبطالها الرياضيين، فتهيئ لهم المناخ الملائم لإعدادهم، وتؤهل كوادر من خيرة أبناء الشعب المصرى، وتوفر لهم كل السبل لتحقيق النجاح والفوز. وتكون المحصلة هى الإنجازات الرياضية وحصد الميداليات واحتلال المراكز الأولى، ورفع العلم المصرى خفاقًا فى كل المنابر الدولية والعربية والإقليمية. وبعد نجاح البطولة العربية العسكرية للفروسية التى أقامتها مصر بنسختها الأولى فى مدينة مصر للألعاب الأوليمبية بالعاصمة الإدارية الجديدة تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، والإشادة بتنظيمها ونتائجها؛ كان لابد لنا من لقاء أبطال الفروسية الذين حققوا المراكز الأولى فى الفردى والزوجى والفرق؛ وإلقاء الضوء على تلك المنظومة المتكاملة. يقول البطل «حمزة أسامة أمين»- بطل نادى الفروسية بالقوات المسلحة: الحمد لله أننى فزت بالمركز الأول فى البطولة ورفعت علم مصر عاليًا، والحقيقة أن هذه النتيجة قد جاءت بعد تعب ومجهود وتدريب شاق مع مدربى كابتن نور حازم، وكل القائمين على الرياضة فى القوات المسلحة. يحكى حمزة عن رحلته مع البطولة: بدأت رياضة الفروسية، وأنا عمرى 8 سنوات، وبفضل تشجيع والدتى وإصرارها كنت أتدرب فترات طويلة حتى أحببت الخيل والفروسية، كما كان يدعمنى أبى طوال الوقت حتى أصبحت بطلاً فى سن السادسة عشرة. وعن الأجواء والمناخ الذى هيأته له القوات المسلحة بنادى الفروسية، أكد أنه كان يتدرب فى نادى الفروسية القديم، ثم الجديد فى العاصمة الإدارية والذى أصبح فى غاية الجمال والروعة، وقد تعلمت فى المؤسسة العسكرية الانضباط، واحترام الوقت، وأن الجهد الكبير والمسئولية نحصدها بطولات وجوائز. يتمنى حمزة أن يصبح بطلاً عالميًا فى الفروسية، ويرفع اسم مصر ويشرّف والده ووالدته. التقيت ب«يوسف محمد حسن»- أحد أبطال نادى الفروسية الناشئين، فحكى عن مدى انبهاره بالبطولة العربية العسكرية للفروسية، قائلاً: جودة وحسن التنظيم هو أكثر ما أبهرنى، وحرص المسئولين فى القوات المسلحة أن يتواجد جمهور يشجعنا من أكثر الأشياء التى أسعدتنى أثناء البطولة، فهذا أكد لى أن رياضة الفروسية أصبحت من أهم الرياضات فى مصر، للدرجة التى جعلت الدولة تنظمها بهذا الشكل اللائق. فأنا أتدرب منذ صغرى على الفروسية، ولم يكن هناك اهتمام بها خصوصًا فى مصر وفى النوادى الأخرى، كان الاهتمام منصبًا فقط على كرة القدم، وهذا ما كان يؤثر على اللاعبين نفسيًا بالسلب، فرياضة الفروسية تحتاج إلى تركيز كبير، أما الآن فقد اختلف الأمر كثيرًا والدليل هذه البطولة التى أشاد بها الجميع، فقد قال لى الكثير من اللاعبين العرب إنهم منبهرون بالمكان والتجهيزات، وتوفير كل سبل الراحة لجميع الضيوف. وعن نادى الفروسية بالقوات المسلحة يؤكد أن المكان الجديد بالعاصمة الإدارية يطابق كل المقاييس العالمية، والأرض التى يتدربون عليها ويتسابقون فيها تفوق أفضل الملاعب العالمية والعربية، فقد سافرت دبى فى بطولة الفروسية التى أقيمت هناك قبل كورونا، وكنت أصغر لاعب بالبطولة، حيث كان عمرى 12 سنة وقتها، وكنت معجبًا بما رأيت، لكنى اليوم فخور بما رأيته فى بلدى. قابلت حليم البراشى - من أصغر لاعبى البطولة الذين لعبوا باسم القوات المسلحة المصرية والذى يبلغ من العمر 14 سنة، فقال لى: الحمد لله حصلت على المركز الثانى فى بطولة المجموعة السابعة من 14-18 سنة، وقد أكرمنى الله بعد تعب وتدريب، فأنا أتدرب منذ أن كان عمرى 6 سنوات، وبالفعل المشوار صعب لأنه يحتاج مجهودًا وانتظامًا فى التدريب، والتوفيق بى التمرين والمذاكرة خصوصًا أثناء الدراسة. وقد استفدت كثيرًا من لعبى باسم القوات المسلحة، فقد تعلمت منهم معنى الفارس ليس فقط فى الميدان، لكن فى الأخلاق أيضًا. وعن نادى الفروسية للقوات المسلحة، أكد حليم أنه من أجمل نوادى الفروسية فى مصر، وهو مؤهل بكل ما احتاجه أثناء التدريب والاستعداد للبطولة. قال د. محمد الشربينى - رئيس لجنة التحكيم بالبطولة العربية العسكرية للفروسية الأولى للأعمار السنية المختلفة: الحقيقة أن كل التجهيزات التى تم إعدادها للبطولة فوق المستوى المطلوب، من حجم الملاعب، وأرضيتها، ونجاح البطولة يجعلنا مستعدين لاستضافة بطولات أوليمبية وعالمية فى المستقبل. فقد شارك فى البطولة أكثر من 120 فارسًا دوليًا بمختلف الأعمار، وقد أظهرت المباريات مستويات متميزة، بالإضافة إلى أن هذه المباريات تكون مؤهلة للناشئين، ونهائى الأعمار السنية لبطولة المجموعة السابعة التى تشكل الدول العربية كلها فى الاتحاد الدولى، وهذه البطولة ستكون فى أكتوبر القادم، وستقوم مصر باستضافتها. يؤكد الشربينى أن الاتفاق على البطولة العربية العسكرية للفروسية الأولى، تم فى فترة وجيزة مع الدول العربية الشقيقة على مستوى العسكريين؛ أى أنها بطولة عسكرية فقط، وتكون على خيول مستعارة تقدمها الدولة المستضيفة، وقد قدمت خيولاً على مستوى ممتاز، أشاد بها كل اللاعبين من الفرسان العرب، وفى النهاية كانت النتائج مشرفة، فقد حصلت مصر على المركز الأول، وقطر فى المركز الثانى، وسوريا فى المركز الثالث. وأشار د. محمد الشربينى إلى أن حضور سيادة الرئيس كان مفاجأة رائعة، فهو أول رئيس جمهورية يحضر بطولة فروسية، مما أعطى دفعة قوية لكل المتسابقين، لا سيما الفرسان المصريين.
